كولومبيا في حداد بعد سقوط أكثر من مئتي قتيل في سيول وحلية
٢ أبريل ٢٠١٧
ذكر مسؤولون كولومبيون أن حصيلة السيول الوحلية والانهيارات الأرضية في مدينة موكوا، بلغت أكثر من مئتي قتيلاً إضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين، والرئيس سانتوس يعلن حالة "الكارثة الرسمية" تسريعا لعمليات الإنقاذ.
إعلان
دمار كبير في مدينة موكوا الكولومبية بعد كارثة السيول
00:57
تلزم كولومبيا الحداد إثر مقتل أكثر من مئتي قتيل ومئات المفقودين والجرحى في سيول وحلية ناجمة عن أمطار غزيرة تنهمر على منطقة الأنديز طالت البيرو والإكوادور أيضاً.
وأحصى الصليب الأحمر 206 قتلى و202 جرحى و220 مفقوداً بعد الكارثة التي ضربت في وقت متأخر من ليل الجمعة مدينة موكوا مقر منطقة بوتومايو بجنوب كولومبيا، مع احتمال ارتفاع الحصيلة.
من جانبه كتب الرئيس خوان مانويل سانتوس على تويتر: "قلوبنا مع عائلات الضحايا والأشخاص الذين طالتهم هذه المأساة"، وقد توجه إلى الموقع حيث تولى قيادة عمليات الإغاثة. وأعلن الرئيس حالة "الكارثة الرسمية" من أجل "تسريع" عمليات الإنقاذ.
ونقل التلفزيون صوراً مؤثرة لمدينة موكوا البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة والمحرومة من الكهرباء والماء، بدت فيها شوارع غطتها الوحول والصخور، وعسكريون يحملون أطفالاً بين أنقاض المنازل، وسكان ينتحبون وسيارات محطمة ونفايات في كل مكان.
وقال سانتوس: "للأسف، الأرقام الجديدة (...) تصل إلى 193 قتيلاً و202 جرحى"، فيما أوضح مسؤول في الصليب الأحمر لوكالة فرانس برس أن الرئيس يفيد عن عدد الضحايا الذين تم التعرف إلى هوياتهم جراء سيل الوحول الذي غمر موكوا قرابة الساعة 23,30 من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي (4,30 من صباح السبت بتوقيت غرينتش) نتيجة فيضان أنهار.
وتسببت الأمطار الغزيرة في زيادة منسوب مياه ثلاثة أنهار حيث فاضت المياه على ضفافها. وتدفق الطين والمياه إلى 17 حيا في منطقة موكوا، بحسب ما ذكره كارلوس إيفان ماركيز، مدير خدمات الطوارئ الوطنية.
وتحدث مدير جهاز الإغاثة في الصليب الأحمر سيزار أوروينيا عن كارثة "كبيرة الحجم"، موضحاً أنها طالت 300 عائلة ودمرت 25 مبنى سكنياً وألحقت أضراراً بالغة بـ17 حياً.
ويشارك أكثر من ألف عسكري وشرطي في عمليات الإغاثة، بحسب وزير الدفاع لويس كارلوس فييغاس الموجود في الموقع أيضاً على غرار أعضاء آخرين في الحكومة. وأفادت الوحدة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث عن إرسال أكثر من سبعة أطنان من المواد الطبية واحتياطات المياه والكهرباء إلى موكوا.
وأعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن ذعره إزاء الفيضانات المدمرة في كولومبيا. وقال بعد الكارثة أمس السبت: "يشاركني الكثير من الألمان اليوم في التعاطف مع أسر الضحايا ومع السيدات والرجال الذين لا يزالون في خطر ويأملون في الإنقاذ". وتابع الرئيس الاتحادي قائلا: "أتمنى لقوات الإنقاذ التحلي بقدر كبير من القوة والحظ في مهمتها الصعبة في ظل هذا الموقف العصيب".
كما أعربت دول أخرى كثيرة بينها فرنسا وإسبانيا والبرازيل والإكوادور وفنزويلا عن تضامنها. وقال رئيس وفد الأمم المتحدة في كولومبيا مارتن سانتياغو إن "التغير المناخي يولد ديناميكيات، ونحن نشهد نتائجها الخطيرة من حيث القوة والتواتر والمدى (...) كما حصل في موكوا".
