كيف حول المصريون العاصفة الترابية لـ"عاصفة انتخابية"؟
٢٩ مارس ٢٠١٨
كعادة الشعب المصري المعروف بخفة دمه، تناول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي موضوع العاصفة الترابية التي تشهدها مصر حالياً بالكثير من السخرية، خاصة مع تزامنها مع ظهور المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية في مصر.
إعلان
تناول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي موضوع العاصفة الترابية، التي تشهدها مصر حالياً في مناطق متفرقة من البلاد، بالكثير من السخرية وروح الدعابة، خاصة مع تزامنها مع ظهور المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية في مصر، التي أعلنت فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي. فانتشر هاشتاغ #العاصفة_الترابية مصاحباً لهاشتاغ #المؤشرات_الأولية
وسخر بعض مستخدمي "تويتر" من هذه المصادفة معتبرين أن "رياح التغيير" قد هبت. كما ذهب البعض إلى اعتبار العاصفة "فأل سيء على بداية مرحلة السيسي الثانية". فيما اعتبر البعض الآخر السيسي "السبب في هذا العقاب الإلهي".
كما كتب الكثير من المستخدمين أنهم "يحبون تراب مصر لكن مش لدرجة تطفحهولنا" - تطعمه لنا-. وفي إشارة إلى تقارير إعلامية تحدثت عن وجود أسماء متوفين مشاركين في الانتخابات الرئاسية، قال بعض إن هذه العاصفة هي "نتيجة لخروج الأموات من التراب ليشاركوا في الانتخابات." كما سخر البعض وكتب: "الغبار هي نتيجة لعملية دفن مقاطعي الانتخابات الرئاسية".
ورغم أن الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية حذرت من العاصفة الترابية وأكدت أن سرعة الرياح ستصل إلى 21 عقدة وأن الرؤية قد تكون سيئة في بعض المناطق، إلى أن الإعلامي والنائب البرلماني مصطفى بكري - المؤيد للرئيس السيسي - اعتبر أن الأمر "مؤامرة إخوانية"، إذ قال إن "اللجان الإلكترونية للإخوان تنشر ادعاءات كاذبة عن توقع اندلاع عاصفة ترابية"
كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لمؤيدي الرئيس السيسي وهم يرقصون في الشارع مرتدين كمامات، وصاحب هذه الصور الكثير من التعليقات وعلى رأسها "أيها الراقصون تحت التراب"، في إشارة إلى الأغنية الشهيرة للموسيقار محمد عبد الوهاب "أيها الراقدون تحت التراب".
موضوع العاصفة الترابية لم يبق حكراً على السياسة، وإنما كان مادة أيضاً للسخرية بين مشجعي فرق كرة القدم المصرية المعروفة بتنافسها، إذ نشر محبو النادي الأهلي المصري صورة تسخر من فريق الزمالك، واعتبروا أن العاصفة الترابية هي الغبار الموجودة في خزانة كؤوس البطولة التي فاز بها الزمالك، في إشارة إلى عدم فوز الفريق بألقاب منذ مدة طويلة.
كما عبر بعض المصريين عن سأمهم من هذا الجو الكئيب الذي يصادف الأيام الأولى للربيع، وطالب البعض بالربيع "على طريقة سعاد حسني"، في إشارة إلى أغنيتها الشهيرة، التي تحتفي بالربيع المشمس والأخضر.
هذا وشلت العاصفة الترابية حركة المرور بسبب وجود رياح محملة بالأتربة أعاقت الرؤية، ودفعت وزارة الداخلية المصرية بخدمات إضافية وسيارات إغاثة على هذه الطرق والمحاور.
ر.ن/ ي.أ
قادة سياسيون كانوا عرضة للسخرية
عرض الإعلامي الساخر بوميرمان في برنامج "نيو ماغازين رويال" على تلفزيون ZDF فيديو يحتوي على قصيدة، انتقد فيها القيود التي فرضها أردوغان على حرية التعبير في تركيا. لكن هذه الصور الساخرة ليست الأولى من نوعها.
صورة من: ZDF Neo Magazin Royale
أنغيلا ميركل
أثناء المفاوضات الأوروبية المتعلقة بحزمة الإنقاذ لليونان، غالبا ما صورت الصحف اليونانية ميركل وهي ترتدي العلامات النازية. هذا غلاف أحد أعداد المجلة الساخرة "ميستيكي إلادا" في عام 2012، وهو ربما لا يظهر ذلك صراحة، لكنه يصور المستشارة ترتدي الزي العسكري الخاص بالألمان في الحرب العالمية الثانية والنسر على كتفيها. ولم تقم الحكومة الألمانية بأي إجراءات قضائية ضد مثل هذه الصور.
