قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن مجموعة الدول التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية"، في طريقها نحو اجتثاث الجماعة الإرهابية المتطرفة تماما من العراق وسوريا. ودعا إلى استمرارية وحدة الجبهة ضد التنظيم المتطرف.
إعلان
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري - خلال اجتماع لممثلين رفيعي المستوى عن الدبلوماسية والدفاع لدول التحالف في واشنطن مساء أمس (الخميس 22 يوليو/ تموز 2016) - إنه في أقل من عامين تم طرد التحالف تنظيم "الدولة الإسلامية" من ما يقرب من نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق و20 في المائة مما كان بحوزته في سوريا. وتابع "اليوم، يمكننا أن نتطلع، دون مبالغة، إلى يوم يتم فيه طرد داعش خارج العراق وسوريا تماما".
وقال الوزراء إن الهجمات الإرهابية الأخيرة، ومن بينها هجوم نيس في فرنسا الأسبوع الماضي، "قد رسخت عزمنا على تدمير داعش والأيديولوجية السامة التي تلهم أتباعه والمتعاطفين معه".
وجاء في البيان أن "داعش" فقد قيادات عالية المستوى وفقد عددا كبيرا من مقاتليه وشهد تراجعا في عمليات التجنيد إلى أدنى مستوى منذ بداية الصراع. وذكر البيان أن التنظيم يواجه أيضا ضغوطا مالية متزايدة، مما أرغمه على خفض المدفوعات التي يقدمها للمقاتلين إلى النصف في بعض المناطق واتجه إلى تحصيل الضرائب والابتزاز من أجل الحصول على تمويل. وأشار كيري إلى التحرير المخطط لمدينة الموصل العراقية باعتباره "نقطة تحول حاسمة" محتملة في المعركة لحرمان المقاتلين المتطرفين من قاعدة عملياتهم.
كرديات وأزيديات على خط الجبهة الأمامي في مواجهة "داعش"
قبل عامين شكلت مناطق الأزيديين بشمال العراق مسرحا لمأساة إنسانية يكاد لم يشهد لها مثيل منذ عقود، فقد تعرض الأزيديون لهجوم من قبل "داعش" الذي أسر واستعبد الكثيرات من بناتهم. واليوم تقف الأزيديات على الجبهة لمحاربة "داعش"
صورة من: Reuters/A. Jadallah
بالقرب من مدينة الموصل العراقية تقف المقاتلة الكردية حسيبة ناوزاد وبيدها منظار تراقب من خلاله عن كثب الوضع على خطوط الجبهة التي تفصل بين المناطق الكردية وتلك التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). يأتي ذلك فيما يواصل الأكراد والجيش العراقي تقدمهم على حساب الإرهابيين.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
حسيبة ناوزاد ترصد تحركات العدو قبل أن تعطي الإشارة لزميلتها المقاتلة الأزيدية أسيما داهر (الثالثة على اليمنين) ومقاتلات أخريات بإطلاق النار على الإرهابيين. وبما أنه لا يمكن قتال جهاديي "داعش" فقط عبر الغارات الجوية، فإن الأزيديات والكرديات يشكلن رأس الحربة على الأرض.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
وحتى تتمكن المقاتلة الكردية من إصابة هدفها يجب ألا يحجب أي شيء نظرها، لذلك تقوم بلف شعرها وربطه جيدا حتى لا تسقط أي خصلة على وجهها. هذا "المظهر العسكري" الذي أحيانا ما تدرجه بعض دور الأزياء الغربية في تصاميمها، فإنه يعكس واقعا مرا في العراق وكذلك في سوريا.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
أسيما داهر خلال استراحة محارب. على ذراعها تحمل دبا أحمرا. ربما كرمز لزمن السلام الذي انتهى فجأة في صيف عام 2014 عندما هاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" المناطق الأزيدية. عندها بدأت معاناة العديد من الأزيديات اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على توديع وترك كل ما هو غال ونفيس.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يرأف حتى بحال الأكثر ضعفا ووهنا. مئات الآلاف وجدوا أنفسهم في صيف عام 2014 مجبرين على الفرار من بطش وهمجية الجهاديين. هذه الصورة، التي تظهر شيخا عجوزا يستند إلى امرأتين، جابت العالم كله كرمز لمعاناة الأزيديين.
صورة من: Reuters
هذه الفتاة الأزيدية، التي لا تريد الكشف عن وجهها، تعرضت في صيف عام 2014 للاختطاف قبل أن تجبر على الزواج قسرا من أحد مقاتلي "داعش". وبعدها بشهرين تمكنت الفتاة الأزيدية، التي لم يتجاوز عمرها الـ15 عاما، من الفرار من قبضة التنظيم الإرهابي. واليوم ها هي تعيش بين أهلها وذويها وتروي ما تعرضت له من مآس يكاد اللسان يعجز عن وصفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Bennett
ظلت مدينة كوباني الكردية (عين العرب)، الواقعة شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، لأشهر عدة وهي تحت حصار مقاتلي "داعش". حينها استبسل الأكراد في الدفاع عن مدينتهم قبل أن يتمكنوا –وبدعم من الطائرات الحربية الأمريكية – من تحريرها من قبضة الإرهابيين الذين تركوا كوباني خرابا ودمارا.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Akgul
تنظيم "داعش" يحارب كل من يخالفه في إيديولوجيته. كما يستخدم التفرقة ويحاول نشر الكراهية وبث البلبلة بين الأطياف والأديان. بيد أن محاولاته لم تكلل دائما بالنجاح. والدليل على ذلك الصداقة التي تربط بين الكرديات والأزيديات اللواتي انتصرن – ولو رمزيا – على التنظيم الإرهابي.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يهزم بعد عسكريا، إذ أنه لا يزال يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق. أما الكرديات والأزيديات فسيواصلن كفاحهن ضده، بعد أن لقنّه درسا بأن النساء لسن جاريات!
صورة من: Reuters/A. Jadallah
9 صورة1 | 9
وتخضع المدينة التي يقطنها نحو مليون شخص لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ حزيران/ يونيو 2014.
وفي وقت سابق أمس الخميس، وصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير نجاح تحرير الموصل بأنه سيكون "ضربة حاسمة" للجماعة المتشددة.
ومع ذلك، حذر كيري من أن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل خطرا هائلا حتى لو كان يفقد خلافته كما يسميها في العراق وسوريا. وأضاف كيري أن التنظيم المتطرف"مرن وواقعي بما فيه الكفاية لمعرفة متى يحتاج إلى تغيير".
وقال كيري - عقب اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية من حوالي 40 دولة مشاركة في التحالف الذي يقاتل الجماعة المتشددة - "حتى مع خسارتهم لأراض في الشرق الأوسط، نعلم بالفعل أنهم سيحاولون تحويل أنفسهم إلى منظمة إرهابية عالمية."