1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يحاول اليمين المتطرف استغلال احتجاجات المزارعين؟

٩ يناير ٢٠٢٤

احتجاجات المزارعين أمر ليس بالجديد في ألمانيا. ويحذر مراقبون من سعي حزب البديل و"أخواته" من المجموعات اليمينية المتطرفة لاستغلال غضب المزارعين لتحقيق أهدافهم الخاصة.

شخص يرفع إبهامه على جانب طريق تسير عليه جرارات المحتجين في بلدة توافكيرشن قرب ميونيخ 08.01.2024
رغم أن حزب البديل يدعو في برنامجه الأساسي إلى إلغاء الدعم المقدم للمزارعين فإنه يظهر دعمه للاحتجاجات ويحاول استغلالها لأهدافه الخاصةصورة من: LEONHARD SIMON/REUTERS

منظر ملفت ومثير للإعجاب: يقود المزارعون جراراتهم الضخمة في قوافل طويلة على طول الطرق السريعة بين الحواضر والمدن وعلى طول الطرق الريفية والزراعية بين القرى. تتجمع تلك القوافل في الساحات والتقاطعات وتعرقل حركة المرور. وتنتشر صور التظاهرات ضد سياسات الحكومة على ملايين الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي.

يرى مستشار التواصل يوهانس هيليي أن "احتجاجات المزارعين هي معركة على الصورة"، ويردف أن "الصورة هي بوابة استراتيجية لصانعي المحتوى الإعلامي في اليمين المتطرف."

الزراعة الرقمية: توظيف روبوتات للحصاد

05:34

This browser does not support the video element.

"بروفة" لاحتجاجات جماهيرية؟

على مختلف وسائل التواصل، فيسبوك وتيك توك وإكس (تويتر سابقاً)، استنفر النشطاء اليمينيون المتطرفون لدعم احتجاجات المزارعين وتأجيجها وتسخين المزاج العام. وقد وصف زعيم "حركة الهوية" اليمينية المتطرفة، مارتن سيلنر، احتجاجات المزارعين بأنها "بروفة للميدان الألماني"، في إشارة إلى مظاهرات ميدان في أوكرانيا، عندما خرج مئات الآلاف من معارضي الحكومة إلى الشوارع في نهاية عام 2013. و"حركة الهوية" مجموعة عنصرية وتدعو إلى محاربة الإسلام والهجرة في ألمانيا.

يوضح مقطع فيديو لمارتن سيلنر نشر على منصة إكس استراتيجية اليمين المتطرف في التعامل مع الاحتجاجات. "علينا عدم المشاركة، ولكن إذا شاركنا، يتعين علينا عدم الاندفاع للصفوف الأمامية ولا نرفع شعارتنا، بل المساعدة في التعبئة. عند ذلك لن يأتي رد فعل رافض ضدنا".

وقبل أي طرف آخر، يحاول حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، قلب الطاولة على الائتلاف الحاكم، الذي يضم الديمقراطيين الاشتراكيين والخضر والليبراليين، عن طريق استغلال احتجاجات المزارعين ضد تخفيض الدعم على الديزل المخصص للزراعة.

ويناشد رئيس الحزب في ولاية تورينغن، بيورن هوكي: "أيها المواطنون، نراكم في الشوارع!" وكان هوكي قد شارك بالفعل في مسيرة للنازيين الجدد في الماضي، ويمكن وصفه، حسب قرار للمحكمة، بأنه "فاشي". ولكن المثير للاهتمام والمفارقة تكمن في أن حزب البديل من أجل ألمانيا نفسه يدعو في برنامجه الأساسي إلى إلغاء الدعم المقدم للمزارعين.

يسعى حزب البديل لتوظيف كافة الأوراق ضد الحكومةصورة من: Klaus-Dietmar Gabbert/dpa/picture alliance

حزب البديل يحاول الاندساس

لسنوات، حاول حزب البديل من أجل ألمانيا استغلال كل أشكال الاحتجاج ضد الحكومات الاتحادية، وكان آخرها في المظاهرات ضد تدابير مكافحة جائحة كورونا المثيرة للجدل. ويبدو أن الحزب حقق نجاحات من وراء هذا التكتيك: فقد وصل حزب البديل من أجل ألمانيا إلى أعلى مستوياته في استطلاعات الرأي ولديه فرصة ليصبح أقوى حزب في العديد من انتخابات الولايات الألمانية في عام 2024. ولذلك يحذر المنتقدون من تقلد متطرفين يمينيين مناصب حكومية لأول مرة منذ عام 1945 ونهاية ديكتاتورية أدولف هتلر النازية.

ويشعر المراقبون بالقلق من أن حزب البديل من أجل ألمانيا قد يستغل احتجاجات المزارعين لتحقيق أهداف معادية للديمقراطية. ويتفق المراقبون على أن الاحتجاج ديمقراطي ومشروع في حد ذاته، لكنهم يخشون من أنه حتى لو بقيت أقلية صغيرة فقط من المشاركين في الاحتجاج في النهاية متطرفين يمينيين، فإن المتطرفين اليمينيين سيظلون مسيطرين على السردية، ما يعني استغلال الأمر لمصالحهم الخاصة.

يحذر الباحث في شؤون التطرف ماتياس كفينت من هذا الأمر في مقابلة مع موقع "دويتشلاندفونك" ويقول إن "انطباعي هو أن جمعية المزارعين خسرت منذ فترة طويلة معركة السردية على الشبكات الاجتماعية. الأمر لا يتعلق بالديزل الزراعي، بل يتعلق بشيء أكبر بكثير: إنهم يريدون شل ألمانيا وإطلاق ثورة وطنية".

تطالب الاحتجاجات بوقف خفض الدعم الحكومي للديزل المخصص للمزارعينصورة من: Sean Gallup/Getty Images

حركة "شعب الريف" عنصرية ومعادية للسامية

يطالب ماتياس كفينت المزارعين بتمييز أنفسهم بوضوح عن المشاركين اليمينيين المتطرفين في صفوفهم. "إن المزارعين الذين يحتجون ليسوا مدعوين فقط إلى الفصل بينهم وبين غيرهم في الخطاب، ولكن أيضاً منع استغلال احتجاجهم بشكل عام، وحتى من الناحية البصرية".

وفي الماضي حدث عكس ما يطالب به الخبير، حيث رفع بعض المزارعين شعار حركة "شعب الريف" خلال احتجاجاتهم، والذي هو عبارة عن خلفية سوداء يتوسطها محراث أبيض ويقطعه من الأعلى للأسفل سيف أحمر.

تأسست الحركة في ألمانيا في العشرينيات من القرن الماضي وكانت معادية للسامية وعنصرية ومعادية للديمقراطية بشدة. وفي الاحتجاجات العادية لم يظهر الشعار إلا نادراً.

أعده للعربية: خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW