كوشنر حث ولي العهد السعودي على اعتماد الشفافية بشأن خاشقجي
٢٢ أكتوبر ٢٠١٨
قال جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض أنه قد حث ولي العهد السعودي على اعتماد الشفافية بشأن مقتل جمال خاشقجي، مؤكداً أن العالم ينتظر رواية الرياض حول اختفاء الصحفي، كما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء .
إعلان
قال جاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، إنّ البيت الأبيض لا يزال يجمع الحقائق حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ويريد الحفاظ على التحالف الأمريكي مع المملكة العربية السعودية، متحفظا في التعليق على دور حكومة المملكة العربية السعودية فيما جرى.
من ناحية أخرى، نقلت محطة إيكو موسكفي الإذاعية الروسية عن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قوله اليوم إن الولايات المتحدة ترغب في معرفة كل التفاصيل المتعلقة بكيفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وإن المحادثات ستتواصل مع السلطات السعودية. ونسبت المحطة إلى بولتون القول خلال زيارة لموسكو "نريد معرفة الحقيقة وليس مجرد الكلام. من المهم في المقام الأول أن نعرف سبب موته. من قتله؟ نريد معرفة الحقيقة الكاملة عن هذه العملية".
واعترف السعوديون في وقت متأخر يوم الجمعة الماضي بأن الكاتب المعارض توفي خلال شجار واشتباك بالأيدي داخل القنصلية، التي ذهب إليها للحصول على وثيقة تتعلق بزواجه المرتقب.
وقال كوشنر إنه نصح الأمير محمد بن سلمان بأن يكون "شفافا" بشأن الحادث. ولدى سؤاله عن جواب ولي العهد السعودي عن هذا الطلب، قال كوشنر نقلا عنه قوله "سنرى" . وردا على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تعيد تقييم ولي العهد كحليف، قال كوشنر "بمجرد حصولنا على جميع الحقائق، سنقوم بإجراء تقييم". وتابع كوشنر "في الوقت الحالي كإدارة، نحن نركز على مرحلة تقصي الحقائق ومن الواضح أننا نحصل على أكبر عدد ممكن من الحقائق من أماكن مختلفة.. يجب أن نكون قادرين على العمل مع حلفائنا، واعتقد أن المملكة العربية السعودية حليف قوي للغاية".
وأضاف كوشنر أن المملكة ساعدت الولايات المتحدة في مكافحة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وانخرطت السعودية وإيران في ما يشبه حرباً بالوكالة في اليمن، حيث تدعمان الأطراف المتنافسة في حرب أهلية دموية.
م.م/ ي.ب (رويترز/ د ب أ)
تركيا والسعودية.. تاريخ طويل من المد والجزر وأشياء أخرى
على مدى قرنين من الزمن، مرت العلاقة بين السعوديين والأتراك بفترات مختلفة: حروب وقطيعة، برود وتباعد، استقرار وازدهار، انتكاسة وتوتر. مزيد من الضوء على هذا الموضوع في ملف الصور التالي.
حرب فتاكة
شهدت العلاقات بين آل سعود والعثمانيين تاريخ طويل من التوتر وصل حد الحرب. وعلى سبيل المثال شنت الدولة العثمانية وإبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا والي مصر، بين عامي 1811 و1818 حرباً على الدولة السعودية الأولى انتهت بهزيمة السعوديين واندثار دولتهم الأولى وتدمير عاصمتها الدرعية.
صورة من: picture alliance/dpa/CPA Media Co. Ltd
عهد جديد
في الثالث من آب/ أغسطس 1929، شهدت العلاقات الحديثة بين تركيا والسعودية بداية جديدة، إذ اعترفت تركيا بالسعودية. وفي هذه الفترة بالذات، وقع البلدان اتفاقية سلام وصداقة مشتركة، ولكن بقيت تلك العلاقات تتسم بالبرود حتى ثمانينات القرن العشرين، رغم أن البلدين كان مناهضين للمعسكر الشيوعي/الشرقي في الحرب الباردة.
الثمانينات.. المصالح تقرب البعيد
كانت تركيا والسعودية أكثر الدول المتضررة من أزمة النفط التي تسببت فيها الحرب بين العراق وإيران، ما نتج عنه تقارب بين البلدين؛ ولأن تركيا كانت تستورد النفط من السعودية عبر العراق، فقد زار الرئيس التركي آنذاك "كنعان إيفرين" السعودية عام 1984. وفي نفس العام، زار رئيس الوزراء التركي "تورغوت أوزال" أيضاً السعودية. الغاية كانت البحث عن طرق جديدة لتمديدات النفط وبناء علاقات حيوية واستراتيجية بين الطرفين.
صورة من: picture alliance/UPI
التسعينات..الحيوية والفعالية في العلاقات
كان لاحتلال العراق للكويت في بداية التسعينات، دوراً فعالاً في إيصال العلاقات بين أنقرة والرياض إلى أعلى مستوى من الحيوية والفعالية. حيث دعم الرئيس التركي حينها تورغوت أوزال، الموقف السعودي المعارض لهذا الاحتلال. هذا الدعم، دفع بالسعودية إلى التعبير عن امتنانها لتركيا ليس فقط برسائل وإنما بتقديم مليار دولار لصالح الخزينة المالية للجيش التركي، بالإضافة إلى هبة نفطية بمقدار 1,2 مليار بدون أي مقابل.
صورة من: picture-alliance/ dpa
2003.. انتعاش بعد جمود في العلاقات
طرأت الكثير من التغيرات على الحكومات التركية وغاب الاستقرار عن أوضاعها في الجانب السياسي والاقتصادي مما جعل العلاقة بين تركيا والسعودية تعرف نوعاً من الجمود. لكن عام 2003، سيجد البلدان نفسيهما في حاجة إلى التعاون خاصة بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، وظهور مستجدات سياسية واقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: AP
زيارات وصفقات تسليح
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، زار الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز تركيا، لكن الأمر لم يتوقف هنا وإنما تكررت الزيارات بين البلدين وذلك لتقوية العلاقات من الجانبين العسكري والاقتصادي. حيث تم توريد بعض الأسلحة التركية إلى السعودية، كما اهتمت شركات تركية بتصليح وتحديث المعدات العسكرية السعودية وأيضاً التوقيع على عقود لطائرات بدون طيار والعربات المدرعة وغيرها.
صورة من: AP
الأزمة السورية.. اتفاق ثم اختلاف
عززت الثورة السورية التقارب بين الرياض وأنقرة. إذ سعى الطرفان إلى إسقاط نظام بشار الأسد. لكن هذا التقارب لم يستمر طويلاً. فقد افترقت الدروب وانشغلت السعودية بحرب اليمن، فيما سيطر على تركيا هاجس قيام دولة كردية في شمال سوريا.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Suleyman
حرب اليمن.. بداية الصراع العلني
توتر العلاقات برز أكثر في الأزمة اليمنية. إذ أنه بالرغم من أن تركيا وقفت إلى جانب السعودية في عملية "عاصفة الحزم"، إلا أن مصالح البلدين عادت لتفترق من جديد.
صورة من: Reuters/Saudi Press Agency
الأزمة القطرية.. تباين في التوجهات
في 5 يونيو/ حزيران 2017، أعلنت بعض الدول العربية ومنها السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر؛ مبررين ذلك بتدخلها في شؤونهم الداخلية ودعم الإرهاب. في تلك الأثناء التزمت تركيا الحياد لفترة، لكنها لم تلبث حتى أعربت عن وقوفها إلى جانب قطر. وصرح رجب طيب أردوغان في 9 يونيو/حزيران 2017 بأن تركيا ستستمر بدعم أشقائها القطريين، ولن تتركهم وحدهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/K. Ozer
2017.. حرب إعلامية
كانت السنة الفائتة سنة استثمار سعودي كبير في تركيا. إلا أن هذا لم يمنع البلدين من شن حرب إعلامية على بعضهما. إذ شكل موقف تركيا من القدس مادة دسمة للإعلام السعودي. في حين انهارت "الهدنة" التي تبناها الإعلام التركي لزمن، وشن هو الآخر هجوماً إعلامياً على السعودية، على خلفية الأزمة مع قطر وصراع الرياض مع الإخوان المسلمين.
صورة من: picture alliance /dpa/Saudi Press Agency
2018.. عام تبديد الخلافات؟
بالرغم من أن التنافس بين السعودية وتركيا حول قيادة العالم الإسلامي قد يبدو جلياً للبعض، إلا أن وسائل الإعلام التركية قد أعلنت عن زيارة مرتقبة لولي العهد محمد بن سلمان إلى أنقرة، وهو ما جعل البعض ينتظر هذه الزيارة التي من الممكن أن تذيب أي خلاف يكون قد نشب مؤخراً ويعيد للعلاقات حيويتها من جديد. إعداد: مريم مرغيش