يلتقي مراقبون أمريكيون وروس في عمان وجنيف اليوم لمناقشة انتهاكات الهدنة في سوريا، كما أعلن جون كيري الذي أكد ضرورة إجراء محادثات سوريا في موعدها رغم الانتهاكات، محذرا من أن "للصبر حدود".
إعلان
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم السبت (12 آذار/مارس 2016) إن بلاده ترى أن من الضروري إجراء محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف في موعدها المقرر يوم الاثنين، رغم انتهاكات وقف إطلاق النار "الملحوظة" من جانب قوات الحكومة السورية.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن إجراء مشاورات أمريكية روسية حول انتهاكات الهدنة في سوريا، قبل يومين من استئناف محادثات السلام في سويسرا بين المعارضة والنظام السوري. وقال كيري في قاعدة الملك خالد العسكرية بشمال السعودية حيث أجرى محادثات مع المسؤولين السعوديين، إن "فرقنا (من المراقبين) ستعقد لقاءا اليوم مع روسيا في جنيف وعمان (...) يتعلق بهذه الانتهاكات" للهدنة. وأضاف أنه سيجري من جهته اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول قضية الانتهاكات، لكنه أكد أن مثل هذه الخروقات يجب أن لا تكون عقبة أمام إجراء محادثات السلام.
وأشار كيري إلى أن "مستوى العنف تراجع بنسبة ثمانين أو تسعين بالمئة وهذا أمر مهم جدا"، مشددا على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يفترض ألا يستغل فرصة الهدنة لتحقيق مكاسب على الأرض بينما "يحاول الآخرون (المعارضة) احترامها بنية حسنة". وحذر كيري من أن "للصبر حدودا" في هذا المجال.
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
من جهتها قالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية إنها ستحضر محادثات السلام في جنيف يوم الاثنين، لكنها اتهمت حكومة الرئيس بشار الأسد بالإعداد لتصعيد الحرب لتعزيز موقفها التفاوضي.
وقال كيري أيضا إن الولايات المتحدة ستعقد اجتماعا مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في مرحلة ما خلال الأسابيع القليلة القادمة بالمنطقة لكنه لم يحدد موعدا ولا مكانا معينا.