في أول يوم من ولايته، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية لتعزيز إنتاج النفط والغاز وإلغاء الحماية البيئية. قرارات يرى خبراء أنها ستؤثر سلباً على البيئة والمناخ داخل وخارج الولايات المتحدة.
ترامب الذي يُعد واحداً من أشهر منكري "التغير المناخي" ويصفه بأنه "خدعة" تهدف للحد من النشاط الاقتصادي الأمريكي، قام بتعيين مديرين تنفيذيين في صناعة الوقود الأحفوري ومشككين في تغير المناخ في حكومته.
وبحسب تحليل في موقع محطة "فوكس" الإذاعية الأمريكية، فإن تصرفات ترامب في اليوم الأول تمثل إعادة صياغة كاملة لجدول أعمال المناخ في البلاد، وتحدد نهج إدارته في التعامل مع الطاقة والبيئة على مدى السنوات الأربع المقبلة.
إعلان
توسع في استكشاف النفط والغاز
من بين أهم الإجراءات التي اتخذها ترامب إعلانه "حالة طوارئ في مجال الطاقة"، والتي صاغها كجزء من جهوده لكبح جماح التضخم وخفض تكاليف المعيشة.
وتعهد ترامب "باستخدام جميع الموارد اللازمة لبناء البنية التحتية الحيوية"، وهي خطوة غير مسبوقة يمكن أن تمنح البيت الأبيض سلطة أكبر لتوسيع إنتاج الوقود الأحفوري. كما وقّع أمرًا تنفيذيًا "لتشجيع التنقيب عن الطاقة وإنتاجها في الأراضي والمياه الفيدرالية"، وأمرًا آخر يسرّع عملية منح التصاريح للاستشكاف في ألاسكا، بما في ذلك في محمية القطب الشمالي الوطنية للحياة البرية.
”وقال ترامب خلال خطاب تنصيبه: "سيكون لدينا أكبر كمية من النفط والغاز مقارنة بأي بلد على وجه الأرض، وسوف نستخدمها.. سنقوم بالتنقيب يا عزيزي، سنقوم بالتنقيب."
ترامب في اليوم الثاني من ولايته الرئاسية الثانية
02:45
الخروج من اتفاقية باريس .. مجدداً!
ويشير تقرير مطول لمجلة "تايمز" إلى أن ترامب أوفى بوعده بالانسحاب مرة أخرى من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، وهي اتفاقية الأمم المتحدة التي وافقت عليها 195 دولة للحد من الاحتباس الحراري، والتي وصفها ترامب بأنها "سرقة".
وبالإضافة إلى توقيعه أمرًا تنفيذيًا ينص على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية - تحت عنوان "وضع أمريكا أولًا في الاتفاقيات البيئية الدولية"، وقّع ترامب أيضًا على رسالة إلى الأمم المتحدة لبدء تنفيذ الانسحاب.
ونظرًا للقواعد التي تحكم الاتفاقية، سيستغرق الانسحاب رسميًا عامًا واحدًا، مما يعني أن المفاوضين الأمريكيين سيشاركون في الجولة التالية من المحادثات في البرازيل في نهاية العام. ومع ذلك، بحلول هذا الوقت من العام المقبل، قد تنضم الولايات المتحدة إلى إيران وليبيا واليمن باعتبارها الدول الوحيدة التي ليست جزءًا من الاتفاق.
وقال آني داسجوبتا، الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد الموارد العالمية غير الربحي، للمجلة إنه "ليس من المنطقي أن تتخلى الولايات المتحدة طواعية عن النفوذ السياسي وأن تفوت فرص تشكيل سوق الطاقة الخضراء الآخذ في التعاظم". ووفقًا لاستطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس يؤيد اثنان فقط من كل 10 أمريكيين الانسحاب من اتفاقية باريس، .
جاء إعلان ترامب بعد 10 أيام فقط من إعلان الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن عام 2024 هو العام الأكثر حرارة على الإطلاق، وهو العام الذي شهد موجات حرّ مهددة للحياة وحرائق غابات وفيضانات في جميع أنحاء العالم. ويقول الخبراء إن الأمور ستزداد سوءًا ما لم تبذل الولايات المتحدة والدول الأخرى المزيد من الجهود للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
الابتعاد عن السيارات الكهربائية
وفي تحليل لموقع صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكيل، فإن ترامب أيضًا و تماشيًا مع وعده في حملته الانتخابية بدعم عمال السيارات قام بإلغاء "تفويض السيارات الكهربائية".
