من المنتظر أن يقام معرض فرانكفورت الدولي للكتاب هذا العام بالكامل بدون جمهور بسبب جائحة كورونا. وعلى هامش المغرض فاز الحقوقي وكاتب الرأي اليمني عبد الرحمن الزبيب على جائزة رائف بدوي للصحفيين المميزين والشجعان هذا العام
إعلان
أعلن أكبر معرض للكتاب في العالم، اليوم (الاثنين 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) أن المسؤولين قرروا "نظرا لارتفاع أعداد الإصابات بكورونا في فرانكفورتوكل أنحاء ألمانيا" أن يتم إقامة البرنامج في صالة الاحتفالات في المعرض "فقط بمشاركة المقدمين والمؤلفين". ويسري القرار أيضا على حفل الافتتاح مساء غد الثلاثاء الذي يبلغ عدد الضيوف المدعوين له 250 شخصا، وسيتم عقده الآن عبر الإنترنت فقط، كما سيتم متابعة الندوات على مسرح القناة الأولى في التلفزيون الألماني (أ.إير.دي) عبر البث المباشر.
وقال يورغن بوس، مدير المعرض "قامت السلطات المحلية قبل أيام قليلة بمراجعة خطة الصحة والنظافة الصحية الخاصة باستخدام صالة الاحتفالات، وأعطت تصريحا بها. غير أننا قررنا مراعاة لصحة الضيوف، تقليل المخاطر وعدم فتح الصالة للجمهور، ونأمل في أن نصل إلى العديد من المشاهدين من خلال البث المباشر". وفيما يتعلق بالبث الحي لندوات في إطار ما يعرف ببرنامج "بوكفست سيتي"، فإنها ستقام في قلب المدينة كما هو مخطط له في الفترة بين 14 إلى 18 من الشهر الجاري، وأشارت إدارة المعرض إلى أن كل أماكن الندوات استوفت شروط الحماية المعمول بها حاليا في ولاية هيسن (التي تقع بها فرانكفورت).
فوز رواية "أنيته، ملحمة البطلات"
وأعلنت لجنة تحكيم جائزة الكتاب الألماني، وهي إحدى أهم جوائز الروايات المكتوبة بالألمانية، عن منح الجائزة هذا العام للكاتبة أنا فيبر عن روايتها " أنيته، ملحمة بطلات". وتعد هذه الرواية المكتوبة في شكل شعري تأريخا لحياة آن بومانوار، التي كانت مقاتلة ضمن صفوف المقاومة الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي لفرنسا، وكانت بومانوار (96 عاما) معروفة بتقديم الدعم لليهود آنذاك، وقد حصلت ووالدها من مركز ياد فاشيم على اللقب الشرفي "منصفون بين الأمم". وتبلغ قيمة الجائزة 25 ألف يورو، بدون حضور الجمهور.
كتّاب افتراضيون - كتب من تأليف روبوتات
05:31
وحصل خمسة مؤلفين آخرون على جائزة قيمة كل واحدة منها 2500 يورو. وقد اطلعت اللجنة المكونة من سبعة أفراد على 206 رواية ظهرت في الفترة بين تشرين الأول/ أكتوبر 2019 وأيلول / سبتمبر .2020 وقالت لجنة التحكيم إن قوة المؤلفة في السرد يمكن تشبيهها بقوة بطلتها، وأضافت أن "الإيقاع الحديث للشكل القديم للملحمة يخطف الأنفاس". وكانت المؤلفة فيبر (55عاما) وُلِدَتْ في مدينة أوفنباخ، وبعد حصولها على الثانوية العامة انتقلت إلى فرنسا حيث لا تزال تعيش هناك حتى اليوم، وقد عملت أولا كمترجمة، وذلك قبل أن تعمل في نشر نصوص خاصة بها منذ نهاية التسعينيات، وهي تكتب مؤلفاتها بالألمانية تارة وبالفرنسية تارة أخرى، ثم تقوم بنفسها بترجمتها إلى اللغة الأخرى. وقد تعرفت المؤلفة شخصيا على بطلة قصتها وكانت البطلة قد تأثرت بقرار فيبر الكتابة عنها، وكانت بومانوار ناشطة في المقاومة الفرنسية وعضوا في الحزب الشيوعي، كما أنها كانت تقاتل من أجل إنهاء الاستعمار الفرنسي للجزائر. ويجري توزيع جائزة الكتاب الألماني منذ عام .2005
حقوقي يمني يحصل على جائزة رائف بدوي
حصل المحامي الحقوقي وكاتب الرأي اليمني عبد الرحمن الزبيب على جائزة رائف بدوي للصحفيين المميزين والشجعان هذا العام. وأعلن متحدث باسم مؤسسة "فريرديش نويمان" الألمانية أن المؤسسة ستمنح جائزتها للحرية مع اتحاد تجارة الكتب الألمانية يوم الأربعاء المقبل. وبسبب جائحة كورونا لن يكون بالإمكان منح الجائزة كما هو معتاد خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، ولكن سيُجرى التكريم عبر الإنترنت. ومن المقرر أن تلقي المقررة الأممية المعنية بعمليات الإعدام التعسفي وخارج نطاق القضاء، أجنيس كالامارد، خطابا خلال مراسم منح الجائزة.
