1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يرى العراقيون ثورات العرب

٢٥ مارس ٢٠١١

بعد أن اسقط التحالف الدولي الديكتاتور صدام حسين عام 2003، عانى العراق من عزلة عربية غذّتها أنظمة الحكم في بلدان كانت تخشى امتداد التجربة إليها.اليوم تتساقط الأنظمة العربية تباعا، فكيف يرى العراقيون هذا التغيير.

العراقيون وثورات العربصورة من: DW-Montage/AP

تتوالى الثورات في الدول العربية، ففي ليبيا وصلت الثورة إلى مرحلة المواجهة المسلحة مع نظام القذافي المتمسك بالسلطة حتى لو رفضه كل الليبيين، وفي اليمن دخلت الثورة مرحلة المواجهة حيث أعلن الرئيس علي عبد الله صالح أن الثورة عليه تعني قيام حرب أهلية، هو إذا متمسك بالسلطة منذ 32 عاما ويهدد بحرب أهلية لو نزعت عنه، وفي البحرين بدأت انتفاضة خافت منها سلطات البحرين فاستدعت قوات درع الجزيرة لتتحصن بها ضد البحرانيين، وفي سوريا تتواصل التظاهرات في درعا جنوب البلد والمتظاهرون يهتفون "لا حزب الله ولا إيران" فيما السلطة التي يقودها حزب البعث تعلن أن عصابات مسلحة هي التي تطلق التظاهرات، والمشهد لم ينته.

تظاهرات خجولة في بغدادصورة من: Karlos Zuzutuza

كيف يرى العراقيون هذه الثورات،وما تصورهم عن مستقبل المنطقة العربية؟

وكيف ينظر العرب إلى أنفسهم بعد الثورات وإلى علاقتهم بالعراق الذي قاطعوا نظامه الجديد بعد 2003 وأعلنوا عليه الحرب ؟

"الثورات ستعيد علاقات العرب بالعراق"

د. محمد الشطب عضو لجنة تنسيق التيار الديمقراطي اعتبر أن الثورات العربية جاءت نتيجة لجملة آلام تراكمت فانتفض شباب العرب ليقود الثورات على الحكام المعمرين في كراسيهم، وقد عجزوا بعد عقود من السلطة عن النهوض بشعوبهم ، وبقيت الشعوب تعاني الفقر والجهل والجوع وانعدام الحرية، واستمر الحكام يراكمون الثروات المسروقة على حساب فقر الشعوب، فجاءت الثورات كتصحيح للمسار المنحرف.

فيما ذهب علي السرّاي رئيس المنظمة الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف الديني إلى أن الأنظمة العربية التي سقطت كانت حليفة لصدام حسين وأن سقوطه قد أثّر سلبا عليها والتغيير الحقيقي الذي يحدث الآن سيعيد للشعوب هويتها الأصلية السليبة، وستعود حتما بعد ذلك العلاقات مع شعب العراق الذي رفض الطاغية وشارك في إسقاطه عام 2003.

السلاح صار لغة الثورة في ليبياصورة من: dapd

" ثورة البحرين امتداد للثورات العربية"

الملفت للنظر في الثورات العربية هو ما حدث في البحرين وبالذات في ميدان اللؤلؤة في العاصمة المنامة، فقد استدعت حكومة البحرين قوات درع الجزيرة لحمايتها من ثورة الشعب، واستجابت الجامعة العربية والدول العربية للأمر بشكل ايجابي معتبرة أن ما يطالب به الشعب البحراني مؤامرة طائفية يجب التصدي لها بحزم. وهكذا فقد قامت قوات درع الجزيرة بتفريق المعتصمين في ميدان اللؤلؤة ثم عمدت إلى إزالة الميدان من الوجود ومحو أي اثر له. لكن نفس هذه الأنظمة العربية التمست من التحالف الغربي التدخل لمساعدة الليبيين في إسقاط القذافي. علي السراي لفت الأنظار إلى أن ثورة البحرين هي امتداد للثورات العربية التي سبقتها والتي سوف تتبعها، لكن خصوصية منطقة الخليج باعتبارها مركز إنتاج وتصدير النفط الأهم في العالم تدفع بدول المنطقة إلى الإسراع في المشاركة بقمع هذه الانتفاضة خوفا من وصولها إلى بلدانهم، ووسيلتهم في ذلك هو إضفاء صفة الطائفية على الثورة واتهامها بالعمالة لدولة خارجية- والإشارة هنا إلى شيعة البحرين والى إيران. وأبدى استغرابه من استقدام قوات درع الجزيرة لغرض- ما اسماه باحتلال دولة خليجية- مبينا أن هذه القوات أعدت أصلا للدفاع عن دول الخليج ضد أي تدخل خارجي، واستخدامها بهذا الشكل ضد الشعب يمثل سابقة خطيرة في علاقات الحكومات بشعوبها في هذه المنطقة.

