خلص الباحثون إلى أن أزيد من سبعة أطنان من النفايات موجودة الآن على سطح المريخ وذلك قبل أن يستوطن البشر هذا الكوكب. فكيف تحول المريخ إلى مكان للنفايات؟
إعلان
اكتشاف قمامة على سطح المريخ في يونيو/ حزيران 2022 من طرف "عربة مارس روفر" أثار دهشة كبيرة. لكنها ليست المرة الأولى التي تعثر فيها المركبة على نفايات ناتجة عن رحلات سابقة. كما أن مسباري كوريوسيتي وأوبورتونيتي سبق لهما أيضا في الأعوام الماضية أن تعثرا في النفايات التي تركاها على سطح المريخ.
يرجع كاجري كيليك، الباحث في جامعة وست فيرجينيا، المصادر الرئيسية لهذه النفايات إلى ثلاث مصادر : أجهزة ومعدات لم تعد هناك حاجة إليها وعربات ومركبات فضاء غير نشطة أما المصدر الثالث فهو بقايا مركبات فضاء تحطمت وقت هبوطها، حسبما جاء في موقع "t3n" الألماني.
عند الهبوط وحده، تصبح عدة أجزاء غير صالحة للاستعمال لاحقًا. وتشمل الدرع الحراري المصمم لحماية المركبات الفضائية عند دخولها الغلاف الجوي للمريخ ومظلة الهبوط. علاوة على ذلك، وحسب الباحث كيليك، توجد ثمانية مراكب فضاء غير نشطة على سطح المريخ منها مركبات هبوط المريخ وبرنامج فايكنغ، بالإضافة إلى مركبتي سبيريت وأوبورتيونيتي. ويقال إن اثنتين على الأقل من المركبات الفضائية تحطمتا عند الهبوط. كما فقدت وكالات الفضاء الاتصال بأربعة آخرين أثناء الهبوط أو بعده بقليل.
عشرة أطنان من المعدات والقطع على المريخ
وبعد فشل أولى الرحلات التي كانت مخططة للمريخ من الاتحاد السوفييتي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية في أوائل ستينيات القرن الماضي بسبب فشل منصات الإطلاق عندما كانت لا تزال قريبة من الأرض، فإن المركبة مارس 2 (المريخ 2) التابعة للاتحاد السوفيتي ربما هي أول مركبة فضائية تحط على سطح المريخ، لكنها تحطمت عند الهبوط.
وإذا جُمعت كل المعدات التي أرسلتها البشرية إلى المريخ، فسيصل وزنها إلى ما يقرب من عشرة أطنان، وفقًا لكيليك. وإذا خصمنا منها وزن المركبات، التي ما زالت تعمل، مثل عربة المريخ بيرسيفيرونس فإن كمية الأشياء الأخرى التي تدخل في خانة النفايات تبلغ 7120 كيلوغراماً أي ما يفوق سبعة أطنان، حسب موقع "t3n" الألماني.
وبالنسبة للعلماء الذين يرافقون بعثات المريخ الحالية والمستقبلية، فإن عدد أجزاء الخردة وحجمها وقبل كل شيء وضعها، مهم للغاية. ففي نهاية المطاف يمكن أن تعرض هذه الأشياء رحلات المريخ المستقبلية إلى الخطر أو تؤدي إلى تلوث العينات التي تم جمعها من هناك. لذلك تقوم عربة المريخ بيرسيفيرونس على سبيل المثال، بتصوير بدقة كل قطعة من القمامة تعثر عليها في سطح المريخ.
