رغم أن الهاتف المحمول سهل حياة الناس من كل النواحي تقريبا، إلا أن استخدام هذا الجهاز الصغير تحول إلى إدمان قد يؤثر على صحة ملايين الناس النفسية والبدنية. خطوات بسيطة لاستعادة زمام الأمور، والتخلص من إدمان الهاتف.
إعلان
لاشك أن الهاتف المحمول أحدث "ثورة كبيرة" على مستوى تواصل الناس مع بعضهم البعض، ومن أي مكان في العالم تقريبا. فقد أصبح الهاتف المحمول جزءا لا يتجزأ من حياة ملايين الناس، إذ تكفي عملية ضغط بسيطة حتى يمكن لصاحبه مثلا القيام بعملية تحويل بنكية، أو قراة رسالة ما، وطلب الطعام وغيرها.
ورغم أن فوائد الهاتف لاحصر لها، إلا أن هذا الجهاز الصغير تحول إلى إدمان يصعب التخلص منه بالنسبة للكثير من الناس، لاسيما وأنه أول وأخر ما تقع عليه أعين صاحبه. مما قد يتسبب في أضرار صحية قد لا تخطر على بال.
وتشير مجلة "فوكس" أن هناك مجموعة من الخطوات المُمكن اتباعها للتخلص من إدمان الهاتف.
خطوات بسيطة... لكن مفيدة!
ومن بين هذه الخطوات، تحديد أوقات معين لا يكون صاحب الهاتف متصلا بالإنترنت، أو تفعيل "وضع الطيران" على الهاتف، أو الذهاب للتسوق أو صالة الألعاب الرياضية دون هاتف. وتساعد هذه الخطوة في تحديد المواقف والأوقات، التي يمكن فيها استخدام الهاتف من عدمه.
وأضافت "فوكس" أنه بالإمكان كذلك تخصيص مناطق معينة في المنزل أو حتى غرف بأكملها لا يُستخدم فيها الهاتف، وذلك للمساعدة في مكافحة إدمان الهاتف. وأردفت أنه من غير المحتمل أن نستغني تماما عن الهاتف، لكن الأهم هو إيجاد نوع من التوازن الصحيح، إذ أن تحديد أوقات وأمكنة معينة لاستخدام الهاتف يساعد على التخلص من الإدمان عليه.
وفي نفس السياق، أوضحت صحيفة "نيويوك تايمز" أن جعل الهاتف أقل جاذبية من بين طرق التخلص من إدمان الهاتف، حيث يمكن مثلا إيقاف خاصية تلقي الإشعارات، وحذف التطبيقات غير المفيدة، وتجنب الاقتراب من الهاتف قدر الإمكان، حسب الصحيفة الأمريكية.
كليك - الإقلاع عن إدمان التواصل الرقمي
12:35
آثار الهاتف على الصحة!
في المقابل، يعود الإدمان على استخدام الهاتف بعواقب على صحة الإنسان النفسية والبدنية. ويشير موقع "أسك ذا ساينست" أن أحد التأثيرات الأكثر شيوعا لاستخدام الهاتف هو اضطراب النوم، فالاستخدام المفرط للهاتف يؤدي إلى صعوبة في النوم والأرق.
كذلك، هناك إجهاد العين وجفافها والشعور بالصداع وصعوبة التركيز، إذ يرجع السبب جزئيا إلى التحديق المطول في شاشة الهاتف، والضوء الأزرق المُنبعث منه، حسب موقع "أسك ذا ساينست".
وبحسب المصدر ذاته، يُمكن للاستخدام المُفرط للهاتف أن يتسبب في آلام اليد والمعصم والرقبة والظهر، فقد توصلت دراسة أجريت سنة 2022 أن الطلاب الجامعيين الذين يستخدمون هواتفهم الذكية بشكل مفرط، يعانون من ارتفاع في آلام الرقبة والظهر والكتف. كما أن تأثير الهاتف يمتد إلى اليد والمعصم ويسبب لهما الألم.
أيضا، زيادة الإصابة بالقلق والاكتئاب، فقد ربطت العديد من الدراسات بين الاستخدام المفرط للهاتف والإصابة بالقلق والاكتئاب. ولا توجد أسباب دقيقة تفسر هذا الأمر، بيد أن إحدى النظريات تشير إلى أن استخدام الهاتف يزيد من شعور الفرد بالعزلة، وفق موقع "أسك ذا ساينست".
ر.م
اختراع الهاتف المحمول.. ثورة ألغت المسافات وغيرت عالم الاتصالات
قبل 40 عاما، وتحديدا في 21 سبتمبر/أيلول عام 1983، ظهر أول هاتف محمول في الأسواق الأمريكية. ومنذ ذلك الحين شهد عالم الاتصالات والتواصل ثورة ابتكارات في مجال الهواتف المحمولة غيرت وجه العالم وشكل العلاقات الإنسانية.
صورة من: Oliver Stratmann/dpa/picture-alliance
جيل "العصر الحجري للهواتف المحمولة"
حصلت شركة موتورولا الأمريكية على الموافقة لإنتاج أول هاتف محمول في 21 سبتمبر من عام 1983. في الصورة يحمل كبير المصممين آنذاك رودي كرولوب جهاز "DynaTAC 8000X" في يده اليمنى، الجهاز يزن 800 غرام ويبلغ طوله 33 سنتيمترا وسعره حوالي 4000 دولار، وكان بإمكانه تخزين 30 رقما هاتفيا على الأقل.
صورة من: hristof Stache/AP Photo/picture alliance
"المنطقة الميتة" مشكلة قائمة
رغم هذا الإنجاز التكنولوجي الكبير، كان لا بد في ذلك الحين من نقل الهواتف المحمولة في حقائب ضخمة، وكان الاتصال لا يتم مباشرة، بل عن طريق شركات الاتصال الهاتفي. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما ينقطع الاتصال عند الابتعاد عن المحطات اللاسلكية أو التواجد في مكان لا يوجد به شبكة، منطقة ميتة.
صورة من: Keystone/ZUMA/imago images
أجهزة باهظة الثمن ورسوم عالية
كان شراء الأجهزة المحمولة مكلفا جدا عما هو عليه اليوم، ولم تتولد الفكرة للجميع بأنه يمكن للمستقبل أن يكون متاحا في كل مكان وفي أي وقت. زيادة على أن رسوم الاستخدام كانت لا تزال مرتفعة للغاية ولم تكن هناك تعريفات ثابتة في السنوات الأولى وتم احتساب المكالمات عن كل دقيقة.
صورة من: Nokia/dpa/picture alliance
رسائل قصيرة ورسوم كبيرة
الرسائل القصيرة "SMS" كان يجب دفع رسوم عليها أيضا. وكانت الرسائل النصية تقتصر على 160 حرفا، مما يتطلب أن تكون مختصرة. وبسبب الرسوم، كان على الشخص التفكير جيدا قبل إرسال رسالة نصية أخرى. وهذا يعني أن المستقبلين كانوا أكثر حماية من المعلومات غير الضرورية مما هم عليه اليوم.
صورة من: Jens Schierenbeck/dpa/picture alliance
كلما كان الهاتف أصغر كلما كان أفضل
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ركز المصنعون على جعل النماذج الجديدة سهلة الاستخدام وصغيرة. اعتمدت شركة موتورولا على الهواتف المحمولة التي شجعت أصحابها على القيام بإيماءات رائعة عند طيها وفتحها قبل الاستخدام وبعده. رغم ذلك كانت بعض الهواتف تحصل بالفعل على شاشات أكبر، لكن الثورة لم تأت بعد.
صورة من: Mark Lennihan/AP/picture alliance
شاشة تعمل باللمس
في عام 2007، طرحت شركة Apple أول هاتف iPhone في السوق وطرحت تحديات كبيرة للمنافسين. فقد جمع الهاتف الجديد لـ Apple بين خدمات متنوعة، حيث يمكنك تشغيل مكتبة الموسيقى الخاصة بك وترك مشغل MP3 في المنزل. ومع ذلك، كان الابتكار الأكبر هو شاشة اللمس بشكل أساسي حيث لا يحتوي جهاز iPhone على لوحة مفاتيح، ولكنه يعمل بلمس الشاشة.
صورة من: IMAGO
شركات لم تواكب التقدم
بالنسبة لشركة BlackBerry الكندية، كان جهاز iPhone بمثابة المسمار الأخير في نعشها. قبل ذلك كان لدى BlackBerry أول هاتف ذكي في السوق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكان هذا الهاتف يتمتع بشعبية خاصة بين رجال الأعمال والسياسيين. لكن تمسك الشركة بلوحة المفاتيح الفعلية لفترة طويلة جدا جعلها تفشل في مواكبة التقدم التكنولوجي للهواتف الذكية.
صورة من: picture-alliance/empics
الجميع يريد هواتف محمولة
بعد مرور 40 عاما على إطلاقه في الأسواق، أصبح الهاتف المحمول أمرا لا غنى عنه. ووفقا للإحصائيات، يمتلك حوالي 4 ملايين و6 مائة مليون شخص هاتفا خلويا على الأقل. وفي الصين والولايات المتحدة الأمريكية، يزيد عدد الهواتف المحمولة المستخدمة عن عدد السكان. وتستخدم هذه الأجهزة ليس فقط للاتصالات، فحسب بل تستخدم الآن أيضا في الملاحة وكمصدر للمعلومات وللترفيه وخدمات أخرى لا تحصى.
صورة من: Dycj/HPIC/dpa/picture alliance
غزو الهاتف المحمول لكل الأجيال
تعد خدمات وسائل التواصل الاجتماعي مثل Instagram أو TikTok من التطبيقات الأكثر استخداما بين الشباب. الأجيال الأكبر سنا تستخدم أيضا الهاتف المحمول وتحب استعماله أيضا في التقاط صور سيلفي، مثل صامويل إل. جاكسون وجلين كلوز هنا في حفل توزيع جوائز الأوسكار.
صورة من: Chris Pizzello/AP/picture alliance
أكسسوارات الهاتف الذكي
مع شاشات قطرية تبلغ 17 سم، يتم ببساطة الاستعانة بإكسسوارات للهواتف المحمولة. لم تعد حافظات الهاتف الذكي والحافظات والقلائد بجميع الأشكال والأسعار تستعمل للحفاظ على الهاتف، بل أصبحت إكسسوارات عصرية يمكن دمجها لتتناسب مع ملابسك.
تورستن لاندنسبيرغ / ترجمة: ع.اع.