وقال ترامب خلال خطاب تنصيبه: "بعبارة أخرى، ستتمكن من شراء السيارة التي تختارها"، على الرغم من عدم وجود تفويض وطني يتطلب بيع السيارات الكهربائية، وللمستهلكين حرية شراء أي سيارة يرغبون فيها.
وكانت إدارة بايدن قد روجت لهذه التكنولوجيا من خلال وضع اللمسات الأخيرة على القواعد التي تحد من كمية التلوث الناجم عن عوادم السيارات مع مرور الوقت بحيث تشكل السيارات الكهربائية غالبية السيارات المباعة بحلول عام 2032.
كما أطلقت الولايات المتحدة في عهد جو بايدن أيضًا ائتمانًا ضريبيًا بقيمة 7500 دولار لمشتريات المستهلكين من السيارات الكهربائية المصنعة محليًا، وخططت لتوجيه ما يقرب من 7.5 مليار دولار لبناء البنية التحتية للشحن في جميع أنحاء البلاد.
وقال كوستا ساماراس، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في جامعة كارنيجي ميلون الذي شغل منصب كبير قادة السياسات في البيت الأبيض في عهد بايدن: "إن التراجع عن حوافز تصنيع السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة سيؤدي لفقدان وظائف، فضلاً عن رفع أسعار السفر.. يكلف تزويد السيارة الكهربائية بالطاقة ما بين ثلث إلى نصف تكلفة القيادة باستخدام البنزين، ناهيك عن فوائدها في الحد من تلوث الهواء. في نهاية المطاف، لخفض سعر الطاقة للمستهلكين الأمريكيين، نحتاج إلى تنويع مصادر الطاقة التي نستخدمها والتأكد من أنها نظيفة وبأسعار معقولة وموثوقة."
عصر العولمة - احفر يا عزيزي، احفر. من سيحمي المناخ الآن؟
26:04
This browser does not support the video element.
ما مصير طاقة الرياح؟
منع ترامب رسميًا عقود تأجير جديدة لطاقة الرياح البحرية وسيقوم بمراجعة التصاريح الفيدرالية لمشاريع طاقة الرياح، ليفي بوعده "بإنهاء تأجير مزارع الرياح الضخمة التي تتسبب في تدهور مناظرنا الطبيعية وتفشل في خدمة مستهلكي الطاقة الأمريكيين".
ومن المرجح أن تواجه هذه الخطوة مقاومة من أعضاء حزبه. فالولايات الأربع الأولى في توليد طاقة الرياح - تكساس وأيوا وأوكلاهوما وكانساس - هي ولايات حمراء قوية، ومن غير المرجح أن ترضخ.
اللافت أن دوغ بورغوم وزير الشؤون الداخلية الذي اختاره ترامب بنفسه، رفض التنصل من طاقة الرياح خلال جلسة استماع الأسبوع الماضي، قائلاً إنه سيتبع استراتيجية "كل ما سبق" في مجال الطاقة، أي استخدام كافة وسائل إنتاج الطاقة.
عداء للبيئة؟
وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا واحدًا يلغي ما يقرب من 80 مبادرة من مبادرات إدارة بايدن المتعلقة بالبيئة، بما في ذلك إلغاء توجيه للوكالات الفيدرالية لدمج العدالة البيئية في مهامها. وكانت سياسة عهد بايدن تحمي المجتمعات المحلية المثقلة بالتلوث وتوجه الوكالات للعمل بشكل أوثق معها.
كانت تلك الخطوة جزءًا من حملة أوسع نطاقًا وصفها ترامب في خطاب تنصيبه بأنها محاولة لخلق "مجتمع مصاب بعمى الألوان"، من خلال منع الحكومة من "محاولة هندسة العرق والجنس اجتماعيًا في كل جانب من جوانب الحياة العامة والخاصة".
الولاء قبل الكفاءة؟ ـ أهم شخصيات إدارة دونالد ترامب
في 20 كانون الثاني/يناير 2025، يعود دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب، إلى البيت الأبيض، بعد أن غادره قبل أربع سنوات. في ألبوم الصور التالي نتعرف على أهم شخصيات فريق ترامب الحكومي.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/dpa/picture alliance
جي دي فانس - نائب الرئيس
كان جي دي فانس (40 عاماً) معارضاً لترامب فيما مضى، ووصفه بأنه "أحمق" ووصل به الأمر إلى نعته في حديث سري بأنه "هتلر أمريكا". ولكن بعد فترة وجيزة من ذلك، أصبح ترامب فجأة "أفضل رئيس عرفته على الإطلاق" - بعد أن ساعده الرئيس السابق في أن يصبح عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو. ويعتبر نائب ترامب نفسه ممثلاً لـ "اليمين الجديد"، والجندي السابق في مشاة البحرية يعارض الإجهاض ومساعدة أوكرانيا.
صورة من: Jim Watson/AFP/Getty Images
ماركو روبيو – وزير الخارجية
وكان السيناتور عن فلوريدا هو الآخر من معارضي ترامب في السابق، ووصفه بأنه "ديكتاتور العالم الثالث". أما اليوم فقد تبدل الحال واختفت تلك النعوت. في آرائه المتعلقة بالسياسة الخارجية، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين روبيو وترامب: يؤيد الابن لمهاجرين كوبيين سياسة أكثر صرامة تجاه الصين، ويدعم بشكل كبير للغاية إسرائيل، ويدفع من أجل إنهاء سريع للحرب الأوكرانية.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
بيت هيجسيث - وزير الدفاع
بيت هيجسيث ودونالد ترامب يعرفان بعضهما البعض من خلال التلفاز. كمذيع في قناة فوكس نيوز المقربة من ترامب، أجرى الرجل البالغ من العمر 44 عاماً مقابلات متكررة مع ترامب خلال رئاسته الأولى. ولا يكاد يتمتع هيجسيث بأي خبرة سياسية سابقة، وأدى الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان. ويعتبر هيجسيث من المؤيدين لإسرائيل. وينظر بعين التشكيك لوجود النساء في الجيش ويريد تقليص برامج المساواة بين الجنسين في الجيش.
صورة من: Evan Vucci/AP/dpa/picture alliance
مايك والتز - مستشار الأمن القومي
شارك النائب السابق في فلوريدا لأكثر من 20 عاماً في المهام القتالية كجندي في أفغانستان. يعتبر مايك والتز من "الصقور" ذوي المواقف الصارمة في السياسة الخارجية. ويرى أن الولايات المتحدة تخوض "حرباً باردة جديدة" مع الصين؛ ويؤيد مايك والتز من حيث المبدأ تقديم المساعدات لأوكرانيا، ولكنه يدعو إلى إعادة التفكير الاستراتيجي: إذ يتعين على أوروبا أن تشارك بشكل أكبر من أي وقت مضى.
صورة من: Rod Lamkey/AP Photo/picture alliance
إيلون ماسك - مستشار "الكفاءة الحكومية"
يبدو رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك في وضعية خضوع لترامب، فهل سيبقى الأمر على هذا النحو؟ لقد عين ترامب رئيس منصة "إكس" وشركة "تسلا" مستشاراً له بشأن "الكفاءة الحكومية" - وينبغي عليه خفض الإنفاق بشكل جذري. يشيد ترامب بانتظام بماسك. لكن ماسك هو في المقام الأول رجل أعمال. فهل سيتبع نهج ترامب الصارم تجاه الصين على المدى الطويل؟
صورة من: JIM WATSON/AFP via Getty Images
تولسي جابارد – منسقة المخابرات
أثار ترشيحها موجة من الغضب؛ ويعود السبب إلى أن تولسي جابارد أظهرت تفهماً للهجوم الروسي على أوكرانيا ونشرت الدعاية الروسية دون انتقاد في عدة مناسبات. وفي الآونة الأخيرة، كانت الديمقراطية السابقة منتقدة شرسة لحكومة بايدن - خاصة فيما يتعلق بمساعدتها لأوكرانيا. وقد أشاد التلفزيون الرسمي الروسي بتعيينها كمنسقة جديدة للاستخبارات الأمريكية.
صورة من: Jeenah Moon/REUTERS
كريستي نوم – وزيرة الأمن الداخلي
تعتبر حاكم ولاية داكوتا الجنوبية من المحافظين المتشددين. كتبت ذات مرة في كتاب أنها أطلقت النار على كلبتها لأنها "لم تستجب للتدريب". وبذلك أرادت أن تظهر أنها مستعدة- إذا لزم الأمر - "لاتخاذ قرارات صعبة وقذرة وقبيحة". وباعتبارها وزيرة للأمن الداخلي، فهي مكلفة الآن بتنسيق مكافحة الهجرة غير النظامية.
صورة من: Rod Lamkey/CNP/picture alliance
مات غايتس - وزير العدل
مات غايتس شخصية مثيرة للجدل. خضع وزير العدل المستقبلي للتحقيق عدة مرات بعدة تهم، من بينها ممارسة الجنس مع قاصر وتعاطي المخدرات والرشوة. وفي عام 2017، كان العضو الوحيد في مجلس النواب الذي صوت ضد تشديد قانون الاتجار بالبشر. وألقى باللوم على المتطرفين اليساريين في اقتحام مبنى الكابيتول.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
شون دافي - وزير النقل
وصل مذيع تلفزيوني آخر إلى حكومة ترامب: عمل شون دافي في قناة فوكس نيوز، قبل أن يصبح عضواً عن الجمهوريين في الكونغرس عن ولاية ويسكونسن. وكوزير للنقل، يقول ترامب، إن شون دافي "سيبشر بالعصر الذهبي للسفر"، دون أن يأتي على ذكر الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو التنقل الكهربائي. وحسب ترامب، سيعيد الوزير تعزيز حركة النقل الجوي الداخلية في الولايات المتحدة من جديد.
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
دوغ بورغوم – وزير الداخلية
كان الرجل البالغ من العمر 67 عاماً حاكماً سابقاً لولاية داكوتا الشمالية، التي يقوم اقتصادها على إنتاج النفط والزراعة، وتعتبر قريبة من عالم الأعمال. وباعتباره وزيراً للداخلية، فمن المتوقع أيضاً أن يرأس "مجلس الطاقة الوطني" الذي تم إنشاؤه حديثاً. وفي الوقت نفسه، فهو مسؤول عن المتنزهات الوطنية، التي من المفترض بناء على رغبة ترامب فتحها بشكل أكبر أمام إنتاج النفط والغاز.
صورة من: Anna Moneymaker/Getty Images
كريس رايت – وزير الطاقة
الرئيس التنفيذي لشركة نفط كريس رايت يناسب ذوق ترامب على المسطرة؛ فهو مثله منكر للتغير المناخي، وشبّه كفاح الديمقراطيين ضد الانحباس الحراري العالمي بالشيوعية السوفييتية. وهو من المدافعين عن الوقود الأحفوري. وفي عام 2019، شرب سائل التكسير الهيدروليكي أمام الكاميرا ليُظهر أن طريقة استخراج الغاز باستخدام ذلك السائل غير ضارة.
صورة من: John Angelillo/UPI Photo/newscom/picture alliance
توم هومان – المفوض بشؤون حراسة الحدود
كمدير لوكالة مراقبة الحدود في فترة ترامب الأولى، كان هومان مسؤولاً عن سياسة عدم التسامح المطلق مع المهاجرين غير النظاميين القادمين من المكسيك. وفي عام 2014، قال إن فصل الأطفال عن والديهم كان "وسيلة فعالة لردع الراغبين بعبور الحدود بشكل غير شرعي". والآن يتعين عليه مرة أخرى أن يتخذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية.
صورة من: Lev Radin/ZUMA/picture alliance
روبرت ف. كينيدي جونيور – وزير الصحة
وزير الصحة المقبل معارض صريح للتطعيم وقد جذب الانتباه في الماضي لنشره تقارير كاذبة حول جائحة كوفيد. إنه روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الديمقراطي السابق جون إف كينيدي، الذي مات اغتيالاً. خلال الحملة الانتخابية، وصفه ترامب بأنه "أغبى عضو في عائلة كينيدي" - والآن يعتقد أنه ذكي بما يكفي لتولي منصب وزير الصحة.
صورة من: Morry Gash/AP Photo/File/picture alliance
سوزي وايلز - كبيرة موظفي البيت الأبيض
حتى وقت قريب، لم يكن أحد يعرفها تقريباً. عملت سوزي وايلز لصالح الجمهوريين لمدة 40 عاماً كخبيرة استراتيجية ولكن خلف الكواليس. وكانت سوزي وايلز عضواً في فريق حملة رونالد ريغان وأدارت بعد ذلك حملات حاكمي فلوريدا ريك سكوت ورون ديسانتيس، وحملة دونالد ترامب الرئاسية. وفاز جميع من سبق ذكرهم. الآن ستصبح المحافظة القوية أول امرأة تتولى منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.
أعده للعربية: خالد سلامة