صورة من: picture-alliance/Rolf Haid
دونالد ترامب
دونالد ترامب، السياسي المثير للجدل، وأحد المرشحين الرئاسيين المحتملين عن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، غالبا ما يكون هدفا للرسوم الكرتونية والسخرية. ويبدو أن قطب العقارات ليس منفحتاً لتقبل الانتقادات، فقد نشرت "بوسطن غلوب" يوم الأحد (14 أبريل/نيسان 2016)، في صفحتها الأولى صورة ساخرة لترامب تظهر العالم تحت رئاسته. فعلق ترامب لاحقا إنها قصة "غبية" و"لا قيمة لها".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/The Boston Globe
فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحب استعراض عضلاته في الصور التي ينشرها عن أوقات عطلته. بعد أن سمح للعالم برؤية صورة له أثناء ركوبه الخيل وهو عاري الصدر، أصبحت صورة صدر الرئيس بوتين تستخدم أيضا في استعراضات ساخرة - مثل التي تظهر في هذه الصورة، خلال موكب الكرنفال بمدينة دوسلدورف في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
كيم جونغ أون
الحاكم الشيوعي لكوريا الشمالية لا يستطيع أن يتخيل أن يكون هدفا لمزحة. وبعد الإعلان عن الفيلم الساخر "المقابلة"، الذي يعرض قصة خطة لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي من قبل صحفيين بعد الحصول على فرصة إجراء مقابلة معه، قام قراصنة الكترونيين بمهاجمة استوديوهات شركة "سوني بيكتشرز" المنتجة للفيلم. ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن حكومة كوريا الشمالية تقف وراء هذه الهجمات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Columbia Pictures/Sony
ونستون تشرشل
هناك تقليد طويل من السخرية من كبار الساسة: هذا الرسم الكاريكاتوري البريطاني الذي يعود لعام 1915 يصور ونستون تشرشل، ثم وزير البحرية، على شكل آخيل خلال حرب طروادة، منتقدا فشل قيادته خلال معركة غاليبولي في مضيق الدردنيل.
صورة من: picture-alliance/akg-images
جورج دبليو بوش
كان الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة واحدا من أكثر مصادر الإلهام للكوميديين الساخرين في برامج السهرة. وكثيرا ما كانت رسوم كاريكاتيرية ساخرة تصفه بـ"افتقاده للذكاء". كما عاد الكوميديون مرة أخرى للسخرية منه عندما كشف عن توجهه إلى فن الرسم.
صورة من: Getty Images/M. Tama
ياروسلاف كاتشينسكي
طفت على السطح في موكب الكرنفال في مدينة دوسلدورف هذا العام آثار التوتر الدبلوماسي بين بولندا وألمانيا. الصورة تظهر بولندا وكأنها امرأة تتعرض للتعنيف والدوس بحذاء زعيم حزب القانون والعدالة اليميني، ياروسلاف كاتشينسكي. فعلق وزير الخارجية البولندي أن الصور تظهر "ازدراء للشعب والسياسيين البولنديين."
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بصوته العميق المميز يتعرض بانتظام للسخرية من قبل الكوميديين في البرنامج التلفزيوني الساخر "بلد رائعة"، وهو برنامج أسبوعي من أكثر البرامج شعبية في إسرائيل. ولم يحدث أن استاء نتنياهو من محاكاة البرنامج الساخرة له، بل على العكس من ذلك، "بيبي"، كما يُطلق عليه، كان ضيف شرف على البرنامج في عرض عام 2013.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Guez
آية الله الخميني
تماما مثل بوميرمان، تسبب الفنان الهولندي المولد رودي كاريل، الذي عاش في ألمانيا، بجدل دبلوماسي في عام 1987 بسبب مونتاج صورة لزعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني، تظهر تعرضه للرشق بملابس داخلية خلال زيارة رسمية. ونتيجة لذلك، طرد اثنان من الدبلوماسيين الألمان من طهران.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Wagner
أردوغان وبوميرمان
لا يزال علينا أن نرى إذا كانت قصيدة بوميرمان الاستفزازية لأردوغان ستؤدي إلى أزمة دبلوماسية مرة أخرى، مماثلة لما حصل في عام 1987 مع إيران. شيء واحد مؤكد، هو أنها ليست المرة الأولى التي تؤدي فيها سخرية سياسية إلى توتر بين الدول، وطرق التعامل معها متنوعة تماما كالأساليب السياسية الحاكمة.