ترك المدرب الإسباني بيب غوارديولا بصمته الخاصة على طريقة لعب بايرن ميونيخ. بيد أن شخصيته تختلف عن شخصية خلفه الإيطالي كارلو أنشيلوتي. فكيف سيتعامل المدرب الجديد مع ميراث غوارديولا الذي لازال حاضرا رمزيا في ميونيخ.
إعلان
يثير هدوء أعصاب كارلو أنشيلوتي مدرب بايرن الجديد الانتباه في ألمانيا مقارنة بالمدرب السابق بيب غوارديولا، الشهير بانفعالاته. لقد نشأ أنشيلوتي "57 عاما" في عائلة تتسم بالهدوء فتعلم من والده هذه الخصلة، وقال في حوار مع مجلة "كيكر" في عددها الصادر الخميس 28 أغسطس/ آب 2016 أحيانا يتحتم عليك كمدرب أن تصرخ وأن تظهر انفعالات، "لكني لن أصرخ أبدا في وجه لاعب لأنه أضاع فرصة".
وتابع المدرب الإيطالي "أحيانا أكون منفعلا داخل كابينة تبديل الملابس، لكن لا أصيح طيلة الوقت فمن يصيح طيلة الوقت ستأتي لحظة لن يستمع فيها اللاعبون إليه". وأفاد أنشيلوتي أنه شخص يحاول دائما أن تكون له علاقة جيدة مع الناس، الذين يعمل معهم ويؤكد أنه مقتنع بأن أهم شيء في مهنته هو أن تكون علاقته مع اللاعبين والنادي بأكمله مثل العلاقة داخل الأسرة الواحدة.
"سأبني على ما بدأه غوارديولا"
الفترة التي قضاها بيب غوارديولا في بايرن ميونيخ جعلت من الطبيعي أن يقال في مواطن كثيرة "بيب كان يفعل كذا"، "بيب كان يحبذ كذا"، لكن ترديد اسم غوارديولا شيء لا يزعج أنشيلوتي أبدا: "بيب صديق عزيز بالنسبة لي... والناس تتحدث عنه لأنه واحد من أفضل المدربين في العالم وأن أحترمه كثيرا."
ويؤكد أنشيلوتي أنه لا توجد منافسة بينه وبين غوارديولا عندما يتواجهان كمدربين، "فالناس تأتي إلى الملعب لمشاهدة اللاعبين وليس المدربين، لذلك فالمباراة لا تكون بين أنشيلوتي وغوارديولا وإنما بين بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي."
تقول مجلة "كيكر" إن غوارديولا هو أكثر المدربين فوزا بالألقاب مع بايرن ميونيخ، ويعترف أنشيلوتي بأن غوارديولا قام بعمل رائع في بايرن ميونيخ طيلة السنوات الثلاثة الماضية، "سأركز على مواصلة العمل الذي بدأه غوارديولا.. سأحاول الوصول بلاعبي إلى مستوى رائع وأوصل لهم أفكاري عن كرة القدم ثم نرى ماذا سيحدث."
لكن "المدرب الإنسان" كما يصفه كثيرون يعرف أن الحكم عليه سيكون من خلال النتائج لذلك من المهم الفوز، حسب قوله. لكن يمكنك أن تفوز فقط عندما تلعب كرة قدم جميلة، عندما تكون منظما جيدا ولديك روح فريق جيدة. بالحظ فقط لا يمكنك أن تفوز دائما، رغم أن الحظ جزء مهم، حسب ما صرح به أنشيلوتي.
لن تكون هناك ثورة في طريقة لعب بايرن، فما تعلمه اللاعبون من غوارديولا "شيء جيد"، لكن سيكون هناك "اللعب للأمام أكثر ما أمكن". ويؤكد المدرب صاحب الإنجازات الكبيرة مع أندية أوروبا الكبرى "كل مدرب لديه بعض الأفكار وطبعا سأحاول إدخال شيئ ما حتى نكون أفضل، لكن فقط عندما يقتنع اللاعبون بأن تلك التغييرات البسيطة ستساعدهم ليكونوا أفضل، سيصبحون أفضل."
"لدينا لاعبون رائعون"
ويرى أنشيلوتي أن الفيصل ليس في امتلاك الكرة، وإنما في اللعب الهجومي وأن إذا لم يكن لديك لاعبون جيدون من الناحية الفنية، فلن تستطيع امتلاك الكرة وعليك أن تفكر في شيء آخر. وقال لمجلة "كيكر" :"لدينا لاعبون كثيرون جيدون من الناحية الفنية، لذلك لن يكون هناك تغيير كبير مقارنة بالسنوات الماضية. اللاعبون هنا لديهم المستوى الجيد، والخبرة في امتلاك الكرة والسيطرة على مجريات المباراة."
وكان غوارديولا يشرك أكثر من لاعب في أكثر من مركز مثلما كان يفعل مع فيليب لام ودافيد ألابا ويفضل أنشيلوتي الاستفادة من هؤلاء اللاعبين في المكان الذي يحتاجه مثل أن يلعب لام في جهة اليمين في خط الوسط أو أن يلعب مدافعا أيمن. ويؤكد أنشيلوتي أنه لا توجد لديه قائمة باللاعبين الأحد عشر المفضلين "لدي 20 لاعبا يمكنهم اللعب في أي نادي في أوروبا لكن مع الأسف لا يمكن أن أرسل إلى الملعب منهم سوى 11 لاعبا فقط.
ويقول مدرب بايرن الجديد إن ميونيخ يملك لاعبين يمثلون قدوة لزملائهم وهم إثراء للفريق وذكر منهم لام ونوير وليفاندوفسكي وألونسو وفيدال وتوماس مولر وبواتينغ.
غوارديولا أحضر لاعبين من بلده إلى بايرن مثل ألونسو، وتياغو وغيرهما، ربما لطبع الفريق بالأسلوب الإسباني، لكن أنشيلوتي لن يستعمل الأسلوب الإيطالي فقد قال لكيكر "لأكن صادقا، أنا لا أعرف ما هو أسلوب اللعب الإيطالي.!"
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.