"كيف أحب في ألمانيا؟" - نصائح للاجئين في فن التعارف
فولف كريستيان/ ع.ع١٤ سبتمبر ٢٠١٦
في ألمانيا هناك أشياء كثيرة جديدة على اللاجئين، ومنها كيفية التعرف على النساء في محيط اجتماعي غريب عليهم. في إحدى الورشات التدريبية في مدينة إيسن يمكن لهؤلاء التدريب على إقامة علاقات صداقة مع الألمان، ذكورا وإناثا.
إعلان
ظاهريا يبدو الشاب محمد ( 17 ) وكأنه متيقن من نفسه. سروال جينس مُشمر، وشورت مرتخ، وحلاقة عصرية لشعره الحليق في كلا الجهتين. الشاب محمد يدير الكرسي الجالس عليه وينحني بظهره على سند الكرسي مسترخيا. ورغم ذلك، فإن هذه الثقة بالنفس ليست حقيقية. فإذا ما تعلق الأمر بفتاة فإن شعور الخجل يأخذ منه مأخذه. وهذا ما يجعله يتساءل: "كيف يمكنني أن أعرف ما تريده الفتاة. لم تكن عندي صديقة أبدا ولاأعرف كيف أتعامل مع الوضع"! ويبتسم أصدقاؤه أو يضحكون خفيا عند سماع ما يقول، رغم أن ملاحظاته جدية، كما يبدو.
كان هناك جمع لـ 30 شابا في مركز الاستشارات للجمعية الخيرة (AWO) في مدينة إيسن. كلهم لاجئون وأغلبهم قاصرون وجاؤوا إلى ألمانيا بدون آباء وأمهات. هذا اللقاء يتم تحت شعار "كيف أحب في ألمانيا". والهدف هو أن يتعرف اللاجئون على حياة الحب الغرام لدى المواطنين الألمان. " لا تتعامل معهن بشكل آخر لأنهن نساء!. كن عاديا في معاملاتك معهن. وسيكون الحديث معهن جيد." كما يوضح هورست فينزيل الذي ينحدر من أفغانستان وهو الذي يدرب هؤلاء الشباب الجدد على كيفية المغازلة في موطنهم الجديد.
أسئلة حول كيفية التعارف
منذ حوالي سنة تنظم الجمعية الخيرية (AWO) في إيسن ورشات عمل للاجئين بما في ذلك تقديم الاستشارات في المواضيع المرتبطة بالحياة الجنسية. حيث يكون الحديث بشكل فكاهي عن الحياة الجنسية والحب ومواضيع الحمل ووسائل منع الحمل والأمراض المعدية المرتبطة بالحياة الجنسية. وتتحدث العاملة في قطاع التربية الجنسية ميرال رانز، عن وجود أسئلة من حين لآخر من طرف اللاجئين "حول كيفية التعرف على الفتيات ومغازلتهن في ألمانيا." وهكذا جاءت فكرة تنظيم ورشة عمل حول التعارف.
تعتمد مهنة المدرب فينزيل على فكرة إقامة التواصل والتعارف بين النساء والرجال الذين يبحثون عن حبيبة العمر أو عن حبيب العمر. وهناك منهم من يؤدي مبالغ مالية لتعلم كيفية التعرف والتواصل مع الجنس الآخر. ولكن المدرب فينزيل في ورشة اللاجئن هذه لا يتقاضى أجرا على عمله. "أنصح كل شخص جديد على ألمانيا أن يكون له صديق ألماني أو صديقة ألمانية حتى يمكنه الاندماج بشكل جيد." كما يؤكد فينزيل. ثم ينصح الشباب باستعمال التطبيقات الشبكية من أجل التعارف.
