1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف سيكون موقف ألمانيا إذا اندلعت حرب بين إيران وإسرائيل؟

٣ أبريل ٢٠١٢

هددت إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد المفاعلات النووية الإيرانية. وقد حذرت الحكومة الألمانية من هذه الضربة. لكن هل بإمكان ألمانيا التخلي عن صديقتها إسرائيل واتخاذ موقف محايد في حالة نشوب حرب بين إسرائيل وإيران؟

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu talks during a session of the Knesset, Israel's Parliament, in Jerusalem, Wednesday, Nov. 2, 2011. Earlier this week, Netanyahu expressed new concerns about Iran's nuclear program. And Israeli leaders have recently held a series of discussions on possible pre-emptive military action against Iran, though no decisions are believed to have been made. (Foto:Tara Todras-Whitehill/AP/dapd)
Israel Premierminister Benjamin Netanjahu Flash-Galerieصورة من: dapd

حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي جاد ليئور، مدير مكتب صحيفة يديعوت أحرونوت في القدس، والتي تعتبر من أكبر الصحف في إسرائيل، فإن لدى إسرائيل القليل من الأصدقاء الجيدين، وألمانيا هي إحدى هذه الدول الصديقة. جاد ليئور أشار أيضا من جانبه إلى أن "للصداقة التزامات متبادلة، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تدرك ذلك".

المستشارة ميركل أكدت في كلمتها قبل أربعة أعوام أمام الحكومة الإسرائيلية على الالتزام والمسؤولية التاريخية لألمانيا تجاه إسرائيل. حق الوجود لدولة إسرائيل يمثل أيضا بالنسبة للمستشارة ميركل جزءا من المصلحة الوطنية الألمانية. الصحفي الإسرائيلي جاد ليئور أضاف بأن "الإسرائيليين يدركون أنه يمكنهم الاعتماد على الألمان، وفي حالة إعلان حرب مع إيران فان الإسرائيليين متأكدين من وقوف الحكومة الألمانية إلى جانب إسرائيل".

ألمانيا لا تملك نفوذا سياسيا كبيرا في المنطقة

ورغم ذلك فإن الساسة الألمان حذروا من القيام بضربة عسكرية ضد المواقع العسكرية الإيرانية. وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير صرح في منتصف شهر آذار/ مارس الماضي وأثناء زيارة نظيره الإسرائيلي إيهود باراك لبرلين، بأن المناقشات تدور حول مفاوضات صارمة وعقوبات شديدة ضد إيران. وأضاف الوزير الألماني بأن "التصعيد العسكري قد يقود إلى مخاطر غير محسوبة".

المستشارة ميركل أكدت في كلمتها قبل أربعة أعوام على الالتزام والمسؤولية التاريخية لألمانيا تجاه الدولة العبريةصورة من: AP

ورغم ذلك، لا تجد التحذيرات الألمانية من توجيه ضربة عسكرية ضد إيران أذانا صاغية في إسرائيل. السفير الإسرائيلي الأسبق في ألمانيا آفي بريمور وصف ألمانيا بأنها أقرب أصدقاء إسرائيل بعد الولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه أعرب عن ضعف الموقف الألماني بما يخص الأوضاع في الشرق الأوسط. الدبلوماسي الإسرائيلي نوه أيضا إلى أن مواقف بلده السياسية لا تتأثر بالمواقف السياسية الصادرة من ألمانيا أو من أوروبا. وأن " ما يهم إسرائيل هو فقط موقف الولايات المتحدة. ولذلك فإن إسرائيل سوف لن تقوم بأي عملية عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية دون أخذ الموافقة من الجانب الأمريكي".

