قامت شركة الرحلات المكوكية EADS Space Tranportation ببناء المختبر الفضائي "كولومبوس" في مدينة بريمن الألمانية، التي سبق لها وأن قامت ببناء المختبر الفضائي "Spacelab" في السبعينات. وقد اشترك في عملية إعداد وتطوير مختبر كولومبوس عشر دول أوروبية. وسيتم نقل المختبر الذي بلغت تكلفته 880 مليون يورو بطائرة شحن خاصة من مدينة بريمن إلى مركز كندي الفضائي في ولاية فلوريدا الأمريكية. وفي خريف عام 2007 سيتم نقله بواسطة مكوك فضائي أمريكي إلى محطة الفضاء الدولية ISS. وتعليقا على اللجوء الى المكوك الامريكي قال رئيس شركة EADS ST إيفرت دودوك "ليس لدينا خيار آخر سوى الاستعانة بالمكوك الفضائي الأمريكي". ومن المقرر أن يتم ربط مختبر كولومبوس بالمحطة الفضائية وأن يعمل معها لمدة 15 سنة. وعلى شركة EADS ST أن تبقى مسئولة عن تشغيل واستخدام المختبر.

علبة ذات مختبر متخصص

يشبه شكل الوحدة الخارجي للمختبر، والتي يبلغ قطرها 4,5 متر، علبة فضية. أما جدارها الخارجي فقد تم تصنيعه من مادة خاصة تقي المختبر من اصطدامات مع جسيمات فضائية صغيرة ومع الخردة السابحة في الفضاء. يتسع مختبر كولومبوس لثلاثة أشخاص لا غير، كما أن بإمكان الباحثين العاملين فيه إجراء تجارب في مجالات التكنولوجيا البيولوجية والفيزياء والطب مثلا، التي لا يمكن إجراءها على الأرض بسبب قوة الجاذبية. فطريقة عمل بعض المواد أو السوائل تختلف في الفضاء عن طريقة عملها على سطح الأرض. كما ويهتم الباحثون بعملية انصهار بعض المواد المعدنية وامتزاج المواد السائلة في الفضاء. ويمكن لهم في مختبر كولومبوس إجراء الأبحاث على خلايا وأنسجة معينة وجسيمات صغيرة لاسيما على أنواع جديدة من النباتات وعلى حيوانات تفتقر للعمود الفقري.

افتتاح متأخر

مع تطوير مختبر كولومبوس ترى صناعة الفضاء الأوروبية نفسها مستعدة تمام الاستعداد لمشاريع مستقبلية أخرى. وقد قال مدير المشروع غونتر براندت من شركة EADS ST "إن مشروع كولومبوس قد حقق تواصلا كبيرا بين البلدان الأوروبية. ولا يرى براندت قيام وكالة الفضاء الأوروبية بالاستعانة بالمكوك الفضائي الأمريكي من أجل نقل المختبر الفضائي الذي يبلغ وزنه 13 طنا الى الفضاء على انها مشكلة، ذلك على الرغم من التأجيلات الكثيرة التي حصلت والعائدة إلى أسباب تقنية. فقد كان من المقرر في بادئ الأمر أن يتم تجهيز مختبر كولومبوس حتى تشرين الأول / أكتوبر 2004. غير أن انفجار السفينة الفضائية "كولومبيا" في الأول من شباط / فبرايرعام 2003 الذي لقي فيه أعضاء الطاقم السبعة حتفهم ـ قد حال دون انطلاق المختبر إلى الفضاء.

استغلال الاستراحة الجبرية من أجل التعديل

يقول مدير المشروع براندت الذي يطلق على مختبر كولومبوس اسم البرميل نظرا لشكله الخارجي: "إن كل تأجيل لإطلاق المختبر من قبل ناسا يشكل خيبة أمل بالنسبة لنا طبعا". " ولكننا قمنا باستغلال هذا الوقت خير استغلال لإجراء بعض التعديلات. وهكذا فقد تمكنا من تسهيل عملية تشغيل المختبر، عن طريق إدخال أجهزة حاسوب أسرع وإضافة المزيد من الكوابل."

بالإمكان الآن إطلاق مختبر كولومبوس إلى الفضاء. في الحفل الذي أقيم في مدينة بريمن بمناسبة إنجاز المشروع قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل بتقديم تمنياتها للمختبر بالنجاح قائلة "أتمنى لك رحلة سعيدة إلى الفضاء". وقالت إنه عن طريق كولومبوس سنتمكن من الحصول على إمكانيات علمية لا تقدر بثمن. وقد أيدت ميركل تقديم الدعم المالي لمجال الأبحاث الفضائية قائلة:" إنه مجال صغير ولكنه جميل للغاية ومناسب جدا لدولة تعتبر نفسها دولة تكنولوجيا عالية ورائدة من ناحية علمية."

دويتشة فيلة