يلفت مقطع فيديو تظهر فيه الممرضة الألمانية المختطفة في الصومال منذ نحو سبع سنوات، الانتباه إلى مصير الألمان المختطفين، الذين لا يعرف عددهم بالضبط.
دبلوماسية الأزمات: خريطة معلقة في مركز الأزمات بوزارة الخارجية الألمانية (صورة من الأرشيف: 15/7/2008) صورة من: Thomas Koehler/photothek/picture alliance
إعلان
قبل حوالي سبع سنوات جرى اختطاف سونيا ن. في الصومال على يد مسلحين. حينها كانت الممرضة الألمانية تعمل لدى الصليب الأحمر الدولي، وتم اختطافها من أحد المنازل. ومؤخرا ظهر مقطع فيديو، من المفترض أنه يظهرها وهي تناشد الحكومة الألمانية وعائلتها كي يبذلوا كل ما في وسعهما لإطلاق سراحها، مشيرة إلى أن صحتها تتدهور بسرعة.
يذكرنا هذا الفيديو بما يتم نسيانه أحيانا، أي المواطنين الألمان المحتجزين كرهائن أو المختطفين في الخارج. وكما حدث مع سونيا ن.، فمن المرجح أن مئات المواطنين الألمان قد عاشوا نفس التجربة المرعبة على مدى العقود الماضية. ومن المستحيل أن نعرف على وجه الدقة عدد الأشخاص المختطفين حاليا في الخارج. لا يوجد أي أرقام تقريبا، ولا تعلق وزارة الخارجية عادة على حالات الاختطاف في الخارج.
وتعود أحدث الأرقام إلى عام 2019، عندما أعلنت الحكومة الألمانية أن 143 ألمانيا اختطفوا في 37 دولة بين عامي 2010 و2019. ووقعت معظم الحالات في نيجيريا، تليها أفغانستان والمكسيك وسوريا والسنغال.
تفعيل خلية الأزمة
حين الكشف عن حالة اختطاف، يتم في بعض الحالات تنشيط فريق الأزمات في وزارة الخارجية، والذي يقوم بعد ذلك بالتنسيق بين الجهات المختلفة مثل السفارات وأجهزة الاستخبارات الاتحادية والوسطاء. قاد يورغن شروبوغ إحدى هذه الفرق لمدة عامين، من 2003 إلى 2005. ويقول الرجل البالغ اليوم 85 عاما لـDW: "أهم شئ بداية هو بذل كل الجهود الممكنة، وبناء الثقة مع الوسطاء، ومعرفة ما حدث وما هي المطالب".
يورغن شروبوغ، صورة تعود لفبراير/ شباط عام 2011، أي بعد ست سنوات من اختطافه في اليمنصورة من: Karlheinz Schindler/ZB/picture alliance
خلال فترة نشاطه، توجب عليه حل قضية اختطاف العديد من السياح في الصحراء الكبرى في الجزائر ومالي في عام 2003. وكانت المفاوضات ناجحة، فقد تم إطلاق سراح الجميع باستثناء رهينة واحد، توفي بسبب ضربة شمس. ويتذكر شروبوغ اليوم أن العلاقة الوثيقة المبنية على الثقة مع الرئيس المالي والطوارق المحليين كانت هي العامل الحاسم في إنجاح الأمر.
اللافت هو أن شروبوغ نفسه اختطف في اليمن مع عائلته، بعد بضعة أشهر فقط من تقاعده في عام 2005. وقد وجد نفسه حينها عالقا في نزاع قبلي في اليمن، لكن النزاع تم حله بسرعة كبيرة وتم تحرير عائلته.
إعلان
خطر محتمل على كثير من الأشخاص
غالبا من يقعون ضحية للاختطاف لا يكونون من "المحترفين"، وإنما من الأشخاص العاديين مثل الممرضين أو رجال الدين أو عمال الإغاثة أو مجرد ضحايا عشوائيين. وفي أغلب الحالات، يسبب الاختطاف التوتر ويثير القلق.
أحيانا يتحدث الأشخاص المحررون لاحقا عن فترة احتجازهم كرهائن. ولولا ذلك لما عرفنا شيئا عما يعيشه الرهائن خلال فترة اختطافهم، نظرا لأن وزارة الخارجية تلتزم بعدم التعليق على أي معلومات عن حالات الاختطاف.
