كيف تؤثر خسارة ملايين الأشجار سنويا على مناخ الأرض؟
٢٢ يوليو ٢٠٢١
قد لا تثير خسارة ملايين الأشجار سنويا انتباهك من قبل. ولكن الارتفاع المستمر لدرجات الحرارة يعد سببا للاهتمام بخطورة الأمر، خاصة بعد كوارث طبيعية شهدتها وتشهدها دول عدة. فكيف يؤثر على مناخ الأرض؟
إعلان
للأشجار قدرة على خفض درجات حرارة الأرض خلال الصيف بمعدل عشر درجات فهرنهايت، وفقا لدراسة أجرتها جامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية.
إلا أن غطاء الأرض من الأشجار يشهد انكماشا بمعدل 36 مليون شجرة سنويا، في الولايات المتحدة وحدها، وفقا لدراسة حديثة أجرتها خدمة الولايات المتحدة للغابات. وباستمرار هذا المعدل، يتوقع الخبراء مزيدا من الارتفاع لدرجات الحرارة ومعدلات تلوث الهواء، وفقا لموقع سي إن إن الأمريكي.
ويوضح ديڤيد نوفاك الخبير في خدمة الولايات المتحدة للغابات، وهي وكالة حكومية تابعة لوزارة الزراعة معنية بالغابات في الولايات المتحدة، أن أسباب تراجع غطاء الأشجار تتضمن الأعاصير والحرائق والحشرات والأمراض، وكلها عوامل طبيعية لا يمكن للبشر التحكم فيها.
ولكن هناك عوامل أخرى تتعلق بنشاط البشرحيث يقول: ”نرى غطاء الأشجار وهو يتم استبداله بغطاء أخر محكم، وهو ما يعني عندما ننظر للصور نجد أن ما كان موجود سابقا تم استبداله بمباني أو مساحات لصف السيارات".
ويشرح نوفاك أن في كل مرة يتم فيها قطع شجرة لمد طريق أو إقامة مبنى لا يتوقف تأثير ذلك على موقع محدود، بل يمتد ليؤثر على منطقة أو إقليم بأكملهحيث تربط الدراسة بين خسارة الأشجار وتلوث الهواء.
نازحون: الجفاف والفيضانات - الهروب من أزمة المناخ
53:36
الأشجار ضرورة حياتية
ولا تقتصر أهمية الأشجار فقط على الدور الذي تلعبه في خفض درجات الحرارة وخفض معدلات التلوث من خلال امتصاصها للكربون، إذ تساهم أيضا في خفض استهلاك الطاقة عبر أجهزة التبريد بقيمة أربعة مليارات دولار أمريكي سنويا. فالأشجار توفر الظل علي المنازل بما يخفض من سخونتها ويقلل الحاجة إلى خفض درجات الحرارة بداخلها.
وتعمل الأشجار كذلك كمرشح للمياه حيث تمتص المياه غير النظيفة، كما تلعب دورا أساسيا في الحد من مستوى الفيضانات من خلال امتصاصها للمياه.
وإلى جانب ما تضفيه من جمال على أي مكان، للأشجار القدرة على تشتيت الضوضاء ولهذا غالبا ما نجدها على جانبي الطرق السريعة أو بجوار الأسوار الفاصلة بين المنازل أو المناطق السكنية. كما تمتص الأشجار 96 بالمئة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
وبالإضافة لتآثيرها على البشر، الأشجار هي ملجأ الطيور بكل أنواعها، كما توفر المسكن والغذاء في الغابات للحيوانات.
ويؤكد نوفاك على ضرورة العمل والتطوع لزراعة أشجار بديلة لما يتم فقده، خاصة في المدن حيث يصعب أن تنمو الأشجار بشكل طبيعي كما يحدث في الغابات أو الريف بسبب الأسفلت الذي يغطي الأرض في المدن. ولا يقتصر الأمر على مجرد زراعة البذور في التربة حيث تحتاج الأشجار للرعاية في السنوات الأولى إلى أن يشتد قوامها وتتمكن من مواجهة تحديات الطبيعة.
د.ب.
حرائق الغابات ... الكارثة تأتي بعد حين
في الوقت الذي تقرع فيه عدة منظمات جرس الإنذار بخصوص التغييرات المناخية وتأثيرها على البيئة، تتسبب الحرائق في تدمير عدة غابات والقضاء على حياة كائنات على كوكب الأرض. ألبوم الصور يسلط الضوء على بعض آثار هذه الحرائق.
صورة من: Getty Images/A. Renneisen
تراث عالمي في خطر
أتى حريق مدمر على حوالي 80.000 هكتار من الأراضي في المحمية الطبيعية "جبل كينيا"، وهو ما يقرب من نصف مساحة المحمية في هذا البلد الأفريقي. ورغم أن الحرائق ليست بالأمر الشائع هناك، بيد أنه تم تسجيل أكثر من 100 في هذه السنة وحدها. وتعد هذه المحمية موطناً للبحيرات والغابات الكثيفة والأنهار والحيوانات النادرة، التي تهددها الحرائق.
صورة من: Getty Images/A. Renneisen
حرائق في غابات اليونان
في السنة الماضية، لقي أكثر من 80 شخصاً مصرعهم في حرائق الغابات باليونان. واكتشف باحثون من أستراليا أن الغابات هناك تحتاج إلى الكثير من الوقت، من أجل التعافي بعد الحرائق المدمرة.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Karmaniolas
عقود لتجديد التربة
تحتاج تربة الغابة إلى حوالي 30 سنة، من أجل تجديدها بالكامل بعد اقتلاعها. ويمكن لهذه المدة أن ترتفع إلى 80 سنة في حال كان هناك حريق ما. ودرس الباحثون من أستراليا أكثر من 80 موقعاً في جنوب شرق البلاد، فضلاً عن استخلاصهم حوالي 700 عينة من التربة، التي تعرضت إلى أنواع مختلفة من الأضرار على غرار الحرائق والترسبات.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
بعد ستة أشهر...
بعد ستة أشهر من حريق في منطقة بالعاصمة الألمانية برلين صيف السنة الماضية، تم قطع أجزاء كبيرة من المناطق المتضررة. ويرى العلماء أن حرائق الغابات وإزالتها بعد الحريق قد يؤدي إلى خسارة عناصر مهمة تحتاجها التربة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
الإنسان يُعطل الدورة الطبيعية
تعد الحرائق في بعض الأماكن جزءاً مهماً من الدورة الطبيعية. فبعض الأشجار على غرار الأوكالبتوس تحتاج حتى إلى النار من أجل إطلاق بذورها. ويقول العلماء إنه بفضل الرماد يمكن للعديد من العناصر الغذائية أن تصل إلى التربة بعد الحريق. لكن يمكن أيضاً للجفاف الشديد وإزالة الغابات وإخماد الحرائق أن يُعطل الدورة الطبيعية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Suslin
تدمير التربة
صيف السنة الماضية، دمر حريق غابة في البرتغال تعود إلى 700 سنة، فقد تم سحق حوالي 80 في المائة من الغابة، فضلاً عن قتل الخنافس والطيور والثدييات. وتحتاج تربة هذه الغابة إلى حوالي 50 سنة، من أجل التعافي والعودة إلى حالتها الطبيعية.
صورة من: picture-alliance
خسارة مواد غذائية حيوية
خلال الحريق، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 500 درجة مئوية. ونتيجة لذلك، يتم فقدان عدة عناصر غذائية تعزز النمو مثل الفوسفور والكربون العضوي والنترات. وفي حال وقوع الحرائق بشكل متكرر في مكان واحد، فإن الأمر يصبح صعباً على الغابة من أجل التعافي. وبدون هذه العناصر الغذائية المهمة لا يمكن للتربة دعم نمو النبات، فضلاً عن عدم تخزينها للكربون.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Lehti
لا تربة، لا حياة
التربة جزء أساسي من بيئة الغابة. ويوكد العلماء أن التربة في معظم الحالات أساس الحياة. فالتربة تدعم نمو الزهور وتغذي الفطريات والبكتيريا، بالإضافة إلى تخزينها للكثير من الكربون.
صورة من: picture-alliance/F. Herrmann
خطر إزالة الغابات
يؤثر قطع الغابات باستخدام الآلات وحرق الرواسب المتبقية على التربة. ويؤدي اقتلاع الأشجار إلى إطلاق الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الجو.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
تربة سوداء
حريق الأشجار يتسبب في تحول التربة إلى سوداء. فمثلاً، الغابات الألمانية لديها صعوبات كبيرة من أجل تجديد نفسها والتعافي بعد الحريق. وفي السنوات القادمة يتوقع أن يتسبب الجفاف في حرائق غابات، ما يعني أن الغابة قد تحتاج إلى قرون قبل أن تعود إلى الحياة مرة ثانية. إعداد: شارلي شيلد/ ر.م