في صور.. 70 عاما على معرض فرانكفورت الدولي للكتاب
تشتهر فرانكفورت بعراقة سمعتها كمدينة للكتب. بعد الحرب العالمية الثانية نظمت أول معرض للكتاب عام 1949 ليشكل بداية ثقافية جديدة بعد موجة الشمولية للنظام النازي. معرض 2019 تمتد فعالياته من 16 حتى 20 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: picture-alliance/R. Koll
بداية جديدة في فرانكفورت
كراسي قابلة للطي ورفوف مصفوفة مؤقتة من الكتب كانت تمنح لزوار معرض فرانكفورت للكتاب الأول في سبتمبر 1949 نظرة عن سوق الكتاب في ألمانيا. والتطلع إلى ثقافة وأدب من بلدان أخرى غير خاضعين للرقابة كان كبيرا. والتقسيم بين الشرق والغرب أدى إلى تأسيس معرض للكتاب في فرانكفورت (ألمانيا الاتحادية) وآخر شرقي في لايبزيغ (ألمانيا الديمقراطية).
صورة من: picture-alliance/R. Koll
التعطش للأدب
بعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية بقليل تم تنظيم معرض الكتاب في فرانكفورت من قبل نادي الكتاب وتجار كتب ملتزمين. ومن الـ 18 إلى الـ 23 سبتمبر 1949 كان بإمكان ناشرين وبائعي الكتب وكتاب ومهتمين مشاهدة ما يعرضه 205 عارضا وربط الاتصالات الأولى. 14.000 زائر قدموا إلى كنيسة باولوس بفرانكفورت حيث تم عرض 8500 كتاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/frm
الانتقال إلى أروقة المعرض الكبرى
معرض الكتاب توسع حجمه بشكل كبير بحيث أن دور نشر أكثر من الخارج كانت ترغب في عرض كتبها. وفي 1951 تم الانتقال إلى أروقة المعرض الكبرى. وتجارة الكتب في ألمانيا استفادت من منح جائزة السلام لدور النشر الألمانية التي تجتذب جمهورا دوليا. وفي 1953 وللمرة الأولى كان عدد دور النشر الأجنبية أعلى من دور النشر الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Koll
حمى كرة القدم
قصد مؤسسي معرض فرانكفورت للكتاب كان سياسيا بامتياز. وكان الهدف هو تقديم ألمانيا بعد الدكتاتورية النازية وهجرة الكثير من الناشرين والكتاب إلى الخارج كأمة ثقافة أمام العالم. وبعد الفوز الألماني في بطولة العالم لكرة القدم في 1954 اجتاحت حمى كرة القدم الوطنية أيضا المعرض. موظفو دار نشر Burda كانوا يرتدون ملابس رياضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Koll
موعد الخريف التقليدي
موعد المعرض في أكتوبر تحول بسرعة في فرانكفورت إلى تقليد. أما معرض الكتاب في لايبزيغ فكان في المقابل يبدأ في الربيع حتى يتمكن الناشرون وتجار الكتب ورجال الأدب وكذلك الكتاب من الالتقاء في كلا الموعدين. وكثير من المهاجرين ـ ناشرون وأدباء ـ وطئت رجلهم مجددا ألمانيا لحضور معرض الكتاب. وفي 1957 عرضت 1300 من دور النشر إصداراتها الجديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Koll
مركز تجارة التراخيص
والإصدارات الجديدة لدور النشر الألمانية كانت أيضا مرآة لجمهورية ألمانيا الفتية. ففي معرض فرانكفورت لم تكن تعرض فقط الأدب الرفيع وكتب مصورة قيمة، بل ابتداء من منتصف الستينات كتب مشورة شعبية وكتب جيب رخيصة. وفرانكفورت تحولت في الأثناء إلى مركز حيوي للتراخيص الدولية والكتاب إلى بضاعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Koll