ع.غ/ س.ك (آ ف ب، د ب أ)
الفيضانات تكشفت عجز دول عربية في إداراة الكوارث
شهدت عدة دول عربية هبوب رياح عاتية وهطول أمطار غزيرة تسببت في خسائر مادية كبيرة وفي بعض الأحيان في سقوط ضحايا من البشر. جولة مصورة في بعض المدن العربية، لنرى كيفية التعامل مع الأوضاع التي تسبب فيها سوء الأحوال الجوية.
صورة من: Reuters/H. Katan
تحولت بعض شوارع الإسكندرية إلى ما يشبه البحيرات المائية بعدما غمرتها الأحد (25 أكتوبر/ تشرين الأول) أمطار غزيرة؛ لدرجة أن منسوب المياه ارتفع في بعض مناطق ثاني أكبر المدن المصرية إلى ثلاثة أمتار. موجات الأمطار والرياح، التي تسمى بـ"نوات"، معتادة في الإسكندرية في فصلي الخريف والشتاء. لكن هذه الموجة هي الأشد، إذ تسببت في سقوط ضحايا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Mahmoud Taha/Masry Alyoum
خلفت الأمطار الغزيرة في الإسكندرية خمسة قتلى. حيث قتل ثلاثة أشخاص (رجل وولدان) صعقا بالكهرباء بعدما سقط عليهم سلك كهرباء الترام. وقتل رابع صعقا عندما سقط في حفرة امتلأت بمياه الأمطار وبها أسلاك مكشوفة، فيما مات قبطان سفينة غرقا في سيارته التي غمرتها المياه وجرفتها وعجز عن الخروج منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Tahamasry
سقوط قتلى في صفوف المدنيين وشلل حركة المرور أثار غضب المواطنين، الذين اعتبروا أن مسؤولي المدينة لم يستعدوا لمواجهة سوء الأحوال الجوية. الأمر الذي دفع بمحافظ الإسكندرية هاني المسيري إلى الاستقالة. كما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في بيان إلى اجتماع طارئ صباح الاثنين لمتابعة التطورات في الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
مشهد مماثل لما في الإسكندرية تشهده العاصمة اللبنانية بيروت، التي تحولت طرقاتها إلى أنهار مائية بعد أن غمرتها مياه أمطار غزيرة. وما زاد الطين بلة أكوام النفايات المتراكمة على حافات الطرق بعد التوقف عن جمعها منذ ثلاثة أشهر لتنذر بأزمة بيئية وصحية كبيرة قد تعصف ببلاد الأرز مجددا.
صورة من: Reuters
الوضع البيئي الكارثي دفع نشطاء حركة "طلعت ريحتكم"، الذين نظموا احتجاجات شعبية واسعة في الأسابيع الأخيرة ضد الحكومة، إلى الخروج مجددا إلى الشوارع على متن جرافات للفت الأنظار إلى أزمة النفايات. وقد كتبت الحركة على موقعها في فيسبوك: "نحن وبكل فخر عمال نظافة في هذا الوطن من النفايات والفساد والفاسدين".
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
نشطاء "طلعت ريحتكم" قاموا بأنفسهم يوم الأحد بجمع وفرز نفايات في نهر بيروت جرفتها الأمطار الغزيرة. يأتي ذلك في حين أن "السياسيين غارقون في تجاذباتهم السياسية (...) ولا يبالون بصحتنا جميعا، بينما الوطن يغرق بنفاياتهم نتيجة الفساد المستشري (...)"، على حد تعبيرهم على صفحة الحركة على فيسبوك.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
أكوام النفايات المكدسة في بيروت بطريقة عشوائية تزيد ارتفاعا يوما بعد يوم، وسخط اللبنانيين يزيد في ظل الانقسام الذي يطغى على الساحة السياسية وعجز مسؤولي البلاد عن إيجاد حلول. في غضون ذلك، تغرق بيروت تحت النفايات، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: متى تتجاوز الطبقة السياسية خلافاتها من أجل مصلحة البلاد؟
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
كذلك مدينة حلب السورية لم تبق بمنأى عن سوء الأحوال الجوية، حيث حولت الأمطار الغزيرة شوارعها إلى برك مائية؛ لتزيد من معاناة الحلبيين الذين سئموا الحرب والدمار على مدار أكثر من أربع سنوات وما نجم عنهما من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والوقود.
صورة من: Reuters/H. Katan
ورغم ما يعانيه السوريون بصفة عامة وأهل حلب بصفة خاصة من حرب وتهجير، يحاول من بقي من سكان حلب، بالرغم من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، أن يعيشوا حياة عادية، أملا في غد أفضل. إعداد: ش.ع