تسعى العديد من المدن في العالم إلى استغلال أزمة جائحة كورونا في دعم وسائل النقل المستدام وخصوصاً الدراجات الهوائية. فما هي الإجراءات التي اتخذتها هذه المدن، وهل هي كافية لنجاح "ثورة الدراجات"؟
ففي الرابع من أيار/مايو الجاري بدأت العاصمة البلجيكية بروكسل بالمرحلة الأولى من إجراءات ما بعد الإغلاق العام، من خلال توسيع شبكة الدراجات الهوائية في المدينة على طول 40 كيلومتراً، ودعت السلطات الإقليمية المواطنين إلى استخدام الدراجات للرحلات القصيرة و تجنب الازدحام في وسائل النقل العامة.
وقالت إلكه فان دن براندت، وزيرة النقل في إقليم بروكسل العاصمة: "إنهاء الإغلاق يشكل تحديات كبيرة، والقرارات الجذرية ضرورية"، وأضافت: "هذا يمكن أن يبدأ بثورة ركوب الدراجات في بروكسل".
وإلى جانب بروكسل، تحاول مدن أخرى استخدام فترة الوباء لتجربة الدراجات كوسيلة نقل بدلاً من السيارات. ففي لندن مثلاً، حصل العاملون في المجال الصحي على إمكانية استخدام الدراجات الكهربائية مجاناً. وفي ميلانو الإيطالية، التي تضررت بشدة من الجائحة، أعلن المسؤولون عن خطط لتحويل 35 كيلومتراً من الشوارع إلى مساحات أوسع للدراجات الهوائية والمشي.
وفي ألمانيا أيضاً أدخلت السلطات تعديلات على قانون السير، بعد تفشي الفيروس، تمنع سائقي السيارات من التوقف على الممرات المخصصة للدراجات، كما فرضت عليهم المحافظة على مسافة أكبر بينهم وبين راكبي الدراجات.
واتخذت مدن أخرى في العالم إجراءات مختلفة لدعم راكبي الدراجات، مثل نيويورك ومكسيكو سيتي وفانكوفر. لكن السؤال المطروح هو: هل ستؤدي جائحة كورونا إلى تغيير أنظمة النقل العام بشكل كبير أو إلى "ثورة الدراجات" كما قالت وزيرة النقل في بروكسل؟
الخبير في المواصلات من منظمة (IEB) في بروكسل، تيل فان غيزيغيم، يرى أنه "من غير المحتمل أن يغير الوباء ديناميكيات السفر الرئيسية بشكل كبير، على الأقل في المستقبل القريب". ويوضح الخبير أن زيادة استخدام الدراجات في بروكسل مثلاً زاد في السنوات الأخيرة بشكل مطرد، وليس بسبب الوباء، ويضيف أن أكثر من نصف سكان بروكسل يعتمدون بالفعل على وسائل نقل أخرى ماعدا السيارات.
لكن مجموعة من عمدات المدن الذين يعملون مع منظمة C40، وهي منظمة عالمية تمثل نحو 100 مدينة في العالم، أكدوا في بيان مشترك في السابع من أيار/مايو أن المبادرات المرتبطة بالعمل المناخي، بما في ذلك توسيع شبكات الدراجات الهوائية "سيساعد في تسريع الانتعاش الاقتصادي وتعزيز العدالة الاجتماعية". وأضافت المجموعة: "هدفنا هو بناء مجتمع أفضل وأكثر استدامة وعدالة بعد أزمة كوفيد-19". م.ع.ح/DW
فيروس كورونا.. مصائب قوم عند بعض الشركات فوائد!
تتأثر الأسواق المالية دائماً في أوقات الأزمات، حيث تنخفض أسهم البورصة بشكل كبير، مما يؤثر على أرباح الشركات المختلفة. و لكن حتى في ظل إجتياح حمى الخوف من فيروس كورونا العالم، نجد من يستفيدون من الوضع. فمن هم؟
صورة من: Peloton
"دع القلق و شاهد نتفليكس!"
شركة نتفليكس Netflix من الشركات الرائدة في مجال خدمة البث الترفيهي في العالم، و إحدى الشركات التي إرتفعت أسهمها بينما كانت أغلب مؤشرات البورصة عالمياً في انخفاض بسبب انتشار فيروس كورونا. السبب وفقاً لخبراء البورصة بسيط: فعندما يظل الكثيرون في منازلهم خوفاً من الإصابة بالمرض، ترتفع نسبة مشاهدتهم للأفلام و المسلسلات المعروضة على نتفليكس.
صورة من: picture-alliance/AA/M.E. Yildirim
الرياضة الجماعية..عن بُعد
ا تستطيع شركة بيلوتون Peloton لدراجات التدريب المنزلية الشكوى من فيروس كورونا: فبسبب تفادي العديد من محبي الرياضة الذهاب إلى الصالات الرياضية خوفاً من الاصابة بالعدوى، ارتفع الطلب على الدراجات الرياضية المنزلية من شركة بيلوتون بشكل كبير. تتميز هذه الدراجات المنزلية بخدمة التدريب الإفتراضي التي تُمكن الشخص من التواصل مع متدربين آخرين دون الحاجة للقائهم وجهاً لوجه.
صورة من: Peloton
كورونا تصنع المليارديرات
انضم رئيس شركة الأدوية "مودرنا" ستيفان بانسل (على اليمين) لقائمة المليارديرات في العالم في وقت قصير عندما ارتفعت أسهم الشركة بعد إعلانها عن تقديم طلب لبدء إختبارات بشرية للقاح جديد ضد فيروس كورونا. و انضم إليه ليم ووي تشاي مالك الحصة الأكبر من أسهم شركة "توب جلوف" الماليزية لتصنيع القفازات الطبية.
إجتماعات العمل في المنزل
ارتفعت أسهم شركة "زووم لاتصالات الفيديو" Zoom التى توفر خدمة بث الاجتماعات عن بُعد بنسبة 50% منذ نهاية الشهر الماضى. وعزا خبراء من شركة "أبحاث بيرنشتاين" السبب إلى تفضيل الكثيرين العمل من المنزل خوفاً من الفيروس. هكذا استطاعت الشركة اكتساب أكثر من 2،2 مليون مشتركاً جديداً هذا العام، و هو ما تجاوز عدد الاشتراكات الجديدة في عام 2019 بأكمله.
صورة من: zoom.us
كورونا و حيوان "الهامستر"
تزايد الإقبال على شراء المواد الغذائية المُغلفة و المُعلبات مما أدى إلى خلو الأرفف فى محلات كبرى مثل REWE الألمانية و Carrefour الفرنسية. تُسمى هذه الظاهرة "مشتريات الهامستر" لأنه يُخزن طعام أكثر من حاجته في فمه. و أدت هذه الظاهرة إلى إقبال المستثمرين على أسهم شركات المواد الغذائية المُغلفة. كما ازدهرت أعمال شركات مثل "أمازون" و"علي بابا" بسبب الخوف من الخروج للتسوق و تفضيل الشراء الإلكتروني.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Sintesi/M. Biatta
من قال إن الخوف يصيب التجارة بالكساد؟
في ظل التلهف على شراء الكمامات و أدوات التعقيم للوقاية من فيروس كورونا، يتسابق مصنعو هذه السلع على مواكبة الطلب المتزايد و يجنون من وراء ذلك مكاسب طائلة. أكبر المستفيدين من حالة الخوف العالمية الشركة الأمريكية 3M التي تنتج الكمامات الطبية.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/Yichuan Cao
مكتب متنقل
يُفضل الكثيرون العمل من المنزل بعد انتشار فيروس كورونا في العالم خوفاً من الإصابة بالمرض، و هو ما يتطلب طريقة إلكترونية آمنة و سريعة للموظفين للاتصال بأجهزة و حواسيب العمل. هذه الخدمة تقدمها شركة TeamViewer الألمانية التى زاد عدد مستخدميها بشكل ملحوظ، خاصة في الصين. خلال يومين فقط ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 20%.
صورة من: picture-alliance/B. Kammerer
مكاسب رغم هبوط مؤشرات البورصة
أدت تقلبات أسواق المال الشهر الماضى إلى زيادة بنسبة 60% في أرباح البورصة الألمانية، مما حقق ربحاً لمجموعة Deutsche Börse AG المالكة للبورصات في ألمانيا. كان يوم 28 فبراير/شباط هوالأعلى ربحاً بحجم تداول بلغ 18،6 مليار يورو و 2،8 مليون أمر تنفيذ. و كان هذا اليوم هو الأعلى على نظام Xetra التجاري منذ الأزمة المالية في عام 2008.
إعداد: كولمان توماس، أشوتوش باندي/ سلمى حامد