1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف عالجت السينما الثورات العربية؟

١٢ نوفمبر ٢٠١١

هبت رياح الثورات العربية لتغير نبض الحياة اليومية في البلدان العربية وأيضاً مشهدها الفني والسينمائي. برنامج شباب توك تناول كيفية معالجة السينما لـ"لربيع العربي" وهل سيتغير المشهد السينمائي في العالم العربي؟

هل زال الوقت مبكرا لعمل أفلام عن الربيع العربيصورة من: ALFILM

رغم أن الثورات العربية مازالت تتفاعل، إلا أن أثرها كان واضحاً على الأفلام السينمائية، وبدأت الأعمال الفنية التي تتحدث عن الثورات في الخروج للنور سواء الروائية منها أم الوثائقية. فيلم " 18 يوم" المصري الذي يتحدث عن فترة الثورة مثلاً، شارك في مهرجان كان السينمائي في مايو/أيار الماضي، وشارك هذا الأسبوع في مهرجان الفيلم العربي في برلين.

إلا أن المخرجة المصرية هالة جلال، إحدى مؤسسي مشروع "سيمات" للسينما المستقلة انتقدت هذا الفيلم بشكل خاص، لأن تنفيذه تم "بشكل سريع جداً لا يسمح بصناعة فيلم جيد" في رأيها من ناحية، ولأن كثيراً من صناع الفيلم كانوا "من المقربين من النظام وتورطوا في سب الشهداء والثوار واتهامهم بالعمالة" من ناحية أخرى، ما يفقدهم المصداقية عند القيام بمثل هذا العمل.

مشهد من فيلم "18 يوما" يوضح مظاهرات في ميدان التحرير في القاهرةصورة من: ALFILM

وقالت المخرجة الشابة في برنامج شباب توك على قناة دويتشه فيله عربية إنه من المبكر صناعة عملاً روائياً الآن عن الثورة المصرية وكل الثورات العربية "لأن الثورة لم تنته بعد ولم نستوعبها ولم نهضمها حتى نسطيع التعليق عليها نهائياً"، على العكس من ذلك ترى جلال أن الأفلام الوثائقية مناسبة أكثر في هذا التوقيت لأنها وسيلة لحفظ الذاكرة ولأنها "تجعل من رجل الشارع بطلاً وتتعاطف مع المهمشين".

"من عاش الثورة بنفسه لن يرضى بمشاهدة من يقلده من الممثلين"

ويتفق كثير من مستخدمي صفحتنا على الفيسبوك مع رأي هالة جلال، حيث يرى كاديروويست أنه من المبكر جداً إنتاج هذه الأفلام لأن نتائج الثورات لم تتضح بعد، وترى باسنت عفيفي أن "الأوضاع يجب أن تستتب وتستقر أولاً في البلدان التي قامت بها الثورات قبل صناعة هذه الأفلام" وبالنسبة لميمو داليما فالسبب في رفض صناعة هذه الأفلام مختلف، لأنه يرى أن "من عاش الثورة ودافع عن وطنه بنفسه لن يرضى أن يشاهد ممثلاً يمثل ما فعله، ولن يشعر بالفيلم". ويضيف: "تخيل أنك قمت بشيء عظيم ثم يأتي أحد ليقلدك، فلن تعيره اهتماماً لأنك قمت بالأمر قبله"، وهو لذلك يفضل الأفلام الوثائقية للتعبير عن مثل هذه الأحداث.

بينما يرى الحسن ايفرغان أن الأمر يتوقف على طبيعة العمل والهدف منه، فإذا كان يهتم بالوصف ورصد حالة الثورة زمنياً فذلك ممكن، أما إذا كان العمل يريد أن يتجاوزه إلى استشراف المستقبل الذي لم يظهر حتى الآن، فذلك مبكر جداً طبعاً.

ويختلف عبد المنعم بونار مع هذه الآراء قائلا إن "أفلام الثورات تكون أكثر جمالاً وواقعية كلما أنتجت مبكراً وفي خضم الثورات". ويذكر بونار بالفيلم الذي أنتجته الجزائر مع إيطاليا عن معركة الجزائر وحصد جوائز ونال الإعجاب. كذلك يرى محمود خضر أن إنتاج مثل هذه الأفلام ضروري الآن "لنظهر للعالم ما قمنا به". كذلك يرى علي القيسي أنه "يجب الإسراع في إنتاج الأفلام عن الثورات العربية وتضمينها إرشادات ونصائح لإنجاح الثورة".

"السينما المستقلة أثرت في الثورة المصرية وتأثرت بها"

من ناحية أخرى تعتقد هالة جلال، وهي من المؤسسين لمشروع سيمات للسينما المستقلة، أن الثورة باب للحرية فتح للمستقلين وفتحه المستقلون في مجال السينما وفي مجالات التعبير الأخرى. وتضيف قائلة إن المستقلين بذلوا جهداً لأكثر من عشرين عاماً في مصر والدول العربية للتعبير عن رأيهم بحرية، "فكانت الثورة هي النتيجة والفرصة لتستمر الحرية، لأن الحرية بلا سقف". وتعتقد المخرجة الشابة أن التأثير الكبير للسينما نابع من كونها تخاطب الوجدان ولذلك فهي تؤثر بطريقة مختلفة عن الخطاب السياسي والاجتماعي. وترى أن السينمائيين المستقلين أفادوا الثورة، واستفادوا منها لأن الفنان كان في السابق مضطراً إما أن يعمل مع السلطة أو أن يختار الصمت أو المنفى أو الدهاء في تقديم أعماله، بينما الاختيارات الآن أوسع والمجال مفتوح للتعبير بحرية.

إلى أي حد عسكت السينما العربية حقيقة الأوضاع؟صورة من: Filminitiativ Köln e.V.

ترى هالة جلال أن السينمائي المستقل كان وحيداً لأنه لم يكن يلقى دعماً لا من السلطة ولا من المجتمع الذي كان يتهمه بالعمالة لو قبل تمويلاً من مؤسسة خارجية. ورغم أن الوضع لم يتغير كثيراً في رأيها، إلا أن هناك فرصة للتغيير، بسبب هامش الحرية الذي أصبح المخرج يتمتع بها وبسبب رفض الجمهور للأفلام غير الواقعية "لأنه مهموم بحاضره ومستقبله الآن بعد الثورة".

وترى المخرجة المصرية أن الكتاب والمخرجين أصبحوا قادرين على تناول أي فكرة وأي موضوع، ورغم عدم ثقتها في المنتجين الذين يبحثون بالدرجة الأولى على الربح ويتقربون لذلك من السلطة أو يداعبون غرائز المشاهد على حد قولها، إلا أنها ترى المخرج في التقنيات الحديثة التي جعلت أدوات التصوير والمونتاج أرخص سعراً ما يتيح الفرصة لكثير من السينمائيين المستقلين لتنفيذ أفكارهم. من ناحية أخرى، تجد جلال في الانترنت باباً لتحدي الرقابة ولتحدي شروط المنتجين.

"السينما الألمانية بحاجة إلى ثورة"

ورغم الحرية الكبيرة التي تتمتع بها السينما الألمانية في التعبير عن الموضوعات المختلفة إلا أنها لا تسلم من مشكلة التمويل أيضاً، ولذلك يعتبر المخرج والممثل الألماني أكسل رانش الحاصل على جائزة المخرجين الشباب الألمان أن "السينما الألمانية بحاجة إلى ثورة". ويقول رانش في برنامج شباب توك إن الفيلم الألماني مرتبط بشكل كبير بالتلفزيون، ما يجعل المنتجون يتساءلون عن فرص نجاح الفيلم ونسب مشاهدته قبل التساؤل عن موضوعه، لذلك فهو يرى أن تمويل الأفلام السينمائية من قبل الإذاعات التلفزية يعد مشكلة كبيرة. ويرى المخرج الألماني الشاب من خبرته الشخصية أن شركات الإنتاج تريد توفير المال وتضع شروط متعددة وتطلب تغييرات كبيرة في النص، ما يجعله في نهاية الأمر نصاً مختلفاً عما أراد الكاتب والمخرج إنتاجه. كما أنه يرى أن هذا التوجه جعل معظم الأفلام أفلاما ترفيهية للتسلية ولم تعد فناً ينتقد المجتمع ويساعد في تنميته.

ألم تكن أحداث الربيع العربي أشبه بفيلم واقعي غير مكتوب السيناريو؟صورة من: Goethe-Institut

ويوافق المخرج السعودي المقيم في برلين مجتبى السعيد على هذا الرأي مضيفا أن المنتج أصبح رقيباً أيضاً، ولذلك فقد اختار أن ينتج فيلمه بنفسه. كما يرى أنه "لم يعد هناك خط أحمر لإنتاج الأفلام لأن منفذ الانترنت واليوتيوب فتح الباب لكل شيء"، لكنه يرى أن الرقابة يجب أن تكون رقابة ذاتية.

"المجتمع السعودي يحتاج لكسر حاجز الخوف"

وبينما تعاني السينما المصرية والألمانية من مشاكل الإنتاج وتحكم المنتجين في الأسواق، تعاني السينما السعودية من مشكلة مختلفة، "فالسينما كثقافة ليست موجودة في السعودية وهذا يحتاج إلى تعب وجهد كبير من جانب الشباب العاملين في السينما" على حد مجتبى سعيد. ورغم وجود صانعي سينما سعوديين إلا أن صناعة السينما ليست موجودة في السعودية لأن صناعة الفيلم تتطلب معاهد ومخرجين ومصورين.

لكن الفنان السعودي الشاب يعتقد أن حاجز الخوف لدى الجمهور السعودي من السينما بدأ يتبدد على أيدي الفنانين الشباب، ويوضح قائلاً إن "المشاهد السعودي ليس غبياً وهو متابع جيد للأفلام العالمية، وأن الشباب السعودي صنع أفلام قادرة أن تثبت أنه جدير بالمنافسة، كما أنه ساعد في إزالة الفكرة المنتشرة أن السينما مكان الفساد لأنه احترم عقلية المشاهد وثقافته واحترم أنه جمهور محافظ، وبالتالي استخدم أدواته السينمائية محترماً هذه الثقافة". يتمنى مجتبى سعيد العودة إلى السعودية "ليشارك لشعب همومه"

سمر كرم

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW