1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يكتب العراق تاريخه؟

مراجعة: حسن حسين ١ يوليو ٢٠١٠

تاريخ العراق مختلف عليه بين أبنائه أنفسهم، وكتابته طلت دائما مؤدلجة ومسيّسة وبعيدة عن المنهج العلمي، في حين ظلت الحقيقة غائبة عمن يرومها.

صورة من: AP/DW

بعد انتظار طويل، بدأت المناهج الدراسية تتغير في العراق، أهم هذه التغييرات وقعت في كتب التاريخ. فقد صدرت نسخ جديدة من كتب تدريس التاريخ وهي خالية من أية إشارة إلى صدام حسين ودون أن تشير إلى التحالف الدولي الذي أسقطه. كما تغيرت في كتب التأريخ بالذات مواد تتعلق بالحرب العراقية الإيرانية وبوقائع تأريخ العراق الحديث عموما. الملفت للنظر ان هذه التغييرات رغم تأخرها لم تأت بشكل مقبول لا يغيب التاريخ عن الطالب، بل جاءت مقطوعة متسرعة في كثير من الأحيان. ناقش في هذه الحلقة محتوى كتب التأريخ في المدارس، ووضع المناهج الدراسية عموما.

صفوف مدرسية بدائيةصورة من: UNICEF

شارك في الحوار من فنلندا أمجد السوّاد أستاذ علوم الفضاء في جامعة "توركو" وهو عالم الفضاء العراقي الوحيد المعروف مشيرا إلى أنّ تاريخ العراق كان دائما مشوّها، والعراقيون يسقّطون ويحذفون تأريخهم دائما ، ومبينا أن الحكومات المتعاقبة كانت دائما تلغي المرحلة التي سبقتها، وهي تسعى دائما لإثبات أن الكمال لها وحدها وما قبلها . وهذا يؤدي الى قيام فجوة تاريخية تؤثر على تراكم المعرفة عند أبناء الأجيال المتعاقبة

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: أمجد السواد: كيف تصلح الأجيال اللاحقة أخطاء الأجيال السابقة إذا لم تجدها في التاريخ المدون؟)

ومن العمارة قال الكاتب محمد رشيد (سفير الشبكة العراقية لثقافة حقوق الأطفال ومؤسس برلمان الطفل العراقي) إن سياسة الحكام المتعاقبة أسقطت صفحات التاريخ المشرقة في تاريخ بلاد الرافدين مهد الحضارات، مشيرا إلى أن الحروب قد أفسدت كل شيء، واستشهد رشيد بمثال من دولة الإمارات العربية المتحدة التي لا يتجاوز عمرها 40 سنة ، وعاد وأشار إلى إن الحاكم الذي يتعاطى الحروب لن يجلب على دولته سوى الخراب

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: محمد رشيد: السلام والاستقرار هما اللذان يسجلان التأريخ)

تتهجأ حروف الحياة الأولىصورة من: AP

وخلال 100 عام يمكن التعرف على تاريخ العراق بالتسميات التالية:

من عام 1933 الى عام 1958 كان ما سمي بالعهد البائد وحكومة الانتداب البريطاني، ومن عام 1958 الى عام 1963 كان ما سمي بالحكم الفردي القاسمي، ومن عام 1963 الى عام 1968 كان ما سمي بالفترة العارفية المظلمة، ومن عام 1968 إلى عام 2003 كان ما سمي بصفحة البعث السوداء، وسوف يسمى ما بعد ذلك بصفحة الاحتلال السوداء أو صفحة التحرير البيضاء ...ولا اتفاق على أي تسمية. أمجد السوّاد علّق على ذلك بالقول أن الجديد لا يشعر بأنه قابل للنمو ما لم يلغي المنافس له ، وهكذا تدون الحكومات المتعاقبة السلبيات حصرا، لكن ما يجري الآن هو أنّ السلبيات نفسها لم تعد تدون..أي أن ما يجري الآن هو استثناء من كل المراحل

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: أمجد السواد: التاريخ الحديث في العراق لا يشير الى المقابر الجماعية لا الى المجازر الجماعية في كردستان، أي انه لا يوثق السلبيات)

وأشار السوّاد إلى أن ما قرأناه عن سلبيات المرحلة الملكية كانت في الحقيقة فضائل تسجل لصالح تلك المرحلة وأمثلة ذلك كثيرة في التاريخ، والمناهج المدرسية تعمدت تغييب هذه الحقائق.

من جانبه أشار محمد رشيد إلى أن مادة الثقافة القومية قد حذفت من مناهج الدراسة الجامعية لتحل محلها مادة حقوق الإنسان التي أصبحت مادة منهجية تحدد النجاح من الرسوب في اغلب الجامعات. وبين محمد رشيد أن هذا التوجه صحيح لأن مادة الثقافة القومية كانت ترويجا لفكر حزب البعث ولم تكن توثق للوطنية العراقية، وأعتبر رشيد ان إضافة مادة حقوق الانسان تتضمن تفاصيل تتعلق بالعهود والمواثيق الدولية التي ترسي قواعد الحفاظ على هذه الحقوق، وأشار رشيد الى أن هذه النتيجة جاءت استجابة الى جهود برلمان الطفل العراقي ومنظمات المجتمع المدني التي سعت جاهدة الى إضافة هذه المادة الى المناهج الدراسية

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: محمد رشيد: نسعى لإضافة مادة حقوق الطفل الى المناهج الدراسية الصفية)

الكمبيوتر الشخصي في مراحل الدراسة الأولىصورة من: DW

أنضم الى الحوار البروفسور فرهاد إبراهيم أستاذ التاريخ المعاصر والحديث في جامعة برلين الحرة مشيرا الى ان المرحلة التي أعقبت سقوط النازية عام 1945 قد شهدت تغييبا لهذه المرحلة من كتب التأريخ، بل ان طلاب المدارس لم يتعرفوا على تفاصيل تاريخ بلادهم من للفترة من 1933 الى الفترة 1945، وهذا له علاقة ايضا ان من كانوا يشرفون على كتابة التاريخ هم أنفسهم من كتبوا التاريخ النازي.

وأشار البروفسور إبراهيم ان المجتمع الألماني عاش إجماعا على عدم التعمق بهذا الموضوع، أي محاولة طمسه. والذي حصل أن بعض الشيوعيين والاشتراكيين واليهود عادوا من المنفى بعد عام 1945 وتولوا بشكل خجول إحياء تلك الصفحات

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: بروفسور فرهاد إبراهيم: بدأ التأريخ يكتب بحياد منذ قويَ اليسار في ألمانيا مطلع سبعينات القرن الماضي)

محمد رشيد أشار إلى ان المؤرخ المحايد هو الوحيد الذي يحق له أن يكتب التأريخ، ومبينا أن حنا بطاطو هو أفضل من كتب تاريخ العراق رغم انه كان فلسطينيا يحمل الجنسية الأمريكية، والمؤرخ الروسي كوتولوف هو أفضل من دون تأريخ ثورة العشرين ، هؤلاء كتبوا دون تحزب . حين يكون الإنسان خارج المشهد وشاهدا عليه يكون في الغالب محايدا.

وأشار امجد السوّاد الى جهود بذلها في مجال تطوير المناهج العلمية ورفع مستوى كفاءة الطلبة والأساتذة في العراق. شارحا أن العراق عاش لمدة طويلة انقطاعا تاما عن أي تطور علمي، وقد ولد هذا فجوة علمية كبرى، وعلاج هذه المسألة كان فقيرا. وتحدث السواد عن عملية توأمة مع الجامعات العراقية. الجامعات العراقية تفتقر الى النشرات العلمية لأن سعر الاشتراك في هذه النشرات كبير وتبخل به الجامعات لعدم وجود تخصيصات مالية كافية . ثم شرح مساعيه لتأمين بعثة دراسية كاملة لخمسة وأربعين طالبا من قبل حكومة فنلندا، لكن الاستجابة الحكومية في العراق جاءت مخيبة للآمال، وقد فاتت الفرصة على العراق ومات المشروع.

أمجد السوّاد أستاذ علوم الفضاء في جامعة "توركو"صورة من: Dr.Amjad Al-Sawad

وسألنا البروفسور إبراهيم إذا كلف من قبل السلطات العراقية بكتابة تأريخ العراق كيف سيتعامل مع المقاطع الخلافية وتأريخنا خلافي كله ، فقال إن كتابة التاريخ مبدئيا يجب ان تكون موضوعية ، وخطوة البداية يجب ان تكون تشكيل لجنة من المتخصصين تقوم بتعيين ما هو ايجابي وسلبي ونشره كما هو وليس كما يريده الحزب الفلاني أو الجهة الفلانية. تاريخ العراق حتى قبل صدام كانوا يكتبون تاريخا مؤدلجا، وهذا يعني ان التاريخ كان يكتب على طريقة مؤرخي الحزب الشيوعي حين دونوا مراحل تاريخ الاتحاد السوفيتي.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: بروفسور فرهاد إبراهيم: لابد أن تعطى كل مكونات العراق حقوقها التاريخية حين تدوين التاريخ)

ودعونا المستمعين إلى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا

هل تعتقد ان المناهج المدرسية في العراق تواكب مناهج الدراسة في دول العالم المتقدمة؟

فتنوعت الإجابات . المستمع محمد وهو طالب قد أنهى توا دراسته الإعدادية أشار إلى ان المشكلات ليست فقط في جانب المناهج، بل ان جزءا كثيرا منها يقع في جانب الطالب نفسه الذي لا يستوعب التطورات التي تصيب العلوم المختلفة .

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: رأي المستمع الطالب محمد)

محمد رشيد ختم الحوار بان منظمات المجتمع المدني المعنية بتنمية المستوى العلمي للطلبة تفتقر إلى الدعم المالي وهي فقيرة جدا وهذا يعيق عملها بشدة .

الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW