كيري: سنسعى لتطبيق اتفاق المناخ قبل تولي ترامب الرئاسة
١٣ نوفمبر ٢٠١٦
بعد اختتام رحلة إلى القارة القطبية الجنوبية، قال وزير الخارجية الأمريكي إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستفعل كل ما بوسعها لتطبيق اتفاق عالمي لكبح التغير المناخي قبل توّلي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه رسمياً.
إعلان
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الأحد (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستفعل كل ما بوسعها لتطبيق اتفاق عالمي لكبح التغير المناخي قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه رسمياً.
وأدلى كيري بهذه التصريحات خلال زيارة لنيوزيلندا قبيل توجهه إلى مراكش في المغرب للمشاركة في محادثات المناخ التي تحضرها 200 دولة. وذكر مصدر في فريق ترامب الذي يشرف على انتقال السلطة أن الرئيس المنتخب الذي يصف ارتفاع درجة حرارة الأرض بأنه خدعة وتعهد بالانسحاب من اتفاق باريس يبحث سبلاً للالتفاف على إجراءات تستغرق أربع سنوات للتخلي عن الاتفاق.
ورفض كيري التكهن بشأن ما قد يفعله ترامب حيال اتفاق باريس، مشيراً إلى أن هناك فرقاً في بعض الأحيان بين الدعاية الانتخابية والحكم الفعلي. لكن كيري كان واضحاً بشأن اعتقاده بأن اتخاذ المزيد من الإجراءات لمنع التغير المناخي يجب أن يكون أولوية.
وقال كيري للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في ولنغتون مع رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي: "تى 20 من يناير/ كانون الثاني عندما تنتهي ولاية هذه الإدارة نعتزم أن نفعل كل ما هو ممكن للوفاء بمسؤوليتنا حيال الأجيال القادمة والتمكن من مواجهة هذا التهديد للحياة ذاتها على الكوكب".
وجاءت زيارة كيري لولنغتون بعد رحلة استغرقت يومين إلى القارة القطبية الجنوبية حيث طار في هليكوبتر فوق الغطاء الجليدي في غربها، الذي قد يرفع منسوب المياه في البحار إذا تعرض للذوبان وتحدث مع علماء يبحثون في المعدل المحتمل لحدوث التغير المناخي.
وتعد الولايات المتحدة مسؤولة عما يقل قليلاً عن 20 بالمئة من إجمالي الانبعاثات الضارة المسببة للاحتباس الحراري وبالتالي تعتبر لاعباً أساسياً في اتفاق باريس الذي صدقت عليه 109 دول حتى الآن.
ويسعى الاتفاق إلى الحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض الذي ظهرت له صلات بأضرار اقتصادية متنامية من التصحر وانقراض أنواع من الحيوانات والنباتات وموجات حارة وفيضانات وارتفاع منسوب المياه في البحار.
ع.غ/ و.ب (رويترز، آ ف ب)
الماء ـ "ذهب سائل" في طريقه إلى النفاد
قال برنامج الأمم المتحدة للبيئة مؤخرا إن تزايد تلوث المياه يعرض أكثر من 320 مليون شخص في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لخطر الإصابة بأمراض تهدد الحياة. ويتعذر على كثير من الناس في العالم الوصول للماء النقي.
صورة من: picture alliance/WILDLIFE
بقاؤنا في الحياة رهن بالماء. وحتى لو أن أكثر من 70 في المائة من مساحة الأرض مغطاة بالماء، فهذا لا يعني بأنه متوفر بكثرة. فمن بين 1.4 مليار كيلومتر مكعب من مياه الأرض تبقى فقط 2.5 في المائة صالحة للشرب. ومن بين كميات احتياطي المياه العذبة العالمية نجد فقط 0.3 في المائة منها متوفرة بسهولة نسبية في أنهار وبحيرات.
صورة من: AFP/Getty Images
منذ 1950 ارتفعت الاحتياجات العالمية للماء بنحو 40 في المائة. ومع تنامي عدد السكان سترتفع أيضا هذه النسبة. وبسبب الإفراط في الاستعمال والتلوث تتقلص كميات احتياطي المياه العذبة. والبلدان الواقعة جنوب خط الاستواء هي التي تعاني أكثر من النقص في المياه.
صورة من: Reuters/P. Bulawayo
وحتى في بلدان مثل البرازيل التي يشقها نهر الأمازون أطول نهر في العالم للمياه العذبة يُسجل شح في المياه. فعملية قلع الأشجار المتواصلة في الغابة الاستوائية تعمل على تغيير المناخ في قارة أمريكا الجنوبية، الأمر الذي يتسبب في تراجع التساقطات المطرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
في عام 2015 أدى شح الأمطار إلى أخطر جفاف في البرازيل خلال السنوات الـ 80 الأخيرة. فطوال الصيف لم تنزل ولو قطرة واحدة من السماء. ونفدت خزانات مياه كبيرة، وواجه الناس في ساوباولو انقطاعا يوميا في الماء، فيما استمر تزويد بساتين الفواكه الكبيرة بالمياه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Aaron Cadena Ovalle
في أوروبا أيضا تطرح زراعة ما يسمى النباتات المستهلكة للمياه إشكالية. وهذا يطال بوجه خاص إسبانيا حيث يتم على مساحة نحو 30.000 هكتار من الأراضي إنتاج الفواكه والخضروات لأوروبا. ويلجأ المزارعون باستمرار إلى حفر آبار بصفة غير شرعية لاستخراج الماء، الأمر الذي يؤدي إلى جفاف تلك الآبار أو تملحها.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.Marks
عملية إنتاج لحوم البقر تستنزف كميات أكبر من المياه. فمن أجل الحصول على كيلوغرام واحد من اللحم يتم صرف أكثر من 15 لتر من الماء، يستهلك الجزء الأكبر منها في إنتاج العلف. وتزامنا مع تحسن مستوى المعيشة في بلدان مثل الصين، يُتوقع أن يزداد استهلاك اللحوم الأمر الذي سيؤدي من جانبه إلى ارتفاع استهلاك المياه في السنوات المقبلة.
وتواجه الصين، التي يعيش فيها أكبر عدد من السكان في العالم حاليا ما يكفي من المشاكل في التزود "بالذهب السائل". ففي بعض المحافظات في شمال الصين يتوفر السكان على كمية أقل من الماء للفرد الواحد مقارنة مع المناطق الصحراوية في الشرق الأوسط. ولذلك تلجأ السلطات هناك عبر قنوات ضخمة إلى تحويل المياه العذبة من الجنوب إلى الشمال، علما أن نحو 80 في المائة من مجموع المياه الجوفية ملوثة.
صورة من: picture alliance/AP Images/Ma jian
نظرة إلى المستقبل لا تبعث على الأمل: فبسبب تغيرات المناخ سيعاني 40 في المائة أكثر من سكان العالم من شح الماء. هذا ما توصل إليه معهد بوتسدام الألماني لبحوث تقلبات المناخ. وسيزداد تقلص كميات المياه لاسيما في جنوب الصين وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط.