1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يتطور الموقف في الضفة الغربية الآن أيضا؟

١٧ مايو ٢٠٢١

تأخرت موجة المظاهرات في الضفة الغربية مقارنة بما جرى داخل القدس وإسرائيل. جل المشاركين في المظاهرات بالضفة من الشباب وهي غير موجهة ضد إسرائيل فقط، بل ضد حركة فتح والقيادة الفلسطينية.


تلعب القيادة السياسية الفلسطينية في الضفة الغربية دورا متوازنا. فالقيادة التي تنتمي في غالبيتها إلى حركة فتح تعمل مع إسرائيل في مجالات عدة وعلى تواصل مع قنوات دبلوماسية خارجية.
المراقبون يتحدثون عن أصعب أعمال شغب منذ الانتفاضة الثانية التي بدأت منذ عام 2000 واستمرت لخمسة أعوام، قتل فيها نحو ألف إسرائيلي و3500 فلسطيني. صورة من: Mamoun Wazwaz/Anadolu Agency/picture alliance

بقي الوضع هادئا نسبيا لفترة طويلة في الضفة الغربية. إذ أن التصعيد الحالي بدأ أولا في القدس الشرقية، حيث تم تهديد الفلسطينيين القاطنين في حي الشيخ جراح بالإخلاء لصالح مستوطنين يهود. حركة حماس بدأت بإطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة، وسلاح الجو الإسرائيلي قصف أهدافا هناك. في قلب إسرائيل وقعت العديد من الاشتباكات العنيفة بين فلسطينيين ويهود، إسرائيليين.

من رام الله يقول شتيفن هوفنر مدير مكتب مؤسسة كونراد أديناور (KAS) التابعة للحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، في المركز الإداري في الضفة الغربية: "شعرت من رام الله كما لو كنت في موقع مراقبة".

تغير الوضع في الضفة يوم الجمعة بعد صلاة الظهر. إذ تم الإبلاغ عن مظاهرات عنيفة في أماكن مختلفة، بما في ذلك بالقرب من مدن رام الله والخليل ونابلس وجنين. على الجانب الفلسطيني اٌستعملت قناني حارقة ومقاليع، بينما لجأت قوات الأمن الإسرائيلية إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، بالإضافة إلى الذخيرة الحية. وبعد نهاية ذلك اليوم، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل عشرة متظاهرين وإصابة نحو 150 آخرين.

ويتحدث المراقبون عن أصعب أعمال شغب منذ الانتفاضة الثانية التي بدأت منذ عام 2000 واستمرت لخمسة أعوام، قتل فيها نحو ألف إسرائيلي و3500 فلسطيني.

موقف حركة فتح

تلعب القيادة السياسية الفلسطينية في الضفة الغربية دورا متوازنا. فالقيادة التي تنتمي في غالبيتها إلى حركة فتح تعمل مع إسرائيل في مجالات عدة وعلى تواصل مع قنوات دبلوماسية خارجية. ورغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجّل الانتخابات البرلمانية مرات عدة ويجلس في منصبه منذ 10 أعوام من دون شرعية انتخابية، إلا أن الجهات الخارجية اتصلت يوم السبت به أولا ، على سبيل المثال جاءه أتصال من الرئيس الأميركي جو باين، الذي اتصل أيضا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو.

ومحمود عباس البالغ من العمر 85 عاما كان قد ألغى الانتخابات التي كان مقرر إجراؤها في 22 أيار/ مايو الجاري، رسميا بسبب الصراع في القدس الشرقية. لكن استطلاعات الرأي توقعت هزيمة حركة فتح، والاستطلاعات تنبأت أيضا بأن لحركة حماس فرصا جيدة للفوز في الانتخابات،حماس التي تهيمن على قطاع غزة منذ عام 2007 وتنكر حق إسرائيل بالوجود.

على الجانب الفلسطيني استعملت قناني حارقة ومقاليع، بينما لجأت قوات الأمن الإسرائيلية إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، بالإضافة إلى الذخيرة الحية. صورة من: Issam Rimawi/Anadolu Agency/picture alliance

رغم ذلك، لم يكن من المتوقع حصول حماس على أغلبية مطلقة في الانتخابات ولا الوصول إلى قيادة السلطة الفلسطينية، فبحسب هوفنر: "ما كان يهدد فتح هو الانقسام الداخلي على نفسها. وبالذات لأنها منقسمة إلى ثلاث كتل".

وعلى صعيد الصراع السياسي بين الحركتين - حماس وفتح، أضر التصعيد الأمني ​​في الضفة الغربية بحركة فتح "منذ تصاعد الصراع، وبالخصوص في قطاع غزة، ظهر دعم متزايد لحماس، وبالخصوص على شكل تضامن مع حماس، لدعم موقفها ضد السياسات الإسرائيلية والدفاع عن النفس، ما أكسبها شعبية في الضفة الغربية".

وبالنسبة إلى فتح، قد تكون معرضة هي الأخرى إلى خطر "فالاحتجاجات لا توجه ضد إسرائيل فقط، بل أيضا ضد قيادة حركة فتح"، كما يرى شتيفن هوفنر، ولهذا ستحاول قيادة فتح الإبقاء على أن تكون الاحتجاجات محصورة وصغيرة والحفاظ على التعاون الأمني ​​مع إسرائيل.

تعثر اقتصادي

رغم أن الأوضاع المعيشية في الضفة الغربية أفضل من نظيرتها في قطاع غزة، لكن الوضع الاقتصادي تحت قيادة حركة فتح لم يتطور أبدا. بل أنه تدهور بشكل سريع بعد قطع الرئيس الأميركي السابق ترامب المساعدات المالية عن الأراضي الفلسطينية منذ عام 2018. ورغم أن الرئيس بايدن يرغب باستئنافها من جديد، إلا أن الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية يعتمد بشكل كبير على إسرائيل.

وعلى أرض الواقع لا يمكن الحديث عن إدارة فلسطينية ذاتية في الضفة الغربية، فرغم إدراج الإدارة الذاتية ضمن معاهد أوسلو الثانية في عام 1995 إلا أن ذلك لا يشمل سوى جزءا معينا فقط من الضفة. إذ يقع 61 بالمائة من أراضي الضفة أو ما يطلق عليها المنطقة ج، أمنيا وإداريا تحت سيطرة إسرائيل، ولا تشمل السيطرة الإسرائيلية نقاط التفتيش أو الشوارع والمستوطنات فقط، بل تقريبا كل وادي نهر الأردن المهم استراتيجيا لإسرائيل.

وكما تكتب منظمة B'Tselem الإسرائيلية على موقعها فإن "حظوظ الفلسطيني في الحصول على أذن للبناء أو شراء قطعة أرض في المنطقة ج غير متوفرة إلى معدومة تقريبا". إلا أنه في الوقت نفسه ارتفعت نسبة اليهود الأرثذوكس والقوميين للاستيطان في الضفة بشكل كبير خلال الأعوام الماضية.

القيادات من الجيل القديم على انقطاع مع جيل الشباب. صورة من: Hazem Bader/AFP/Getty Images

شباب محبط

جيل الشباب الفلسطيني في الضفة يشعر بإحباط كبير، نسبة كبيرة من المتظاهرين تنتمي "إلى شباب فلسطيني يشعر بخيبة أمل من القيادة السياسية لحركة فتح، بسبب غياب استراتيجية أو رؤية معينة، توضح إلى أي مدى يمكن الاستقلال وأن تتحسن الأوضاع المعيشية"، يقول شتيفين هوفنر. حتى أن جيل الشباب الذي بلغ من العمر 33 عاما لم يمنح فرصة اختيار قيادته السياسية عن طريق صناديق الاقتراع بسبب التأجيل المستمر للانتخابات.

هناك "انقطاع كامل" بين هذه المجموعات من الشباب والقيادة السياسية، يقول هوفنر، ويوضح بالقول: "أغلب الشباب ناشطون على موقع فيسبوك، وكذلك موقعي تك توك وانستغرام يكسبان المزيد من الأهمية. والقيادة السياسية خصوصا كبيرة السن منها في حركة فتح والسلطة منقطعة تماما عن مثل هذه المواقع. يحاولون التواصل مع الناس عن طريق وسائل الإعلام التقليدية، أو القنوات القريبة منهم، إلا أنهم بعيدون عن جيل الشباب".

وبعكس ذلك فإن حركة حماس نشطة جدا على مواقع التواصل، ووضع الفلسطينيين الإسرائيليين يتطور بسرعة على مواقع التواصل. لا أحد يعلم إن كان التصعيد على مواقع التواصل سيؤدي إلى تحرك أكبر في الضفة الغربية. في رام الله يعتقد شتيفن هوفنر مدير مكتب مؤسسة كونراد أديناور (KAS) : "كلما طال الصراع، قوي موقف حماس، لأن فتح نفسها لا تملك استراتيجية مضادة ولا تطرح بديلا عن المواجهة".

ديفيد أيهل/ ع.خ

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW