كيف تتسبب الزراعة وتناول اللحوم في التغيرات المناخية؟
٥ أغسطس ٢٠١٩
توصل علماء إلى أنه لإنقاذ الأرض من التغيرات المناخية، على البشر التقليل من تناول اللحوم وتغيير عادات استهلاكهم للملابس، وفقا للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. فهل يمكنك القيام بالتغييرات المطلوبة؟
إعلان
بينما تشهد الدول الغنية جدلا حول مدى أخلاقية بعض الأمور كاستمرار السفر بالطائرة و حرق الفحم لإضرارهم بالبيئة، تحظى الزراعة باهتمام أقل بالرغم من ارتباطها بشكل مباشر بربع انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتسعى اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بتقريرها الجديد، المخطط صدوره بعد بضعة أيام، لجذب الانتباه إلى عدة قضايا تأتي الزراعة في مقدمتهم، حيث تتسبب في إزالة مساحات شاسعة من الغابات، كما أنها تساهم في التغيرات المناخية بسبب ما يتم استخدامه من أسمدة، بينما هناك الكثير من الطرق لجعل الزراعة أكثر استدامة وملاءمة للبيئة.
ونبه ألكساندر بوب، الباحث بمعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ والمشارك في كتابة التقرير، إلى قضية أخرى وهي خطورة زيادة استهلاك اللحوم بشكل مفرط على المناخ حيث يقول: "لنعود إلى الشوي في أيام الأحد من كل أسبوع"، في إشارة إلى تقليد تحضير اللحوم مرة واحدة فقط في الأسبوع.
ويشير العلماء لضرورة قيام البشر بتغيير نظامهم الغذائي وتناول كميات أقل من اللحوم إذ تتسبب الأبقار، وغيرها من الحيوانات المجترة، في انبعاث غاز الميثان المساهم في رفع درجة حرارة الأرض لأنها تخمر الطعام قبل هضمه، وهو ما يعلق عليه رئيس الاتحاد السويسري للمزارعين، ماركوس ريتر، ساخرا: "لا يمكننا إجبار الماشية على التوقف عن إخراج الغازات والتجشؤ".
ووفقا لوزارة البيئة الألمانية، يتسبب إنتاج كيلوغرام واحد من اللحم البقري في دخول 13 كيلوغرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ما يتسبب في رفع درجة حرارة الأرض.
ويرى ألموت أرنيث، الباحث بمعهد كارلسروه للتكنولوجيا والمشارك في كتابة التقرير، أن الابتعاد عن المجترات "سيحرر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لزراعة المواد الغذائية وإعادة التشجير".
وتؤدي زراعة كيلوغرام واحد من الخضروات إلى انبعاث غازات دفيئة تعادل 153 غراما من ثاني أكسيد الكربون، بينما تقلل الزراعة العضوية هذا الإنتاج إلى 130 غراما.
ويتحدث التقرير كذلك عن مخاطر زراعة القطن على المناخ بسبب استخدام المبيدات والكثير من الماء، كما أن هناك حاجة لوقود الكربون من أجل تشغيل المضخات التي تقوم بري حقول القطن.
ولا تكمن المشكلة في المستهلكين وخياراتهم فقط، ولكن أيضا في الحكومات وسياساتها. فقد انتقدت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، والمعروفة باسم "آي. بي. بي. إي. إس"، في تقرير لها صدر في أيار/مايو الماضي، دعم الدول الصناعية للزراعة، حيث قدرت اللجنة انفاق تلك الدول بـ 100 مليار دولار على "إعانات يحتمل أن تكون ضارة بالبيئة".
هكذا تؤثر التغيرات المناخية على حياتنا
التغيير في المناخ هو حقيقة لا يمكن إنكارها تؤدي إلى وقوع أشياء لم نتخيلها يوما وصلت إلى درجة تغيير جنس صغار بعض الحيوانات، بما قد يؤدي إلى انقراضها. فكيف تعيد التغيرات المناخية تشكيل بعض تفاصيل حياتنا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
احذر من قنديل البحر!
بالرغم من تفاعل عدة عوامل بما يؤدي إلى وصول قنديل البحر للشواطئ -المعروفة بكونها ملاذ الآلاف لقضاء فصل الصيف، مثل شواطئ البحر المتوسط- تظل التغيرات المناخية من أهم الأساب لذلك. فارتفاع درجة حرارة مياه البحر يوفر لقنديل البحر المناخ المواتي لتكاثره، مع التسبب في زيادة طعامهم المفضل من العوالق.
صورة من: picture-alliance/dpa
معاناة مرضى الحساسية
ارتفاع درجة حرارة الأرض جعل فصل الربيع يبدأ مبكرا. وهو ما لا يأتي في صالح من يعانون من الحساسية. فمع زيادة الفترات الخالية من الثلوج، يصبح لدى النباتات فرصة أطول للنمو والإزهار، وبالتالي إنتاج المزيد من حبوب اللقاح التي تنتشر مبكرا، وتكون النتيجة طول معاناة أصحاب حساسية الأنف والصدر.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-J. Hildenbrand
انسَ النوم يا عزيزي
في ليلة شديدة الحرارة، يصبح النوم أمرا صعبا للغاية، خاصة في المدن الكبرى. وبحلول عام 2050، يمكن لدرجات الحرارة في المدن الكبرى أن تزيد في فصل الصيف بمعدل 3.5 درجات مئوية عن الآن. ولا يوثر هذا على النوم فقط، وإنما يؤثر أيضا على الحالة المزاجية والقدرة الإنتاجية والصحة النفسية. وسيكون الحل الوحيد هو الهروب لمدن ومناطق أصغر، حيث تكون درجة الحراة أقل لانخفاض عدد المباني وزيادة المساحات الخضراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R.K. Singh
اختفاء أفضل أنواع الخشب
بفضل جودة خشبه الممتازة، يمكن لسعر الكمان أو غيره من الآلات الوترية، التي صنعها ستراديفاري الإيطالي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، أن يصل لملايين الدولارات. إلا أن تقلبات المناخ، وخاصة العواصف الشديدة، تقتل ملايين من أشجار الصنوبر بغابة بانيفيجيو في شمال إيطاليا، والتي تعد مصدر الخشب المستخدم في صناعة تلك الآلات الشهيرة، واستبدال هذه الأشجار كاملة يحتاج إلى 150 عاما.
صورة من: Angelo van Schaik
حالة البيوت تسوء
تتعرض التربة في المنطقة المحيطة بالقطب الشمالي للذوبان خلال فصل الصيف، وهو ما يؤدي إلى نتائج درامية على المستويين المحلي والعالمي. يتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في فقدان الأرض لثباتها بحيث تصبح أرضيات المنازل غير مستقرة. وهنا تصيب الشقوق المنازل والطرق. كما يؤدي ذوبان الثلوج إلى إصدار غازي ثاني اكسيد الكربون والميثان ما يرفع درجة حرارة الأرض، لندخل بدائرة مغلقة تستمر في الدوران.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Antonov
انتشار البكتيريا والناموس
بنهاية القرن الحالي، من المتوقع أن يتعرض ثلاثة أرباع العالم لموجات حرارة خطيرة وربما قاتلة. فارتفاع درجات الحراة يعني زيادة في الأمراض المعوية بسبب قدرة البكتريا على التكاثر بشكل أفضل في الأطعمة والمياه الدافئة. كما من المتوقع أن يزيد عدد الناموس والبعوض، بما يحمله هذا من انتشار لبعض الأمراض مثل الملاريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Schulze
ذكر أم أنثى؟ المناخ سيقرر
تؤثر درجات الحراة في تحديد جنس الكثير من الكائنات الحية، فعلى سبيل المثال، تتحكم درجة حرارة الرمال في تحديد جنس ما يتم حفظه فيها من بيض السلاحف البحرية. وبينما تساعد درجات الحرارة المنخفضة على نمو الذكور، تعتبر درجات الحرارة المرتفعة أفضل لنمو الإناث. واكتشف العلماء أن 99% من السلاحف في شمال أستراليا إناث، بما يهدد استمرارية هذا النوع وقد يؤدي إلى انقراضه.