كيف تؤثر ممارسة الرياضة مساءً على النوم والشهية للطعام؟
٢٦ أبريل ٢٠١٩
ممارسة التمارين الرياضية شيء إيجابي وصحي، ولكن ما هي الفترة الأنسب لممارسة هذه التمارين؟ وهل ممارسة الرياضة مساء تؤثر بشكل سلبي على نوم الإنسان ونظامه الغذائي؟ دراسة متخصص تجيب على هذه الأسئلة.
إعلان
أظهرت دراسة حديثة، أعدها باحثون أستراليون، أن ممارسة التمارين الرياضية مساءً تؤثر على الشهية. وتوصل القائمون على هذه الدراسة إلى أن من يمارس الرياضة ليلا يأكل أقل، بحسب ما ذكر موقع "فوكوس" الألماني.وشارك في الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "'Experimental Physiology"، أحد عشر رجلا قاموا بتدريبات رياضية مكثفة في فترات متقطعة لمدة 30 دقيقة في الصباح وبعد الظهر وفي المساء. المشاركون في هذه الدراسة يبلغون في المتوسط 49 عاما، ويعانون من السمنة وغير مدخنين وليسوا نشيطين للغاية، بالإضافة إلى ذلك لم يكونوا يعانون من قبل من أي اضطرابات في النوم أو اضطرابات أيضية، كما جاء في موقع "فيت فور فان" الألماني.
المشاركون قاموا بتمارين رياضية لمدة 30 دقيقة خلال ثلاثة أيام، إما في الصباح بين الساعة الـ6 والساعة الـ7، أو في فترة ما بعد الظهر بين الـ2 والـ4، أو في وقت مبكر من المساء بين الساعة الـ7 والـ8. وخلال الأيام الثلاثة التالية فقد تم اختيار وقت آخر للتمارين الرياضية، وكذلك في الأيام الثلاثة الأخيرة تم تغيير وقت التمارين أيضا. أما الحصة التدريبية فكانت تتكون من العدو لمدة 60 ثانية على دراجات ثابتة تليها 4 دقائق استراحة، بعدها يكرر المشارك نفس التمارين خمس مرات مع الاستراحة لمدة نصف ساعة.
ومن أجل التحقق من آثار هذه التدريبات الرياضية المكثفة على النوم، تمت مراقبة مراحل النوم بجهازي قياس عند المشاركين بمنازلهم، وتوصلت الدراسة إلى أن ممارسة الرياضة مساءً ليس لها أي تأثير على جودة النوم بتاتا. بالإضافة إلى ذلك أُخذت عينات من دم المشاركين قبل وبعد التدريب لقياس قيمة الهرمونات مثل الغريلين التي تؤثر على الشهية. النتائج أظهرت بوضوح أن التدريب بعد الظهيرة وفي المساء يُخفض من هرمون الغريلين المنشط للجوع، أي أن ممارسة الرياضة مساءً تقلل من شهيته.
ع.اع.
أمراض الدماغ الناتجة عن ممارسة الرياضة
الصدمات التي تصيب الرأس أثناء ممارسة بعض الرياضات قد تؤدي إلى أضرار كبيرة في الدماغ، وتسبب تغيرات سلوكية وإدراكية و"خرف ارتجاج الدماغ". تكمن المشكلة في افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة للتعرف على هذه الأمراض.
صورة من: Getty Images/D. Rogers
كان لاعب كرة القدم الأمريكية مايك ويبستر يلقب بـ"مايك الحديدي". حاز أربع مرات مع فريقه على لقب السوبر بول، وهي البطولة الوطنية لكرة القدم الأمريكية. لكن مايك تعرض لعدة إصابات دماغية رضية بسبب ممارسته لهذه الرياضة العنيفة وتوفي مبكراً في سنة 2002 وهو في الخمسين من عمره. اكتشف الأطباء بعد تشريح جثته وجود ارتجاجات في الدماغ، ولذلك يعد مايك أول لاعب يصاب بأمراض الدماغ الناتجة عن الرياضة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/G.J. Puskar
الطبيب الشرعي بينيت أومالو (وسط الصورة) هو أول طبيب يختص بعلاج وتشخيص أضرار الدماغ المزمنة الناتجة عن ممارسة الرياضة. تعرض أومالو للكثير من الضغوطات والتهديدات للتوقف عن البحث عن أسباب هذه الأمراض، لكنه أستمر في عمله ما جعله نجماً عالمياً، وهو ما حفز المخرج بيتر لانديسمان (يمين) لعمل فيلم يروي قصة حياته من بطولة ويل سميث (يسار). الفيلم يحمل عنوان "كونكشن" (وتعني ارتجاج الدماغ).
صورة من: picture alliance/AP Photo/M.S. Gordon
الصدمات التي تصيب الرأس تسبب تغيرات سلوكية وإدراكية للشخص، ويسمى هذا المرض "سي تي إي" أو "خرف ارتجاج الدماغ". ويحدث لدى الملاكمين مثلاً فقدان القدرة على الكلام والكآبة والخرف. وتسبب الصدمات المتكررة أضراراً في الخلايا العصبية بالدماغ وإطلاق البروتينات التي تتجمع في الجسم، مسببة التغيرات السلوكية وزيادة الميل إلى العنف وارتفاع الرغبة في الانتحار.
صورة من: picture-alliance/dpaW. Grubitzsch
انتحر الكثير من لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية بين عامي 2008 و2015، مثل تيري لونغ وتوم ماكهيل ويوفان بيلشر وأدريان روبنسن وديف ديورسون (في الصورة)، الذي انتحر في سنة 2011 وتبرع بدماغه للطب. وبعد الكشف على الدماغ وجد الأطباء إشارات على وجود مرض خرف ارتجاج الدماغ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Walsh
حتى في عالم الكرة القدم يعاني بعض اللاعبين من إصابات الدماغ، إذ تعرض لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم كريستوف كريمر في المباراة النهائية لمونديال 2014 لصدمة في الدماغ، لكنه استمر في اللعب لدقائق بعد ذلك، ما كاد يعرضه لخطر الإصابة بـ"الصدمة الثانية"، التي قد تؤدي إلى خرف ارتجاج الدماغ. المشكلة التي يعاني منها الرياضيون والأطباء هي افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة طبياً للتعرف على المرض.
صورة من: picture alliance/dpa/T.Eisenhuth
يمكن للاعبي كرة القدم التعرض لإصابات الدماغ عبر الاحتكاك بالرأس مثلاً مع لاعب آخر. وذكرت دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية أن مخاطر التعرض لإصابات الدماغ تصل إلى نحو 38 في المائة عند لاعبي الدفاع وإلى 28 في المائة عند لاعبي خط الوسط والهجوم وإلى سبعة في المائة عند حراس المرمى.
صورة من: picture alliance/dpa/N.Schmidt
تعد الرغبي أكثر الرياضات التي تحدث فيها حالات خرف ارتجاج الدماغ، بالإضافة إلى ارتجاج الدماغ والإصابة الدماغية الرضية، حسب المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية، ومن ثم تتبعها كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد وكرة السلة. وتعد الإصابات في الدماغ بسبب ممارسة كرة القدم قليلة مقارنة بالرياضات الأخرى، ولكن وبسبب انتشار اللعبة جماهيرياً تنتشر هذه الحالات بين ممارسيها.
الكاتب: زمن البدري/ DW