كيف علقت وزيرة الخارجية الألمانية على مقتل زعيم حزب الله؟
٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤
في تصريحات فُهمت على أنها انتقاد واضح لإسرائيل، وزيرة الخارجية الألمانية تحذر من "انزلاق المنطقة بأسرها إلى دوامة من العنف" عقب مقتل الأمين العام لحزب الله، وانتقادات لها من الحزب الديمقراطي الحر الشريك في حكومة شولتس.
إعلان
بعد الإعلان عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من الأصوات السياسية الألمانية القليلة التي علقت على هذا التطور. وقد وصفت الوضع بـ "الخطير للغاية" وهو "يهدد بزعزعة استقرار لبنان بالكامل"، لتتابع: "وهذا ليس في مصلحة أمن إسرائيل بأي شكل من الأشكال".
وواصلت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر في برنامج حواري بالقناة الأولى من التلفزيون الألماني "ايه آر دي"، محذرة أنه "لهذا السبب، طالبت ألمانيا أول أمس الخميس في نيويورك، بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا والعديد من الدول العربية، بوقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في الشرق الأوسط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي في الصراع"، تقول بيربوك، "لكن ما حدث هو العكس".
حزب الله وإسرائيل ... استعداد لتوغل بري إسرائيلي بجنوب لبنان
01:52
وشددت بيربوك في ذات الوقت على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وقالت إن "حق الدفاع عن النفس يسري هنا أيضا في الوضع الذي يهاجم فيه إرهابيون إسرائيل. هذا يعني أنه يسمح بتدمير أهداف الهجمات الإرهابية". لكنها تابعت أيضا إلى أن "الآن مع الأنباء الأخيرة، يجب أن نقول بوضوح: المنطق العسكري المتعلق بتدمير إرهابيي حزب الله، شيء، ولكن منطق الأمن هو شيء آخر".
انتقادات لبيربوك
وفهمت تصريحات بيبروك على أنها انتقادات واضحة لإسرائيل. وهو ما علّق عليه الخبير في شؤون السياسة الخارجية في الحزب الديمقراطي الحر، مولر روزنتريت عبر موقع إكس، قائلا: "إذا قمت بالقضاء على زعيم أحد أكبر أعدائك، المسؤول عن الهجمات الصاروخية شبه اليومية على إسرائيل، فإن ذلك يصب في مصلحة أمن إسرائيل حتى ولو كانت كبيرة جدًا".
وفي ظل هذه التطورات، رفعت ألمانيا درجات التأهب في ثلاث بلدان وفقاً لبيان للخارجية الألمانية، الذي كشف على أن خلية أزمة اجتمعت السبت (28 سبتمبر/ أيلول 2024)، لبحث "الوضع المتوتر للغاية في لبنان والمنطقة على نطاق أوسع بعد الهجمات الأخيرة" وقررت "رفع مستوى الأزمة للبعثات في بيروت ورام الله وتل أبيب".
كما قررت الخارجية الألمانية إجلاء عائلات دبلوماسييها وتقليص عدد الموظفين في بعثاتها في إسرائيل ولبنان والضفة الغربية. وأوضح البيان أن ذلك يعني "عمليا أن عائلات العاملين هناك سيغادرون ويسافرون إلى مكان آمن في المنطقة أو إلى ألمانيا".
في ذات الوقت تعهدت الخارجية الألمانية بأن الإجراءات المقررة أخذت "مع الحرص على ضمان قدرة البعثات على تنفيذ كل مهامها".
و.ب/م.س (د ب أ، مواقع)
آلاف النازحين .. وجه آخر للحرب بين حزب الله وإسرائيل
الغارات الإسرائيلية الكثيفة على عدة مناطق في لبنان، واستمرار إطلاق حزب الله صواريخه في اتجاه شمال إسرائيل، خلق حالة إنسانية صعبة على الجانبين، خصوصا الجانب اللبناني الذي شهد حصيلة خسائر بشرية ثقيلة.
صورة من: FADEL ITANI/AFP
غارات إسرائيلية غير مسبوقة منذ سنوات
موجة عنف واسعة بين حزب الله وإسرائيل، وحصيلة الخسائر البشرية في لبنان ثقيلة، إذ قُتل المئات في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه، خلال يوم واحد، فضلا عن جرح 1800 على الأقل، وفق ما أكده وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، لافتاً أن غالبيتهم "من العزل الآمنين". هذه الحصيلة في لبنان هي الأسوأ منذ حرب 2006 بين الجانبين، خصوصا لشدة الغارات.
صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
زحمة سير خانقة
تسببت الغارات العنيفة بموجة نزوح لدى سكان المناطق المستهدفة ومحيطها بجنوب لبنان، وكشفت فرانس برس عن وقوع تدفق كبير للسيارات باتجاه بيروت منذ بدء القصف الشديد، فضلاً عن اكتظاظ الطرق بمئات السيارات وعشرات الحافلات، خصوصا بعد اتساع رقعة القصف إلى قرى وبلدات لم تكن ضمن دائرة الحرب في الأشهر السابقة. وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) وقوع "زحمة سير خانقة" في الطريق السريع" الذي يربط الجنوب ببيروت.
صورة من: Mohammad Zaatari/AP/picture alliance
عدد النازحين يزداد باستمرار
أكدت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في جنيف أن الغارات أجبرت "عشرات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم في لبنان"، وأن "عددهم يزداد باستمرار". بينما ذكرت مصادر أخرى أنه تم استحداث مراكز إيواء في بعض المناطق التي لم يصلها القصف، بينما لا يزال نازحون آخرون "ينتظرون في الشارع" حسب ما أكده مسؤول في وحدة إدارة الكوراث في مدينة صور.
صورة من: FADEL ITANI/AFP
ضغوط على حزب الله؟
صرّح مصدر حكومي لبناني لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" أنّ "إسرائيل تحاول خلق أزمة نزوح للبنان لزيادة الضغط على حزب الله". بينما في الجانب الآخر، تعمل منظمات تابعة لحزب الله، الذي تصنفه عدة دول عديدة أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية، على إجلاء النازحين، وتوجيههم إلى مدارس في صيدا وبيروت، أو مناطق مؤمنة في قرى جبيل والشمال.
صورة من: FADEL ITANI /AFP
فرار إلى دول مجاورة
بسبب الوضع الأمني الملتبس في لبنان حاليا، اختارت عائلات الفرار إلى سوريا، في هجرة قسرية عكس ما كان عليه الحال في سنوات الحرب السورية. وذكرت مصادر في مكاتب سفر لصحيفة الشرق الأوسط وقوع زيادة ملحوظة في معدلات سفر عائلات لبنانية وكذلك عراقية من لبنان إلى سوريا. وإذا كان الوضع الأمني سببا رئيسيا، فهناك أسباب أخرى منها ارتفاع الإيجارات في لبنان.
صورة من: Mohammed Zaatari/AP Photo/picture alliance
بلدات خالية من الشكان
بلدات كثيرة في شمال إسرائيل خالية من سكانها الذين نزحوا مع بدء تبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، منذ حوالي عام كامل. يشكو هؤلاء السكان من بقائهم بعيدين عن منازلهم، حيث يعيش عدد منهم في فنادق، وقال بعضهم إن الحكومة تخلت عنهم وفق ما نقلته فرانس برس. يقول الجيش الإسرائيلي إنه من أهداف الغارات هو إعادة 60 ألفا من سكان الشمال إلى منازلهم.
صورة من: Gil Nechushtan/AP Photo/picture alliance
الملاجئ فرار من الصواريخ
وقد اضطر مئات الآلاف من الإسرائيليين في الشمال للاحتماء بالملاجئ، ومن ذلك سكان في مدينة حيفا. وبدت شوارع المدينة مهجورة تزامنًا مع إطلاق حزب الله رشقات صاروخية، هي الأطول مدى منذ اندلاع الحرب بينه وبين إسرائيل. وذكرت مصادر إسرائيلية أن عدد من احتموا بالملاجئ يصل إلى مليون. ع.ا (د ب أ، فرانس برس)