أكدت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها كيري متانة التحالف والصداقة بينها وبين السعودية. يأتي ذلك بعدما أعربت الرياض عن قلقها حيال التقارب بين واشنطن وطهران مع دخول الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي حيز التنفيذ.
إعلان
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (الأحد 24 يناير/ كانون الثاني 2016) وجود "تحالف" و"صداقة قوية" بين واشنطن والرياض وأن علاقتهما لم تتغير بفعل الاتفاق النووي مع إيران. وقال كيري قبيل اختتام زيارته للعاصمة السعودية "لدينا علاقة صلبة، تحالف واضح، صداقة قوية، كما عهدنا دوما مع المملكة العربية السعودية. لا شيء تغير لأننا عملنا على إلغاء سلاح نووي مع بلد ما في المنطقة".
وأعربت السعودية السبت أمام وزير الخارجية الأميركي عن قلقها حيال تقارب محتمل بين الولايات المتحدة وإيران، في أعقاب بدء تنفيذ الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي. وتنتهي زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية للرياض اليوم الأحد، وهدفها طمأنة حلفاء واشنطن الخليجيين السنة القلقين من مصالحة محتملة بين واشنطن وإيران الشيعية.
وتطرق كيري وشركاؤه العرب أيضا إلى العملية السياسية في ما يخص سوريا، التي أصبحت مجددا مسرحا للصراع بين القوى الكبرى والدول الإقليمية، ومن ضمنهم السعودية وإيران. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مقتضب عقده مع نظيره الأميركي "أنا لا أرى الولايات المتحدة جنبا إلى جنب مع إيران. إيران لا تزال الداعم الأول للإرهاب في العالم".
ح.ز/ ش.ع (أ.ف.ب)
انهيار سعر النفط.. يخلط أوراق اقتصاديات الدول المنتجة
يستمر سعر برميل النفط بالانخفاض. وتتسبب توقعات تعثر النمو الاقتصادي العالمي وطفرة في الإنتاج منذ أكثر من عام في انتشار أجواء انعدام الثقة التي قلصت بقوة من عائدات بعض الدول النفطية.
صورة من: picture-alliance/dpa
عارضت العربية السعودية قبل فترة وجيزة تقليص كميات إنتاج البترول لمواجهة المنافسة الأمريكية والخصم إيران. لكن ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم يواجه هو الآخر وضعا صعبا. وصندوق النقد الدولي حذر من عجز كبير في الميزانية. والآن تريد السلطات السعودية إدراج ضرائب وإلغاء دعم بعض المواد الاستهلاكية والكهرباء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
من كان يتوقع ذلك؟ النرويج الغنية تشكو هي الأخرى من تدني سعر البترول. فالبترول من بحر الشمال جعل من بلد زراعي فقير إحدى أغنى دول العالم. لكن النرويج بدأت تغير سياستها في التركيز على النفط والغاز، وباتت تهتم أكثر باستغلال خيرات البحر من السمك.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Hagen
روسيا لا تئن فقط تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية بل حتى بسبب نزول سعر النفط. في 2015 انخفضت القوة الاقتصادية في إمبراطورية فلاديمير بوتين بنحو 4 في المائة. والتداعيات هي انخفاض مستوى الأجور، والروبل فقد نصف قيمته أمام الدولار، والتوقعات ليست جيدة بالنسبة إلى 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
نيجيريا هي أكبر منتج إفريقي للنفط. وكان الرئيس الجديد قد أعلن عن نيته رفع مستوى النفقات الحكومية، وهو وعد قد لا يتحقق بسبب تدني الأسعار. والعديد من مشاريع البنية التحتية تظل جامدة. ويدر قطاع النفط ثلاثة أرباع عائدات البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليس فقط نيجيريا، بل العديد من الدول الأخرى تبني حساباتها على أسعار مرتفعة للنفط والنتيجة هي عجز في الميزانية. فمنذ منتصف 2014 تراجع سعر النفط بنحو 75 في المائة. ولا يتوقع خبراء عودة الأسعار إلى المستويات السابقة التي تعدت 120 دولارا للبرميل.
تعتزم إيران عرض نصف مليون برميل إضافية يوميا على سوق النفط بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها. وبذلك توجه إيران لنفسها ضربة موجعة، لأن الكمية المتزايدة تضغط على السعر نحو الأسفل. لكن إيران ترى سببا آخر لتراجع أسعار النفط، وهي سياسة خصمها العربية السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Taherkenareh
الدول الخليجية الغنية بالنفط مثل العربية السعودية وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة ما تزال تمتلك صناديق حكومية كبيرة. لكن دول الخليج الست تعاني مشتركة من عجز في الميزانية يصل إلى 260 مليار دولار، حسب بعض التوقعات.
صورة من: M. Naamani//AFP/Getty Images
فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، ومولت الحكومة الاشتراكية طوال سنوات برامجها الاشتراكية بعائدات النفط، والآن أعلن الرئيس نيكولا مادورو مواجهة البلاد لأزمة اقتصادية. ويتزامن تراجع سعر النفط مع تراجع شعبية مادورو.
صورة من: Reuters
بفضل تقنية استخراج النفط الصخري تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكبر منتج للنفط في العالم. لكن السعر المنخفض يجعل هذه التقنية غير مربحة. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم. ويستغل الناس هذه اللحظة لاقتناء سيارات كبيرة، وذلك يؤثر سلبا على البيئة.