أصبحت ظاهرة الاحتراق النفسي متكررة في العصر الحالي، ويرجع كثير من الأخصائيين النفسيين هذا الأمر للتداخل المستمر بين أوقات العمل وأوقات الراحة بسبب وسائل الاتصال الحديثة. لكن كيف يمكن تجنب الإصابة بهذا المرض؟
إعلان
هل أصبح الاحتراق النفسي "وباء"؟ هذا ما تعتقده على الأقل ميلي بفلايدر، المعالجة النفسية الألمانية حسبما نقل عنها موقع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، فهي قامت بعلاج عدة حالات لأشخاص من كل الفئات كما تقول: "أطباء، معلمين، موظفي بنوك وحتى العاطلين عن العمل وربات منزل". فهذا الاكتئاب الناتج عن الإجهاد ظاهرة متعددة المستويات، وعادة ما تظهر أول أعراضها عندما يصبح المرء غير قادر على القيام بوظائفه بنفس الكفاءة المعهودة، فيصبح أقل تركيزاً وينسى مواعيده أو يقوم بأخطاء كثيرة ناتجة عن الإهمال، ويمكن أيضاً الشعور بأعراض مرضية لا تفسير لها أو الشعور بالدوار.
وكثيراً ما يشعر المرء أنه رغم كل ما عليه من التزامات، فهو لا يريد بذل أي جهد. وتوضح بفلايدر أن الأشخاص الأكثر عرضة لهذا المرض هم الأشخاص الكماليون الذين دائماً ما يشعرون بأن عملهم ليس مقدراً بما يكفي. وقد زادت المشكلة في الوقت الحالي بشكل كبير بسبب التداخل المستمر بين أوقات العمل وأوقات الراحة عبر وسائل الاتصال الحديثة، وكذلك أصبح الموظفون كثيرا ما يتنقلون من وظيفة لأخرى، وهو ما يزيد من شعور الأفراد بعدم الرضا عن نتائج عملهم حسب موقع RP الإخباري الألماني.
وتحذر مجلة فوربس الاقتصادية الألمانية من عدة علامات تؤكد أنك على حافة "الاحتراق النفسي"، من بينها:
- الشعور بالضغط النفسي والتوتر - فقدان الحماس للعمل - كثرة التهكم من الآخرين - تناول الوجبات أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفاز - عدم الحصول على كم كاف من النوم - شعور بالإرهاق الدائم والحاجة المستمرة إلى المنبهات - الشعور بأن الوقت لا يكفي أبداً لأداء ما عليك من مهام - لا يمكنك تذكر آخر مرة قضيت فيها إجازة، سواء لفترة طويلة أو حتى ليوم واحد - آلام في الظهر - اضطراب في التنظيم الحراري والشعور بالحرارة أو البرودة - سرعة الغضب
وينصح الخبراء بالإسراع إلى تغيير نمط الحياة في حال ملاحظة هذه الأعراض، ومن ضمن نصائحهم:
- احرص على تخصيص يوم على الأقل في الأسبوع للراحة والترفيه - اقض بعض الوقت مع أصدقائك - قم بممارسة الرياضة على الأقل مرة أسبوعياً - قم بممارسة هواية تحبها - حاول تخصيص فترة معينة للراحة أثناء اليوم ولا تنسى الراحة القصيرة، كل ساعتين على أكثر تقدير، قم ولو لدقائق بشرب المياه وتحريك ساقيك، بدلاً من إضافة ضغوط جسدية لا تفيد - التقاليد الأسبوعية تساعد على مقاومة الاحتراق النفسي: تحديد نشاط أسبوعي يخرجك من الروتين اليومي - حاول تخصيص وقت فراغ في الأسبوع دون أي أنشطة أو التزامات، فالإنسان يحتاج إلى وقت لا يفعل فيه شيء أو يفعل ما يخطر له بشكل تلقائي - تعلم أن تقول لا وأن تضع حدوداً واضحة وتلزم نفسك والآخرين بها - لا تصبح دائماً متاحاً: ضع حدوداً واضحة للاتصال بك خارج أوقات العمل الرسمية. هذا الأمر أصبح صعباً جداً لكنه في غاية الأهمية - حدد أولوياتك وقم بتنظيم وقتك س.ك/ ع.ج (DW)
أهم أنواع اضطرابات الشخصية
الاندفاعية والأوهام وتقلب المزاج واللامبالاة قد تكون من علامات اضطراب الشخصية. فكيف يمكن التعرف على أن أحد المحيطين بنا قد يعاني من مرض نفسي يجب مراعاته في الحياه الاجتماعية؟ نتعرف هنا على أهم أنواع اضطرابات الشخصية.
