كيف وصلت محتويات ملايين حقائب السفر المفقودة لمتجر أمريكي؟
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
في قصة طريفة للكشف عن الكنوز المخفية في متجر مترامي الأطراف بالولايات المتحدة، يمكنك أن تجد محتويات ملايين من حقائب السفر المفقودة التي لم يعثر عليها أصحابها. فكيف وصلت تلك الحقائب إلى هناك؟
إعلان
على مساحة 50 ألف قدم مربع في متجر فريد من نوعه بولاية ألاباما الأمريكية، تمتد صفوف طويلة من الملابس والأحذية وقطع المجوهرات والكتب والإلكترونيات وغيرها من محتويات حقائب السفر المفقودة.
ففي الولايات المتحدة عندما لا تنجح شركات الطيران في إرجاع الحقائب المفقودة لأصحابها، تقوم ببيعها إلى شركة تعرف باسم Unclaimed Baggage. وتتمثل مهمة تلك الشركة في تحديد مصير الحقائب ومحتوياتها إما بالتخلص منها أو التبرع بها للجمعيات الخيرية أو بيعها بأسعار مخفضة، وفقًا لموقع سي إن إن.
وفي عام 1970، قرر الأمريكي دويل أوينز فتح متجر لبيع محتويات الحقائب المفقودةالتي لم تصل لأصحابها، بعد أن أخبره صديق يعمل في خدمة حافلات أن لديه جبالًا من الأمتعة المفقودة التي لا يعرف ماذا يفعل بها.
وليبدأ مشروعه، اقترض أوينز 300 دولار وشاحنة صغيرة توجه بها إلى واشنطن لجمع الأغراض. ثم وضع أوينز إعلانات في إحدى الصحف للإعلان عن بيع أغراض لم يُستدل على أصحابها، لتستجيب أعداد كبيرة من الناس ويحقق أوينز أرباحًا منتظمة.
وبعد 25 عامًا، اشترى الابن المتجر من والديه ليستكمل العمل من بعده. وعلى الرغم من أن المتجر يتلقى حقائب التي لم يطالب بها أحد من القطارات والحافلات، يظل المصدر الرئيسي لمخزون المتجر هو الأمتعة المفقودة أثناء السفر الجوي.
ووصل متوسط عدد الحقائب المفقودة العام الماضي 2023 في الولايات المتحدة خلال رحلات الطيران نحو 7 حقيبة لكل 1000 راكب، وفقاً لشركة SITA المتخصصة في خدمات وتكنولوجيا الطيران.
وتعتبر الشركة ذلك المعدل ”رقمًا منخفضًا للغاية" حيث انخفض عدد الحقائب المفقودة أو المتأخرة بشكل كبير عالميًا في العقد الماضي بفضل الحلول التكنولوجية الحديثة، بحسب موقع إير لاين راتينجز لتقييم شركات الطيران.
وتبيع شركات الطيران عادة الحقائب التي لا يُستدل على أصحابها، خاصة الحقائب التي لا تحتوي على معلومات تعريفية، بعد أن تعوض الشركات أصحابها ماديًا.
كما تقوم المطارات نفسها بتخزين الأمتعة غير المطالب بها لمدة تصل لنحو 90 يومًا قبل التخلص منها. وعادة يتم بيعها بمزادات علنية ويذهب العائد إلى الأعمال الخيرية، وفقًا لموقع كوسموبوليتان.
د.ب.
"العمة جو"ـ إحالة الطائرة الأسطورة على التقاعد
تعد الطائرة من طراز جو. 52 أسطورة الطيران. في عام 2016، احتفلت "العمة جو"، كما يُطلق عليها بعيد ميلادها الثمانين، وكانت لا تزال في أفضل حالاتها. لكن إبقائها في الخدمة يكلف شركة لوفتهانزا الكثير، لهذا أوقفتها عن الخدمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
تشغيل "مكلف"
سوف يفتقد الكثيرون دويها وهي محلقة في السماء. حتى يومنا هذا، كانت لا تزال بعض النسخ من الطائرة الأسطورية جو. 52 في الخدمة– أو تُستخدم أيضاً لأغراض إعلانية. لكن هذا لن يستمر بعد الآن، لأن الشركة أوقفت رحلاتها. والسبب كما جاء في البيان التالي: "استمرار تشغيل الطائرة يكلف أموالاً كثيرة، دون تحقيق أرباح".
صورة من: DW / Nelioubin
"الأب" المصمم
كان فرانكه إيرنست زيندل، الذي ولد عام 1897، يترأس قسم التطوير في شركة Junkers Flugzeugwerke AG المتخصصة في صناعة الطائرات في مدينة ديساو الواقعة اليوم في ولاية سكسونيا-أنهالت. صمم زيندل طائرة جو. 52 في البداية بمحرك واحد، وفي وقت لاحق أصبحت الطائرة بثلاث محركات. زيندل، الرياضي المتحمس، درس بناء السفن في برلين بعد الحرب العالمية الأولى، و أصبح بعد ذلك مهندس طائرات ناجح.
صورة من: picture alliance/IMAGNO/Votava
في خدمة "الفوهرر"
كانت الطائرة جو. 52 في البداية طائرة مدنية ناجحة للغاية. قام أدولف هتلر، المدعوم بسخاء من أنصاره الأثرياء، باستخدام الطائرة جو بحملاته الانتخابية - وهو شيء لم يكن معهوداً حتى ذلك الحين. وعرض المخرج السينمائي ليني ريفنشتال مقاطع الحملات الانتخابية تلك، ما ساعد في تقديم صورة "الفوهرر" والطائرة إلى جمهور واسع.
صورة من: DW/Maksim Nelioubin
علاقة "عاطفية"
كانت الطائرات المدنية تُصمم بذوق رفيع، من خلال المقاعد الجلدية الواسعة مع تخصيص مساحة كبيرة للأرجل. وكان الطيران آنذاك مقتصراً على النخبة، إذ لا يستطع سوى عدد قليل فقط تحمل تكاليفه. ومنذ عام 1939 بدأ نقل الجنود إلى الجبهة عن طريق الطائرة جو. كما تم من خلالها أيضاً إعادة العديد من الجنود الجرحى إلى بلادهم أو نقلهم إلى المستشفيات العسكرية. ما خلق نوعاً من التعلق العاطفي لدى الكثيرين بـ "العمة جو".
صورة من: DW/Maksim Nelioubin
الطيران اليدوي
نظرة واحدة إلى داخل قمرة القيادة، تكشف أن طريقة قيادة طائرة جو. 52 مختلفة بشكل كلي عن القيادة الإلكترونية لطائرة نفاثة مثلاً في وقتنا الحالي. خريطة ورقية للملاحة معلقة على عجلة القيادة؟ هذا المنظر وحده كفيل بكسب تعاطف طيار إيرباص أو إثارة سخريته منه. القيادة كانت عملًا شاقًا – لأنها بدون هيدروليك.
صورة من: DW/Maksim Nelioubin
الحب والتفاني
"تشغيل محركات جو.52 هو أمر ممتع بشكل لا يصدق"، هذا ما قاله أحد الطيارين عن الطائرة جو خلال الاحتفال بعيد ميلادها الثمانين في عام 2016، وأضاف الطيار: "إنه عمل يدوي ويحتاج أيضاً إلى قوة عضلية". كما كان يُفضل ارتداء قميص ذي أكمام قصيرة، في حالة كان على الطيار فحص مستوى الزيت في الطائرة.
صورة من: DW/Maksim Nelioubin
مأساة جبال الألب السويسرية
لطالما اعتبرت الطائرة جو. 52 طائرة آمنة وموثوق بها. وكانت سمعتها جيدة حتى الرابع من آب/ أغسطس عام 2018، حين تحطمت أحد طائراتها في منطقة جبلية في سويسرا، ما أسفر عن مصرع جميع ركابها. وخلال التحقيق، عثر المكتب الفيدرالي السويسري للطيران المدني على آثار غير مكتشفة من الصدأ على حطام الطائرة.
صورة من: Kantonspolizei Graubünden
و"كوني" الخارقة أيضاً
"العمة جو" ليست أسطورة الطائرات الوحيدة التي كلفت صيانتها شركة لوفتهانزا الكثير. Lockheed Super Constellation (كوني الخارقة) كانت أحدى طائرات أسطول لوفتهانزا، وكان ينبغي الحفاظ عليها كطائرة تقليدية. لكن المبلغ المقدر بـ 100 إلى 200 مليون دولار والذي كان على شركات الطيران استثماره في صيانتها، لم يكن كافياً لذلك– وهكذا توقف المشروع.
صورة من: Getty Images
نهاية حزينة
لن يتم بيع تذاكر رحلات على متن الطائرة جو. 52 بعد اليوم. في المقابل سوف يتم تعويض ثمن التذاكر، التي تم بيعها عن طريق "قسائم شراء" صالحة، كم وعدت شركة لوفتهانزا. أما بالنسبة لمحبي الطيران يمكنهم رؤية الطائرة القديمة من خلال زيارة المتاحف الخاصة بالطيران. كما يأمل البعض في أن تسمح هيئة الطيران الفيدرالية لنواد خاصة بتنظيم رحلات طيران على متن "العمة جو". إعداد: ديرك كاوفمان/ ترجمة: إيمان ملوك