لم تفق ألمانيا من صدمة ما حدث ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا بعد، حيث تعرضت مجموعة من النساء للتحرش والسرقة من قبل مجموعات يعتقد أنها من شمال إفريقيا. شرطة كولونيا تجري تحقيقا مع ثلاثة أشخاص لكشف ملابسات ما حدث.
إعلان
أكد متحدث باسم الشرطة الألمانية في مدينة كولونيا اليوم الأربعاء (السادس من كانون الثاني/يناير 2016) زيادة عدد أفراد المجموعة التي تحقق في الاعتداءات الجنسية الجماعية التي حدثت بحق عشرات النساء قبالة محطة القطار الرئيسية ليلة رأس السنة الماضية. غير أن المتحدث لم يذكر أعدادا.
ووفقا لتقرير لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة غدا الخميس، فإن المجموعة تضم 80 عضوا ينتظر أن يقوموا في الفترة المقبلة بكشف ملابسات هذه الاعتداءات. وكان عدد أعضاء اللجنة التي تشكلت في أعقاب الإعلان عن الاعتداءات مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري يبلغ تسعة أعضاء فقط.
وتلقت الشرطة حتى الآن أكثر من 100 بلاغ من نساء ذكرن أنهن تعرضن لتحرش جنسي وسرقة من قبل مجموعات كبيرة من الرجال يعتقد أنهم مهاجرون من دول شمال إفريقيا.
في غضون ذلك قالت مصادر الشرطة الألمانية إن التحقيقات تتركز حاليا على ثلاثة رجال يتم استجوابهم لمعرفة ملابسات أحداث ليلة رأس السنة قبالة محطة كولونيا الرئيسية، حيث هاجم المئات من الشبان، قيل إنهم ربما يكونون من شمال إفريقيا، النساء بهدف سرقتهم والتحرش بهن جنسيا.
من جانب آخر، تجري شرطة مدينة دوسلدورف المجاورة لمدينة كولونيا تحقيقات حول الاشتباه في تورط حوالي 2200 شخص في جرائم سرقها نفذتها عصابات منظمة. وأوضح متحدث باسم الشرطة الألمانية اليوم الأربعاء أن هناك اشتباها في أن هؤلاء الأشخاص مسؤولون عن جرائم نشل أو اتجار بالمخدرات أو سرقة بالإكراه تسببت في إصابات بدنية في قلب المدينة وكذلك حول محطة القطار الرئيسية في دوسلدورف.
وأكد المتحدث على وجود لجنة خاصة باسم "كازابلانكا" تحقق منذ عام ونصف العام في تنظيم وأعمال هذه المجموعات. وأضاف المتحدث أن هدف هذه اللجنة الخاصة هو جمع المزيد من المعلومات عن هياكل العصابات وأسواق بيع المسروقات ومجموعات الجناة، مشيرا إلى صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن هذا الموضوع. ونوه المتحدث إلى أن الملفت بشكل خاص في هذه القضية هو نسبة الجناة المحتملين الذين لهم جذور من منطقة شمال أفريقيا.
ولا يزال من غير الواضح بعد ما إذا كانت هناك علاقة بين هؤلاء الرجال وأحداث الاعتداءات الجنسية والسرقات بحق عشرات النساء قبالة محطة القطارات الرئيسية ليلة رأس السنة في كولونيا المجاورة، وقال المتحدث "سندعم الزملاء في كولونيا بشواهدنا في هذا الأمر بصورة شاملة".
في غضون ذلك، تواجه المستشارة أنغيلا ميركل انتقادات متزايدة احتجاجا على سياسة الانفتاح التي تنتهجها حيال اللاجئين في وقت يسعى خصومها إلى ربط ذلك بالاعتداء جنسيا على حوالي مئة امرأة في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة، الأمر الذي أثار صدمة في ألمانيا.
