كيف أدت قيود كورونا إلى انقراض سلالتين من فيروس الإنفلونزا
١١ يونيو ٢٠٢١
ارتداء الكمامات وتعقيم اليدين، لم يساعدا فقط على الوقاية من فيروس كورونا، ولكن أديا إلى اختفاء بعض أنواع فيروس الإنفلونزا، فهل عملت إجراءات الوقاية من كورونا على إنقراض هذه الفيروسات؟
إعلان
أشارت التقديرات المبكرة أن موسم الإنفلونزا لعامي 2020 و2021 كان غير موجود عملياً، إذ شهدت الفترة الأخيرة انخفاضاً حاداً في حالات الإنفلونزا، وقد أظهرت البيانات أن عدداً من سلالات الإنفلونزا لم يتم العثور عليها من الباحثين خلال العام الماضي، مما يشير إلى أنها انقرضت، وفقاً لتقرير STAT.
يشرح التقرير إلى أن ارتداء الأقنعة وإغلاق المدارس وقيود السفر، وتعقيم اليدين بشكل مستمر، قد أدت جميعها إلى وصول معدلات انتقال الإنفلونزا إلى مستويات متدنية جدا، مثل أحد سلالات فيروس النمط (أ) H3N2، بالإضافة إلى سلالة أخرى من فيروس النمط (ب)\Yamagata.
ولم يتم رصد أي من هاتين السلالتين منذ مارس/آذار 2020، إذ لم ترصد أي معلومات حول انتشارهما في مواقع قواعد البيانات الدولية المستخدمة لمراقبة تطور الفيروسات.
ولكن عالم الأحياء الحسابي تريفور بيدور، يذكر لـSTAT، أن هناك احتمالية كبيرة أن السلالتين انقرضتا، "ولكن العالم مكان كبير"، على حد تعبيره، مضيفاً أنه "في السابق كان هناك ظهور واضح لنحو ستة أسلاف من فيروس H3N2، ولكن ثلاثة فقط صمدت".
تتكون الفيروسات من أربعة أنماط، هي (أ، ب، ج، د). ويصاب عادة البشر بالإنفلونزا الموسمية (أ) و (ب)، وتعرف فيروسات النمط (أ) بأنها المتسببة في أي وباء فيروسي، كما يذكر موقع iflscience العلمي. وتنقسم هذه الأنماط إلى أنواع فرعية حسب نوع البروتين الذي تحتويه.
وبسبب هذا التنوع؛ فإن العلماء يضطرون كل عام لإنتاج لقاحاتتكفي لجميع أنواع الفيروسات التي تصيب الإنسان، ولكن احتمالية انقراض بعض من هذه السلالات سوف يسهل عملهم، كما يذكر موقع STAT.
ويقول خبراء الإنفلونزا إنه إذا تقلصت هذه الأنواع، فستكون نتيجة مرحب بها، إذ سيجعل من اختيار الفيروسات مرتين سنوياً لإدراجها في لقاحات الإنفلونزا أسهل بكثير.
م.ش/م.س
هكذا قد تغير جائحة كورونا أساليب الزراعة وعادات الغذاء
أصاب الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا كثيراً من القطاعات الحيوية بالضرر، وقطاع الزراعة ليس استثناء هنا، فقد أصاب الضرر قطاع الزراعة الصناعية بالخصوص، ولكن الفيروس شجع الفلاحة المنزلية، ربما ستغير الجائحة ما نزرع وما نأكل.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER
إعادة النظر في مزارع الدواجن والخنازير
ما برح العلماء يجهلون كيف نما فيروس كورونا، لكنّ تهديداته الوبائية التي أسفرت عن إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور قد أثرت بشكل واضح على مزارع الخنازير والدجاج. وفي ظل التأكد من وجود ارتباط بين الزراعة الصناعية الحيوانية المركزة وبين تنامي مخاطر الجائحة، يبدو أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في هذا القطاع بشكله الراهن.
صورة من: picture alliance/Augenklick/Kunz
صناعات اللحوم على شفير الخطر
سلطت الجائحة الضوء على الحالة المزرية التي تسود قطاع صناعات اللحوم، وشهدت ألمانيا بؤراً لكورونا في أوساط العاملين في صناعات اللحوم، بل أنها وضعت منطقتين بغرب المانيا في الحجر الصحي بعد إصابة 1550 عاملاً في مسلخ تونيس بالفيروس، ما جعل الأصوات تتعالى مطالبة بشروط عمل أفضل في قطاع انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
التخلي عن تربية الحيوانات البرية
يرجّح الخبراء أن فيروس كورونا قد انتقل من منتجات برية بيعت في سوق ووهان بالصين. ومع تفشي الجائحة شددت الصين إجراءاتها بحق المنتجات البرية، ما أدى إلى أغلاق 20 ألف مزرعة منتجات برية. بعض الأقاليم الصينية تعرض الآن دعماً حكومياً لتساعد مزارعي المنتجات البرية في الانتقال إلى نمط حياتي آخر، بزراعة منتجات المحاصيل وتربية الخنازير او الدجاج.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bernetti
قطاعات أكثر مرونة
أثرت الجائحة على حلقات الإنتاج التي تمدنا بالغذاء، وهي صناعة تمد العالم في عصر العولمة بالغذاء بما يزيد غالباً عن مستويات الإنتاج المحلي في كثير من البلدان. المزارعون يواجهون اليوم تحديات تناقص أعلاف الحيوانات الصناعية، وتقلص اليد العاملة ما يجبرهم على التكيف مع مستقبل جديد أقل أمناً.
صورة من: picture-alliance/dpa
تنامي الزراعة الحضرية
مع اضطرارهم إلى المكوث في البيت، تتزايد اعداد الناس الذين يتوجهون إلى انتاج بعض من اطعمتهم في حدائق بيوتهم. قد يكون هذا تطوراً إيجابياً على المدى البعيد لاسيما أن من المتوقع أن يسكن ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. وهكذا قد تصبح الزراعة الحضرية أكثر حيوية، وسوف تستهلك قدراً أقل من الوقود الأحفوري لأغراض النقل، ومساحات أصغر من الأرض مقارنة بالزراعة التقليدية.
صورة من: Imago/UIG
انتاج ذاتي للغذاء
في ظل توقعات ببلوغ عدد سكان الأرض 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، لا مفر من مواجهة حقيقة ضرورة زيادة الغذاء على مستوى الكوكب. وكان تمهيد وتنظيف مزيد من الأراضي من الأشجار والأعشاب لغرض زراعتها يعد حلاً لهذه المشكلة، أما الآن، فتتجه الأنظار إلى زراعة المراكز الحضرية، ويتعزز هذا التوجه في ضوء المخاطر التي فرضها فيروس كورونا.
صورة من: Kate Evans / Center for International Forestry Research (CIFOR)
التحول إلى المنتجات النباتية
في ضوء المخاوف من تعرض قطاع انتاج اللحوم إلى تحديدات تفرضها جائحة كورونا، تشهد الصين توجهاً ملفتاً للنظر إلى المنتجات النباتية. وكان الغرب سباقاَ بهذا الاتجاه خلال السنوات القليلة المنصرمة، ويتوقع أن يستمر ذلك ويتصاعد بتزايد مخاوف المستهلكين من مصادر انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Neibergall
تشديد معايير الأمن الغذائي في البلدان النامية
يُتوقع أن تؤثر جائحة كورونا بشدة على البلدان النامية، وتحديداً في مجال الأمن الغذائي. الأمم المتحدة حذرت من مجاعة "بمعايير ملحمية". إلى جانب ذلك، فأنّ التعاون الدولي للتخفيف من مجاعة متوقعة سيفرض حماية أفضل للأرض، وأنواعاً أفضل من المحاصيل، ومزيداً من الدعم لصغار المزارعين. انيكا مولس / م. م