هـ.د
ومازال البحث جاريا عن حياة على سطح المريخ
أرسل العلماء ثلاثة أجيال من المستكشفات إلى المريخ، تراوحت أعمارها بين أربعة أشهر وعدة أعوام. ومازال الإنسان يبحث عن حياة لكائنات حية على سطح الكوكب الأحمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA/JPL-Caltech/MSSS
مختبر متنقل
كوروسيتي هي أكثر العربات تكوراً وأكبرها، التي أرسلت إلى أرض المريخ. هبطت في السادس من آب/ أغسطس 2012 وانتقلت على أرض المريخ حوالي 17 كيلومتراً. كوريوستي أكثر من عربة، إنها مختبر كامل متنقل على عجلات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa/Jpl-Caltech/Msss
مختبرات
يحتوي كوريوستي على مطياف ضوئي يحلل عن طريق أشعة الليزر مكونات المواد عن بعد. محطة طقس كاملة تقيس الحرارة والرطوبة، والضغط الجوي، والإشعاع وسرعة الرياح. والأهم أنها تحتوي على مختبر كيميائي يحلل العناصر العضوية على أرض المريخ للبحث عن الحياة.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/MSSS
مثقاب
نتائج بحثه كشفت عن إمكانية تواجد الحياة نظرياً على المريخ. لكنها لم تكشفت أي حياة حتى الآن. في نهاية الذراع الرئيسة للعربة تواجد سكين لقطع الأرض ومثقاب.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
تحليل الغبار
يتم تحليل غبار المريخ عن طريق اجهزة مختلفة. في البداية يتم فصل الغبار إلى أجزاء مختلفة، ثم تصنف وترسل إلى مختبرات مختلفة لغرض تحليلها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/NASA
مستكشف صغير
قبل كوريوسيتي كان هناك مستكشف المريخ الذي حط في الرابع من تموز/ يوليو 1997. كانت هذه المرة الأولى التي يسير فيها روبوت على أرض المريخ حاملاً مختبراً يعمل بالأشعة السينية لفحص تركيب المواد.، بالإضافة إلى كاميرات بعدسات متحركة.
صورة من: NASA/JPL
أجيال وأحجام
ثلاثة أجيال من العربات. الصغير هو المستكشف سوجورنر. وزنه 10.6 كيلوغرام، حجمه بحجم عربة ألعاب للأطفال. سرعته القصوى سنتمر واحد بالثانية. الجيل الثاني ابورتونتي الذي وصل وزنه إلى 185 كيلوغراماً. أما كوريوستي وهو الأكبر ويصل وزنه إلى 900 كيلوغرام، بحجم سيارة صغيرة. سرعته تصل إلى خمسة سنتمترات بالثانية.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
أربعة أشهر فقط
سورجونور قطع مسافة 100 متر فقط خلال مهمته، وأرسل صوراً ومعلومات حتى 27 أيلول/ سبتمبر 1997. هذه واحدة من آخر صوّر أرسلها المستكشف قبل انقطاع الاتصال الراديوي مع الأرض. يعتقد أن سبب "موت" المستكشف هو انخفاض درجة الحرارة ليلاً ما أدى إلى موت بطارياته.
صورة من: NASA/JPL
توأمان
من دون التجربة التي مر بها سورجونور لم يكن تصوّر نجاح المستكشفات من الجيل الثاني والثالث. في عام 2004 أرسلت ناسا مستكشفان على أرض المريخ بالوقت نفسه؛ سبيريت وابورتونتي. تمكنا من التحرك لمدة 7 أعوام على سطح المريخ، وقطعا مسافة 7.7 كيلومتر. تمكن أحدهما من تسلق المرتفعات وأخذ نماذج من الأرض والصمود أمام البرد والعواصف الرملية، حتى أن الشقيق ابورتوتني مازال يعمل حتى اليوم على أرض المريخ.
صورة من: picture alliance/dpa
البقاء
ابورتونتي قطع مسافة 42 كيلومترا حتى عام 2015. وهي مسافة أكثر من تلك التي قطعها كوريوستي. يحمل المستكشف ثلاث أنواع من مطياف الضوء وكاميرات ثلاثية الأبعاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
هضبة على المريخ
الصورة ملتقطة بواسطة كوريوستي. من المتوقع أن يعمل المستكشف لمدة خمسة أعوام مقبلة على الأقل. الصورة لهضبة على المريخ تظهر مشاهد مشابهة على الأرض. غير أن من يعيش على المريخ حتى الآن هي الروبوتات التي أرسلها الإنسان إلى المريخ في انتظار استكشاف حياة أخرى. إعداد: جيسي فانغراد/ عباس الخشالي