والقضية التي تصدرت الصفحات الأولى للصحف تعقد مهمة المستشارة الألمانية مطلع هذا العام لأنها تعيد إلى الواجهة المخاوف، التي يثيرها في قسم من الرأي العام، التدفق غير المسبوق للاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان والشكوك حول قدرة البلاد على استيعابهم.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ،أ.ف.ب)
الاعتداءات الصادمة في كولونيا.. مشاهد وردود فعل حادة
أثارت سلسلة الاعتداءات الجماعية التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا سخطا ألمانيا كبيرا على المستوى السياسي والشعبي وردود أفعال قوية، وفتحت النقاش مجددا حول اندماج المهاجرين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
يثير حوالى مئة اعتداء جنسي تم تسجيلها في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ونسبت إلى "شبان عرب على ما يبدو" استياءً كبيرا في ألمانيا، حيث نددت الحكومة بأعمال العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها قلقة من اتهام اللاجئين.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وفقا لبيانات الشرطة، فإن نحو 1000 رجل "يبدو أنهم من المنطقة العربية أو شمال أفريقيا" تجمعوا ليلة رأس السنة في ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع، وحوطّوا النساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن، ووصفت الشرطة ما حدث بأنه جرائم جنسية جرت في شكل جماعي بالإضافة إلى حالة اغتصاب.
صورة من: DW/V. Kern
بعد الاعتداءات، نظم بين 200 و300 شخص حسب الشرطة تجمعا رمزيا امام كاتدرائية كولونيا للدعوة إلى احترام النساء. ورفعوا لافتة كتب عليها "السيدة ميركل، ماذا تفعلين؟ الأمر مخيف".
صورة من: Reuters/W. Rattay
رفع الكثير من المتظاهرين أيضا لافتات، كتبوا عليها " كلنا ضد التحرش وضد العنصرية"، في إشارة لعدم توجيه أصابع الاتهام لكافة الأجانب وخاصة اللاجئين. وذلك بعد أن قام الكثير من أنصار الأحزاب اليمينية والمحافظة بالحديث بتهديد المهاجرين ووصفهم بأوصاف عنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
عبر العديد من المتظاهرين في مدنية كولونيا على غضبهم من الأحداث، التي شهدتها مدينتهم ليلة رأس السنة، رافعين لافتات كتبوا عليها " طفح الكيل" و" لن نسكت" و" سنحارب التحرش" .
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني / يناير 2016 ) بما وصفته بـ "برد صارم من دولة القانون" على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة. جاء ذلك على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
لم تعلن الشرطة حتى الآن توقيف أي شخص في إطار هذه القضية. ولكن قائد شرطة مدينة كولونيا، التي تستعد لاستقبال مئات الآلاف من المحتفلين لمهرجانها التقليدي من الرابع إلى العاشر من شباط/ فبراير، أعلن عن تعزيز قوات الأمن وعمليات المراقبة بالكاميرات لتفادي مثل هذه الحوادث.
صورة من: DW/V. Kern
"لا يمكن للشرطة أن تعمل بهذه الطريقة"، إحدى العبارات التي انتقد بها وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016)، عدم تحرك شرطة كولونيا خلال سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة الأمر الذي أثار السخط في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
حذر وزير العدل الألماني هايكو ماس من وضع اللاجئين تحت الاشتباه العام عقب أحداث التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وقال ماس "لا ينبغي لأحد أن يستغل هذه التحرشات والاعتداءات في التشويه الجزافي لسمعة اللاجئين... إذا كان هناك طالبو لجوء بين الجناة فإن هذا ليس سببا لوضع كافة اللاجئين تحت الاشتباه العام".
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
أثارت تصريحات رئيسة بلدية كولونيا هنرييتي ريكر مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016) زوبعة من الانتقادات بعد أن نصحت النساء في مؤتمر صحفي بأخد مسافة (نحو ذراع) من الرجال الذي "لا نشعر معهم بالثقة". بعدها انتشر هاشتاغ #einarmlaenge الذي عبر فيه الكثير من الألمان عن سخريتهم وانتقادهم لهذه النصيحة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وجد المحافظون البافاريون في الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذين ينتقدون سياسة الحكومة في مجال الهجرة، وسيلة لتعزيز حججهم. إذ قال الأمين العام للحزب أندريا شوير بعد أحداث كولونيا: "اذا كان طالبو لجوء أو لاجئون قد ارتكبوا هذه الاعتداءات فيجب إنهاء إقامتهم في ألمانيا فورا". وهو ما انتقدته الأحزاب المعارضة، متهمة إياه بالشعبوية وعدم احترام دولة القانون.