حماية الشرطة بسبب تهديدات
لكن تم توجيه انتقادات لمثل هذه الدروس منذ ندايتها، خاصة للمدرب فينزيل الذي يقوم بتدريب اللاجئين على التعارف مع الجنس الآخر، حيث إنه توصل بعبارات الشتم والسب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب عمله هذا. كما توصلت الجمعية الخيرية (AWO ) بتهديدات. " اليمينيون المتطرفون أخذوا علينا أننا نقوم بتدريب اللاجئين على أعمال اغتصاب الألمانيات"، كما تشرح مديرة مركز الاستشارات في الجمعية نيكولا فولكيل. وهذا هو السبب الذي دفع بالأمن لارسال شرطيين إلى هناك لحماية مسار ورشة العمل.
لم يلاحظ الشباب الحاضر تلك الاجراءات. فبعد إلقاء عرض حول التواصل بين الناس يبدأ اللاجئون في وضع أسئلة على مدربهم وقد تكون محتشمة في البداية. "كيف يمكنني أن أعرف أن الفتاة تود الحصول على قبلة؟ لمذا تفشل العلاقات بعد أسابيع قليلة؟ فيجيب أحدهم "لأن الرجال يودون الجماع سريعا" ثم يقول آخر "لا، لأن النساء يردن أشخاص آخرين أفضل" . ولكن ما يلاحظ هو أن إشكالية اللغة تبقى حجرة عثرة في هذا التواصل.
نصائح من أجل الممارسة
ويقدم المدرب فينزيل بعض النصائح للشباب مؤكدا على أهمية الجنس في العلاقات الانسانية، كما يجب الانتباه إلى ما ترسله الفتاة من إشارات ورموز، كما يقول. فإذا كان هناك شعور برفضها للمسات عابرة خلال الحديث معها فإنه من الأفضل التحفظ في التعامل معها. فليست كل ابتسامة منها تعني أن الفتاة متفتحة على استقبال قبلة!. الشيء المهم هو التعامل معها باحترام. وليس كما حدث في ليلة رأس السنة الميلادية عندما تحرش بعض الشبان ببعض الفتيات في كولونيا. ويلاحظ الشاب نديم من سوريا قائلا: "منذ ذلك الحين ألاحظ وجود تخوف لدى النساء، حيث يتعاملون معي عن بعد" . كما يتساءل الشاب محمد (17 سنة): "لا أدري لماذا يتخوفن مني"؟
المدرب فينزيل يعتقد أن الصعوبة تكمن في الصور النمطية السائدة ويعتبر أن الإشكالية مرتبطة بالألمان أيضا: فرد فعل العديد منهم يتسم بالرفض عندما يعلمون أن الشخص أمامهم من اللاجئين" . ويضيف أنه من الأفضل أن يتم التواصل بدون تحيز ويستخلص: "لدي انطباع أن هؤلاء اللاجئين هم شباب جذابون ولهم الكثير من القدرات لإثارة اهتمام نساء ألمانيات بشكل ساحر".
مرور عام على عبارة ميركل الشهيرة "نستطيع أن ننجز ذلك"
مر عام كامل على المقولة الشهيرة للمستشارة أنغيلا ميركل "نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة بلادها على إدارة أزمة اللاجئين. لكن ماهي أبرز الأحداث التي عرفتها ألمانيا بعد تلك العبارة الشهيرة. تعرف عليها عبر صور:
صورة من: picture-alliance/AP Photo/DHA
في 31 أغسطس/آب 2015 عقدت المستشارة ميركل ندوة صحفية وصرحت آنذاك بمقولتها الشهيرة "نحن نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة ألمانيا على تجاوز أزمة اللاجئين. في أثناء ذلك سُمح بمرور قطارات تقل آلاف اللاجئين إلى ألمانيا قادمة من دول شرق وجنوب أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 قررت المجر وقف حركة القطارات إلى ألمانيا، لتسود فوضى عارمة في المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة بودابست. ما دفع الآلاف من اللاجئين إلى مواصلة رحلتهم الشاقة إلى ألمانيا مشيا على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015 قررت ميركل بعد اجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقبال اللاجئين لتعود بعدها حركة القطارات من المجر عبر النمسا إلى ألمانيا.