ثوار الأدب
وسنوات الاحتجاجات الطلابية في جمهورية ألمانيا الاتحادية خلفت أيضا في معرض الكتاب بصماتها. ففي 1968 دخل المعرض في فرانكفورت سجل التاريخ "كمعرض الشرطة". موظفو الشرطة أغلقوا مدخل أروقة المعرض حيث عبر متظاهرون عن غضبهم من منح جائزة السلام للرئيس السنغالي سنغور. وحتى الاحتجاجات ضد دور النشر اليمينية أربكت حركة المعرض.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Heuse
فضائح الأدب
وفي كل مرة تسببت فضائح حول إصدارات كتب مثيرة سياسيا صدى إعلاميا واسعا. كما حصل في 1989 مع "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي. وحتى حظر القصة الغرامية Esra لماكسيم بيلر الذي استولى بعد مفاوضات شاقة على محبوبته السابقة، أوقدت حتى 2008 الخواطر.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Eilmes
جائزة نوبل للأدب المتأخرة
وتم منح جائزة نوبل للأدب لعام 2018 في عام 2019 حيث حازت عليها الكاتبة البولندية أولغا توكارجوك وتلقت خبر فوزها اثناء تواجدها في ألمانيا. ومن المرتقب أن تزور أولغا توكارجوك معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام.
صورة من: Reuters/T. Schmuelgen
الفائز بجائزة نوبل للأدب بيتر هاندكه
وحتى كتب بيتر هاندكه، الفائز بجائزة نوبل للأدب 2019 ستثير بالتأكيد نقاشات خلافية هذا العام في المعرض. وقد حقق الاختراق الأول في 1966 بقطعته المسرحية "شتم الجمهور" التي يتعرض فيها الممثلون بالشتم في وجه الجمهور. كما أن موقفه المساند للصرب في حرب البلقان وكتابه " إنصاف صربيا" يثيران الجدل.
صورة من: Imago/Agencia EFE/C. Cabrera
محور البلدان المضيفة
وبواسطة "محور البلدان" الذي يعتني ببلد مضيف يمنح المعرض لبلدان منتقاة منذ 1988 فرصة تقديم عطاءها الأدبي. وإيطاليا كانت البلد المضيف الأول. وفي 2006 عرضت الهند تنوعها اللغوي والخطي. وفي هذا العام ستكون النرويج البلد المضيف.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
تنوع الكتب للجميع
نموذج معرض فرانكفورت للكتاب بمنح البلدان المضيفة المجال وتحويل الاهتمام العام إلى أدبها الوطني وجد تقليدا في العالم. فتجارة حقوق الترجمة هي اليوم مكونا محوريا في معرض الكتاب. أكثر من 390.000 كتاب وكتب مسموعة وأخرى إلكترونية ومنتجات رقمية يتم عرضها في فرانكفورت. إعداد: هايكه موند وغابي رويشر/ م.أ.م
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Dedert
12 صورة1 | 12
وجاء في بيان لجنة التحكيم أن الزبيب يتمسك باستقلالية الصحافة ويرى نفسه صوتا للناس الذين يدافعون عن حقوق الإنسان. وبحسب البيان، يتناول الزبيب (39 عاما) في أعمدته القضايا الاجتماعية ويبادر بمقترحات لإجراء تغييرات قانونية بصفته محام. وذكر البيان أنه على الرغم من الفقر والحرب، يوجد في اليمن مجتمع مدني حيوي بشكل مذهل، وأضاف: "عبد الرحمن الزبيب يقوم بدور مفصلي مهم للغاية بين وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية". وسُميت الجائزة الصحفية على اسم المدون السعودي المسجون رائف بدوي، الذي حُكم عليه بالجلد ألف جلدة والسجن عشر سنوات بسبب كتاباته التي تنتقد الإسلام.