ينتشر متحور جديد لفيروس كورونا أطلق عليه اسم "جي إن. 1" (JN.1) في دول مختلفة من العالم. ويحذر أطباء من هذا المتحور الجديد نظرا لسرعة انتشاره الكبيرة. هذه أهم النصائح التي يقدمها أطباء لتفادي الإصابة بهذا المتحور الجديد.
إعلان
يجتاح متحور سريع الانتشار من فيروسكورونا (COVID-19) دولاً مختلفة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأصبح المتحور "جي إن. 1" (JN.1) هو الصورة الأكثر شيوعاً وانتشاراً من الفيروس، فمثل معظم الأشياء، يتحور الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 باستمرار، ويمكن لهذه التغييرات في بعض الأحيان أن تسمح للمتحورات المختلفة بالانتشار بشكل أكثر فعالية.
وقال الدكتور جيف فوكس خبير الأمراض المعدية في مستشفى ليكزنكتون المعمداني في ولاية كنتاكي الأمريكية: "قد يكون الفيروس أكثر عدوى لأنه تغير قليلاً، وقد لا يتعرف عليه جسمك" بحسب ما نقل عنه موقع شبكة سي بي اس الأمريكية.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الصورة السائدة حالياً من فيروس كورونا هي المتحور جي إن . 1 (JN.1) والتي يتتبعها علماء المراكز منذ شهر سبتمبر/أيلول . وفي أكتوبر/ تشرين الأول، شكلت هذه الصورة من الفيروس أقل من 0.1% من جميع حالات كوفيد. لكنها الآن بحلول شهر يناير/ كانون الثاني من عام 2024 ارتفع هذا الرقم إلى حوالي 86%.
وقال الدكتور فوكس: "قد يكون المتحور أكثر قابلية للانتقال بين الأشخاص، مما يعني أن الناس يمكن أن يصابوا به بسهولة أكبر، ولكن لا يبدو أنه يسبب مرضًا أكثر خطورة".
ويؤكد فوكس بذلك على ما قاله مركز السيطرة على الأمراض بأنه لا يوجد دليل على أن"جي إن. 1" (JN.1) يشكل خطرًا متزايدًا على الصحة العامة مقارنةً بالمتغيرات الأخرى. ومع ذلك، فإن انتشاره السريع يعني أنه من المحتمل أن تكون هناك زيادة في حالات كوفيد-19.
كيف يمكن الوقاية من هذا المتحور؟
يقول الدكتور فوكس إن اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد تعمل على هذا المتحور الجديد ونصح باللجوء الى تناول التطعيمات لمن لم يحصل عليها. وأضاف: "إذا كنت بالقرب من شخص تعرف أنه أصيب مؤخراً، فاخضع للاختبار، كما يجب عمل الاختبار أيضاً إذا كنت تعاني من الأعراض”.
تظهر البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 11% فقط من سكان الولايات المتحدة تلقوا أحدث لقاح لكوفيد-19. يقول الدكتور فوكس: "معدل تناول اللقاح أقل بكثير مما نحتاجه، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم، قل انتشار هذا الفيروس، وقل احتمال ظهور طفرات جديدة، وبالتالي ربما مرض أسوأ في المستقبل”.
وتشير الأبحاث إلى أن أحدث جرعة معززة لكوفيد-19 تم تصميمها لاستهداف متغير XBB.1.5، يمكنها أيضاً أن تولد أيضًا أجسامًا مضادة تعمل ضد JN.1، وإن كان عدد أقل منها. كما تقلل اللقاحات في احتمالات الوفاة أو مواجهة أعراض المرض الشديد، بحسب ما نقل موقع مجلة "التايم".
وفي بيان صدر في 13 ديسمبر/كانون الأول، أوصت المجموعة الاستشارية المتخصصة في مجال لقاحات كوفيد-19 التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالالتزام بلقاحات XBB.1.5 الحالية، حيث تشير البيانات إلى أنها توفر بعض الحماية.
ويؤكد الخبراء في جامعة يال الأمريكية أن الجهود الوقائية من المرض يمكن أن تساعد أيضًا. ويشمل ذلك الابتعاد عن الأشخاص المرضى، وارتداء القناع الطبي عندما تكون بين الأشخاص في أماكن ضيقة، وغسل اليدين، وتحسين التهوية، والبقاء على دراية بمستويات انتقال فيروس كورونا في منطقتك، بحسب ما نشر موقع الجامعة.
عماد حسن
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.