مازالت تداعيات حوادث الاعتداءات في ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا تتفاعل خصوصا بعد أعمال العنف المعادية للأجانب فيها. وذكرت الشرطة أن هذه الأعمال نظمت على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الدعوة إلى نزهات في المدينة القديمة.
إعلان
أعلنت الشرطة المحلية اليوم الاثنين (11 كانون الثاني/ يناير 2016) أن أعمال العنف المعادية للأجانب التي شهدتها كولونيا (غرب) تم تنظيمها على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال دعوات وجهها اليمين المتطرف إلى المشاركة في "نزهات" في وسط المدينة.
وقال قائد الشعبة الجنائية في شرطة كولونيا نوربرت فاغنر "في أربع من الهجمات (ضد أشخاص من سوريا وباكستان وأفارقة) ننطلق من مبدأ أنها مرتبطة بهذه النزهات المزعومة"، مشيرا إلى تعزيز انتشار الشرطة "اعتبارا من اليوم" (الاثنين) في المدينة وخصوصا بالقرب من الكاتدرائية.
وأوضحت الشرطة أنها لم تقم بأي عمليات توقيف. وتابعت أن أشخاصا من أوساط مثيري الشغب وجهوا الدعوات للمشاركة في نزهات بوسط المدينة وتناقلتها مجموعات أطلقت على نفسها اسم "نزهات في المدينة القديمة". ويعتقد آن هذه الاعتداءات بمثابة رد على اعتداءات تمت ليلة رأس السنة.
ومساء الأحد، تعرض ستة باكستانيين وثلاثة غينيين وسوريان اثنان، وإفريقي لم يتم تحديد جنسيته، للضرب في أربعة هجمات منفصلة في وسط مدينة كولونيا. وقامت الشرطة باستجواب 153 شخصا مساء الأحد وحددت هوية 13 شخصا مرتبطين باليمين المتطرف بالإضافة إلى 18 آخرين ينتمون إلى مجموعات الجريمة المنظمة.
وتلقى القضاء أكثر من 500 شكوى، 40% منها بتهم اعتداءات جنسية حصلت ليلة رأس السنة، عندما قام عشرات من الرجال غالبيتهم من المهاجرين بحسب الشرطة، بالتعدي على نساء في ساحة بوسط كولونيا بين المحطة المركزية والكاتدرائية.
أ.ح/ي.ب (أ ف ب، د ب أ)
الاعتداءات الصادمة في كولونيا.. مشاهد وردود فعل حادة
أثارت سلسلة الاعتداءات الجماعية التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا سخطا ألمانيا كبيرا على المستوى السياسي والشعبي وردود أفعال قوية، وفتحت النقاش مجددا حول اندماج المهاجرين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
يثير حوالى مئة اعتداء جنسي تم تسجيلها في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ونسبت إلى "شبان عرب على ما يبدو" استياءً كبيرا في ألمانيا، حيث نددت الحكومة بأعمال العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها قلقة من اتهام اللاجئين.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وفقا لبيانات الشرطة، فإن نحو 1000 رجل "يبدو أنهم من المنطقة العربية أو شمال أفريقيا" تجمعوا ليلة رأس السنة في ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع، وحوطّوا النساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن، ووصفت الشرطة ما حدث بأنه جرائم جنسية جرت في شكل جماعي بالإضافة إلى حالة اغتصاب.
صورة من: DW/V. Kern
بعد الاعتداءات، نظم بين 200 و300 شخص حسب الشرطة تجمعا رمزيا امام كاتدرائية كولونيا للدعوة إلى احترام النساء. ورفعوا لافتة كتب عليها "السيدة ميركل، ماذا تفعلين؟ الأمر مخيف".
صورة من: Reuters/W. Rattay
رفع الكثير من المتظاهرين أيضا لافتات، كتبوا عليها " كلنا ضد التحرش وضد العنصرية"، في إشارة لعدم توجيه أصابع الاتهام لكافة الأجانب وخاصة اللاجئين. وذلك بعد أن قام الكثير من أنصار الأحزاب اليمينية والمحافظة بالحديث بتهديد المهاجرين ووصفهم بأوصاف عنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
عبر العديد من المتظاهرين في مدنية كولونيا على غضبهم من الأحداث، التي شهدتها مدينتهم ليلة رأس السنة، رافعين لافتات كتبوا عليها " طفح الكيل" و" لن نسكت" و" سنحارب التحرش" .
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني / يناير 2016 ) بما وصفته بـ "برد صارم من دولة القانون" على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة. جاء ذلك على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
لم تعلن الشرطة حتى الآن توقيف أي شخص في إطار هذه القضية. ولكن قائد شرطة مدينة كولونيا، التي تستعد لاستقبال مئات الآلاف من المحتفلين لمهرجانها التقليدي من الرابع إلى العاشر من شباط/ فبراير، أعلن عن تعزيز قوات الأمن وعمليات المراقبة بالكاميرات لتفادي مثل هذه الحوادث.
صورة من: DW/V. Kern
"لا يمكن للشرطة أن تعمل بهذه الطريقة"، إحدى العبارات التي انتقد بها وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016)، عدم تحرك شرطة كولونيا خلال سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة الأمر الذي أثار السخط في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
حذر وزير العدل الألماني هايكو ماس من وضع اللاجئين تحت الاشتباه العام عقب أحداث التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وقال ماس "لا ينبغي لأحد أن يستغل هذه التحرشات والاعتداءات في التشويه الجزافي لسمعة اللاجئين... إذا كان هناك طالبو لجوء بين الجناة فإن هذا ليس سببا لوضع كافة اللاجئين تحت الاشتباه العام".
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
أثارت تصريحات رئيسة بلدية كولونيا هنرييتي ريكر مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016) زوبعة من الانتقادات بعد أن نصحت النساء في مؤتمر صحفي بأخد مسافة (نحو ذراع) من الرجال الذي "لا نشعر معهم بالثقة". بعدها انتشر هاشتاغ #einarmlaenge الذي عبر فيه الكثير من الألمان عن سخريتهم وانتقادهم لهذه النصيحة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وجد المحافظون البافاريون في الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذين ينتقدون سياسة الحكومة في مجال الهجرة، وسيلة لتعزيز حججهم. إذ قال الأمين العام للحزب أندريا شوير بعد أحداث كولونيا: "اذا كان طالبو لجوء أو لاجئون قد ارتكبوا هذه الاعتداءات فيجب إنهاء إقامتهم في ألمانيا فورا". وهو ما انتقدته الأحزاب المعارضة، متهمة إياه بالشعبوية وعدم احترام دولة القانون.