كيف تناول الإعلام العربي الإصلاح القضائي في إسرائيل؟
٢ أغسطس ٢٠٢٣
تنظر وسائل إعلام عربية بكثير من الذهول والسخرية إلى الإصلاح القضائي في إسرائيل. وترى أن هذا الإصلاح سيجلب معه تغييرا في الثقافة السياسية السائدة في إسرائيل، وهذا ليس في صالحها.
إعلان
يتفق المراقبون ووسائل الإعلام في العالم العربي على أن الإصلاح القضائي في إسرائيل سيكون له تأثير مستدام على إسرائيل. وهذا التغيير الكبير سيعيد رسم علاقة البلد (إسرائيل) بجيرانه.
مع العلم أن مناقشة هذا الإصلاح هي ظاهرة إعلامية بالدرجة الأولى، على الأقل بالنسبة للسلطة الفلسطينية، كما يقول شتيفين هوفنر، مدير مكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في رام الله، ويضيف في حوار مع DW "الكثير من الفلسطينيين لا يعتقدون أن هذا الموضوع ذو أهمية خاصة". ويتابع هوفنر "صحيح أنهم يرون أن شيئا ما يتغير في إسرائيل نفسها، لكنهم لا يعتقدون أن ذلك سيؤثر عليهم. وفي هذا الصدد لا يهتم سوى جزء بسيط نسبيا بهذا الموضوع".
أما الصحف في مناطق الحكم الذاتي فإنها تهتم كثيرا بالموضوع. فكتبت صحيفة "القدس" الواسعة الانتشار في مناطق الحكم الذاتي الأسبوع الماضي بعد إقرار الكنيست بندا أساسيافي مشروع قانون الإصلاح: "إن المجتمع الإسرائيلي يتحرك باتجاه تطرف سياسي، ليس موجها ضد الفلسطينيين فقط، وإنما يؤدي إلى صراعات مفتوحة داخل إسرائيل نفسها". وبحسب الصحيفة فإن الحكومة الإسرائيلية يمكن أن تجمد هذه الصراعات من خلال شن "هجمات جديدة" ضد الفلسطينيين أو جنوب لبنان أو سوريا أو إيران. لكن تعليق الصحيفة لم يشر بأي كلمة إلى أن حزب الله ونظام الأسد وإيران بشكل خاص يهددون أمن إسرائيل.
ابتعاد دولي عن إسرائيل؟
ولن تكون للإصلاح القضائي تداعيات داخلية فحسب، وإنما ستكون هناك تداعيات خارجية أيضا، كما كتبت صحيفة "الأيام" المقربة من السلطة الفلسطينية والصادرة في رام الله يوم الاثنين (31 يوليو/ تموز). الصحيفة مقتنعة بأنه ينظر إلى الإصلاح القضائي في الخارج كبداية "لمرحلة ديكتاتورية" و"انهيار واسع" لمؤسسات الدولة الإسرائيلية.
وتضيف صحيفة "الأيام" بأن على البرلمانات والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني أن تعيد التفكير في علاقاتها مع إسرائيل. يبدو أن إسرائيل تنقلب الآن على الظروف التي تدين لها بتطورها وحتى بوجودها، حسب الصحيفة.
إضعاف القوة العسكرية؟
وفي نفس الاتجاه يذهب تحليل لموقع قناة الجزيرة القطرية، إذ يرى التحليل أنه من خلال الإصلاح يزداد الانقسام السياسي ومعه يزداد انعدام الأمن. إسرائيل "ستتخلى عن الكثير من عوامل قوتها، التي ضمنت وجودها حتى الآن" تقول الجزيرة. وهكذا ستتراجع القوة العسكرية للبلاد بعض الشيء.
ويشتم المتطرفون في المنطقة نسمات الصباح، مثل حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي يصنف الاتحاد الأوروبي جناحه العسكري كمنظمة إرهابية: "هذا يضعهم (أي الإسرائيليين) على طريق الانهيار والتفتت والاختفاء، إن شاء الله"، حسب نصرالله.
ويجدر ذكره أنه في آراء عدد من الساسة ومقالات رأي بالعالم العربي وكتوجه أساسي، يتم التطرق فيها وبشكل متكرر إلى "القوة" كأساس لوجود إسرائيل. وبذلك فإن هذه التعليقات تنكر بشكل غير مباشر شرعية إسرائيل السياسية والقانونية، متجاهلة أسس القانون الدولي التي يقوم عليها وجود إسرائيل.
من جهته الصحافي والمحلل السياسي المغربي عبد الصمد بن شريف، الذي حاورته DW حول تصور الأزمة، يرى أنه، صحيح أن الإصلاح سيزيد التوتر الداخلي ويعقد الوضع في إسرائيل، لكنه لا يتصور أن الإصلاح سيشكل تهديدا لأمن إسرائيل أو تهديدا لوجودها. ويقول بن شريف في حواره مع DW "إنه مؤسف أن يهيمن التوجه اليميني على النخب السياسية والمجتمع الإسرائيلي، وأن تزداد الشعبوية الدينية".
"إسرائيل رضخت لقواعد اللعبة بالمنطقة"
ويعلق الصحفي السعودي طارق الحميد على التطورات بشكل ساخر في صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تتبع خط الحكومة في الرياض وتظهر نفسها دبلوماسية نسبيا تجاه إسرائيل: "اليوم يمكن أن نقول إن إسرائيل رضخت لقواعد اللعبة بالمنطقة، وأصبحت دولة شرق أوسطية بامتياز، حيث ثلث الناخبين يصوتون لأحزاب دينية"، كتب الحميد في تعليقه. والأزمة السياسية في إسرائيل تظهر أنها تتصرف لأسباب أيديولوجية ومصالح سياسية ضيقة حسب الآليات المنتشرة في المنطقة، حسب ما جاء في التعليق، الذي ختمه طارق الحميد بالقول: "الخلاصة هي أن إسرائيل رضخت لقواعد اللعبة في المنطقة، حيث الديمقراطية المشوّهة، واستخدام ورقة المتطرفين لتحقيق مكاسب سياسية".
لا تأثير على اتفاقيات أبراهام
قبل نحو ثلاث سنوات وقعت دولتان في منطقة الخليج وهما دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين على اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، والتي تعرف باتفاقيات أبراهام. ثم وقّع المغرب والسودان على اتفاقيات مماثلة. هل يمكن أن يؤثر الإصلاح القضائي على هذه الاتفاقيات وتنسحب منها الدول الموقعة عليها؟ هذا غير متوقع، تقول سينزيا بيانكو، الخبيرة بشؤون منطقة الخليج في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية. وتضيف، في حوار مع DW، بالنسبة لاتفاقيات أبراهام يتعلق الأمر فقط بالعلاقات بين الدول الموقعة عليها و"لا يتأثر محتواها باختلاف الرأي حول السياسة الداخلية".
لكن تتم مناقشة المسألة بشكل أكثر إلحاحا بين النخب السياسية في مناطق الحكم الذاتي، يقول شتيفين هوفنر، مدير مكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في رام الله، ويضيف أنهم "يدركون هناك، أنه تتم مناقشة قضية الهوية الوطنية الآن في إسرائيل"، والتي لم تتم الإجابة عنها بعد.
كيرستن كنيب/ محمد فرحان/عارف جابو
في صور.. سبعون عاماً على قيام إسرائيل
قبل 70 عاماً تأسست دولة إسرائيل. بعد الهولوكوست بات الـ 14 من أيار/مايو 1948 نقطة تحول في تاريخ اليهود ينظرون منها إلى مستقبل واعد. وحسب التقويم العبري يصادف بعد غد الخميس ذكرى التأسيس. أهم المحطات التاريخية في صور!
صورة من: Imago/Seeliger
"انتصار الأمل"
في الـ 14 من أيار/مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. ومما قاله بن غوريون آنذاك: "لم يفقد الشعب اليهودي الأمل مطلقاً. ولم تنقطع صلواته للحرية وللعودة إلى وطنه. واليوم عاد اليهود إلى وطنهم الأصلي. وصار لهم دولة خاصة بهم".
صورة من: picture-alliance/dpa
انتصار دبلوماسي
بعد ذلك مباشرة تم في نيويورك رفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة. وبالنسبة للإسرائيليين شكل ذلك خطوة إضافية نحو الأمن والحرية. وأخيراً أصبح لهم دولة معترف بها دولياً.
صورة من: Getty Images/AFP
الساعة المظلمة
يمكن قراءة أهمية تأسيس دولة إسرائيل على خلفية الهولوكوست. فالنازيون قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية ستة ملايين يهودي. الصورة لمعتقلين في معسكر أوسشفيتس.
صورة من: picture-alliance/dpa/akg-images
"النكبة" ـ الكارثة
يحيي الفلسطينيون يوم تأسيس دولة إسرائيل كيوم "نكبة" بالنسبة لهم؛ إذ توجب على نحو 700.000 فلسطيني مغادرة أراضيهم. وعليه فإن تأسيس دولة إسرائيل هو بداية ما يسمى "صراع الشرق الأوسط" الذي لم يتم حله حتى بعد مرور 70 عاماً عليه.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
العمل من أجل المستقبل
الطريق السريع رقم 2 تربط بين مدينتي تل أبيب ونتانيا وتوثق كذلك لإرادة انبعاث الدولة الفتية. وتم تدشين الطريق في 1950 من قبل وزيرة العمل الإسرائيلية غولدا مايير التي فرضت على البلاد بعد توليها رئاسة الحكومة نهج تحديث اقتصادي واجتماعي صارم.
صورة من: Photo House Pri-Or, Tel Aviv
كيبوتس
الكيبوتسات هي تجمعات سكنية تعاونية تم إشادتها في كل أنحاء إسرائيل، ولاسيما في السنوات الأولى بعد تأسيس الدولة. وفيها طبق اليهود العلمانيون وأيضاً من ذوي التوجهات الاشتراكية تصوراتهم حول المجتمع.
صورة من: G. Pickow/Three Lions/Hulton Archive/Getty Images
الدولة الحصينة
استمرت التوترات مع الجيران العرب. وفي 1967 أدت تلك التوترات إلى "حرب الأيام الستة" التي انتصرت فيها إسرائيل على مصر والأردن وسوريا ولبنان، التي كانت مدعومة أيضا من وحدات سعودية ويمنية أقل. وفي الوقت نفسه بسطت إسرائيل سيطرتها على القدس الشرقية والضفة الغربية ـ وكان ذلك بداية توترات وحروباً إضافية في المنطقة.
صورة من: Keystone/ZUMA/IMAGO
انتصار وموت
في الألعاب الأولمبية في 1972 بميونيخ أحرز السباح اليهودي الأمريكي مارك شبيتس سبعة أرقام قياسية عالمية. وفي منتصف الدورة الأولمبية اقتحم إرهابيون فلسطينيون القرية الأولمبية واحتجزوا الرياضيين الإسرائيليين كرهائن. وانتهت محاولة تحريرهم من قبل الشرطة الألمانية بكارثة: إذ قتل الإرهابيون الرياضيين الإسرائيلين المحتجزين.
صورة من: dapd
مستوطنات في أرض العدو
سياسة الاستيطان الإسرائيلية عامل تسخين دائم للنزاع مع الفلسطينيين. وتتهم سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية إسرائيل بمنع قيام دولة فلسطينية مستقبلية من خلال بناء مزيد من المستوطنات. وحتى الأمم المتحدة تشجب بناء المستوطنات، إلا أن إسرائيل إلى يومنا هذا لا تعبأ بذلك.
صورة من: picture-alliance/newscom/D. Hill
غضب وكراهية وحجارة
في شتاء 1987 احتج الفلسطينيون ضد الحكم الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وتفجرت الاحتجاجات في مدينة غزة وانتقلت بسرعة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية. واستمرت تلك الانتفاضة على مدار سنوات وانتهت بتوقيع اتفاقيات أوسلو في 1993.
صورة من: picture-alliance/AFP/E. Baitel
وأخيراً السلام؟
بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 1993 محادثات سلام. وانتهت هذه المفاوضات بتوقيع "اتفاقية أوسلو" وبالاعتراف المتبادل.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
كرسي فارغ
اغتال طالب حقوق متطرف إسحاق رابين في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1995. نسف الاغتيال عملية السلام وكشف الانقسام السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي؛ فقد زادت الفجوة بين اليهود المعتدلين والمتطرفين، وكذلك بين العلمانيين والأصوليين. الصورة تظهر رئيس الوزراء السابق شيمون بيريس بجانب الكرسي الفارغ لسلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Delay
محاولة قول ما لا يمكن قوله
الإبادة الجماعية بحق اليهود تؤثر إلى يومنا هذا على العلاقات الألمانية الإسرائيلية. وفي شباط/فبراير 2000 كان الرئيس الألماني الأسبق يوهانس راو أول رئيس ألماني يلقي كلمة باللغة الألمانية أمام الكنسيت. طلب راو العفو من أجل صالح الأبناء والأحفاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجدار الإسرائيلي
سياسة الاستيطان الإسرائيلية وراء تسخين المواجهة مع الفلسطينيين. وفي عام 2002 شيدت إسرائيل جداراً يبلغ طوله 107 كيلومتراً في الضفة الغربية. ورغم أن الجدار قلل من أعمال العنف، إلا أنه لم يحل المشاكل السياسية للنزاع المستمر منذ 70 عاماً بين الشعبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/S. Nackstrand
انحناء أمام الموتى
وزير الخارجية الألماني الجديد هايكو ماس يسير بخطى ثابتة على تقليد التقارب الألماني الإسرائيلي. وقادته رحلته الخارجية الأولى كوزير للخارجية إلى إسرائيل. وفي آذار/مارس 2018 وضع ماس إكليلاً من الورود على النصب التذكاري ياد فاشيم إجلالاً لضحايا الهولوكوست.