كيف تطورت مناعة الإنسان ضد الأمراض عبر آلاف السنين؟
١٤ يناير ٢٠٢٣
قبل 4500 عام بدأ جهاز المناعة لدى الإنسان التحوّر لمقاومة انتشار أمراض معدية بشكل أفضل لكن على حساب الحماية من أنواع أخرى من الأمراض. دراسة تعقبت تطور التحوّرات الجينية خلال الـ10 آلاف عام الماضية.
إعلان
تتعقب دراسة نُشرت الجمعة (13 يناير/كانون الثاين 2023) تطور التحوّرات الجينية خلال الـ10 آلاف عام الماضية، أي منذ العصر الحجري الحديث عندما تخلى الصيادون عن حياة الترحال التي كانوا يعيشونها لتطوير الزراعة وتربية الماشية.
حلّل العلماء الحمض النووي القديم لـ2300 فرد أوروبي عُثر عليه خلال عمليات حفر أثرية مختلفة، وخزّن في قاعدة بيانات. ودمجوا هذه العينات مع 500 مجين حديث وطوّروا طريقة لتحديد وتأريخ الاختلافات الجينية التي حدثت مع مرور الوقت، في نهج قائم على تسلسل جين الإنسان البدائي، وهو تخصص فاز عنه بجائزة نوبل الطب لعام 2022 عالم الأحياء السويدي سفانتي بابو.
ومن بين مئات الآلاف من التحوّرات المستخلصة، حدّد الباحثون أن بعضا منها "مفيد في مكافحة العدوى".
وهذه التحوّرات موجودة في 89 جيناً، كما شرح لوكالة فرانس برس لويس كوينتانا-مورسي، مدير الدراسة المنشورة في مجلة "سيلز جينومكس".
كذلك، اكتشف العلماء تواترا متزايدا لهذه الجينات الـ89، التي لها دور في استجابتنا المناعية ضد مسببات الأمراض ، كما أضاف هذا الأستاذ في معهد باستور وكوليج دو فرانس.
وازدادت هذه التحوّرات المفيدة لبقائنا على مر العصور، بفضل اختيار "إيجابي" لتكيف البشر مع البيئة.
وقال كوينتانا-مورسي إن الاكتشاف الثاني يتمثل في أنه "نجحنا في التأريخ بدءا من الوقت الذي أصبحت فيه مفيدة، وتحديدا منذ 4500 عام، اعتبارا من العصر البرونزي".
تطور المناعة عبر الهجرة؟
وهذا التاريخ يتزامن مع "وصول الهجرة الكبرى من سهول آسيا الوسطى، لشعوب يامنايا التي أتت بلغات الهندو-أوروبية والتي يحمل جميع الأوروبيين اليوم آثارا وراثية منها"، كما أوضح هذا الخبير في الوراثة السكانية.
وقد أدت هذه الهجرة إلى نمو كبير في عدد السكان الأوروبيين ووفرت أرضا خصبة لانتشار الميكروبات المسببة للأمراض.
واستبعدت الدراسة أن تكون شعوب يامنايا جلبت معها مسببات أمراض جديدة بدليل أن "التحوّرات الجينية كانت موجودة أصلا قبل هذه الهجرة، لكنها كانت غير نشطة لأنه لم يكن هناك العديد من الأمراض. مع النمو السكاني أصبحت مفيدة لمكافحة العدوى" كما شرح المؤلف.
لكن كان هناك "ثمن كان يجب دفعه". ففي حين ازدادت حمايتنا من الأمراض المعدية ، جعلتنا هذه التحوّرات نفسها "أكثر عرضة" لأمراض المناعة الذاتية، مثل مرض كرون أو الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي وكذلك الأمراض الالتهابية.
وهذه أمراض تقتل أقل بكثير من الأمراض المعدية، وهو ما يفسر تكيّف مناعتنا مع الخطر الأكبر. وقال كوينتانا-مورسي "كنا نعلم أن نظامنا أصبح أقل مقاومة لأمراض المناعة الذاتية والالتهابات، لكننا لم نكن نعلم أن هذا يعود إلى مطلع العصر البرونزي".
وذلك يدحض الفرضية الصحية التي تقول إن وصول اللقاحات و المضادات الحيوية في القرن العشرين هو ما ساهم في تطور أمراض المناعة الذاتية والالتهابات، في مقابل انخفاض انتشار الأمراض المعدية.
وبسبب نقص العيّنات الكافية في القارات الأخرى، لم يتمكّن معدو الدراسة من معرفة ما إذا كان هذا التطور هو نفسه في سائر أنحاء العالم.
لكن اكتشافهم قد يفتح مجالا للبحث الطبي من خلال تطوير علاجات تستهدف جينات معينة.
إ.م./ع.ج.م
فيتامين سي.. حصن منيع ضد الأمراض والفيروسات الفتاكة!
قوة جهاز المناعة أمر حاسم في التصدى لفيروس كورونا. ومن أجل تقويته يحتاج الجسم إلى عناصر غذائية معينة يأتي على رأسها فيتامين سي. تعرف على فواكه وخضروات غنية بهذا الفيتامين، ودوره في التصدي للأمراض والجرعات الموصى بها.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/D. Freigner
الكيوي
معظم الثديات تنتج فيتامين سي في أجسامها ما عدا البشر. والطعام هو أحد الطرق التي يحصل بها جسم الإنسان على كمية من هذا النوع من العناصر الغذائية الدقيقة القابلة للذوبان في الماء. ويوجد فيتامين سي بكثرة في فاكهة الكيوي والبرتقال الكريفون أو ما يسمى بالليمون الهندي وأيضا في بعض الخضروات مثل البروكلي والفلفل.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/S. Schnepf
كل جسم يحتاجه
أهمية تزويد الجسم بالكمية الكافية من فيتامين سي لا تقتصر على كبار السن والمرضى والنباتيين، وإنما أهميته وأهمية وظائفه البيوكيميائية هي نفسها في أي جسم كان. فيتامين سي هوأحد المغذيات الدقيقة التي لا تمد الجسم بالطاقة فقط، ووإنما ضرورية لوظائفه الأساسية ومنها عمل الخلايا وكذلك الجهاز المناعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gabbert
مضاد للأكسدة
يعمل فيتامين سي كمضاد للأكسدة على التقليل من الأضرار التي تسببها جذور الأوكسجين الحرة للجزيئات الأساسية في الجسم، والتي تنتج خلال عمليات تحويل الطعام إلى طاقة والتي تعرف بالتمثيل الغذائي. وتؤدي الملوثات مثل التبغ إلى الإجهاد التأكسدي الذي يحدث بسبب اختلال في قدرة الجسم على التخلص من الجذور الحرة وزيادة تكوينها. مما يزيد من حاجة الجسم إلى فيتامين سي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Rothermel
النشاط الإنزيمي
يستخدم جسم الإنسان فيتامين سي الموجود في الفراولة مثلا في حمايته من الجذور الحرة وهو عامل مساعد مهم أيضاً في مجموعة متنوعة من الأنشطة الإنزيمية، مثل تخليق بروتين الكولاجين الذي هو جزء من الأوتار والعظام والغضاريف والجلد. لذلك يمكن أن يشير ضعف التئام الجروح إلى نقص في فيتامين سي.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
مكافحة العدوى
يحتاج الجسم إلى فيتامين سي لمكافحة العدوى. وكمضاد للأكسدة فإن فيتامين سي ليس مسؤولا فقط عن حماية الخلايا، ولكن أيضاً عن الهجمات في حالة الإصابة. كما يحفز هجرة الخلايا المناعية المعروفة بالعدلات إلى موقع الإصابة ويحفز كذلك البلعمة وهي عملية التخلص من النفايات الخلوية وقتل مسببات الأمراض.
صورة من: picture-alliance/Panther Media/R. Tsubin
الوقاية من أمراض خطيرة
النقص الحاد لفيتامين سي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الأسقربوط، الذي يعرف بالبثع أوعوز الفيتامين سي أيضا. ومن أعراض هذا المرض الخطير ضعف إلتئام الجروح والكدمات وتساقط الشعر والأسنان وآلام المفاصل. وإن عشرة مليغرامات من فيتامين سي يوميا كافية للحماية منه. حصول الجسم على جرعة كافية من فيتامين سي يرتبط أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
الجرعة المناسبة
وفقا لدائرة حماية المستهلك فإن جرعة فيتامين سي اليومية الموصى بها للرجال هي 110 مليغرامات وللنساء 95 مليغراما. لكن باحثين من جامعة ولاية أوريغون الأمريكية يوصون بـ 400 مليغرام لجميع البالغين. وإن تناول جرعة زائدة من الفيتامين غير ضارة إذ يتخلص الجسم منها مع البول. إن فوائد فيتامين سي هي نفسها سواء أكان على شكل مكمل غذائي أو عبر الغذاء العادي أي الخضار والفاكهة.
إعداد:يوليا فيرجين/ إيمان ملوك