تُظهر الفيضانات الأخيرة في منطقة إميليا-رومانيا الإيطالية أن الحماية المشتركة من الكوارث داخل بلدان الاتحاد الأوروبي أصبحت ذات أهمية متزايدة. نظرة عامة على المساعدات في الكوارث وإدارة الأزمات.
إعلان
في حالة وقوع كارثة، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تكون معتمدة كليا على نفسها منفدرة. إذ يمكنها، مثلما حدث في إيطاليا مؤخرا، طلب المساعدة من الدول الأعضاء الأخرى. وأثبتت الحماية المشتركة من الكوارث أنها مسألة في غاية الأهمية، وخاصة خلال جائحة كورونا.
ويأتي دعم الاتحاد الأوروبي في صورة توفير السلع والمعدات الإضافية، وكذلك من خلال التنسيق والوساطة. وهكذا، فبعد وقوع الفيضانات في إميليا-رومانيا، تم جلب أنظمة مضخات عالية الأداء إلى إيطاليا من ثلاث دول أعضاء.
مركز التحكم بالنسبة للحماية الأوروبية المشتركة من الكوارث هو مركز تنسيق تدابير الطوارئ في بروكسل (ERCC = مركز تنسيق الاستجابة الأوروبي). هناك، تتم ملاحظة بؤر الأزمات والتعامل مع طلبات البلدان المتأثرة بها.
الأمر بيد الدول الأعضاء
يقوم المركز الرئيسي بتحويل الطلبات إلى الدول الأعضاء، التي تقدم المساعدة. ونظرًا لأن الهيئة الوطنية للحماية من الكوارث تكون موجودة في منطقة السيادة الخاصة بكل دولة، فيجب عليها الموافقة على إرسال بضائع وسلع الإغاثة.
وللحصول على الدعم، يجب على الدولة المعنية تفعيل إجراءات الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي (آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي) عن طريق إرسال طلب إلى المركز الرئيسي.
وفي المركز، يقوم العمال، الذين يبلغ عددهم حوالي 50 موظفًا، من الموظف المختص وحتى رئيس العمليات، بتحويل أو إعادة إرسال الطلب إلى الدول الأعضاء الـ 27 وإلى الشركاء الدوليين. وبعد ذلك يمكن لهؤلاء تقديم مساعداتهم في شكل فرق إنقاذ أو طائرات مكافحة الحرائق، أو بضائع وسلع مساعدات إنسانية.
وتتجاوز مهام المركز الآن التنسيق والوساطة المحضة. فمنذ عام 2019، يقوم المركز أيضًا بإدارة احتياطي الموارد "rescEU"، الذي أنشأته المفوضية الأوروبية. ويحاول هذا السيطرة على مصاعب إضافية في أوقات الأزمة.
مستشفيات ميدانية وطائرات هليكوبتر
تتبع احتياطي الموارد بالاتحاد الأوروبي مراكز توزيع في عشر دول أعضاء، تتوافر فيها بضائع وسلع إغاثة. بالإضافة إلى ذلك، يشمل احتياطي الموارد مستشفيات ميدانية ومراكز إقامة متنقلة للنازحين في حالات الطوارئ.
ومن الأهمية بمكان وجود ما يسمى بـ "ResceEU Fleet"، وهو عبارة عن أسطول جوي في الاتحاد الأوروبي قوامه حاليا 22 طائرة وخمس طائرات هليكوبتر وفرق أرضية، توفرها مختلف الدول الأعضاء. ويقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل الصيانة والوقود وتحديد مواقع تواجد الأسطول. ويفترض أن تدعم هذه كلها الدول الأعضاء فيإخماد حرائق الغابات.
درجات حرارة مرتفعة وحرائق غابات
في العام الماضي، تم استخدام ذلك الأسطول في كثير من الأحيان خصوصا في إخماد حرائق الغابات في فرنسا والبرتغال. وبسبب الحرائق المدمرة في منطقة البحر المتوسط، اقترحت المفوضية الأوروبية في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 ميزانية إضافية بقيمة 170 مليون يورو لتوسيع الأسطول الجوي الخاص بـ"RescEU".
في عام 2021 أيضًا، كانت الحماية المشتركة من الكوارث في الاتحاد الأوروبي مطلوبة بشدة: وكان أكثر من نصف الطلبات المرسلة إلى مركز الحماية المدنية تتعلق بمكافحة جائحة كورونا. وكان كل من علاج المرضى خارج حدود الدول أو توفير الفرق والمعدات الطبية من بين أكبر التحديات في 2020 إلى 2022.
مساعدة وراء حدود الاتحاد الأوروبي
لكن الاتحاد الأوروبي لا يساعد أعضائه فحسب، وإنما يساعد أيضًا "دولا ثالثة"، أي دولا ليست أعضاء بالاتحاد. فبعد الزلزال في تركيا وسوريا في فبراير/ شباط من هذا العام، كان موظفو المركز هم الذين قاموا بتنسيق طلبات المساعدة للبلدين بين الدول الأعضاء.
وبالإضافة إلى الدول الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، تعد تسع دول أخرى جزءًا من الآلية، مثل أيسلندا وتركياوأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنظمات الدولية المهمة أيضا مثل الأمم المتحدة أن تتوجه بطلبات إلى مركز تنسيق تدابير الطوارئ للاتحاد الأوروبي.
ومنذ عام 2001 تم تشغيل آلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي 650 مرة، من بينها 106 مرات في العام الماضي وحده، وخاصة في سياق الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا.
الحرب، وبفارق كبير، هي أكبر أزمة قام المركز الأوروبي بالتنسيق فيها حتى الآن. ومن بين أمور أخرى، تم إنشاء نقاط نقل لوجستية إضافية في بولندا ورومانيا وسلوفاكيا لنقل سلع وبضائع المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا بشكل أسرع وإلى اللاجئين في البلدان المجاورة.
راحيل شوخارت/ص.ش
الكوكب يحترق.. والسبب التغير المناخي!
تنتشر موجات الحر في مختلف أنحاء العالم مسببة حرائق غابات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة. هنا لمحة في صور عن الحرائق الأكثر تدميراً والدول الأكثر تأثراً.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
الجزائر: أسوأ حرائق في تاريخ البلاد!
أودت حرائق الغابات التي تجتاح بعض المناطق في شمال الجزائر، وخصوصاً منطقة القبائل الجبلية، بحياة ما لا يقل عن 65 شخصاً، مع استمرار أسوأ موجة من الحرائق المدمرة في تاريخ البلاد. ونشرت الحكومة قوات الجيش للمساعدة في مكافحة الحرائق. وقالت الحكومة إن الحرائق أودت بحياة 25 جندياً كانوا يشاركون في مكافحة الحرائق، وأصيب 12 غيرهم بحروق خطيرة.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
حداد عام!
أكثر المناطق تضرراً هي "تيزي أوزو" أكبر مراكز المنطقة الجبلية، حيث احترقت بيوت وفر السكان طلباً للملاذ في فنادق وبيوت الشباب والمساكن الجامعية في المدن القريبة. وقالت الحكومة الجزائرية إنها ستعوض المنكوبين عن خسائرهم. وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد العام ثلاثة أيام على قتلى الحرائق وجمد أنشطة الدولة التي لا صلة لها بالحرائق.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
الحرائق في أوروبا
انتشرت حرائق الغابات في مساحات كبيرة في الجزائر وتركيا واليونان ودول أخرى في الأسبوع الأخير وقالت هيئة مراقبة الأحوال الجوية التابعة للاتحاد الأوروبي إن منطقة البحر المتوسط أصبحت من مراكز حرائق الغابات بفعل ارتفاع حرارة الطقس.
تركيا: أسوأ حرائق منذ عقد!
منذ نهاية تموز/ يوليو، شهدت تركيا اندلاع أكثر من 200 حريق، طالت نحو نصف ولايات البلاد الـ81، إلا أن الحرائق تسببت في أضرار جسيمة بشكل خاص في ولايتي أنطاليا وموغلا الساحليتين. في هذه الصورة يحاول رجال الإطفاء منع حريق، نشب بالقرب من قرية "تشوكرتمه" السياحية، من الوصول إلى المباني. دمرت الحرائق في تركيا أكثر من 150 ألف هكتار، بما فيها قرى بأكملها، وأدت إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل.
صورة من: KENAN GURBUZ/REUTERS
اليونان: أسوأ موجة حر في 30 عاماً
اندلع أكثر من 500 حريق في أنحاء اليونان الأسبوع الماضي خلال أسوأ موجة حر تتعرض لها البلاد في 30 عاماً، ما
أدى لإخلاء عشرات القرى وإجلاء آلاف السكان، بينما تستمر فرق الإطفاء المنهكة في مكافحة الحرائق المندلعة في شتى أنحاء البلاد.
