جددت روسيا رفضها لتنحي الأسد بينما دعت أميركا إلى اجتماع دولي "موسع أكثر" بعد اجتماع فيينا الذي شارك فيه وزيرا خارجية السعودية وتركيا أيضا. وأعلنت فرنسا أنها ستطالب في الأمم المتحدة بحظر إلقاء البراميل المتفجرة.
إعلان
بعد اجتماع رباعي في فيينا عقد اليوم الجمعة (23 تشرين الأول/ أكتوبر) بين وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وروسيا سعيا لإيجاد حل للأزمة السورية، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أمله بأن يعقد خلال أسبوع اجتماع دولي جديد حول سوريا يكون "موسعا أكثر". وقال كيري "توافقنا اليوم على التشاور مع جميع الأطراف أملا بأن نعقد الجمعة المقبل اجتماعا يكون موسعا أكثر" بهدف إحراز تقدم على صعيد "عملية سياسية" لتسوية النزاع السوري
ورأى وزير الخارجية الأميريكي أن الاجتماع قد أثمر أفكارا قد تغير مسار ما يجري في سوريا. وقال: "أنا مقتنع.. بأن اجتماع اليوم كان بناء ومثمرا." وتابع إن الدول الأربع ربما تجتمع مرة أخرى بحلول 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ومن جانبه شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة ترك "الشعب السوري" يقرر مصير الرئيس بشار الأسد، وهي مسألة تثير انقساما بين موسكو وواشنطن. وكرر لافروف للصحافيين في فيينا رفض روسيا لتنحي الأسد. وكانت واشنطن قد أعلنت في الأشهر الأخيرة أنه يمكن التفاوض على جدول زمني لبقاء الأسد؛ بعدما كانت تطالب دوما بتنح فوري للرئيس السوري كشرط مسبق لعملية سياسية.
أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فقال بعد الاجتماع إنه وغيره من المشاركين لم يصلوا لأي إجماع فيما يتعلق بالمصير السياسي للرئيس السوري بشار الأسد، وقال الجبير إن الدول الأربع اتفقت على مواصلة المشاورات بشأن سوريا.
فرنسا تريد حظر البراميل المتفجرة
وبالتوازي مع الاجتماع في فيينا أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستعرض في الأمم المتحدة قرارا يحظر إلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين في سوريا، لافتا إلى انه سيستضيف الأسبوع المقبل عددا من نظرائه بينهم الألماني والبريطاني والسعودي والأميركي وآخرين"، مضيفا أن "ما يهم هو التمكن من إيجاد حل سياسي" في سوريا.
وقال فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك في باريس مع الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه لا يعتقد أن نظيره الروسي سيرغي لافروف سيحضر الاجتماع المقبل في باريس.
من جانبه صرح دي ميستورا "أنه وقت تكثيف (الجهود) عبر الإفادة ربما أيضا من النفوذ الحالي الكبير لروسيا في سوريا من أجل مبادرة سياسية فعلية تشمل الجميع". ولاحظ دي ميستورا "هناك انتخابات مقررة العام المقبل في سوريا. ما يقوله الجميع ان المفتاح في يد السوريين الذين ينبغي أن يتاح لهم التعبير عن رأيهم حول مستقبلهم..."
ص.ش/ع.ج (أ ف ب، رويترز)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.