صورة من: Reuters/handout/Giudo Bergmann
استقبال حار للاجئين من قبل الألمان في السادس من سبتمبر/أيلول 2015 كما تبين الصورة التي التقطت في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ. بعدها تداولت الصحف الألمانية مفهوما جديدا لوصف هذا الاستقبال الحار بات يعرف بـ"ثقافة الترحيب".
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 زارت المستشارة ميركل مركزا أوليا لاستقبال طالبي اللجوء في برلين وقام العديد من طالبي اللجوء بالتقاط صور سيلفي معها. تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وأعطت، خاصة لدى السوريين، انطباعا إيجابيا عن ألمانيا كبلد متضامن ومضيف للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. v. Jutrczenka
استقبال اللاجئين والترحيب بهم لم يقتصر على الهيئات الحكومية، بل هبت فئات عريضة من الشعب الألماني متطوعين لإستقبال اللاجئين وتقديم مختلف المساعدات بدءا بالجوانب الصحية والإجتماعية وصولا إلى الإستقبال في البيوت.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف وزير العدل الألماني هايكو ماس تزايد الاعتدءات اليمينية ضد اللاجئين بـ"المخزية". آنذاك بلغت اعتداءات اليمنيين المتطرفين على مراكز اللاجئين 461 حالة.
صورة من: picture-alliance/Digitalfoto Matthias
في 31 ديسمبر/كانون الأول تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية في محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولونيا، من قبل مئات من الرجال ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع الألماني. كما ثار جدل واسع حول السبل القانونية لترحيل الأجانب من مرتكبي الجرائم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Boehm
في 18 فبراير/شباط قام حوالي 100 متظاهر باعتراض طريق حافلة تقل طالبي لجوء إلى مركز للاجئين في مدينة كلاوسنيتز بمقاطعة ساكسن. وقام المتظاهرون آنذاك بإطلاق عبارات مناهضة للأجانب، فيما تمكنت الشرطة من التدخل وحماية الحافلة ومن فيها.
صورة من: YouTube/Thomas Geyer
في 24 فبراير/شباط 2016 صوت البرلمان الألماني لصالح حزمة القوانين الثانية الخاصة بسياسة اللجوء. وتنص هذه الإجراءات على ترحيل طالبي اللجوء ممن يملكون فرصا ضئيلة للبقاء في ألمانيا وتسهيل ترحيل المتورطين في أعمال إجرامية. المعارضة الألمانية انتقدت هذه الإجراءات واعتبرتها "خرقا لمبادئ حقوق الإنسان".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
في الرابع من أبريل/نيسان 2016 دخل الاتفاق الأوروبي التركي لحل أزمة اللاجئين حيز التنفيذ. وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطرق غير شرعية من تركيا. في مقابل ذلك تعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم إبعاده إلى تركيا قبول سوري آخر من المهاجرين إلى تركيا للعيش في دول الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
في 7 يوليو/تموز 2016 صادق البرلمان الألماني على قانون الإندماج الجديد والذي ينص على تسهيل دخول اللاجئين إلى سوق العمل ومنحهم فرصا أكثر للالتحاق بدورات الإندماج ودورات اللغة الألمانية. وفي صورة عدم التزام اللاجئين بهذه الإجراءات، تنخفض المساعدات الاجتماعية المخصصة لهم من قبل الدولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
في الثاني من سبتمبر/أيلول من هذا العام نقلت مصادر أن المستشارة ميركل اجتمعت مع برلمانيين محافظين من حزبها وقالت لهم "أهم شيء في الشهور المقبلة هو الترحيل.. الترحيل.. وأكرر الترحيل". وذلك لتهدئة المخاوف العامة المتنامية بشأن زيادة أعداد المهاجرين في خطوة تمثل تغيرا حادا في موقف ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول من العام الماضي انتشرت صورة الطفل السوري الكردي أيلان بعد أن غرق وجرفت المياه جثته إلى الشاطئ التركي. تسببت هذه الصورة في حدوث صدمة وغضب في جميع أنحاء العالم. وتوفى شقيقه وأمه ونجا والده فقط. وعائلة أيلان من أكراد سوريا الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم. إعداد: سميح عامري