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
اليونان: النيران التهمت كل شيء
تم إجلاء هؤلاء الأشخاص من ميناء "بيفكي" في جزيرة إيفيا اليونانية بسبب الحرائق الهائلة في الجزيرة، وهم يدركون أنهم لن يجدوا منازلهم وممتلكاتهم عندما يعودون. ومنذ اندلاع الحرائق في غابات الجزيرة بداية الأسبوع الماضي، يتم تنفيذ مهام جوية ضخمة لإطفاء الحرائق التي اشتغلت في مناطق واسعة من اليونان. ويتحدث شهود عيان عن "مشاهد مروعة".
صورة من: ALEXANDROS AVRAMIDIS/REUTERS
روسيا تختنق!
تشتعل الحرائق في العديد من المناطق في روسيا منذ أسابيع، مع تضرر المنطقة المحيطة بـ"ياكوتيا" في أقصى الشمال الشرقي بشكل خاص. أحصت السلطات أكثر من 250 حريقاً في جميع أنحاء روسيا، تغطي مساحة إجمالية تزيد عن 3,5 مليون هكتار.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
هذا ليس ضباب الصباح!
الأضرار لا تقتصر على المناطق المشتعلة فحسب، بل تسبب الحرائق أضراراً صحية لسكان المناطق المجاورة، إذ يصل الدخان الكثيف إلى المناطق المأهولة بالسكان، كما يظهر في مدينة كراسنويارسك السيبيرية في الصورة. وهذا ما يزيد من معاناة الأشخاص، خصوصاً كبار السن والأطفال، حيث يكاد يكون من المستحيل التنفس في الخارج.
صورة من: REUTERS
جهود يائسة!
عند اشتعال الحرائق، لا يفر الجميع، فهناك أشخاص يريدون دعم رجال الإطفاء، قد يكون ذلك عبر جهود يائسة، كما هو الحال مع هذا الرجل الذي يحاول إخماد النار بغصن شجرة! لكن هذه التصرفات الفردية تسبب مشاكل كبيرة للسلطات، إذ أن الكثيرين يعرضون أنفسهم للخطر عن حسن نية!
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
الولايات المتحدة: حريق ديكسي!
يشتعل حالياً أكثر 5700 حريق في الساحل الغربي لولاية كاليفورنيا الأمريكية، رغم أن "موسم حرائق الغابات" المعتاد لم يبدأ بعد. ويعد حريق "ديكسي"، الذي دمر مدينة غرينفيل بالكامل، ثاني أكبر حريق في تاريخ الولاية. في الصورة، يراقب أحد أفراد فريق الإطفاء حريقاً في غابة بالقرب من بلدة ويستوود.
صورة من: FRED GREAVES/REUTERS
زوابع غريبة!
الحرائق في الساحل الغربي لكاليفورنيا تخلق طقسها الخاص، مسببة زوابع من الرماد والجمر، مثل هذه الزوابع التي تضرب تلال سانتا باربرا، تزيد من تعقيد الأمور. وبسبب الحرائق التي أصبحت أكثر تدميراً مما كانت عليه في السنوات الماضية، لجأت سلطات الولاية إلى واشنطن طلباً للمساعدة.
صورة من: David McNew/REUTERS
أمريكا اللاتينية: حرائق هائلة بسبب نزع الأشجار!
يأتي ذلك بالتزامن مع انتشار حرائق الغابات في حوالي 150 ألف هكتار في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا قرب الحدود مع البرازيل. ويعود السبب في الجزء الأكبر من هذه الحرائق الى نزع أشجار الغابات في بوليفيا التي تبلغ مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها 12 مليوناً.
صورة من: Gaston Brito/dpa/picture alliance
دور التغير المناخي
يقول العلماء إن ظاهرة التغير المناخي أدت بشكل حتمي إلى زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، حتى في بعض المناطق غير المعرضة للحرائق عادة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. فقد كان شهر يوليو/ تموز الماضي ثاني الأشهر الأعلى حرارة في أوروبا على الإطلاق! ويحذر العلماء من أن حرائق الغابات بدورها ستدمر مساحات كبيرة من الغطاء الأخضر وذلك سيؤدي إلى نتائج أكثر تدميراً على المناخ! م.ع.ح