كيف تابع الإعلام الغربي احتجاجات "جيل زد 212" في المغرب؟
١ أكتوبر ٢٠٢٥
عرف المغرب على مدى الأيام الأربعة الماضية، خروج شباب "جيل زد" للتظاهر ضد الحكومة، رافعين مطالب اجتماعية أهمها تجويد خدمات قطاعي الصحة والتعليم. فكيف تناول الإعلام الغربي تغطية الأحداث؟ وحول ماذا كان تركيزه؟
اعتقالات في صفوف شباب "جيل زد 212" في العاصمة المغربية الرباطصورة من: Ahmed El Jechtimi/REUTERS
إعلان
تابعت وسائل الإعلام العالمية أحداث خروج شباب محتجين باسم "جيل زد 212" في المغرب، بالتركيز على الاعتقالات التي شهدتها المظاهرات خلال اليومين الأولين، ومن بين الوسائل موقع راديو "دويتشلاند فونك" الألماني.
الصحة والتعليم قبل الكرة
كما لفت الموقع الانتباه إلى أن مظاهرات شباب "جيل زد 212"، قد "طالبت بتحسين جودة الرعاية الصحية والتعليم وسوق العمل"، موضحا أن الاحتجاجات كانت تستحضر "إنفاق ملايين الدولارات على فعالية كأس العالم لكرة القدم 2030، التي يستضيفها المغرب بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. حيث من المقرر بناء ثلاثة ملاعب جديدة، وتحديث ستة ملاعب أخرى".
وفي تغطية الإعلام الألماني دائما، تمت الإشارة إلى أن هذه المظاهرات، تعد "الأكبر من حيث الجحم، من بين المظاهرات التي خرجت ضد الحكومة في السنوات الأخيرة" حسب وصف صحيفة "فيلت"، التي تحدثت أيضا عما أسمته "سوء توجيه أولويات الحكومة، وتدهور نظام الرعاية الصحية المتدهور في البلاد، في ظل الاستثمارات الخاصة بكأس العالم لكرة القدم، وكأس الأمم نهاية هذا العام".
وأشارت فيلت إلى "تصاعدت الاضطرابات في البلاد بعد وفاة ثماني نساء أثناء الولادة في مستشفى حكومي بمدينة أكادير، بسبب سوء الرعاية الطبية".
بين الواقع ورد الحكومة
واستحضرت بعض هذه الصحف، ومنها صحيفة تسايت الألمانية، أن الحكومة المغربية ترفض الانتقادات الموجهة إلى استثمارات كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي تصورها على أنها تأتي على حساب البنية التحتية. وتؤكد الحكومة حسب ما نقلته الصحسفة، "أن مشاكل نظام الرعاية الصحية موروث من الحكومات السابقة".
صحيفة فيلت ذكرت ضمن تقريرها، أن بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2023، يوضح أن المغرب لديه 7.7 أخصائي صحي فقط لكل 10 آلاف نسمة، وفي بعض المناطق، مثل أكادير، ينخفض هذا الرقم إلى 4.4 لكل 10 آلاف نسمة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بـ 25 لكل 10 آلاف نسمة.
انتقادات حقوقية
واختارت صحيفة برلينر تسايتونغ، أن تركز على ما وصفته بـ "عنف الشرطة"، وما تلاه من انتقادات المنظمات الحقوقية، إذا أشارت إلى اعتقال عشرات الشباب في مختلف المدن المغربية، والتحقيقات مع شباب "جيل زد 212" الذين تسببوا في إغلاق طريق سريع. كما تحدثت تقارير الصحيفة عن مقاطع الفيديو التي تظهر سيارة الشرطة التي أصابت متظاهرا واحدا على الأقل بجروح خطيرة.
موقع قناة France 24، ركز على السياق الذي خرجت فيه المظاهرات، موضحا أن "هذا الاستياء الشبابي يأتي في وقت تقترب فيه الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2026، حيث تواجه الحكومة صعوبة في إقناع المواطنين بوفائها بوعودها. فثقد "وعد رئيس الوزراء عزيز أخنوش بتوفير مليون وظيفة على مدى خمس سنوات، أي ما يعادل 200 ألف وظيفة سنويا، لكن برامج دعم التوظيف لم تُلب هذا الوعد".
بطالة وغضب
كما استشهد تقرير فرانس 24، بإحصائيات للمندوبية السامية للتخطيط، الذي يبرز أن معدل البطالة مرتفع: فقد بلغ 13.3٪ عام 2024، و36.7٪ بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، و19.6٪ بين الحاصلين على دبلومات، و19.4٪ بين النساء.
موقع CNN الأمريكي، عاد ضمن أحد تقاريره للتذكير بأنه "منذ ما لا يقل عن عقد من الزمان، ركزت الاحتجاجات في المغرب على التفاوتات الجهوية وأولويات الحكومة"، كما أشار إلى أن "هذه المسيرات التي شهدتها البلاد عبرت عن الغضب الشعبي خلال حوادث متفرقة في جميع أنحاء المغرب، بما في ذلك مناطق لا تزال تعاني من آثار زلزال عام 2023 المدمر".
إعلان
مقارنة بـ"حركة 20 فبراير"
بينما ذهبت صحيفة لوموند الفرنسية، للمقارنة بين هذه الحركة وحركة "20 فبراير"، التي "أدت عام 2011، إلى إصلاح الدستور المغربي". لكنها اعتبرت على لسان خبير "أن الحركتين، لا يكاد يجمع بينهما شيء".
وورد في تقرير لوموند، أنه "في حين انضمت الأحزاب السياسية والنقابات العمالية إلى حركة "20 فبراير"، يؤكد الشباب المحتجون اليوم عدم انتماء أي منهم لأي جهة".
واستحضر التقرير ما تعرضت له البرلمانية نبيلة منيب، زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد اليساري، عندما ألقت كلمة في تجمع للشباب المحتجين يوم 28 سبتمبر/أيلول، لتواجه انتقادات حول ما رآه البعض محاولتها استغلال الحركة لتحقيق مكاسب سياسية".
من المغرب إلى بيرو وكينيا ونيبال ... "جيل زد" ينتفض
في نيبال ومدغشقر وكينيا وبيرو وبراغواي ومؤخراً في المغرب تفجرت احتجاجات ما سُمي بـ "جيل زد" حيث خرج شباب للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد.
صورة من: Mosa'ab Elshamy/AP Photo/picture alliance
المغرب: اعتقالات في صفوف الشباب
قوات الأمن المغربية تلقي القبض على شبان شاركوا في احتجاجات واسعة مطالبة بإصلاحات في قطاعي التعليم والصحة ومحاربة الفساد والمحسوبية المتفشيين في البلاد. ورغم سلمية الاحتجاجات في معظم مواقع التظاهر استخدمت قوات الأمن العنف. وعبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن رفضها لمحاولات تعرض بعض عناصر القوات العمومية للتغطيات الصحفية لاحتجاجات "جيل زد".
صورة من: AP Photo/dpa/picture alliance
المغرب: منظمة العفو الدولية تحذر
عنصرا شرطة بالزي المدني يقتادان شاباً شارك في احتجاجات "جيل زد". وقد حثت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" السلطات المغربية على ضمان احترام الحق في التظاهر والإفراج الفوري وغير المشروط عن أي شخص يُعتقل لممارسته حقه في التجمع السلمي، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي.
صورة من: Mosa'ab Elshamy/AP Photo/picture alliance
المغرب: النساء عنصر فعال في احتجاجات "جيل زد"
قوات الأمن المغربية تحاصر نساء وسط العاصمة الرباط لتفريق الحشود الشعبية. وقد أكد حزب الأغلبية في المغرب تفهم احتجاجات الشباب وفتح باب الحوار. وقد نبهت نقابة "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب" إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية واستمرار تدهور القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين وتنامي الإحباط والاحتقان في مختلف القطاعات.
صورة من: AP Photo/dpa/picture alliance
مدغشقر: شباب ينتفض ضد الحكومة
شبان وصحفيون يحتمون وراء الجدران من القنابل المسيلة للدموع التي ألقتها شرطة مدغشقر على المحتجين. وقد أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل 22 شخصاً على الأقل واصابة أكثر من مائة آخرين خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في مدغشقر. ورغم أن رئيس البلاد حل الحكومة فإن الاحتجاجات الشعبية لم تهدأ.
صورة من: RIJASOLO/AFP/Getty Images
مدغشقر: أنتاناناريفو تسجل وفيات
شاب يحمل العلم الوطني في العاصمة أنتاناناريفو خلال المظاهرات المناهضة للحكومة. وألقى مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باللائمة على "الرد العنيف" من جانب قوات الأمن في بعض الوفيات خلال الاضطرابات التي بدأت يوم الخميس بسبب قطع المياه والكهرباء في مدغشقر. كما أصيب أكثر من 100 شخص في الاحتجاجات.
صورة من: RIJASOLO/AFP/Getty Images
براغواي: شباب يندد بالأوضاع السياسية المتردية
الصورة تُظهر جانباً من احتجاجات "جيل زد" في عاصمة البلاد أسونسيون. وتندد الاحتجاجات بالفساد والأوضاع السياسية المتردية وخيمت عليها مواجهات عنيفة بين المتظاهرين ورجال الشرطة. وانتقدت عضوة برلمانية العنف المفرط الذي استخدمته الشرطة.
صورة من: AlertaNews24
بيرو: : شباب يطالب بتنحي الحكومة
شهدت عاصمة بيرو ليما خروج مئات الشباب الغاضبين من الحكومة بسبب تفشي الفساد وطالبوا بالعدالة الاجتماعية. وفيما يبدو الشباب عازم على إسقاط الحكومة المتهمة بالفساد والمحسوبية. وقد قوبلت احتجاجات "جيل زد" هناك بالعنف.
صورة من: Klebher Vasquez/Anadolu/picture alliance
بيرو: اعتقالات وجرحى
شباب العاصمة ليما يشتبكون مع عناصر الشرطة. وأصيب 19 شخصاً على الأقل بينهم شرطي بجروح أثناء تظاهرات ضد حكومة الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي والكونغرس، حسب ما أعلنت السلطات ومدافعون عن حقوق الإنسان.
صورة من: Klebher Vasquez/Anadolu/picture alliance
نيبال: تعطيل وسائل التواصل الاجتماعي
آلاف الشباب يحتجون ضد وقف خدمة مواقع التواصل الاجتماعي والفساد في نيبال. وقد أثار تعطيل مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة، وقد أدت احتجاجات "جيل زد" في نيبال إلى وفاة 19 شخصاً على الأقل.
صورة من: Diwakar Rai/DW
نيبال: رئيس الوزراء يستقيل
أدت احتجاجات "جيل زد" في نيبال إلى استقالة رئيس الحكومة كيه.بي شارما أولي. وقال وزير إن الحكومة المؤقتة بقيادة رئيسة المحكمة العليا السابقة سوشيلا كاركي شكلت لجنة للتحقيق في أعمال العنف التي اندلعت خلال احتجاجات أسفرت عن مقتل 74 شخصاً.
صورة من: Diwakar Rai/DW
كينيا: وفاة مدون سياسي يفجر الوضع
خرج مئات الغاضبين إلى الشوارع الشهر الماضي بعد وفاة المدون السياسي ألبرت أوجوانج أثناء احتجازه لدى الشرطة، مما أشعل من جديد حركة احتجاجية أججها الغضب من غلاء المعيشة وما يقول نشطاء إنها وحشية الشرطة وفسادها. وقالت اللجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان التي تمولها الحكومة إن 19 شخصاً قتلوا في احتجاجات "جيل زد" في 25 حزيران/يونيو الماضي.
صورة من: DW
كينيا: عنف الشرطة مشكلة مزمنة
عندما تولى الرئيس الكيني وليام روتو منصبه عام 2022 تعهّد بوضع حد لعنف قوات الشرطة وبعد ثلاث سنوات أصدر تعليمات لقوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين العنيفين "في أرجلهم". وشهدت كينيا العام الماضي الواقعة في شرق افريقيا تظاهرات انطلقت في البداية احتجاجا على الركود الاقتصادي والفساد ثم اتسع نطاقها لتشمل اليوم عنف الشرطة، المشكلة المزمنة في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة.
صورة من: Boniface Muthoni/SOPA Images/ZUMA/picture alliance