عبر وزير الخارجية الأمريكي لنظيره الروسي عن قلقه من زيارة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، إلى موسكو مؤخرا. واعتبرت واشنطن الزيارة انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة التي تمنع زيارة مسؤولين إيرانيين بينهم سليماني إلى الخارج.
إعلان
أعلن دبلوماسي أمريكي اليوم الخميس (13 آب/ أغسطس) أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عبر لنظيره الروسي سيرغي لافروف عن استيائه إزاء زيارة قام بها مؤخرا إلى موسكو الجنرال الإيراني قاسم سليماني في مخالفة لقرارات الأمم المتحدة. وقال الدبلوماسي إن كيري عبر في اتصال هاتفي مع لافروف عن "قلقه" من زيارة قام بها في الأسابيع الأخيرة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى روسيا.
ويحظر قرار صادر عن الأمم المتحدة في 2007 على سليماني ومسؤولين إيرانيين آخرين السفر إلى الخارج بسبب الاشتباه بصلاتهم بالبرنامج النووي أو برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.
وهذه الزيارة السرية لسليماني إلى موسكو، التي جرت على ما يبدو آواخر تموز/يوليو، لم تحظ بضجة إعلامية إالا حين أعلنت عنها وسيلة إعلامية إيرانية وقناة فوكس نيوز الأمريكية الأسبوع الماضي، في سياق النشاط الدبلوماسي المكثف حول الأزمة السورية الذي تقوم به الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران.
توازنات المصالح قد يحسمها الوفاق الإيراني الدولي
بعد سنوات من الجدل والمفاوضات الحثيثة، تتفاوض ايران في فينا عاصمة النمسا مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين +ألمانيا) في محادثات يفترض أن تنتهي مهلتها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
صورة من: Reuters
تصاعدت حدة التوتر في فيينا خلال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني . روسيا ومنذ بداية التسعينات أمدت إيران عبر شركاتها بمكونات مفاعلاتها النووية، موظفة كل الملف لتحقيق مكاسب على حساب الغرب .
صورة من: tabnak
مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي، وتحقيق خصومه الجمهوريين فوزا واضحا، في مجلس الشيوخ، بات الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبحث عن انطلاقة جديدة، وهو يأمل في تحقيق نتائج ملموسة حول الملف النووي الإيراني فيما توعدت المعارضة الجمهورية بإفشال أي اتفاق قد يكون "ضعيفا وخطيرا".
صورة من: Reuters/Bourg
مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل ، والذي لايزال قيد الإنشاء. تسعى إيران من خلال امكاناته الى الحد من كمية البلوتونيوم المستخدم في التخصيب النووي، بينما يريد الغربيون أن تتخلى إيران عن المشروع بشكل كامل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Forutan
التوصل لاتفاق يعد تأكيدا للدور الألماني الذي دعا مرارا إلى التفاوض لإنهاء الأزمة، وتأكيدا للبيان الذي أطلقته ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية، والذي ينص على السعي لحل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات داعيا دائما إيران إلى قبول "حزمة الحوافز" المقدمة دوليا.
صورة من: picture alliance/dpa
إبرام اتفاق بين ايران والمجموعة الدولية و رفع الحظر عن النفط الإيراني سيؤدي إلى إنعاش اقتصاد هذا البلد وسيفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب ويتيح لإيران إمكانية الوصول إلى مبالغ ضخمة من الأرصدة المجمدة وإمكانية ممارسة التجارة بحرية مع العالم.
صورة من: Reuters/Leonhard Foeger
احتمالية الوصول إلى اتفاق قد توجه ضربة شديدة الى السياسة السعودية الإقليمية، فالسعودية تخشى كما يرى بعض المحللين أن الاتفاق سيكون مقدمة لرفع الضغوط السياسية والاقتصادية عن إيران، وإعادة تأهيلها إقليمياً، ما يعني اختلالا في التوازن السياسي لصالح إيران، وإطلاقا ليدها في كل من العراق وسوريا ولبنان.
صورة من: STR/AFP/Getty Images
يرجّح المراقبون أن انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران، قد عزز من فرص انهاء المفاوضات ايجابيا ،كما أن حجم الأعباء التي ألقتها العقوبات الغربية بانكماش الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، ساهمت في تليين مواقف الجانب المتشدد في إيران والذي رفض باستمرار أي تسوية سياسية.
صورة من: jamnews
حذرت الحكومة الإسرائيلية من "اتفاق سيئ" مع إيران وأكدت الاحتفاظ "بجميع الخيارات" للدفاع عن نفسها إزاء تهديدات القدرات النووية الإيرانية. والواضح أن نتنياهو يستهدف الضغط باتجاه تجريد إيران من قدرات التخصيب في الاتفاق النهائي بشكل كلي.
صورة من: AFP/Getty Images/G. Tibbon
يبقى الباب مفتوحا أمام تعاون إيراني - صيني متجدد بسبب الحاجة الصينية المستمرة للطاقة، وتتعزز هنا أهمية إيران كونها رابع أكبر منتج للنفط وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، من هنا دابت الصين على الاعلان عن تأييدها لحق إيران في الحصول على مفاعل نووي لأغراض سلمية. الكاتب: علاء جمعة
صورة من: Reuters
9 صورة1 | 9
ومساء أمس الاربعاء، دانت وزارة الخارجية الأمريكية هذه الرحلة وقالت إن واشنطن ستعرض الموضوع على مجلس الأمن. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكي مارك تونر "لقد أعربنا عن قلقنا لروسيا بوضوح وسنتابع الموضوع في مجلس الأمن"، مؤكدا عدم معرفة سبب هذه الزيارة وعدم تلقي أي تفسير من موسكو أو من طهران. وندد تونر بـ "انتهاك قرارات مجلس الأمن". وقال "نعتزم العمل مع مجلس الأمن ولجنة العقوبات ضد إيران (...) لضمان وجود تحقيق كامل وقانوني".
وكان وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي، وهما على اتصال دائم، اجتمعا في كوالالمبور الأسبوع الماضي لمناقشة الأزمة السورية، واتفقا الرجلان على "مواصلة البحث عن خيارات للتوصل إلى حل سياسي" للصراع.