كيف يتسبب غياب "العدالة المناخية" في موت الآلاف حول العالم؟
١٧ أغسطس ٢٠٢٤
في نداء موجه إلى صناع القرار حول العالم، تحذر منظمات معنية بالمناخ من أن "الفقراء والعاملين في الهواء الطلق يموتون في جميع أنحاء العالم". فكيف يتسبب عدم المساواة بشأن درجات الحرارة في وفاة الآلاف، خاصة بالبلدان الفقيرة؟
إعلان
بعد تسجيل درجات حرارة عالمية لم يسبق لها مثيل منذ مئات السنوات، أطلق الباحث بمجال تأثيرات المناخ والمؤسس لمنظمة وورلد ويذر أتريبيوشن World Weather Attribution، فريدريك أوتو، نداء للتحذير من تسبب غياب العدالة المناخية في وقوع آلاف الوفيات غير المبلغ عنها في البلدان والمجتمعات الفقيرة في جميع أنحاء العالم.
وناشد الباحث وسائل الإعلام وصناع القرار حول العالم لإبداء المزيد من الاهتمام لمخاطردرجات الحرارة الحارقةوالتي تعمل ”كقاتل خفي يفترس أكثر الفئات هشاشة من الناحية الاقتصادية"، وفقًا لموقع صحيفة الغارديان.
ويقول أوتو: "موجات الحر هي أكثر أنواع الطقس المتطرف فتكًا، لكنها لا تترك أثرًا من الدمار أو صورًا مذهلة للدمار. فهي تقتل الفقراء والأشخاص الوحيدين في البلدان الغنية، والفقراء الذين يعملون في الهواء الطلق في البلدان النامية".
كما يشير أوتو، والذي يعمل أيضًا كمحاضر في علوم المناخ بكلية إمبريال كوليدج لندن، إلى أنه خلال الأشهر الـ 13 الماضية "هناك الآلاف والآلاف من قصص الفقراء ممن يموتون في الحر، والتي لن تُروى أبدًا".
ففي أعقاب الأيام الثلاثة التي شهدت أعلى حرارة علي الإطلاق تم تسجيلها في العالم، أيام 21 و 22 و 23 يوليو، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الحرارة الشديدة ”تزيد من أوجه عدم المساواة وتقوض أهداف التنمية المستدامة وتقتل الناس".
فبينما يتنقل الأغنياء من المنازل المكيفة في سيارات مكيفة إلى المكاتب والمطاعم ومراكز التسوق المكيفة الهواء، تنتقل الحرارة المنبعثة من هذه البيئات التي يتم تبريدها بشكل صناعي إلى الشوارع حيث يتصبب العمال الأقل حظًا عرقًا. فالمفارقة القاسية هنا هي أن الأشخاص الذين يموتون بسبب الحرارة هم الأقل مسؤولية عن ارتفاع درجات الحرارة.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن أبدًا حساب عدد الوفيات الناجمة عن هذه الارتفاعات الحارقة بدقة، تشير التقديرات إلى أن الأمر يتسبب في مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص سنويًا، وفقًا للأمم المتحدة. ومن المؤكد أن الفئات ذات الدخل المنخفض هي الأكثر تضررًا لغياب العدالة المناخية.
د.ب.
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
تغيّر المناخ.. خطر في المنطقة
تغيّر المناخ أضحى ظاهرة تعاني منها كلّ دول العالم. لكن المنطقة العربية تحفل بخصوصية في معاناتها، بحكم ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني من ظاهرة الاحترار بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي حسب تقرير لـ"غرينبيس". ارتفعت حرارة فصول الصيف في عدة دول عربية كما صارت هذه الفصول أكثر تمددا ولم يعد الشتاء باردا كما كان.
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
جفاف مستمر
دول عربية كثيرة تعاني من مواسم جفاف متتالية. التساقطات المطرية تراجعت كثيرا أو حتى باتت نادرة، وتشير عدة تقارير أن المنطقة تشهد حاليا معدلات جفاف غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، ما أثر كثيراً على الزراعة، ودفع بعدة بلدان إلى رفع أسعار المنتجات الغذائية وزيادة وارداتها من الحبوب، خصوصا مصر والمغرب والجزائر، ما يلقي بظلاله على الأمن الغذائي.
صورة من: Rami Alsayed/NurPhoto/picture alliance
إجهاد مائي كبير
أدى ضعف الأمطار إلى إجهاد مائي كبير وضغط متزايد على المياه الجوفية لأجل توفير الكميات اللازمة للزراعة، ما أدى إلى نضوبها في عدة مناطق. ويزداد الأمر سوءا بسبب انتشار عدد من الزراعات التي تمتص المياه بكثرة وغياب آليات للزراعة المستدامة. تدهور المجال الزراعي أضعف كثيراً المهن الزراعية ورفع نسب الهجرة من القرى وزاد من الضغط على المدن.
صورة من: Ryad Kramdi/Getty Images/AFP
افتقار لمياه الشرب
تداعيات الجفاف ليست على الزراعة فقط، بل كذلك المياه الصالحة للشرب. تشير معطيات أممية إلى افتقار 41 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإمكانية الوصول بأمان لمياه الشرب، بينما يفتقد 66 مليون شخص لخدمات الصرف الصحي. ورغم محاولة عدة بلدان ترشيد الاستخدام وإعطاء توجيهات للسكان بحسن الاستخدام، إلّا أن العطش يهدد بشكل جدي ملايين الناس والتدخل بات عاجلاً.
صورة من: KHALED ABDULLAH/REUTERS
الحرائق.. كابوس جديد
عانت المنطقة العربية من حرائق كبيرة، مثال ذلك حرائق الجزائر للصيف الثاني على التوالي، أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، كما وقعت خسائر متفرقة في المغرب وتونس وسوريا والعراق ولبنان. رغم الجهود، تبقى حرائق الغابات متكررة، خصوصا عندما يتزامن الفصل الحار مع هبوب الرياح، ما يكون له أثر بالغ على الغابات وعلى عدد من الزراعات كزراعة الزيتون.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
خسائر اقتصادية كبيرة
الخسائر في القطاع الزراعي تؤثر بشكل واضح على الاقتصاد في المنطقة بحكم أن الزراعة قطاع اقتصادي رئيسي في عدد من بلدان المنطقة كما في تونس والمغرب. تحتاج دول المنطقة إلى استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات حسب صندوق النقد الدولي، وهو معدل صعب التحقق في منطقة عربية تعاني تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.