تجدد القصف المتبادل في مدينة حلب السورية بينما تسعي الأطراف الدولية في جنيف للتفاهم بشأن تجديد وقف إطلاق النار في سوريا. وصرح جون كيري بالاقتراب من التفاهم بشأن تجديد وقف إطلاق النار بما في ذلك حول حلب.
إعلان
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الاثنين (الثاني من مايو/ أيار 2016) إن المحادثات مع روسيا وشركاء الولايات المتحدة في التحالف "تقترب من نقطة تفاهم" بشأن تجديد وقف إطلاق النار في سوريا بما في ذلك حول مدينة حلب. وقال كيري في بداية اجتماع مع نظيره السعودي عادل الجبير في جنيف "نقترب من نقطة تفاهم.. لكن لا يزال أمامنا بعض العمل.. وهذا سبب وجودنا هنا".
وندد الجبير بالتصعيد في القتال بوصفه انتهاكا لكل القوانين الإنسانية وألقى باللوم في الضربات الجوية في حلب على القوات الحكومية ودعا الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي. وقال الجبير إن بوسع الأسد الرحيل من خلال عملية سياسية وعبّر عن أمله في أن يفعل ذلك وإلا فستتم الإطاحة به بالقوة.
في المقابل، أفادت وكالة انترفاكس الروسية نقلا عن وزارة الدفاع الروسية أنه تمّ الاتفاق بين الجانبين الروسي والأمريكي تمديد "نظام التهدئة" بضواحي دمشق يومين آخرين.
تجدد القصف في حلب
وفي سوريا نفسها تجدد القصف المتبادل ليل الأحد/الاثنين بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في مدينة حلب وقال مراسل فرانس برس في حلب "تعرضت الأحياء الشرقية (تحت سيطرة الفصائل المقاتلة)، وبينها بستان القصر وصلاح الدين لغارات جوية عنيفة طوال الليل" دون سقوط إصابات.
وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من عشرة أيام تصعيدا عسكريا، أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم حوالي 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان القريب من المعارضة.
وتستهدف الطائرات الحربية السورية الأحياء الشرقية فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية وقوارير الغاز.
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
وأفاد المرصد السوري ليل الأحد/الاثنين عن "مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة العشرات بجروح جراء سقوط قذائف محلية الصنع أطلقتها الفصائل الإسلامية والمقاتلة" على الأحياء الغربية، وبينها الخالدية وشارع النيل. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن "القصف المتبادل تواصل طوال الليل بين الطرفين"، مشيرا إلى هدوء يخيم منذ صباح اليوم على المدينة.