السياسي العلماني المستقل ضياء الشكرجيصورة من: Dia alShakarchi

فلول النظام أم مقاومة؟

إعلاميا، يوصف المدافعون عن نظام القذافي ونظام علي عبد الله صالح ونظام زين العابدين بن علي وحسني مبارك بأنهم فلول الأنظمة ومجموعات من البلطجية المأجورين لقمع الشعب.

في الجانب الآخر وصفت الأنظمة العربية التي تتساقط اليوم المدافعين عن نظام صدام حسين الذين كانوا يقتلون العراقيين بالجملة في الأسواق والمستشفيات والأماكن العامة بأنهم أبطال المقاومة العراقية. لكن الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائي رفض مقارنة إسقاط نظام صدام حسين بالثورات التي تجتاح المنطقة معتبرا المقارنة تبسيطا للأمور لأن الولايات المتحدة جاءت إلى العراق بناء على ما وصفه ب"أكاذيب ملفقة تتعلق بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وبعلاقة مزعومة للنظام الحاكم آنذاك بتنظيم القاعدة "، مشيرا إلى أن إسقاط الرئيس السابق صدام حسين كان على رأس أولويات الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الحكومة البريطانية آنذاك توني بلير وحلفائهما.

في الجانب الآخر ذهب السامرائي إلى "وجود حالة من القهر والجوع يتعرض لها المواطن العربي خلقت احتقانا سياسيا ، فالمؤسسات التمثيلية كالبرلمانات كانت ديكورات غير فعّالة، والمواطن غائب عن أي مشاركة سياسية حقيقية، من هنا جاءت حتمية الثورة ".

الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائيصورة من: NIZAR AL - SAMARAI

"معايير مزدوجة"

السياسي العلماني المستقل ضياء الشكرجي أدلى برأيه في الحوار من بغداد مشيرا إلى "وجود ازدواجية في المعايير في التعامل مع الثورات العربية، فديكتاتورية صدام كانت واضحة وقد دمرت كل البلد، ولكنه نجح في خداع العرب بإطلاقه بضعة صواريخ كارتونية على إسرائيل فتحول في عرف كثيرين إلى بطل قومي، فيما النماذج التي تتساقط الآن لا تختلف عنه كثيرا، ابتداء من القذافي ومرورا بحسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح وغيرهم" .

ثم استدرك بالقول: "إن الموقف تغير الآن وبدأ كثير من العرب يدرك أن ما جرى في عام 2003 كان تعبيرا عن حاجة العراق لإسقاط نظام ديكتاتوري دموي تطلب إسقاطه قيام تحالف دولي من الدول الكبرى".

واعتبر الشكرجي أن الوضع المشابه للوضع العراقي هو ما يحدث اليوم في البحرين ، مذكرا أن انتفاضة العراق عام 1991 قد نعتت بنفس الأوصاف الطائفية لخلق ذريعة لإسقاطها، ومثّل إجهاضها سقوطا للخيار العراقي برر الاستعانة بالتحالف الدولي عام 2003 لإسقاط النظام. ودعا الشكرجي الجميع إلى التجرد من الاعتبارات الطائفية التي يمكن أن تسقط شرعية الثورات في المنطقة.

نهاية عصر الايدولوجيا

وشارك مستمعو البرنامج في الحوار بآراء متفاعلة ، فشرح المستمع عادل من بغداد أسباب التغييرات وفي طليعتها تخلف أساليب الحكم العربية التي لم تعد تناسب العصر ، مبينا أن التأثير على العراق واضح وسببه وجود مرجعيات عراقية سياسية وطائفية تدين بالولاء لأنظمة الحكم العربية، والمفارقة الملفتة للنظر أن الثورات العربية الجارية الآن لا تمتلك عقائد ومفكرين يوجهونها، فهي قد خرجت بالشعوب من مأزق الأدلجة السياسية، وهذه نقلة مهمة في مستوى وعي الفرد العربي.

ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW