كوفيد-19.. آمال في انتهاء الجائحة للأبد ومخاوف من أوبئة أخرى
١٣ ديسمبر ٢٠٢٢
رغم التراجع الهائل في أعداد الإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19، إلا أن الجائحة لم تنته بعد، فيما يحذر الباحثون من أوبئة أخرى قد تنتشر مع استخلاص العبر من الأزمة للاستعداد بشكل أفضل مستقبلا.
إعلان
قبل ثلاث سنوات، أي في نهاية عام 2019، ظهر في ووهان الصينية فيروس كورونا المستجد، ونتج عنه وباء كوفيد-19، الذي أحدث بلبلة معممة في العالم، بإصابة نحو 650 مليون إنسان بالمرض، وتسببه في وفاة نحو 6,7 مليون شخص، حسب إحصائيات عملاق البحث غوغل (غوغل نيوز).
ورغم التراجع الهائل في عدد الإصابات والوفيات إلا أن منظمة الصحة العالمية حذرت في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الحالي من أن جائحة كورونا لم تنته بعد.
وفي حين يتمتع ما لا يقل عن 90 % من سكان العالم بمناعة نسبية لفت مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبرييسيوس إلى وجود "مكامن خلل في المراقبة والفحوصات.. والتلقيح تستمر في توفير الظروف المثالية لبروز متحورة جديدة مقلقة قد تتسبب بنسبة وفيات كبيرة".
ومنظمة الصحة العالمية هي الطرف المخول إعلان انتهاء جائحة ما. وقال فيليب سانسونيتي عالم الميكروبيولوجيا في معهد باستور: "يشكل ذلك لحظة غاية في الأهمية وغالبا ما تكون مثار جدل" مشيرا إلى أن المنظمة ليست مستعدة "لإعلان انتهاء" الجائحة.
هذا غير مرجح. فوباء المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) الذي انتشر على الصعيد العالمي في 2003 وتسبب بوفاة نحو 800 شخص تم احتواؤه بفضل إجراءات عزل وحجر.
وسبق "القضاء" على فيروس الجدري في العام 1980 بفضل حملة تلقيح قادتها منظمة الصحة العالمية.
إلا أن هذا السيناريو يبقى نادر الحدوث. وشدد فيليب سانسونيتي على أن "القضاء على فيروس يعني أن المرض يجب أن يكون ظاهرا سريريا وألا يكون هناك مضيف حيواني وينبغي توفير لقاح فعال جدا يحمي مدى الحياة. إلا أن كوفيد-19 لا تتوافر فيه أي من هذه الشروط".
والمصابون بكوفيد غالبا ما لا تظهر عليهم أعراض، ما يؤثر سلبا على إجراءات العزل. وخلافا للجدري، ينتقل الفيروس إلى الحيوانات وقد يستمر بالانتشار في صفوفها وإصابة البشر مجددا.
يضاف إلى ذلك أن اللقاحات تحمي من أشكال المرض الخطرة لكنها لا تحمي كثيرا من الإصابة مجددا وثمة ضرورة للحصول على جرعات لقاح معززة.
ورأى إيتيان سيمون-لوريير مدير وحدة الجينوميات التطورية لفيروسات إيه أر أن في معهد باستور "تُترك الفيروسات تنتشر بشكل كبير جدا في هذه الأيام" فكلما أصابت شخصا يمكن أن تظهر متحورات جديدة وقد تتسبب بأشكال قوية نسبيا للمرض. وحذر "ما من سبب يدفعنا إلى الاعتقاد انه سيصبح أكثر لطفا مع أن هذا الاعتقاد يناسب الجميع".
وقد تظهر فيروسات أخرى تضرب الجهاز التنفسي: فمنذ ظهور متلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) وكوفيد "رصدنا حوالى عشرة فيروسات كورونا لدى وطاويط قد تنتقل عدواها إلى البشر" على ما كشف أرنو فونتانيه الخبير في الأمراض الناشئة في معهد باستور.
فـ 60 إلى 70 % من الأمراض الناشئة، حيوانية المصدر، أي أنها تنتقل بشكل طبيعي من الحيوانات الفقرية إلى الإنسان وعلى العكس.
ومع احتلال البشر لمناطق أوسع في العالم ومن خلال السفر وتكثيف التفاعل مع الحيوانات، يساهم الإنسان في تغير النظام الإيكولوجي وتسهيل انتقال الفيروسات.
ورأى أرنو فوتانيه أنه "يمكن وينبغي القيام بالكثير في بداية أي وباء" ففي العام 2020 قررت الدنمارك حجرا في وقت مبكر ما سمح لها بالخروج منه بوقت أسرع.
وقال الباحث إنه من الضروري أيضا "التمتع بقدرة على تطوير فحوصات بشكل مبكر جدا" في بداية انتشار الوباء ما يسهل عزل المرضى بسرعة كبيرة "لكن للأسف لا زلنا اليوم نستجيب ولا نستبق".
ونوقش الأسبوع الماضي في جنيف مشروع اتفاق عالمي حول إدارة الجوائح أملا في تجنب الأخطاء التي طبعت مكافحة كوفيد-19.
ص.ش/ أ.ح (أ ف ب)
في صور.. أرقام صادمة لوفيات كورونا في ألمانيا
تجاوزت حصيلة الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز الـ 100 ألف حالة، والأرقام القيساية تواصل تصاعدها المقلق لتبلغ لأول مرة 70 ألف إصابة لليوم الواحد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
حصيلة مؤسفة
بسبب كورونا فقد هذا الرجل زوجتة التي يزور قبرها في مقبرة بمدينة بون. والمتوفاة هي ضمن 100 ألف حالة وفاة في البلاد على صلة بوباء كورونا. ومرة أخرى تعاود أعداد الوفيات ارتفاعها تماشيا مع ارتفاع الإصابات منذ بداية الخريف. في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بلغت الوفيات 66 حالة، لكن في 21 من الشهر الموالي، سجلت 200 حالة في ذلك اليوم، وفق معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأوبئة.
صورة من: Ute Grabowsky/photothek/imago images
الإنذار الأخير
على هذا التابوت كتبت عبارة "احذر العدوى"، في إشارة إلى أن الشخص المتوفى كان مصاباً بكورونا. وهي رسالة لباقي العاملين في شركة دفن الموتى لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. ومازال غير الملقحين أكثر عرضة لمسار خطير لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. لكن أعداد المصابين بين الملقحين بدورها في ازدياد.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
قلق على المسنين
في الأيام الأخيرة شهدت دور رعاية المسنين انتشاراً للإصابات رغم تلقي غالبية نزلاء هذه المنشآت للقاحات كاملة. من ثمّ أضحت الفحوصات الدورية إجراء ضروريا بهدف حصر الإصابات. في الوقت ذاته يحتدم النقاش في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية حول جعل اللقاح إلزاميا للعاملين في هذا القطاع.
صورة من: Jens Kalaene/dpa/picture alliance
.. وعلى الصغار أيضا!
في دور الحضانة والمدارس الألمانية تحولت فحوصات كورونا إلى إجراء يومي اعتاد عليه الأطفال. فلا مكان في البلاد يتم فحصه بهذا القدر من الاستمرارية والصرامة كما يحصل في المدارس ودور الحضانة. بيد أن نسبة الإصابة لدى الفئة العمرية ما بين الخامسة والرابعة عشر هي الأعلى على الإطلاق.
صورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
ضغط شديد على أقسام العناية المشددة
هذا الطبيب في إحدى أقسام العناية المركّزة في مدينة لايبزيغ يعالج رجلاً تدهورت حالته بسبب كوفيد-19. وإذ طالبت هيئة الأطباء الألمان باتخاذ تدابير سريعة، فإنها لم تستبعد إغلاقا شاملا جديدا لتخفيف الضغط على أقسام العناية المركزة. وبالفعل أعلنت مستشفيات ولاية ساكسونيا أنها لم تعد قادرة على استقبال مرضى جدد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
معيار جديد لرصد الحالة الوبائية
أدخلت السلطات الألمانية مستوى نسب ملء المستشفيات ضمن القياسات المعتمدة لرصد تطور الحالة الوبائية للبلاد. يضاف إلى ذلك أن مرضى كوفيد في الموجة الرابعة من الحالات الخطرة، هم أقل سنّاً مقارنة بذات الحالات في موجات الوباء السابقة. ما يعني أن مدة بقائهم في المستشفيات تكون أطول.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
الفيروس في كل مكان
هذا المشهد في محطة القطارات في هامبورغ والذي يظهر جليّاً التجمعات الحاصلة في المنشآت العمومية وفي وسائل المواصلات العامة، ما هو إلا مثال عما تشهده أماكن عديدة. ولهذا يطالب الكثيرون باعتماد صريح على ما بات يعرف بـ"3G" على الأقل. أي إما أن يكون الفرد معافاً أو ملقحا أو خاليا من المرض وفق فحص سلبي. ومن لم يحترم القواعد يدفع غرامة مالية بقيمة 150 يورو.
صورة من: Eibner/imago images
بيتي هو مكتبي
من يسمح له العمل من المنزل، عليه القيام بذلك. فلابد من التقليل قدر الإمكان من الاتصالات المباشرة بين الناس، وفق المسؤولين.
صورة من: Imago/S. Midzor
أسواق عيد الميلاد
أسواق عيد الميلاد فُتحت من جديد في عدد من المدن الألمانية وتحت إجراءات احترازية مشددة. لكن في ولاية بافاريا حيث الإصابات شديدة الارتفاع تمّ إلغاؤها. ليس هذا فحسب، بل عاد الإغلاق الشامل في بعض مناطق الولاية والتي سجلت معدل وباء بلغ ألفاً بين كل مائة ألف إصابة.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
أخذ اللقاح في سيارتك الخاصة
لأن ألمانيا لم تحقق بعد النسبة المرجوة من التلقيح والتي تعادل 75 بالمائة على الأقل، تعتزم الحكومة الاتحادية إعادة فتح مراكز التلقيح وفتح أخرى في مآرب للسيارات تكون وسط المدينة وبالتالي يكون الوصول إليها سهلا على الناس في سبيل تشجيعهم على تلقي اللقاح. هذه المراكز ستستخدم أيضا لتوزيع الجرعة التنشيطية للقاحات كورونا.
صورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance
الجرعة الثالثة
أطلقت الحكومة الألمانية توصيات بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح بالنسبة للجميع، معللة ذلك بتراجع مستوى المناعة في مدة أقصاها ستة أشهر. وهناك إقبال شديد على هذه الجرعة في عدد من المراكز ما بات ملحّاً توفير أماكن أخرى لذلك.
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture alliance