ومن بين الحالات التي حدثت قبل وقت ليس ببعيد، اختطاف الكاهن الكاثوليكي هانز يوآخيم لوره، الذي اختفى في مالي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أثناء توجهه لحضور قدّاس. استغرق الأمر عاما بالضبط حتى جرى إطلاق سراحه. ويستذكر، في حوار مع DW، لحظة الاختطاف ويقول: "في تلك اللحظة، أمسك بي أحد الأشخاص من الخلف وسحبني إلى المقعد الخلفي للسيارة المرسيدس. ثم انطلقنا. لم يستغرق الأمر أكثر من خمس أو عشر ثوانٍ".
رئيس مالي أمادو توماني توري في عام 2003 يصافح الرهائن بعد نجاح جهود الإفراج عنهم (19/8/2003)صورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb
وسرعان ما أدرك الكاهن أنه بحاجة إلى تطوير استراتيجية للبقاء على قيد الحياة وأوضح: "قلت لنفسي وأنا في السيارة: يجب أن أعطي معنى لهذا الوقت من السجن، سواء استمر لمدة عام أو عامين أو خمسة أعوام". كان يصلي عدة مرات في اليوم، ويحاول حتى التحدث عن الدين مع خاطفيه، وهم مجموعة من الجهاديين. وبعد مرور عام، تكللت المفاوضات بالنجاح، لكنه لا يعرف بالضبط كيف. ومع ذلك، أعرب عن سعادته لأن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي دعا هو أيضا إلى إطلاق سراحه، مما أدى إلى توطيد أواصر الحوار الإسلامي المسيحي.
يتم ارتكاب العديد من عمليات الاختطاف من قبل جهات غير حكومية - إرهابيين، وجماعات منشقة، وحتى قبائل تتنازع مع قبائل أخرى. ولكن هناك أيضا حالات تصبح فيها الدول نفسها هي الخاطفة، كما في حالة إيران، التي سجنت العديد من المواطنين الألمان، وأحيانا أشخاصا يحملون جنسية مزدوجة، (أي أنهم من أصل إيراني). ومن بين الحالات جمشيد شارمهد الذي اختطف من دبي إلى إيران، وسُجن هناك لمدة أربع سنوات، وأُعدم أخيراً في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وبعدما أعلنت إيران في بادئ الأمر إعدامه، قال متحدث باسم السلطة القضائية في وقت لاحق (الثلاثاء 5/11/2024) إنه توفي قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه وأن وفاته كانت لأسباب طبيعية. وأكدت عائلة جمشيد شارمهد أنها "لا تثق" بما يصدر عن طهران بشأن وفاته.
الدبلوماسية الهادئة أم الدعاية الواسعة؟
أما الرهينة الألمانية ناهد تقوي التي سُجنت في إيران فقد كانت أفضل حظا؛ حيث تم إطلاق سراحها في يناير/كانون الثاني 2025. وفي كلتا الحالتين، دافعت منظمة حقوق الإنسان "هاوار" عن المعتقلين.
ناهد تقوي (يسار) مع ابنتها مريم كلارين بعد إطلاق سراحها من المعتقل في إيران ووصولها إلى ألمانيا (مدينة كولونيا: 12/1/2025)صورة من: HÁWAR.help/dpa/7picture alliance
مريم كلارين تعمل لدى هاوار - وهي أيضا متضررة بشكل شخصي؛ لأن ناهد تقوي هي والدتها. "عندما تعتقل أو تختطف دولة استبدادية شخصا ما، فأنت تكون في البداية في حالة ضياع. ومن تجربتي الشخصية - ونحن كمنظمة غير حكومية نوصي بذلك أيضا - من المهم جدا الإعلان عن الأمر فورا"، كما تقول كلارين لـDW. لأن الإعلان وإشهار الأمر يحمي المعتقلين. وبمرور الوقت، ومع تزايد الضغوط العامة، شعرت والدتها ببعض الارتياح، مثل تحسن ظروف السجن وزيادة فرص الحصول على الأدوية.
لقد تعاونت كلارين بشكل وثيق مع وزارة الخارجية وكانت ممتنة لهذا الجهد. ولكنها في الوقت نفسه تنتقد النهج الألماني بشكل عام. فلدى الولايات المتحدة مبعوث خاص لشؤون الرهائن في الخارج، وفي فرنسا، يتحدثون بصراحة عن عمليات احتجاز الرهائن، كما تقول كلارين.
أما في ألمانيا، فيسود غالبا مبدأ الدبلوماسية الهادئة. "في الحقيقة، نجح الأمر. تحررت أمي. لكنني كنت أشعر غالبا بأني تركت وحيدة". وهذا هو السبب أيضا وراء تأثرها بشدة بشأن مصير الألمان المختطفين في الصومال. "أجد الفيديو مفجعا. لو كانت أمي، لحشدت الجميع"؛ لزيادة الضغط والتأكد من عدم نسيانها.
أعده للعربية: ف.ي/ ص.ش
في صور..ألمانيا تحتفل بـ33 عاماً على الوحدة
قوة الشارع وزلة لسان ولدت المستحيل. الوحدة الألمانية ولدت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، ولم تكتمل إلا بعد 328 يوماً، كانت مليئة بالأحداث التي مهدت للحدث التاريخي الكبير. ملف الصور التالي يسلط الضوء على حقبة حاسمة.
صورة من: Gregor Fischer/Pool AP/dpa/picture alliance
حضور شعبي كبير لاحتفالات الوحدة
احتضنت ولاية هامبورغ احتفالات النسخة 33 من الوحدة الألمانية. ووصل عدد الأشخاص الذين حضروا المهرجان الشعبي الذي استغرق يومين بمناسبة الاحتفال المركزي بيوم الوحدة الألمانية في هامبورج، إلى نحو 700 ألف شخص. وذلك رغم الرياح وهطول الأمطار.
صورة من: Jonas Walzberg/dpa/picture alliance
33 عاماً على الوحدة
تحتفل ألمانيا سنويا في ثالث أكتوبر تشرين أول بالوحدة الألمانية وهذا العام تنظم ولاية هامبورغ النسخة 33 للاحتفال. ويقبل السياح الأجانب والمواطنون الألمان بمئات الآلاف للمشاركة في الاحتفالات الرسمية والشعبية التي تقام كل عام بولاية من ولايات ألمانيا الستة عشر.
صورة من: Norbert Michalke/imageBROKER/picture alliance
الاحتفال بـ"الثورة السلمية"
بعد أن عيّن مستشاراً، احتفل في عام 2020 أولاف شولتس بيوم الوحدة الألمانية في مسقط رأسه هامبورغ. وفي كلمته قال: "بثورتهم السلمية، تغلب مواطنو ألمانيا الشرقية على الحدود حرفيًا - وأعطوا بلادنا وحدتها في سلام وحرية".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
"الفوارق لا تزال كبيرة"
تظهر استطلاعات الرأي المتعاقبة، أن غالبية الألمان لا يزالون على اقتناع أن الفوارق بين المناطق التي كانت تشكل ألمانيا الشرقية وبين ألمانيا الغربية لا تزال كبيرة. وذلك رغم الانجازات التي تحققت على درب إدماج شرق ألمانيا منذ توحيد شطري البلاد. (الصورة لبقايا جدار برلين في العاصمة).
صورة من: Winfried Rothermel/picture alliance
زلة لسان !
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، أعلن عضو مكتب الحزب الحاكم بجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا غونتر شابوفسكي عن اعتماد قانون يسمح لمواطني ألمانيا الشرقية بالتنقل عبر النقاط الحدودية، ما أدى إلى اندفاع آلاف الألمان من برلين الشرقية إلى المعابر الحدودية، وتم استقبالهم في الجزء الغربي بحماس كبير. ذلك التصريح المثير للجدل أعتبر "زلة لسان".
نهاية جمهورية ألمانيا الشرقية
بعد أربعة أيام من سقوط الجدار، وفي محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، اختار "مجلس الشعب" في ألمانيا الشرقية هانز مودروف رئيسا لمجلس الوزراء، بيد أنه فشل في المهمة.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
خارطة طريق الوحدة الألمانية
28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989 أعلن المستشار الألماني الراحل هيلموت كول أمام البوندستاغ عن خطة من عشر نقاط كانت بمثابة خارطة طريق للوحدة الألمانية، وهو دفع ما وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما إلى اطلاق تصريح مثير قال فيه إن الألمان يظهرون "غطرسة متزايدة".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
محاولة إنقاذ فاشلة
في 3 كانون الأول/ ديسمبر 1989 و تحت ضغط التصويت تم تسليم المكتب السياسي واللجنة المركزية في ألمانيا الشرقية. كما استقال أيغون كرينز أمين عام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي الحاكم، الذي حاول إنقاذ دولة ألمانيا الشرقية بتقديم تنازلات مدنية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peter Kroh
كول يخاطب مواطنيه في ألمانيا الشرقية
19 كانون الأول / ديسمبر 1989 المستشار الألماني هيلموت كول يخطب أمام عشرات الآلاف من الألمان الشرقيين، أمام أنقاض كنيسة "السيدة العذراء" في مدينة دريسدن، ويتحدث عن خطط وحدة الأمة سلميا. خطاب المستشار الألماني الراحل ألهب مشاعر الجماهير، وأثار إعجاب العالم.
صورة من: imago/Sven Simon
سقوط "شتازي" الرهيب
في 15 كانون الثاني/ يناير 1990 أسقطت الانتفاضة الشعبية معظم مقار جهاز أمن الدولة " شتازي"، العديد من الوثائق أتلفت أو اختفت دون معرفة مصيرها قبل اقتحام المتظاهرين للمقار.
صورة من: picture alliance/AP Images/J. Finck
فوز خيار الوحدة
18 آذار/ مارس 1990 أجريت انتخابات مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية، وأستطاع هيلموت كول حشد الجماهير، حيث أدى ظهوره في مناطق التجمعات، إلى جذب حوالي مليون شخص في أحد اللقاءات الجماهيرية، ما أدى إلى فوز تحالف كول على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يعتبر الحزب المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kroh
المارك كعملة لألمانيا الموحدة
في بون تم التوقيع في 18 أيار/ مايو 1990 على وثيقة تضمنت استبدال عملة ألمانيا الشرقية. وفي الأول من تموز/ يوليو من نفس السنة تم اعتماد عملة المارك الألماني كعملة لألمانيا الموحدة.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مخاوف سوفيتية من ألأمانيا الموحدة
15 و16 تموز/ يوليو 1990. مخاوف القيادة السوفيتية من ألمانيا موحدة في الناتو كانت تشكل إحدى أهم العقبات أمام توحد ألمانيا. لكن إقرار الناتو بتشكيل حلف دفاعي فقط ساهم في تهدئة موسكو، واستطاع هيلموت كول أن يحصل على موافقة الرئيس السوفيتي آنذاك مخائيل غورباتشوف على عضوية ألمانيا الموحدة في الناتو.
صورة من: picture-alliance/dpa
قرار الإنضمام
23 آب/ أغسطس 1990: أعضاء برلمان ألمانيا الشرقية (مجلس الشعب) يقررون انضمام جمهورية ألمانيا الشرقية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
اتفاق " 2 زائد أربعة"
12 أيلول/ سبتمبر 1990: في النهاية بقيت الأمور المالية، حيث عرضت ألمانيا على موسكو مبلغ 12 مليار مارك ألماني، تعويضا عن تكاليف سحب الجيش الأحمر من ألمانيا الشرقية، إلا أن غورباتشوف اعترض على المبلغ. كول بقي متصلبا، لكنه عرض إضافة ثلاثة مليارات مارك إلى المبلغ كقرض، ما ساهم في توقيع ما عرف باتفاق " 2 زائد أربعة" بين الألمانيتين وكلا من الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا.
صورة من: Imago/S. Simon
لحظة رفع العلم الألماني قبالة مبنى "الرايشتاغ" ببرلين
3 تشرين الأول/ أكتوبر 1990: وزراء خارجية القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية يتنازلون في نيويورك عن امتيازات تقسيم المناطق الألمانية، ومجلس الشعب في ألمانيا الشرقية ينعقد لآخر مرة ويعلن انسحاب ألمانيا الشرقية من معاهدة وارسو. الساعة 12 منتصف الليل أرتفع العلم الألماني قبالة مبنى "الرايشتاغ" ببرلين، حيث تجمع هناك قرابة 2 مليون ألماني، ليحتفلوا بالوحدة الألمانية.