1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةروسيا الاتحادية

كيف تهدد هجمات روسية السلامة النووية في أوكرانيا وأوروبا؟

١٥ نوفمبر ٢٠٢٥

تستخدم روسيا تكتيكًا جديدًا وخطيرًا من خلال شنها هجمات صاروخية على محطات الطاقة النووية الأوكرانية. يشرح الخبراء لـDW لماذا هذه الهجمات خطيرة للغاية وكيف يمكن مواجهتها.

أوكرانيا - محطة ريفني للطاقة النووية
قصفت روسيا محطات فرعية تزود محطتي خميلنيتسكي وريفني للطاقة النووية بالكهرباءصورة من: The Presidential Office of Ukraine/SvenSimon/picture alliance

أصيب نظام الطاقة الأوكراني بأضرار شديدة في الشتاء الرابع من الحرب الهجومية الروسية الشاملة. والآن يتم اختبار قدرته بمزيد من الهجمات الصاروخية. فقد زادت القوات الروسية قصفها البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، وأصبحت تستهدف بشكل مكثف محطات توليد الطاقة الحرارية ومحطات التزويد بالطاقة الكهربائية ومحطات الطاقة النووية.

قصفت روسيا في هجوم كبير شنته ليلة 8 تشرين الثاني/ نوفمبر المحطات الفرعية التي تزود محطتي خميلنيتسكي وريفني النوويتين بالطاقة الكهربائية. وتحدث وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا عن هجمات مخططة بدقة. أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) عبر شبكة التواصل الاجتماعي إكس X أنَّ محطتي الطاقة النووييتين اضطرتا إلى خفض إنتاجهما من الكهرباء.

لا يمكن ببساطة إيقاف المفاعلات النووية

ووصف هذه الهجمات خبير الطاقة في مركز رازومكوف للأبحاث في كييف فولوديمير أوميلتشينكو بأنَّها "هجمات إرهابية هجينة على محطات الطاقة النووية. وهدفها ليس فقط قطع إمدادات الطاقة الكهربائية في المناطق المتضررة، بل أيضًا تدمير الطاقة النووية، التي تعتبر أساس نظام الطاقة الأوكراني. وما دامت محطات الطاقة النووية الأوكرانية التسع تعمل، فلا يمكن فعل أي شيء يضر بنظام الطاقة لدينا، وسيستمر في العمل. ولهذا السبب اتخذ الروس الخطوة الأخيرة وأصبحوا يقومون بهجمات إرهابية هجينة على محطات الطاقة النووية".

وقال أوميلتشينكو لـDW إنَّ الهجمات الأخيرة على المحطات الفرعية التي تزود محطات الطاقة النووية الأوكرانية بالكهرباء لا تستهدف كثيرًا تعطيل إمدادات الكهرباء للمستهلكين، بل تريد روسيا من خلالها جعل المفاعلات نفسها في وضع حرج. وعندما يتم استهداف محطة تزويد كهرباء، لا يمكن لمحطة الطاقة النووية توصيل الكهرباء إلى الشبكة، ويجب فورًا تحويل وحدة المفاعل إلى التشغيل في حالات الطوارئ. وهذا يشكّل خطرًا على المفاعل، لأنَّ إيقافه بسرعة أمر مستحيل. وكما يؤكد أوميلتشينكو فإنَّ بروتوكولات السلامة لا تحتوي على إجراءات في حالة وقوع هجمات على البنية التحتية الخاصة بمحطة الطاقة النووية، وذلك لأنَّ لا أحد في العالم كان يتوقع حدوث ذلك.

وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا: "روسيا تستهدف السلامة النووية في أوروبا"صورة من: Sergei Gapon/AFP/Getty Images

لقد قامت روسيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 بتعطيل محطة فرعية تزوّد محطة طاقة نووية أوكرانية بالكهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترة قصيرة. وهدف الروس لم يتغير خلال ثلاث سنين: فهم يريدون من جديد إحداث انقطاع في التيار الكهربائي داخل أوكرانيا، ويريدون بالتالي تجزئة شبكة الكهرباء بشكل غير منضبط إلى جزر طاقة معزولة.

ولكن هذه المرة غيّر الجيش الروسي تكتيكه الهجومي قليلًا. ويشير الخبراء إلى أنَّ الهجمات الأخيرة تمت بتركيز أسلحة بشكل كبير على منشأة واحدة. "في البداية يستخدم الروس طائرات شاهد المسيّرة، وثم خمسة إلى سبعة صواريخ باليستية ضد هدف. وتستطيع التحصينات الواقية المبنية من الخرسانة المقاومة لصواريخ كاليبر، ولكنها عاجزة أمام صواريخ كينجال وإسكندر الروسية"، كما حذّرت في حوار مع DW الخبيرة النووية والعضوة السابقة في مجلس إدارة هيئة التفتيش النووية الحكومية، أولها كوشارنا. وأضافت أنَّ الوضع قد تفاقم بسبب التدمير الواسع في محطات الطاقة والمحطات التزويد بالكهرباء وأنظمة شبكات التوصيل.

خطر انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة

"والوضع مختلف تمامًا الآن عن عام 2022، عندما كان من الممكن استعادة عمل شبكة الكهرباء خلال 14 ساعة بفضل زيادة قدرات التوليد ووجود شبكة متفرعة على نطاق واسع"، كما قالت كوشارنا. وأضافت أنَّ "توليد الكهرباء شرق نهر دنيبرو مدمّر كله تقريبًا، بما فيه محطات توليد الطاقة الحرارية زمييف وخاركيف-5 وتشرنيغوف. وتقع محطة فاهليدار الحرارية في منطقة تحتلها روسيا. لقد تضررت محطات الطاقة الكهرومائية والحرارية في جميع أنحاء أوكرانيا، بما فيها محطات دوبروتفير وبورشتين ولاديشين.

روسيا تكثف من القصف على المدن الأوكرانية

01:48

This browser does not support the video element.

وكذلك تقول فيكتوريا فويزيكا، العضوة السابقة في اللجنة البرلمانية المعنية بالطاقة والسلامة النووية وعضوة مجلس إدارة مركز الأبحاث "نحن نبني أوكرانيا"، إنَّ روسيا تستهدف حيثما يمكنها أن تلحق أكبر ضرر طويل المدى بأوكرانيا. وكتبت فويزيكا على فيسبوك: "هذا ما تثبته الهجمات على محطة تريبيليا الحرارية، والتي كانت تهدف إلى قطع إمدادات الكهرباء عن كييف والمنطقة خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية. وكذلك الهجمات على محطة كييف الفرعية لتزويد المفاعل بالكهرباء، والتي لا يمكن بدونها ضمان إمدادات الكهرباء من محطة الطاقة النووية ريفني، المصدر الرئيسي للطاقة في المدينة". وتضيف أنَّ شتاء 2025 / 2026 سيكون أصعب بالنسبة لكييف فيما يتعلق بإمدادات الكهرباء والتدفئة - ليس فقط بالمقارنة مع شتاء 2022 / 2023.

وتدعو أولينا بافلينكو، وهي رئيسة مركز أبحاث مجموعة ديكسي، إلى إجراء مشاورات على أعلى مستوى مع الشركاء الدوليين من أجل تقديم مساعدة لأوكرانيا لتتجاوز فصل الشتاء نظرًا للهجمات الروسية على المنشآت النووية.

إجراءات لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي

وفي الوقت نفسه تدعو أوكرانيا جميع الدول، وخاصة الصين والهند، إلى مطالبة روسيا بوقف هجماتها المتهورة على محطات الطاقة النووية. وفي هذا الصدد قال مؤخرًا وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيا: "الضغط العالمي على موسكو ضروري لإجبارها على وقف ابتزازها النووي". وكذلك يدعو الجانب الأوكراني إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل الرد على "المخاطر غير المقبولة" الناجمة عن الهجمات الروسية على البنية التحتية النووية في أوكرانيا.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي "قلق جدًا" من الهجمات الروسية على محطات فرعية لتزويد محطات الطاقة النووية بالكهرباءصورة من: Joe Klamar/AFP/Getty Images

كما أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عن تحفظه في تصريح جاء فيه أنَّ: "محطات الطاقة الفرعية لها أهمية حاسمة في جهودنا من أجل ضمان السلامة النووية في حالة الحرب. والاستمرار في تدميرها مقلق للغاية في هذا الصدد. وأواصل مناشدتي القوات المسلحة أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس من أجل المحافظة على السلامة النووية وتجنّب الحوادث ذات التبعات الإشعاعية الخطيرة".

وكذلك يدعو بعض الخبراء الدبلوماسيين الأوكرانيين إلى التحذير مباشرة في الخارج من المخاطر الوشيكة التي يمكن أن تشكّلها الحوادث في محطات الطاقة النووية الأوكرانية بسبب الهجمات الروسية. ويقول فولوديمير أوميلتشينكو من مركز رازومكوف للأبحاث في كييف: "يجب علينا الحفاظ على الطاقة النووية بأي ثمن، وتعزيز الدفاعات الجوية فوق محطات تزويد المفاعلات النووية الرئيسية بالكهرباء، وأن نطلب من شركائنا توفير أنظمة دفاع جوي مثل باتريوت لحماية هذه المحطات. هذا ضروري ليس لأوكرانيا وحدها، بل لكل أوروبا، وذلك لأنَّ وقوع حادث نووي ستكون له تأثيرات على أووبا كلها".

أعده للعربية: رائد الباش


 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW