منع الطفل عن ألعاب الكمبيوتر خوفا من أضرارها مسألة صارت شبه مستحيلة، لذا من الأفضل تعلم تقنين الأمر حتى لا يعيش الطفل في عالم خيالي من الألعاب. حدد خبراء وساسة ألمان المدة المناسبة لممارسة ألعاب الكمبيوتر لكل فئة عمرية.
إعلان
الكلام النظري الذي يشدد على ضرورة الحد من استخدام الأطفال لألعاب الإنترنت والمحمول المختلفة، من الصعب جدا في الحياة العملية، فالألعاب العديدة التي تقدمها وسائل التكنولوجيا الحديثة، تجتذب الطفل بشكل مستمر ويمكن أن تلتهم من وقته ساعات طويلة.
وتتوافر ألعاب الكمبيوتر حاليا لجميع الأعمار وتبدأ حتى من عمر السنتين، كما أن التعامل مع الكمبيوتر اللوحي والهاتف المحمول صارت من الأمور السهلة للغاية بالنسبة لأطفال اليوم.
ويحتاج الطفل الذي لا يكاد ينفصل عن شاشة الكمبيوتر أو المحمول لقواعد واضحة وصارمة من الأبوين للحد من التأثير السلبي لهذه الألعاب على الطفل وحتى يجد أيضا الوقت المناسب لأنشطة أخرى. وتساعد بعض الخطوات الواضحة التي استعرضتها مجلة "إلترن" الألمانية، على تنفيذ هذا الهدف:
- اتفق مع طفلك على فترة معينة يمكنه أن يقضيها أمام الشاشات المتنوعة سواء شاشة الكمبيوتر أو التليفزيون أو ألعاب المحمول.
- ضع حدا أقصى من عدد الساعات المخصصة لألعاب الكمبيوتر خلال الأسبوع، وهذه الطريقة مفيدة لأن يتعلم الطفل فكرة تنظيم الوقت.
والبرامج الحديثة تقدم إمكانيات عديدة يمكن من خلالها رصد عدد ساعات استخدام الإنترنت، وهذه طريقة قد تكون مفيدة للالتزام بالأوقات التي يتم الاتفاق عليها مع الطفل.
ألعاب "بلاي موبيل"- قصة نجاح غزت غرف ملايين الأطفال
ألعاب "بلاي موبيل" الألمانية عبارة عن تماثيل وأشكال صغيرة جدا من البلاستيك يلعب بها الأطفال ويتعلمون في نفس الوقت. ومنذ ظهورها عام 1974 يعشقها ملايين الأطفال في العالم. وبيع منها حتى الآن ما يزيد على 2.8 مليار تمثال.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
ترتبط ألعاب "بلاي موبيل" للأطفال بالراحل هورست براندشتيتر (1933- 2015)، الذي حول شركة عمه "غيبورا براندشتيتر" إلى إنتاج تماثيل وأشكال بلاستيكية صغيرة للأطفال بعد أن كانت تنتج لعب أطفال مصنوعة من الصفيح.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
كانت التماثيل الأولى من بلاي موبيل بطول 7.5 سم وعبارة عن أشكال للفرسان والهنود الحمر وعمال البناء. ثم أصبحت هناك تماثيل طولها 5.5 سم يقوم الأطفال بتركيبها بأنفسهم، ويمكنهم تحريك رؤوس وأرجل وأيادي تلك التماثيل، كيفما يريدون.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Frey
وبمرور الأعوام بدأت تماثيل بلاي موبيل تمثل مهنا أخرى كرجال الشرطة والإطفاء وحتى أطقم الأطباء والتمريض في المستشفيات لتعطي الأطفال فرصة للتعرف على عوالم مختلفة، والتعلم عن طريق اللعب.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
كانت تماثيل بلاي موبيل بسيطة وأحادية اللون في البداية. وتصفيف شعرها أيضا كان موحدا، بينما اختلفت فقط ألوان الشعر بين الأسود والأشقر والبني. لكن ذلك تغير بمرور الوقت، فأصبحت بألوان وإكسسوارات مختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وحدث تغيير أيضا في تماثيل الإناث. ففي البداية كان يعرف أن التمثال البلاستيكي الصغير لإمرأة من خلال الفساتين والشعر الطويل . ومع حقبة الثمانينات بدأت تظهر في التماثيل المعالم والملابس الأنثوية المعروفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
التماثيل الصغيرة بغرض التعليم موجودة قبل تماثيل بلاي موبيل بقرون. حيث بدأت في حدود عام 1550 صناعة تماثيل لجنود من مواد أخرى مثل القصدير والرصاص، وكانت لهذه التماثيل التعليمية قيمتها الكبيرة في حياة المجتمع.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
يقع المقر الرئيسي للشركة المنتجة لتماثيل بلاي موبيل في زيندورف بالقرب من نورنبرغ. وتقول الشركة إنها توظف أربعة آلاف عامل في ألمانيا وغيرها من الدول. وفي عام 2014 بلغ حجم مبيعاتها 595 مليون يورو.
صورة من: Playmobil
70 بالمائة من مبيعات الشركة تتم خارج ألمانيا. وهناك فروع بيع في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وأكبر موقع لإنتاج ألعاب بلاي موبيل في ولاية بافاريا، وهناك أماكن إنتاج أيضا في مالطا وتشيكيا وإسبانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وقد حذت شركة ليغو الدنماركية حذو بلاي موبيل فبدأت عام 1978 في إنتاج أولى ألعابها من التماثيل البشرية بحجم في منتهى الصغر (حوالي 42 ميليمتر). ويمكن فك وتركيب أجزاء هذه التماثيل، كالأيادي والرؤوس وغيرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
9 صورة1 | 9
توصيات حكومية
ويبدو أن فكرة تعامل الأطفال مع وسائل التكنولوجيا الحديثة تثير اهتمام الساسة، إذ أصدرت وزارة الأسرة الألمانية مجموعة من التوصيات خاصة بتعامل الأطفال مع ألعاب الكمبيوتر، من بينها ضرورة ألا تتجاوز مدة استخدام الأطفال بين عامين إلى أربعة أعوام، 20 إلى 30 دقيقة بحد أقصى. أما بالنسبة للأطفال في المرحلة من سبع إلى عشر سنوات، فيجب ألا تزيد فترة استخدامهم لألعاب الكمبيوتر عن 45 دقيقة يوميا، وفقا للتوصيات التي نشرها موقع "مامي ويب" الألماني. وعندما يبلغ الطفل 13 عاما، يمكن أن تزيد المدة لساعة كاملة.
وينصح الخبراء بعدم شراء جهاز كمبيوتر خاص للطفل قبل أن يبلغ عامه العاشر، كما يشدد أطباء علم النفس على ضرورة توعية الطفل بشكل دائم بالفرق بين ألعاب الكمبيوتر والواقع، كما يؤكدون على أهمية اختيار الألعاب المناسبة للفئة العمرية.