صورة من: Colourbox
الشخصية الاعتمادية غير المستقلة: يتخذ صاحبها القرارات على مضض، ويفضل ترك اتخاذ القرارات للآخرين، كما أنه يحتاج إلى المشورة و تأكيد من الآخرين ويظن أنه لا يستطيع التعامل مع الحياة لوحده، ويعتبر نفسه غير جدير بتحمل المسؤولية وغالبا ما يعاني من قلق الانفصال عن الآخرين، ويميل إلى الخضوع إلى الآخرين ولا يعبر عن رغباته الشخصية إلا نادرا.
صورة من: Fotolia
الشخصية الحدية: تتسم هذه الشخصية بتقلب المزاج وبالغضب من دون سبب واضح وبعدم استقرار العلاقة مع الآخرين رغم كثافتها وبشعور الشخص بالخوف من تخلي الآخرين عنه وبإحساس مزمن بالفراغ والتصرف بسلوك ضار بالنفس وميول كامن إلى الانتحار، وفق ما ينقل موقع أبوتيكن أومشاو الإلكتروني.
صورة من: Colourbox
الشخصية النرجسية: الـ "أنا" متضخمة للغاية في هذه الشخصية. فهي تظن أن كل العالم يدور حولها. ويظن صاحبها أنه إنسان عظيم وهذا يتجلى في أوهامه وسلوكه، فيبالغ في في تضخيم أدائه، ويتوقع أن الناس معجبون به ولا يتعاطف مع الآخرين.
صورة من: AP
الشخصية الانطوائية: تخشى هذه الشخصية من أن يرفضها الآخرون ومن الوقوع في مواقف محرجة أو سخيفة، ويتسم صاحبها عموما بالقلق وبانخفاض تقدير الذات، ويعتقد بأنه يفتقر إلى الكفاءة والجاذبية. وهذا يؤدي إلى الخوف من العلاقات الحميمة، لأنه يخاف من أن يكتشف الآخر بأنه غير جدير بعلاقته ولا يستحق الارتباط به.
صورة من: Colourbox
الشخصية المعادية للمجتمع: تتسم هذه الشخصية بالاندفاع والعدائية واللامبالاة تجاه الآخرين وعدم الشعور بالذنب، وبالسلوك غير المتسق مع القوانين والنظم. وهنا يتم التمييز بين الشخصية الاندفاعية والشخصية المعتلة نفسيا: فالشخصية الاندفاعية حساسة جدا ولا تستطيع السيطرة على مشاعرها، أما الشخصية المعتلة نفسيا فبإمكانها إدراك مشاعر الآخرين ويعلم صاحبها أنه يسبب الألم والمعاناة للآخرين لكنه لا يراعي مشاعرهم.
صورة من: Colourbox
الشخصية الوسواسية: تتسم هذه الشخصية بقلة المرونة وبالمبالغة في حب الترتيب واللوائح، ولها تصور واضح للأنظمة والقواعد بالنسبة للذات وبالنسبة للآخرين، وعند عدم احترام القواعد تتصف بالاضطراب وفقدان السيطرة على النفس وعلى الآخرين، ولا يرغب صاحبها بتكليف الآخرين بعمل ما لأن لديه شعورا بالحاجة إلى القيام بكل شيء بنفسه كي تكون النتيجة صحيحة ودقيقة في نظره، بحسب موقع أبوتيكن أومشاو الإلكتروني.
صورة من: Colourbox
الشخصية الفصامية: يكون السلوك الاجتماعي لهذه الشخصية غير لائق وغريب الأطوار، وهذا يبعث الدهشة لدى الآخرين. يتصف صاحبها بغرابة وبانطواء على الذات فيتفادى العلاقات الوثيقة ويكون منعزلا جدا، ويكون تفكيره مصابا بالتشوه ويتسم إداركه بأفكار غريبة مثل الاعتقاد المبالغ فيه بتخاطر الأفكار، وفق ما يذكر موقع أبوتيكن أومشاو الإلكتروني.