كيف تؤثر متابعة كرة القدم على بنية الدماغ ووظائفه؟
ندى فاروق
١٧ نوفمبر ٢٠٢٥
تُظهر دراسة جديدة أن مشاهدة مباريات كرة القدم تؤثر على الدماغ والمشاعر، وتكشف كيف يبدأ التعصب منذ الطفولة، كما تساعد على فهم أفضل لكيفية إدارة الجماهير في الأحداث الخطرة.
أظهرت نتائج الدراسة أن نشاط الدماغ يتغير بسرعة عند نجاح أو فشل الفريقصورة من: lev dolgachov/Zoonar/picture alliance
إعلان
دراسة جديدة أظهرت أن مشاهدة مشجعي كرة القدم لمباريات فرقهم المفضلة تنشط دوائر دماغية محددة، مما يثير مشاعر وسلوكيات إيجابية وسلبية. هذه الأنماط العصبية تتشكل مبكرًا في الحياة وقد تنطبق على أشكال التعصب الأخرى أيضًا.
كرة القدم لعبة يحبها الناس في كل أنحاء العالم. بعضهم يشاهدها فقط، والبعض الآخر يتفاعل معها بحماس كبير، مما يجعلها مثالًا جيدًا لفهم مشاعر الناس وانتمائهم لمجموعاتهم.
المنافسة في كرة القدم قديمة. يحب المشجعون فرقهم ولاعبيهم المفضلين كثيرًا. أثناء المباريات، يفرحون عند تسجيل الأهداف ويحزنون أو يغضبون عند حدوث الأخطاء. المشجعون معروفون بولائهم وحماسهم لفريقهم، خاصة في أوروبا وأمريكا الجنوبية وفقا: News medial life Sciences
ويشير الدكتور فرانسيسكو زامورانو، الباحث الرئيسي، وعالم أحياء، حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم الطبية في ألمانيا في سانتياغو إلى أن التأثير يكون أقوى لدى المشاركين المتعصبين للغاية، مما يتنبأ بفشل مؤقت في التنظيم الذاتي تحديدًا عند تهديد الهوية، ويفسر القدرة المحيرة للأفراد العقلانيين على "الانقلاب" المفاجئ في المباريات.
ويري الدكتور زامورانو إلى أن النتائج العصبية تحدد الآليات التي قد تُثرياستراتيجيات التواصل وإدارة الحشود والوقاية في الأحداث عالية المخاطر في تضخيم المكافأة وانخفاض التحكم في ظل التنافس.
أجمل صور المشجعين في كأس الأمم الأوروبية 2016
لا يبخل عشاق الساحرة المستديرة في تشجيع منتخباتهم والتفنن في اختيار أساليب وأزياء تبدو في بعض الأحيان جنونية غير مألوفة، لكنها تبقى بالنسبة لهم الطريقة الوحيدة من أجل التعبير عن مشاعر الحب وعشق الفريق.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto/R. Ibing
فيما يحاول كثيرون من جمهور منتخب ألبانيا، المشارك لأول مرة في كأس أمم أوروبا، التعبير بأيديهم عن النسر الأسود ذو الرأسين الذي يتوسط علم بلادهم، يرسمه آخرون بفخر على وجوههم. فرحة الألبان كانت كبيرة بتحقيق منتخب بلادهم لأول انتصار له في تاريخ البطولات الكبرى.
صورة من: Getty Images/C. Brunskill
يظهر عشاق المنتخب الفرنسي، البلد المحتضن لهذه البطولة، بألوان زاهية وفي الغالب على شكل ديوك نسبة إلى اللقب الذي يوصفون به في الوسط الكروي "الديوك". لكن اختيار أحد المشجعين للكلب الدلماسي كشعار، كما هو ظاهر في الصورة أعلاه، يبقى اختيارا غامضا.
صورة من: Reuters/S. Mahe
هذا المشجع الروماني يُبدي الكثير من مشاعر الحب والعشق لفريق بلده رومانيا شأنه في ذلك شأن الكثير من مشجعي المنتخب الروماني الذي لم يحالفه الحظ وأقصي من المنافسة في الجولة الأولى من البطولة الأممية 2016.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
بذلت هذه المشجعة مجهودا كبيرا كي تصمم قبعة ترمز إلى شرائح البطاطا المقلية، أشهر الأطباق في بلجيكا. أما عن أحلامها فربما تذهب في مهب الريح إذا لم يتمكن منتخبها من ضمان ورقة التأهل للدور الثاني.
صورة من: Reuters/M. Dalder
مشجعو المنتخب الإسباني يرتدون بِدَل مصارع الثيران الذي يتقلد بالشجاعة والصلابة ورمزا لمنتخبهم الذي يفتخرون به. وبدأ المشجعون الآن بالتهليل لمنتخب بلادهم الذي لم يخسر أي لقاء في منافسات اليورو وأصبح المرشح الأول لخطف لقب البطولة الأممية.
صورة من: Reuters/Y. Herman
أول مشاركة للمنتخب الأيسلندي في هذا العرس الكروي تعرف أيضا حضور كبير لمشجعيه. فحوالي ثلاثين ألف مشجع أيسلندي، أي ثمانية في المائة من عدد سكان البلاد، جاؤوا إلى فرنسا لمؤازرة فريقهم وبحلة الفايكنغ بالطبع.
صورة من: Getty Images/M. Steele
أثارت أعمال شغب الجمهور الكرواتي مؤخرا غضب الكثيرين من الكروات ومن عشاق كرة القدم عموما، لكن قبلات حسناوات كرواتيا تبين بأن ما يصاحب الأنشطة الرياضية أحيانا من مظاهر التعصب والعنف والشغب هي مجرد ظاهرة اجتماعية غير مرتبطة بجنسية معينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Allaman
شخصية مغامرات الأستريكس مقتبسة من سلسلة كتب مصورة فرنسية الأصل، لكن هذا المشجع البلجيكي لا يبالي بأصلها والمهم عنده هو إبراز القوة الخارقة لمنتخبه البلجيكي.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
لا تكاد أي مباراة للمنتخب الإيطالي أن تخلو من مشجع يرتدي لباس المحاربين الرومان تعبيرا عن تاريخ أسطوري في إيطاليا. ربما يستطيع المنتخب "الأزوري" أن يُفرح جمهوره في هذه البطولة ويجدد العهد مع الألقاب والبطولات.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Dal Zennaro
في هذه الصورة لا يرى المشجع بنظارتيه سوى علم ألمانيا وبالتالي لا يرى في هذه البطولة سوى ألوان منتخبه. ولم يقتصر هذا المشجع في إبراز ألوان العلم الألماني على نظارته فقط بل شاربه يرمز أيضا إلى ألوان ألمانيا.
صورة من: Reuters/D. Staples
من الشخصية الخيالية لسلسلة قصص الأطفال "جنان ذات الجورب الطويل" اقتبس هاذان السويديان لباسهما ومنظرهما لتشجيع المنتخب السويدي.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto/R. Ibing
11 صورة1 | 11
لماذا يتفاعل المشجعون بشكل قوي
في الدراسة، شاهد المشاركون 63 هدفًا من مباريات فرقهم المفضلة أو الفرق المنافسة أو فرق محايدة، وسُجل نشاط أدمغتهم أثناء المشاهدة. وقارَن الباحثون كيفاستجاب الدماغ عند فوز الفريق المفضل على فريق منافس مقابل هزيمته.
أظهرت النتائج أن نشاط الدماغ يتغير بسرعة عند نجاح أو فشل الفريق. حسب الدكتور زامورانو، "المنافسة تعيد توازن تقييم الدماغ وتحكمه خلال ثوانٍ".
وأضاف: "الأهم من ذلك، أن هذه الدوائر العصبية تتشكل منذ مراحل مبكرة من الحياة. جودة الرعاية، والتعرض للتوتر، والتعلم الاجتماعي، كلها عوامل تُشكّل توازن التقييم والتحكم في الدماغ، مما يجعل الأفراد لاحقًا أكثر عرضة للتعصب " وفقًا: *Neuroscience.
تُحدد النتائج العصبية الآليات التي قد تُثري التواصل، وإدارة الحشود، والوقاية. أشار الدكتور زامورانو إلى استراتيجياتٍ مُتعلقة بالأحداث عالية المخاطر في تضخيم المكافأة وخفض الضوابط في ظل التنافس.
واكد زامور على أن: "دراسة التعصب مهمة لأنها تكشف عن آليات عصبية قابلة للتعميم، تتراوح بين شغف الملاعب والاستقطاب والعنف والضرر بالصحة العامة على مستوى السكان".
وأشار إلى أن مشجعي كرة القدم يُقدمون وسيلة أخلاقية عالية الموثوقية لحصر هذه العمليات في الدماغ زمنيًا، واختبار التدخلات (التأطير، وإشارات الإنصاف، وتصميم الفعاليات، وإدارة الحشود، إلخ) التي تُترجم إلى سياسات، و طائفية ، ونزعة قبلية رقمية.
كيف يرى بعض مشجعي نادي نيوكاسل استحواذ السعودية عليه؟