كيف يمكن لدبابات ليوبارد الألمانية حسم المعركة في أوكرانيا؟
٢٥ يناير ٢٠٢٣
أخيرا، وبعد موافقة ألمانيا، تم التوصل لاتفاق بين الدول الداعمة لأوكرانيا على تزويدها بدبابات "ليوبارد 2" القتالية لشن هجوم مضاد للقوات الروسية. فما الذي يجعل هذه الدبابة مميزة؟ وكيف يمكن أن تساعد أوكرانيا في حسم المعركة؟
أوكرانيا، ومنذ اليوم الأول للغزو، فاجأت الجيش الروسي بقدرتها القتالية. حيث تم إيقاف التقدم، والآن بعد مرور 11 شهرا على بدء الغزو، تم دحر القوات الروسية من عدة مناطق احتلتها.
روسيا تحضر قواتها الآن لمحاولة جديدة، مع الكثير من الدبابات، ويمكن أن تخسر أوكرانيا فيها بعض المناطق وأن تتكبد خسائر فادحة. القائد السابق في قوات الناتو، هانز-لوتر دومروزه، وخبراء آخرون، يتوقعون "هجوما (روسيا) في الربيع، فيه معارك دامية وشرسة".
ما هي الدبابات القتالية التي بحوزة أوكرانيا حتى الآن؟ وما هي الميزات الإضافية لدبابات ليوبارد؟
تمتلك أوكرانيا مئات المدرعات والدبابات الدفاعية، سواء مما يمتلكه جيشها سابقا، أو زودتها بها دول حليفة مؤخرا. كما تمتلك دبابات هجومية من الحقبة السوفييتية، من بينها دبابات قديمة مثل T72 وT80، غنمتها أوكرانيا من الجيش الروسي خلال انسحابه على وقع الضربات. وأيضا موديل T90.
والآن تأتي الدبابات الغربية، ومنها ليوبارد الألمانية، لترفع قدرات الجيش الأوكراني لشن هجوم مضاد من أجل استعادة المناطق المحتلة.
وهذه الدبابات تتفوق على نظيرتها الروسية ويمكنها تدمير الخصم في المعركة. وتعتبر دبابة ليوبارد بنسختها الحالية أفضل دبابة قتالية في العالم، بحسب المختصين.
وبها يمكن لأوكرانيا أن تفتح ممرا عبر منطقة دونباس باتجاه جزيرة القرم أيضا، وفق القيادي السابق في الجيش الأمريكي في أوروبا، بن هودجس، في مقابلة إذاعية. كما يمكن لأوكرانيا أن تبني، بهذه الدبابات القتالية الغربية المتطورة، حاجزا مصفحا يصعب اجتيازه، ويكون "مقدمة لهجوم القوات الأوكرانية لكسر خطوط الدفاع الروسية حتى الوصول إلى ماريوبول". وبشكل عام ستساهم هذه الدبابات في فتح الطريق أمام التقدم في أي اتجاه.
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
9 صورة1 | 9
ما عدد الدبابات التي يمكن للحكومة الألمانية أن تقدمها؟
هل سيقتصر ما تقدمه ألمانيا على الـ14 دبابة، التي أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن تسليمها لاحقا لأوكرانيا؟ أم ستكون هناك دفعات إضافية؟ عموما تتواجد دبابات ليوبارد في المخازن وورشات الصيانة وعند الشركة المصنعة، إضافة لتلك الموجودة بحوزة الجيش الألماني.
مدير شركة راينميتال، أرمين بابرغر، قال لمجلة شتيرن: يمكن لشركته أن تجهز، حتى نهاية مارس/ آذار، 29 دبابة "ليوبارد 2A4"، والتي كان من المفترض أن تسلم لسلوفاكيا وتشيكيا ضمن نظام التسليح التبادلي. وأضاف مدير الشركة أنه يمكن تجهيز دبابات ليوبارد إضافية، ولكن ذلك سيستغرق وقتا.
كان الجيش الألماني يمتلك خلال الحرب الباردة أكثر من 2100 دبابة من طراز ليوبارد 2، ولكن بعد سقوط جدار برلين وتراجع خطر الصراعات المسلحة تخلص الجيش من كثير من تلك الدبابات إما ببيعها أو منحها لدول أخرى، أو بتفكيكها والتخلص منها.
في العام الماضي كان بحوزة الجيش الألماني 312 دبابة ليوبارد 2، ولكن ليس من بينها أي دبابة قديمة من طراز "ليوبارد 2A4"، والتي يجري الحديث عنها الآن لتسليمها لأوكرانيا. الآن ستسلم ألمانيا لأوكرانيا 14 دبابة من طراز "ليوبارد 2A6". ولو تقرر تسليم دفعات لاحقة في المستقبل فقد تكون دبابات "2A5" خيارا متاحا.
هل هناك دبابات قتالية أخرى تهتم أوكرانيا بالحصول عليها؟
بريطانيا أعلنت سابقا عن أنها ستزود كييف بدبابات "تشالنجر2". ولكن عسكريا من الأفضل أن تكون الدبابات من طراز واحد، قدر الإمكان. وأي عملية صيانة قد تتطلب سحب الدبابات من أوكرانيا، ثم إعادتها لاحقا. ولذلك قامت شركة صناعة الدبابات "KMW" ووزارة الدفاع الألمانية ببناء ورشة صيانة كبيرة في سلوفاكيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. وذلك من أجل صيانة أسلحة معينة مثل دبابات "PzH 2000".
كم عدد دبابات ليوبارد المتاحة؟
هناك مبدئيا 12 دولة مستعدة لتسليم دبابات ليوبارد لأوكرانيا، وفق مسؤول حكومي أوكراني، في تصريح لقناة ABC الأمريكية. ومن بين هذه الدول إسبانيا وهولندا والدنمارك. وبالمجمل هناك 100 دبابة ليوبارد جاهزة للتسليم. هذا التأكيد حدث خلال اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في قاعدة رامشتاين بجنوب غرب ألمانيا الأسبوع الماضي.
وهذا يعني حسابيا أن كل الدول المجتمعة في رامشتاين، عدا تركيا، ستسلم دبابات ليوبارد. وأول من أعلن بوضوح عن ذلك كانت بولندا، التي أكدت أنها ستسلم 14 دبابة من طراز "ليوبارد 2A4"، التي تكفي عدديا لبناء سرية دبابات.
الشركة المنتجة لليوبارد "كراوس مافاي فيغمان" أنتجت حتى الآن 3500 من دبابات ليوبارد 2. ولكن العدد الأكبر منها تحتاجها الدول المالكة للدفاع الذاتي.
أين موقع الناتو من هذه الخطط؟
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، يينس ستولتينبيرغ، طالب بسرعة تسليم الأسلحة الجديدة، وهناك حاجة "لأنظمة ثقيلة ومتطورة"، على حد تعبيره. وأضاف المسؤول النرويجي: "الطريق الوحيد لضمان السلام الدائم يكمن في إفهام بوتين بأنه لن يستطيع الانتصار في أرض المعركة". ولكن النقاد يحذرون من تصعيد أكبر.
كيف هو الرأي العام في ألمانيا بشأن تسليم دبابات ليوبارد؟
هناك انقسام واضح في الرأي بين الألمان، وفق استطلاع أجرته شبكة القناة الألمانية الأولى "ARD"، يوم الخميس الماضي. يؤيد 46 بالمئة من المستطلعة آراؤهم تسليم الدبابات. وفي المقابل فإن 43 بالمئة يعارضون. والـ11 بالمئة الآخرون لم يحسموا موقفهم.
تاغسشاو/ف.ي
بالصور .. أكبر الدول الداعمة لأوكرانيا وأهم الأسلحة!
تتعرض ألمانيا كثيرا للنقد فيما يتعلق بدعم أوكرانيا بالسلاح والعتاد، رغم أنها ثالث أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة وبريطانيا. وفيما يلي أهم الأسلحة التي حصلت عليها أوكرانيا خلال عام 2022 والدول التي قدمتها.
صورة من: Frank Hofmann/DW
الولايات المتحدة أكبر داعم
قدمت الولايات المتحدة أسلحة ومعدات لأوكرانيا خلال عام 2022 بقيمة 22,9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة. ومن أهم الأسلحة الثقيلة التي قدمتها لأوكرانيا راجمات صواريخ هيمارس وأنظمة دفاع جوي ومدافع ومروحيات ومسيرات وناقلات جند مدرعة من طراز برادلي وغيرها.
صورة من: US Army/ZUMA Wire/IMAGO
بريطانيا
احتلت بريطانيا المركز الثاني بين الدول الداعمة لأوكرانيا، حيث قدمت لها خلال عام 2022 مساعدات عسكرية بقيمة 4,1 مليار يورو. ومن بين الأسلحة التي قدمتها راجمات صواريخ من طراز M270، وأسلحة مضادة للدروع ومئات الصواريخ قصيرة المدى وأنظمة دفاع جوي وناقلات جند مدرعة.
صورة من: Andrew Chittock/StockTrek Images/IMAGO
ألمانيا
قدمت ألمانيا مساعدات عسكرية لأوكرانيا خلال العام الماضي بقيمة 2,3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا. من بين الأسلحة الثقيلة التي قدمتها ألمانيا راجمات صواريخ وأنظمة دفاع جوي أهمها Iris-T ومدافع هاوبتس 2000 المدرعة المتحركة ومدافع غيبارد ذاتية الدفع المضادة للطيران.
صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture alliance
صواريخ باتريوت ومدرعات ألمانية
كما قدمت ألمانيا لأوكرانيا نظام الدفاع الجوي الصاروخي باتريوت وناقلات جند مدرعة من طراز ماردر. بالإضافة إلى ذلك قدمت برلين شاحنات عسكرية وكاسحات ألغام وقذائف وطلقات من مختلف الأنواع والأعيرة وغير ذلك من العتاد والمعدات للجيش الأوكراني.
صورة من: Sebastian Apel/U.S. Department of Defense/AP/picture alliance
بولندا
قدمت بولندا لجارتها أوكرانيا دعما عسكريا خلال عام 2022 بقيمة 1,8 مليار يورو، وبذلك كانت رابع داعم لأوكرانيا على المستوى العالمي. وكانت دبابات T72 وناقلة الجند المدرعة BMP السوفياتية الصنع من أبزر الأسلحة والمعدات التي قدمتها وارسو لكييف.
صورة من: Yashuyoshi Chiba/AFP/Getty Images
كندا
وصل حجم المساعدات العسكرية الكندية لأوكرانيا إلى 1,4 مليار يورو في عام 2022 ولتحتل بذلك المرتبة الخامسة بين داعمي كييف. وتعتبر مدافع الميدان M-777 من أبرز ما قدمته كندا بالإضافة إلى راجمات صواريخ وقنابل يدوية وذخيرة.
صورة من: Metin Aktas/AA/picture alliance
النرويج
حصلت أوكرانيا على مساعدات عسكرية بقيمة 600 مليون دولار من النرويج عام 2022، وهي سادس أكبر دولة داعمة لأوكرانيا. ومدافع هاوبتس المتحركة من طراز M109 وقذائف وقطع غيار. بالإضافة إلى صواريخ أرض جو مضاد للطيران من طراز Mistral وأخرى مضادة للدروع.
صورة من: Philippe Huguen/AFP
فرنسا
احتلت فرنسا المرتبة السابعة بين أكبر الدول الداعمة لأوكرانيا، حيث وصلت قيمة مساعداتها العسكرية إلى 500 مليون يور خلال العام الماضي. ومن أبرز الأسلحة التي قدمتها كانت مدافع سيزر وصواريخ ميلان المضادة للدروع وصواريخ أرض جو من طراز ميسترال.
إعداد: عارف جابو