كيف أصبحت مونستر "أنجح" مدينة ألمانية في محاربة كورونا؟
٢٥ يناير ٢٠٢١
تبدو إجراءات الحجر الصحي في مدينة مونستر فعالة بشكل أثار غيرة باقي المدن الألمانية. فماهي الوصفة السحرية التي تتبعها هذه المدينة؟ وهل هناك جوانب أخرى مطلمة تختبئ وراء هذه الصورة المشرقة.
إعلان
يحظى مستوى العدوى بفيروس كورونا لمستجد بمدينة مونستر باهتمام على الصعيد الوطني في ألمانيا. عمدة المدينة ماركوس ليفه أوضح يوم (الجمعة 22 يناير/ كانون الثاني 2021) في حوار مع برنامج "مورغن ماغازين" الذي تقدمه قنوات التلفزيون الألمانية "ZDF" و"ARD" سبب انخفاض الإصابة بالفيروس في بقوله "كنا من أوائل المدن التي شكلت فريقًا لمواجهة أزمة كورونا وفرضنا ارتداء الكمامات الواقية".
ومنذ يوم الأربعاء الماضي، تمكنت مونستر من خفض معدل الإصابة بشكل متوالي لمدة سبعة أيام إلى أقل من 50 من بيك كل مائة ألف نسمة، بل ووضل يوم الجمعة إلى 39.3. وقيل حينها، إن ذلك كان أدنى معدل تحققه مدينة كبيرة في ألمانيا. وهو ما يسمح لمونستر بحكم القواعد الجاري بها العمل، التنسيق مع ولاية شمال الراين - ويستفاليا بشأن رفع تدريجي لقيود الحجر الصحي. غير أن العمدة يخشى من هذه الخطوة في الوقت الراهن معلنا تضامنه مع المدن الأخرى. كما أن هناك سبب آخر، فجميع كبار السن في دور رعاية المسنين تم تلقيحهم في مونستر مرة واحدة. وقد بدأت فعلا موجة التلقيح الثانية لهذه الفئة.
88 حالة وفاة منذ مارس / آذار
غير أن هذا الوجه المشرق له وجه سلبي أيضا، فقد توفي 88 شخصًا معظمهم من كبار السن في مونستر بسبب الفيروس المستجد منذ نهاية مارس / آذار من العام الماضي، 14 منهم خلال الأيام السبعة الماضية، آخر حالات الوفاة تعود لرجل يبلغ من العمر 79 عامًا (توفي يوم الجمعة). ويقول رئيس فريق أزمة كورونا فولفغانغ هوير بهذا الصدد، "إن الارتياح السائد بشأن تراجع العدوى في مونستر تخيم عليه ظلال أرقام الوفيات الجديدة". وهي مرتبطة بارتفاع عدد المصابين في الأشهر الأخيرة، فيما الوفيات تأتي بفارق زمني بعد حدوث الإصابة.
وصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا إلى 2.15 مليون حالة بحلول اليوم (الاثنين 25 يناير/ كانون الثاني 2021) ، حسب بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء. ووفقا لهذه البيانات، وصل عدد الوفيات المرتبطة بالوباء في ألمانيا إلى 52 ألفا و296 حالة، فيما وصل عدد المتعافين إلى 1.84 مليون شخص. تجدر الإشارة إلى أنه قد مضى قرابة 52 أسبوعا على الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في ألمانيا.
وفي سياق متصل، أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح اليوم الإثنين أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد التي تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغ ستة آلاف و729 إصابة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
ح.ز/ ع.أج (د.ب.أ)
بسبب قواعد كورونا.. مدن ألمانيا في "الحجر الصحي"
لم يسبق أن كانت مراكز المدن في ألمانيا فارغة بهذا الشكل قبل عيد الميلاد. ففي جميع أنحاء البلاد تنطبق قوانين كورونا المتشددة. قواعد الحجر الصحي المفروضة بسبب كورونا تقدم صورة غير مألوفة للحياة في ألمانيا.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
شارع كورفورستندام أو "كودام" خال في برلين
كورفورستندام أو "كودام": شارع التبضع وشارع التجوال في برلين الذي كان يعج عادة بالمتجولين خال تماما في هذا العام. لأنه هنا منذ أن فُرضت قيود واسعة لمكافحة جائحة كورونا ظلت غالبية المتاجر مغلقة.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
بريق خافت في عيد الميلاد
وغير بعيد عن كورفورستندام يوجد عادة سوق عيد الميلاد في ساحة برايتشايد في الأثناء مع إجراءات أمنية مشددة. لأن نقطة اللقاء هنا في وسط برلين الغربية سابقا تعرضت لكارثة شديدة في عام 2016 حين توفي 12 شخصا على إثر هجوم ارهابي.
صورة من: Paul Zinken/dpa/picture alliance
الاكتفاء بالنظر إلى الواجهة
متجر الغرب على امتداد شارع كورفورستندام يُعتبر المتجر الشهير في ألمانيا. فعلاوة على جناح المواد الغذائية الشهير، كل شيء متوفر هنا. وتجارة التجزئة الألمانية ستحصل على تعويضات ـ لكن الكثير من التجار يترقبون مساعدات ديسمبر التي وعدت الحكومة بتقديمها.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حزن يخيم على مدينة هامبورغ
والوضع غير مختلف في ثاني أكبر مدينة ألمانية أي هامبورغ. ففي وسط المدينة حول شارع مونكبيرغ يسود فراغ تام. وحتى هنا تتوقع تجارة التجزئة بسبب الحجر الصحي الثاني تراجعا قويا في المبيعات ـ بشرط أن تنتهي تلك القيود كما هو مخطط في العاشر من يناير.
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
إجراءات مراقبة الشرطة في فرايبورغ
فرايبورغ في منطقة برايزغاو تُعد مدينة محبوبة لدى الكثيرين ويجوبها سيل من الماء على هامش الغابة السوداء. هنا أيضا على غرار جميع المواقع في ولاية بادن فورتمبيرغ تسود قيود حظر تجول مشددة، وذلك منذ الـ 12 من ديسمبر/ كانون الأول. ولا يمكن مغادرة المنزل إلا لأسباب وجيهة وفي الليل تٌعتمد قوانين أكثر شدة من فترة النهار.
صورة من: Antonio Pisacreta/ROPI/picture alliance
استعراض موسيقي عسكري في ميونيخ
هنا عاصمة بافاريا ميونيخ. فحول ساحة ماريا شتاخوس يقف في العادة في مثل هذه الأوقات حشود من الناس لشرب النبيذ الساخن. وهذا لا يمكن فعله هذه السنة بسبب إجراءات كورونا وحظر تناول الكحول في الأماكن العامة.
صورة من: Sachelle Babbar/Zumapress/picture alliance
سبات بافاري طويل
كما هو الوضع هنا في حي الصليب بميونيخ تمر ولاية بافاريا التي ضربها الفيروس بسبات عميق. ورغم القيود المتشددة يساند 69 في المائة من الألمان ما يُسمى بالحجر الصحي الثاني ـ هذا ما تمخض عنه استطلاع للرأي لصالح القناة الأولى في التلفزة الألمانية في هذا الأسبوع.
صورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance
بقعة وباء ساكسونيا
في ولاية ساكسونيا تبقى نسبة العدوى مرتفعة أكثر من أي مكان آخر: أكثر من 700 عدوى جديدة مقابل 100.000 نسمة في غضون أسبوع واحد، كما أعلنت عن ذلك دائرة باوتسن. وفي شارع رايشن، الشارع الحقيقي لمدينة باوتسن يبدو هرم عيد الميلاد في حلة حزينة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
بالكمامة أمام كنيسة دريسدن
وحتى في عاصمة الولاية دريسدن تسود منذ مدة طويلة إلزامية وضع الكمامة. وتعليمات كورونا في ولاية ساكسونيا تم تشديدها في نهاية الأسبوع: فالمتاجر يحق لها بيع حاجيات اللوازم اليومية فقط. والألبسة والكتب أو الألعاب يتم سحبها بغية عدم جلب الزبائن والتخفيف من الاحتكاك.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
صورة وكأنها من التاريخ
الساحة أمام بوابة براندنبورغ لم تكن خالية من البشر على هذا النحو منذ وجود جدار برلين أي حتى عام 1989. ولا ينقص فقط السياح ـ بل حتى الاحتفال بليلة رأس السنة الأكبر في البلاد والألعاب النارية التي تُنقل فعالياتها إلى جميع أنحاء العالم ألغيت هذه السنة. على الأقل الساعة الشهيرة لحساب الدقات حتى منتصف الليل ستكون تماشيا مع كورونا رقمية وتُنقل عبر التلفزيون. إذن سنة جديدة سعيدة!