كيف تتسبب العواصف في الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم؟
٢٦ مايو ٢٠٢٤
ينتج عن العواصف الرعدية تغيرات سريعة في درجات الحرارة وهو ما يسبب إجهاداً للجسم أيضاً. صعوبات التكيف في تنظيم حرارة الجسم قد يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية لدى البعض مثل الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
إعلان
العواصف الرعدية والأجواء الرطبة والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، تشكل أيضاً تحدياً للجسم والصحة. وفق تقرير نشره موقع قناة م.د.ر الألمانية، فإن حوالي نصف الألمان لديهم حساسية من الطقس ويعانون نتيجة لذلك من أعراض مثل الصداع والتعب وآلام المفاصل واضطرابات النوم.
التغير المفاجئ في الطقس له تأثير قوي بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة، كما يشرح رئيس مركز البحوث الطبية والأرصاد الجوية التابع لهيئة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD)، البروفيسور أندرياس ماتساراكيس: "من أجل ضمان قيام أعضاء الجسم بوظائفها بشكل مثالي، يجب أن يحافظ الجسم على متوسط درجة حرارة طبيعية عند 37 درجة مئوية". ولذلك "يتفاعل الجسم مع التغيرات في درجات الحرارة والطقس من خلال التنظيم اللاإرادي للجهاز العصبي وللدورة الدموية حتى لا يبرد أو يسخن".
"حساسية الطقس"
ويوضح البروفيسوركيف يؤثر الطقس على أجسامنا: "عند تغير درجة الحرارة فجأة من الدافئ إلى البارد، لا يتمكن جسم الإنسان من التكيف بهذه السرعة. صعوبات التكيف هذه في تنظيم حرارة الجسم تؤدي إلى أعراض مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تكون العواصف الرعدية مصحوبة بطقس رطب. وهذا يعني رطوبة عالية، مما يشكل عامل ضغط إضافي على الجسم.
قد تظهر على الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الطقس أعراض خفيفة، وهناك فئة أخرى يعانون أكثر من غيرهم من تغيرات الطقس. ويوضح البروفيسور أندرياس ماتزاراكيس أن هؤلاء الأشخاص عادة ما تكون لديهم أمراض سابقة. على سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون بانتظام من الصداع النصفي أو يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية أو المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي. كما أن كبار السن أكثر تأثراً من الشباب، إذ لا يمكنهم التعامل مع الضغط الناتج عن تغير الطقس بسهولة.
وينصح البروفيسور الأشخاص الذي يعانون من "حساسية الطقس" بتقليل الأنشطة والأغذية التي تضع ضغطاً إضافياً على الجسم. على سبيل المثال لا يعد الذهاب للعب كرة القدم فكرة جيدة، كما يجب تجنب الشمس وشرب ما يكفي من السوائل.
إ.م
كوارث "تطرف الطقس".. عندما يدخل العالم في المجهول
يلتقي خبراء المناخ وصناع القرار في مؤتمر كوب 26 حول المناخ العالمي بغلاسكو في اسكتلندا، وسط تحذيرات هائلة من المجتمع العلمي من تصاعد أزمة المناخ في ظل تسارع ظواهر تطرف الطقس واستمرار الخلافات بين القوى الصناعية الكبرى.
صورة من: Alistair Grant/AP Photo/picture alliance
المناخ العالمي دخل في المجهول!
كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في افتتاح مؤتمر كوب 26، أن السنوات (2015 -2021) هي على الأرجح أكثر الأعوام حرا تسجل حتى الآن، والمناخ العالمي "دخل في المجهول". أمين عام الأمم المتحدة اعتبر هذا التقرير السنوي حول وضع المناخ "يكشف أن كوكب الأرض يتحول امام أعيننا. من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدي ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى في كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب".
صورة من: Alistair Grant/AP Photo/picture alliance
ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي
يناقش مؤتمر COP26 تقارير وبيانات أقمار اصطناعية حول المدى الذي بلغه الجليد البحري في القطب الشمالي. وحسب تقرير يلخص تحقيقات لأجهزة الاستخبارات الأميركية بأن ذوبان الجليد في القطب الشمالي "يزيد أساسا المنافسة الاستراتيجية للوصول إلى موارده الطبيعية". وفي أماكن أخرى ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحالات القصوى لتقلبات الطقس "هناك خطر متزايد لحدوث نزاعات على المياه والهجرة خصوصا بعد العام 2030".
طقس طبيعي أم مناخ متطرف؟
إعصار "أولاف" الذي ضرب هنا سواحل باخا كاليفورنيا المكسيكية في سبتمبر/ أيلول، هو ظاهرة طقس طبيعية. لكن مظاهر تطرف الطقس أصبحت أكثر شيوعًا في العالم بسبب تسارع التغيرات المناخية بقوة. وقام منظمو "مؤتمر تطرف الطقس" مع خبراء من هيئة الأرصاد الجوية الألمانية ومن هيئات أخرى بنشر معلومات حول الخطر الذي يتهدد العالم. والطقس هو حالة الغلاف الجوي في فترة قصيرة كيوم حتى أسبوع أما المناخ فهي حالته لفترة أطول.
صورة من: NOAA/NESDIS/STAR GOES/AP Photo/picture alliance
تحقق الخطر الذي طالما حذر العلماء منه
بسبب التهديد المتزايد من الأعاصير وحرائق الغابات، يحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "أعلى درجات الخطر لأمتنا" الأمريكية. مظاهر الطقس المتطرف كلّفت الولايات المتحدة خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار في عام 2020. واعترف جو بايدن بأن "العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفا بمرور الوقت، وهو ما نشهده في الوقت الحالي".
صورة من: Fotolia/Daniel Loretto
هطول الأمطار يدمر أساسيات العيش
أضحت العواصف الاستوائية خطيرة وتتسبب بأمطار عاتية. الصين مثلا تعرضت عدة مرات لأمطار غزيرة خلال فصل الصيف الجاري، ما أدى بالقائمين على أحد السدود في مقاطعة هونان إلى فتح البوّابات حتى تخرج كميات كبيرة من المياه وبالتالي يقل الضغط عليه ويتفادي انفجاره. لكن الوضع داخل المقاطعة كان صعبا، واستدعى تدخل فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة لنجدة السكان، الذين غمرت المياه أماكن معيشتهم.
صورة من: Str/Getty Images/AFP
ألمانيا تضرّرت بشدة
شهدت ألمانيا في الصيف فيضانات غير مسبوقة في ولايتين غربي البلاد. تعود سكان هذه المناطق على المطر لكن كمية هطول الأمطار هذه المرة كانت غير عادية، ما أدى إلى مئات القتلى والجرحى، كما تأثرت البنى التحتية لعدة مناطق ودمرت أجزاء منها كما وقع لبلدة شولد بمنطقة "آرفايلر". صور كهذه من بلدة شولد المدمرة بالكامل تلقي بظلالها على مؤتمر هامبورغ لتطرف الطقس هذا العام، مذكرة بأنه يجب التحرك لمواجهة الكارثة.
صورة من: Wolfgang Rattay/REUTERS
وفي المقابل جفاف.. أفغانستان كمثال
ليست الأعاصير وحدها هي ما ينتج عن التغير المناخي، فهناك الجفاف أيضا مثلما الحال في أفغانستان، حيث أدى الجفاف الشديد هذا العام إلى تفاقم الوضع المعيشي البائس في عدة مدن. نهر كابول تحول إلى ما يشبه البرك الموحلة. ويحذربرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص في البلد، أي ثلث السكان، مهددون بالجوع.
صورة من: Ton Koene/VWPics/UIG/imago
الجراد يلتهم غذاء البشر
زيادة على الجفاف، تفاقمت الأوضاع في أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى بسبب تفشي الجراد منذ عام 2020. وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتشر الحشرات الشرهة بشكل متزايد في المناطق الجبلية حيث تسبب أضرار جسيمة لم تحدث من قبل ويساعد على ذلك تغير المناخ.
صورة من: Baz Ratner/REUTERS
حرائق الغابات.. حالة متكررة
جاءت الحرائق هذا العام لتؤكد عمق الخطر المحدق بالكوكب. تعددت حرائق الغابات بين كل القارات، لكن الضرر الأكبر كان في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثلما وقع في تركيا واليونان والجزائر وإسبانيا. الخسائر كانت جسيمة للغاية. لكن هناك من اعترف بخطورة التغير المناخي وهناك من رفض الإقرار بذلك؛ محملاً الأمر لأشخاص ومنظمات. (فابيان شميث/ع.ا/ص.ش/م.س)