إسرائيل تنتظر دعما من ألمانيا في مواجهة إيران

كما أشار آفي بريمور إلى أن الإسرائيليين ينتظرون دعما كبيرا من ألمانيا، وذلك على الرغم من ضعف التأثير الألماني على الأوضاع في الشرق الأوسط. هذا الدعم الألماني لإسرائيل سيكون حسب رأيه من خلال "زيادة الضغوط الألمانية على إيران ومن خلال تطبيق عقوبات صارمة تجبر إيران على الركوع فعلا إلى المطالب الدولية. إضافة إلى ذلك، ورغم أن لا أحد يتكلم بوضوح عن هذا الموضوع، فان ألمانيا ستدعم الموقف الإسرائيلي في حالة امتناعها عن التنديد بضربات عسكرية إسرائيلية محتملة لإيران". أما الصحفي الإسرائيلي جاد ليئور فيعتقد أن " ألمانيا لا يمكنها الوقوف موقف المحايد. وعلى المستشارة ميركل أن تفي بتعهداتها السابقة والتي قطعتها أمام البرلمان الإسرائيلي في وقت سابق".

ألمانيا يمكنها على سبيل المثال حماية المدنيين الإسرائيليين من هجمات الصواريخ الإيرانية المحتملة. ففي حرب الخليج الأولى في سنة 1991 وبعد قصف نظام صدام حسين إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى، قامت ألمانيا بنصب بطاريات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ والطائرات في إسرائيل لحماية المدنيين من الصواريخ المعادية. ألمانيا تزود حاليا إسرائيل بنوعيات مختلفة من الأسلحة، كالغواصات النووية. وفي شهر آذار/ مارس الماضي تسربت أنباء عن عقد صفقة في ألمانيا لتزويد إسرائيل بغواصة نووية سادسة. ألأنباء تحدثت أيضا عن أن الحكومة الألمانية ستتحمل ثلث سعر هذه الغواصة.

قادة إيران أصروا على بناء المفاعلات النووية رغم تحذيرات الرأي العام العالمي لهمصورة من: picture-alliance/dpa

الخبراء في شؤون الأسلحة ذكروا بأن هذه الغواصة يمكن تزويدها بصواريخ متوسطة المدى حاملة لرؤوس نووية. ويُعتقد أن إسرائيل تمتلك مثل هذه الأسلحة النووية، على الرغم من أنها تنفي ذلك رسميا. وفي خضم صراع التهديد باستعمال القوة من جهة وخطر إعلان الحرب من جهة أخرى تغلي منطقة الشرق الأوسط بانتظار شرارة اندلاع حرب جديدة لا تحمد عقباها على الجميع. الدبلوماسي الإسرائيلي آفي بريمور توقع أن الولايات المتحدة لن تعطي الضوء الأخضر لأي عمليات عسكرية إسرائيلية ضد إيران بسبب انتخابات الرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

الكثير من الإسرائيليين متشككون أيضا من جدوى ضربة عسكرية استباقية ضد المواقع النووية الإيرانية. آفي بريمور أوضح أيضا إلى أن التهديدات الإسرائيلية هي محاولة فقط من إسرائيل لحث الأوروبيين والولايات المتحدة على إيجاد حل للازمة النووية الإيرانية.

الصحفي الإسرائيلي جاد ليئور قلل من جانبه من مخاطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة ووصف تصريحات الساسة الإسرائيليين بأنها "مجرد تهديدات، لأن الحرب وفي حال اندلاعها ستجلب فقط الخسائر للبلدين". وطالب ليئور بدلا عن ذلك بدعم المعارضة الإيرانية من اجل إسقاط نظام الحكم وإقامة نظام ديمقراطي في إيران. وأشار إلى أن "المشكلة لا تكمن في امتلاك الأسلحة النووية من عدمه وإنما تكمن المشكلة في مَن يمتلك هذه الأسلحة. لأنه في حال امتلاك دولة ذات نظام ديمقراطي أو على الأقل دولة منفتحة على الغرب لأسلحة نووية، فأن هذه الأسلحة سوف لن تشكل تهديدا على المنطقة".

نيلز ناومان/ زمن البدري

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW