كيف تؤثر جائحة كورونا على اندماج المهاجرين في ألمانيا؟
٢٠ أبريل ٢٠٢١
امتدت آثار جائحة كورونا لتصل للجهود المبذولة لإدماج المهاجرين في المجتمع الألماني. وتحذر دراسة صادرة حديثا من "تلاشي" كل ما تم تحقيقه على مدار السنوات الماضية، كما تستعرض ثلاثة سيناريوهات محتملة لتحقيق الاندماج. ما هي؟
إعلان
يبدو أن القيود المفروضة على الحياة على العامة في محاولة لاحتواء جائحة كورونا "تهدد بشكل كبير" اندماج المهاجرين في ألمانيا، وفقا لنتائج دراسة حديثة.
وتنبه الدراسة، التي أجرتها جامعة "فريدريش-ألكسندر" بولاية بافاريا الألمانية ونُشرت نتائجها اليوم الثلاثاء (20 أبريل/ نيسان 2021)، من أن "الإنجازات" التي تم تحقيقها فيما يتعلق باندماج المهاجرينخلال السنوات الست أو السبع الماضية "مهددة بالتلاشي إذا لم نتخذ الإجراءات المضادة المناسبة"، على حد وصف الدراسة.
وأشارت الدراسة إلى أن الوصول لفرص التعليم المدرسي ودورات اللغة والاندماج "صار أمرا صعبا بشكل خاص بالنسبة للمهاجرين وأبنائهم، خاصة وأنه غالبا ما تكون شبكات الإنترنت أو الأجهزة اللازمة للمشاركة غير متوفرة لديهم".
وأشارت الدراسة إلى أن "إجراءات مكافحة التمييز" يمكن أن تساعد المهاجرين واللاجئين من حيث المبدأ على "دعم الوصول بشكل أفضل إلى سوق الإسكان الذي يحتاج إلى مزيد من التطوير". كما أوصت كذلك بضرورة توفير مساكن لامركزية بقدر الإمكان للمهاجرين، وهو ما يمكن أن يساهم أيضا في تقليل مخاطر العدوى.
واستنادا إلى الاتجاهات المطبقة حاليا، استعرض الباحثون ثلاثة سيناريوهات محتملة في قضية اندماج المهاجرين: السيناريو الأول هو "مجتمع الإقصاء" حيث يحل "التماثل محل الاندماج والشمول"، والثاني يتمثل في مجتمع تتطلع سياسته في الهجرة "بشكل انتقائي لمهاجرين مؤهلين وأصحاء وشباب"، والثالث مجتمع موجه نحو المشاركة "يقدر مساهمة الجميع في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية".
وجاء في الدراسة أن الإجراءات التي أقرتها لجنة مجلس الوزراء لمكافحة التطرف اليميني والعنصرية، وعددها 89 إجراء، تتطلب الآن "تجميعا وتنفيذا استراتيجيا وفعالا".
نتيجةً لنمو حجم الجالية العربية في ألمانيا، وخاصةً بعد موجة اللاجئين في عام 2015، ازداد تواجد لغة الضاد في سائر جوانب الحياة الألمانية بشكلٍ ملحوظ. DW عربية تقوم بجولة مصورة تعرض تواجد اللغة العربية في شوارع ألمانيا.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
"أهلا وسهلاً" بك في ألمانيا
اللغة العربية هي اللغة الرابعة الأكثر استخداماً على شبكة الإنترنت والأوسع انتشاراً ونموأ، متفوقةً على الفرنسية والصينية.
وتنتشر المطاعم العربية في أرجاء ألمانيا وخصوصا المطاعم السورية حاليا. وتقدم أصنافاً شهية من الأطباق الشرقية لزبائنها من مختلف الأجناس، الأمر الذي أدى لانتشار أسماء هذه الوجبات باللغة العربية.
صورة من: DW/N. Alojayli
في المطاعم و المحلات
التسوق في المحلات العربية المنتشرة في ألمانيا لم يعد مقصورا على العرب فقط، فهناك الكثير من الألمان، الذين يتسوقون في تلك المحلات أيضا، والتي تبيع مواد غذائية مستوردة من بلاد عربية. ولذلك انتشرت بينهم كلمات مثل "الفلافل والحمص". كما أن كلمة "حلال" أصبحت شائعة جداً بين الألمان.
صورة من: DW/S. Samir
كلمات عربية بذكريات تاريخية
انتشرت في الأعوام الأخيرة بشكل ملفت للانتباه المقاهي العربية في المدن الألمانية، وترى عربا وألمانا وآخرين يجلسون يدخنون الأرجيلة. غير أن تواجد مقاهي عربية في ألمانيا أمر ليس بالجديد والدليل هذا المقهى الشهير في بون، والذي يعود إلى الحقبة التي كانت فيها مدينة بون عاصمة لألمانيا الاتحادية ومقرا للسفارات والقنصليات المختلفة.
صورة من: DW/S. Samir
المنشآت الصحية تقدم خدماتها بالعربي
تضع الكثير من الصيدليات والمشافي في ألمانيا تعليمات باللغة العربية، بهدف جذب وتسهيل الأمر على المقيمين العرب والسائحين أيضاً للخدمات التي تقدمها هذه المرافق. وتنتشر السياحة الطبية العربية في ألمانيا وخصوصا في مدينة بون، حيث يعتبر حي "باد غودسبرغ"، أحد أكبر أحياء بون، "حيا عربيا" في نظر الكثيرين من العرب والألمان على السواء.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
محلات ألمانية تعرض منتجاتها بالعربي
التواجد العربي كبير في مدن ألمانيا، فهناك المقيمون العرب والسياح واللاجئون العرب أيضا. وتسعى المحلات الألمانية لجذب الزبائن العرب والتيسير عليهم. ولذلك تجد من بين العمال فيها من يتحدثون العربية. وتجد أيضا كلمات باللغة العربية في كل مكان من أقسام تلك المحلات، كما نرى هنا مثلا في أحد محلات سلسلة "ريفه" الشهيرة.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
منشورات رسمية مترجمة إلى العربية
اللغة العربية هي إحدى اللغات الرسمية الست المعتمدة في الأمم المتحدة. وتنتشر في الدوائر الحكومية والرسمية الألمانية منشورات تحتوي على اللغة العربية أيضا، لتسهيل تعامل العرب في ألمانيا مع موظفي تلك الدوائر. هنا مثلا اللغة العربية تقع مباشرة بعد الألمانية والإنجليزية وقبل اللغات الأخرى.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
محطات القطار تتكلم العربية
يتكلم اللغة العربية، كلغة أم، ما يزيد عن 422 مليون نسمة، الأمر الذي يجعلها أحد أكثر اللغات انتشاراً حول العالم، وكذلك في ألمانيا. وفي محطات القطارات في ألمانيا يمكنك أيضا الحصول على الصحف الصادرة بالعربية في "أكشاك" بيع الصحف. وقد تجد أحيانا من يتحدث العربية من بين الموظفين بالسكك الحديد من أبناء الجاليات العربية.
صورة من: DW/S. Samir
العربية في أسواق عيد الميلاد
للجالية المغربية حضور مميز في الحياة الألمانية بمختلف جوانبها. كما لها أثرُ مهم في انتشار الثقافة العربية في بلاد المهجر. حيث تنتشر المحلات المغربية، خصوصا محلات المواد الغذائية. ويشارك عربٌ أيضا في أسواق عيد الميلاد (الكريسماس)، مثل هذا المحل، الذي يبيع منتجات تقليدية مغربية في بون. اعداد: سمر سمير/ نور العجيلي