كيف يؤثر لقاح كورونا على الخصوبة وفرص الحمل؟.. دراسة تجيب
٢٣ يناير ٢٠٢٢
أكدت دراسة حديثة أن لقاحات كورونا المختلفة لا تؤثر على خصوبة النساء وقدرتهن على الحمل، فيما لاحظت الدراسة أن إصابة الرجال بالعدوى قد تؤدي إلى انخفاض في مستويات الخصوبة لفترات مختلفة.
إعلان
قالت دراسة جديدة إن التطعيم ضد مرض COVID-19 لا يقلل من فرص الحمل بنجاح للأزواج الذين يحاولون الإنجاب، وذلك وفقًا لبيانات قام باحثون في جامعة بوسطن بدراستها. ومع ذلك، يبدو أن الرجال الذين كانوا محل الدراسة وثبتت إصابتهم بالفيروس يعانون بشكل ما من "انخفاض قصير الأمد في معدلات الخصوبة".
وتضيف الدراسة مزيداً من المعلومات إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تدعم استخدام اللقاحات لحماية النساء الحوامل وتقليل المخاطر على أطفالهن، فيما حثت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة CDC، وكذلك مجموعات من الأطباء المتخصصين، جميع الأزواج الذين يحاولون الحمل على التطعيم ضد المرض، بحسب ما نشر موقع قناة سي بي اس الأمريكية.
وقالت الدكتورة ديانا بيانكي، رئيسة المعاهد الوطنية للصحة التي مولت الدراسة، في بيان صحفي أعلنت خلاله نتائج البحث: " إن النتائج تطمئن إلى أن التطعيم ضد كوفيد-19 للأزواج الذين يسعون للحمل لا يبدو أنه يضعف الخصوبة بالنسبة للنساء".
ويقول القائمون على الدراسة إنهم استطلعوا المشاركين وهن من النساء البالغات حتى سن 45 عامًا - اللائي يحاولن الحمل دون استخدام علاجات لرفع معدلات الخصوبة - والعديد من شركائهن كل ثمانية أسابيع لمدة عام.
ومع ذلك، يبدو أن الشركاء الذكور الذين أفادوا بأنهم قد أصيبوا بـ COVID-19 عانوا بدرجة ما من "انخفاض عابر" في احتمالية الحمل في غضون 60 يومًا. وقال الباحثون إن "هذه النتائج تشير إلى أن عدوى فيروس SARS-CoV-2 قد تترافق مع انخفاض قصير الأمد في الخصوبة لدى الرجال".
ووجدت بعض الدراسات انخفاضًا مؤقتًا في إنتاج بعض الرجال للحيوانات المنوية بعد الإصابة بفيروس SARS-CoV-2، المسبب لـمرض COVID-19، وأرجع العلماء الأمر إلى أن ذلك قد يكون نتيجة للحمى التي استمرت أيامًا بسبب المرض، وهي فترة تستمر أطول بكثير من الحمى التي قد يصاب بها البعض بعد تلقي التطعيم مباشرة والتي تعد أحد الآثار الجانبية الخفيفة.
وقال فريق الباحثين إنه يخطط لمواصلة متابعة المشاركين في الدراسة لرصد أي "ارتباطات طويلة الأمد" محتملة بين التطعيم و"الخصوبة"، وخصوصاً الرجال، وملاحظة احتمال كون الأزواج قادرين على الحمل خلال دورة شهرية واحدة، ومع ذلك، "فمن غير المرجح أن تظهر آثار ضارة على الخصوبة بعد عدة أشهر من التطعيم"، بحسب ما أفاد الفريق البحثي.
ولا تزال المخاوف بشأن الربط بين الخصوبة والتطعيم قائمة، مدفوعة بالمعلومات الخاطئة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أظهر استطلاع نشرته مؤسسة "كايزر فاميلي فاونديشن" Kaiser Family Foundation في نوفمبر / تشرين الثاني أن ما يقرب من 3 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة يعتقدون أو غير متأكدين مما إذا كانت اللقاحات قد ثبت أنها تسبب العقم أم لا.
وقالت الدكتورة مياني دلمان إحدى مستشاري اللقاحات الخارجيين بوكالة CDC: "نحن نعلم أن لقاحات COVID-19 آمنة وفعالة. إذا كنت حاملاً، أو بعد الولادة، أو مرضعة، أو تحاولين الحمل الآن، أو قد تصبحي حاملاً في المستقبل، فيرجى تلقي التطعيم".
كان العلماء قد حذروا أيضاً من أن الفيروس قد يزيد من مخاطر ولادة جنين ميت، إذ كشفت دراسة حديثة أجراها الخبراء بالمعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، ونُشرت في دورية نيتشر Nature، عن وجود التهاب لدى الأطفال الذين حملتهم أمهات مصابات بالعدوى والذي قد "يؤدي إلى أمراض طويلة الأمد".
ع.ح./خ.س
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.