أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة (9 أغسطس/ آب 2013) أن الخطاب المناهض لأمريكا في روسيا في تصاعد منذ عوده فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة، مؤكدا في الوقت نفسه أن "العلاقات غير سيئة" بينه وبين سيد الكرملين. من جهة أخرى استبعد أوباما، الذي الغى قمة مع بوتين كانت مقررة مطلع أيلول/سبتمبر المقبل، فكرة مقاطعة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي الروسية في ،2014، معتبرا أن مثل هذه الخطوة "غير ملائمة".

من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يتعين على الولايات المتحدة وروسيا إيجاد سبل للتغلب على خلافاتهما الحادة والاتفاق على نهج تجاه سوريا وغيرها من بؤر التوتر في العالم.

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقد أكد أنه "لا توجد حرب باردة" بين بلاده والولايات المتحدة، وهي العبارة التي كان استخدمها الرئيس باراك أوباما، مشددا من جهة أخرى على أن قضية المستشار السابق في الاستخبارات الأمريكية ادوارد سنودن لا تؤثر على العلاقات بين البلدين.

قال لافروف في مؤتمر صحافي في واشنطن بحسب الترجمة الفورية لكلامه إلى الانكليزية "من الواضح أنه لا يمكن توقع حرب باردة" بين واشنطن وموسكو، مشيرا إلى أن قضية سنودن، اللاجىء إلى موسكو، "لا تؤثر على الخطوط العريضة للعلاقة" الثنائية.

وبدأ البلدان اليوم محادثات رفيعة المستوى في ظل توترات شديدة بسبب قرار موسكو منح اللجوء للمتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن. وقال كيري إن العلاقات بين البلدين "اتسمت بالمصالح المشتركة وأحياناً بالمصالح المتصادمة والمتعارضة."

وتابع كيري بالقول: "سنبحث هذه الخلافات اليوم بالتأكيد لكن هذا الاجتماع ما يزال مهماً بما يتجاوز الصدامات ولحظات الاختلاف". ويستضيف كيري ووزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو في محادثات تستمر خمس ساعات، في إطار ما يعرف بمحادثات "2+2" الإستراتيجية والأمنية.

وأكد كيري على ضرورة أن يكون البلدان واضحين بشأن خلافاتهما لكن عليهما أيضاً السعي لإحراز تقدم بشأن الدفاع الصاروخي وأفغانستان والخلافات النووية مع إيران وكوريا الشمالية والحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين في سوريا.

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أنه بينما تختلف واشنطن وموسكو حول جوانب رئيسية في الأزمة السورية، إلا أننا "وبلدينا متفقون على تفادي انهيار المؤسسات والانزلاق إلى الفوضى وعلى أن الحل النهائي هو حل سياسي من خلال التفاوض".

أوباما يلغي قمة مع بوتين بسبب سنودن

كما أبرزت تصريحات لافروف الافتتاحية "المسؤولية المشتركة" لمعالجة مصادر زعزعة الاستقرار في العالم. وكرر لافروف تصريحات كيري بشأن ضرورة دفع الحكومة والمعارضة في سوريا إلى التوجه للمحادثات في جنيف.

وفي معرض حديثه عن سوريا، قال وزير الخارجية الروسي: "هدفنا واحد. علينا أن نبدأ عملية سياسية".

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اتخذ قراراً هذا الأسبوع بإلغاء قمة في موسكو رداً على قرار الرئيس فلاديمير بوتين منح سنودن اللجوء، وهو ما قضى على أي إشارة في أن تكون الدعوة "لإعادة ضبط" العلاقات مع موسكو التي سعت إليها الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية ما زالت على قيد الحياة.

ولا يتوقع مسؤولون أمريكيون حدوث انفراج الجمعة. لكنهم أشاروا إلى أن قرار المضي قدماً في المحادثات رغم التوتر الحالي مهم في حد ذاته.

وأشار لافروف قبيل بدء المباحثات مع كيري إلى أن "لدينا خلافات بطبيعة الحال. سنواصل بهدوء وصراحة بحث الأمور المختلف عليها"، مضيفاً أن الروس "يريدون أن يكون الاقتصاد أكثر هيمنة في علاقتنا"، في إشارة إلى التجارة كمجال للتعاون.

ي.أ/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)